2008/08/13

جمال عبدالناصر نجم المسلسلات العربية فى رمضان

كتابة فريدة.. إخراج متميز..حشود هائلة من النجوم.. إنتاج ضخم 121845
جمال عبدالناصر نجم المسلسلات العربية فى رمضان

استطاع المخرج باسل الخطيب أن ينجز عدداً كبيراً من ساعات التصوير لمسلسل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث يبدأ هذا الأسبوع فى مونتاج الحلقات التى تم تصويرها، ليكون المسلسل جاهزا للعرض مع اليوم الأول لشهر رمضان المبارك على عدد كبير من الفضائيات المصرية الرسمية والخاصة، إضافة إلى ال أغلب التليفزيوناتعربية.
يتناول المسلسل مرحلة مهمة من تاريخ مصر والمنطقة والعالم، وهى فترة تمتد لأكثر من خمسين عاما منذ ولد جمال عبد الناصر فى يناير 1918 إلى وفاته فى سبتمبر 1970، فى شكل ملحمة كتبها الكاتب الكبير يسرى الجندى، مؤكدا أن المسلسل لن يتناول سيرة جمال عبد الناصر بمعزل عن تاريخ المرحلة بأكملها، سواء قبل أو بعد الثورة، وبكل الخلفيات، بما فى ذلك الخلفيات الثقافية والفنية ومناخ العصر.
وقد حرص الكاتب يسرى الجندى فى كتابته للمسلسل على توخى الموضوعية بأولوية مطلقة، حيث قام على مراجعة جزء كبير منه المؤرخ الراحل الدكتور يونان لبيب رزق قبيل رحيله، كما تتولى من البداية المشاركة فى المراجعة الدكتورة هدى عبد الناصر ليس باعتبارها ابنة الزعيم الراحل ـ وان كانت مشاركتها فى هذا الجزء مهمة جدا ـ ولكن بحكم تخصص رسالتها للدكتوراة فى هذه الفترة تحديدا، وبحكم تتبعها للأحداث ومؤلفاتها عن المرحلة إلى جانب كل ما يتعلق بالجوانب العائلية الممتدة بين بنى مر والقاهرة والإسكندرية وغيرها، كما يقوم باستكمال ما أنجزه الدكتور يونان احد تلامذته الدكتور جمال شقر.
كما يؤكد الجندى أن المسلسل لا يتخذ أى موقف متحيز من أى حدث تاريخى أو أى شخص، بل إن الأحداث تدلل على إنصاف كل الاطراف وطرحها خلال العمل بما لها وما عليها وفق مصادر مؤكدة وموثقة وتبعا لأخر ما توفر من معلومات والأمر ينسحب على صورة المراحل ككل سواء قبل الثورة، أو خلالها حتى وفاة جمال عبد الناصر.
وعن الجانب الإنسانى فى المسلسل يقول الجندي: هذا الجانب نعتبره بالغ الأهمية ليس فقط لتقريب المسلسل من وجدان المشاهدين وإنما لأنه فى صميم تكوين الشخصيات ودورها ورسم المناخ بخصوصية وتنوعه أيضا وبث نبض حى فى الأحداث بما فى ذلك اللحظات التاريخية الكبرى، خاصة أن شخصية الزعيم جمال عبد الناصر شخصية ثرية جدا، سواء فى مرحلة الطفولة والصبا، ثم الشباب، وحتى قيامه بتنظيم الضباط الأحرار، وقيامه بالثورة هو ورفاقه، ثم مرحلة المد الثورى وحركات التحرر، وصولا إلى النهاية.
ومثلما يعتمد العمل على شخصيات معروفة تاريخيا، يعتمد أيضا على رسم شخصيات مبتدعة من واقع وملابسات كل مرحلة بما يعبر عن شرائح وفئات وطبقات المجتمع بما كان عليه وما جرى فيه من متغيرات انعكست على الجميع.
ويؤكد الجندى أن المسلسل سيشهد أيضا ولأول مرة فى عمل درامى عن تلك الفترة، بمواجهة العديد من الاسئلة التى مازالت تثير الجدل مثل موقف الثورة من الرئيس محمد نجيب وحقيقة ما جرى فى أزمة مارس 1954 وطبيعة علاقة جمال عبد الناصر بعبد الحكيم عامر من بداياتها الأولى وكيف تطورت والى ما انتهت إليه وحقيقة وأسباب ما حدث فى يونيو 67 وأيضا الأحزاب القديمة و دورها قبل الثورة ثم علاقتها بالثورة وخاصة جماعة الإخوان المسلمين وحقيقة حادث المنشية وكل ذلك رجوعا إلى كل ما توفر من معلومات موثقة وعليها شهود ثقة وتجنب كل ما هو محل شك أو التباس.
ويقول المخرج باسل الخطيب إن موضوع المسلسل بالغ الخصوبة ويتطلب بالتالى لاكتمال الصورة والتفاصيل، عددا هائلا من الحلقات، ولكن المسلسل اختار منهج التكثيف بما يساعده على تقديم رؤيته فى ضوء واحد وان توسعنا قليلا فى كل ما كان مجهولا للناس مثل حياة جمال عبد الناصر منذ ولد بالإسكندرية وعلاقته منذ الصغر بعائلته سواء فى القاهرة أو بنى مر أو الخطاطبة أو الإسكندرية، ويستتبع ذلك رصد كيفية نمو وعيه وعلاقته بمن حوله وصورة واقع وكيفية تشكل ملامح الهموم بالشأن العام وملامح الرعاية بشكل مبكر وتلقائى وما دفعه من ثمن بسبب ذلك.
وتبدأ الأحداث حيث تمتد جذور الطفل الأسمر فى قلب جنوب الوادى ليشب النبت صبيا فى ظل مآذن مصر المحروسة ومبانيها وبما تحمل من ملامح وطن وبعض تاريخ أمه.
ومع الخطوات الأولى، يعرف الصبى معنى الموت والفراق مع موت أمه ويشهد وجه الطغيان ثم مصرع طفلة هى البراءة تغتال تحت نعال المحتل بلا ثمن، وحيث يتجاوز الفتى أشواق عمره إلى أشواق كل الوطن تكون النار تحت الرماد، دون أن يدرى أن القدر يقدر أن يصل على يديه ما انقطع كى تتواصل حلقات التاريخ على درب الحرية.
وتجيء جراح فلسطين علامة لتؤجج أشواق الحرية فى الجسد العربى النافر، كى يبدأ ميلاد آخر للحلم.. حلم الحرية.
وكما كل ميلاد تكون الآلام، وتفتح الآمال، وصدام لا يتوقف بين الهدم والبقاء والحق والباطل والعين المتربصة بنا عبر قرون لا تغفل، حتى يأتى الجرح القاتل فى 67، لكن ما ظنوه موتا وهلاكا يتحول بعثا آخر تتجدد روح الامه تدفعه معها كى ينهض، كما يتجدد دمها تشتد سواعدها وترد، حتى وان أدركته لحظة الاستشهاد وهو يلم الشمل قبلما تدركه لحظة النصر، تلك التى اسهم فيها حتى اخر رمق من نفسه، لتكتمل بذلك حلقة مضيئة فى تاريخ مصر.
العمل هو اول عمل تليفزيونى بهذه الضخامة يتحدث عن حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كتبه يسرى الجندى، ويخرجه باسل الخطيب ومن انتاج شركة محمد فوزى وشركة اوسكار فيلم. ويقول المخرج باسل الخطيب، لقد عرض على الكثير من الأعمال قبل هذا المسلسل فى مصر، لكننى لم اتحمس للدخول فيها، لأننى كنت اطمح لما هو أهم وأفضل، وقد وجدت ضالتى فى مسلسل جمال عبد الناصر، فهو مسلسل ضخم وعن شخصية أضخم، فضلا عن الإنتاج المميز.
وبالطبع لن يستطيع مسلسل فى ثلاثين حلقة أن يتناول كل تفاصيل حياة زعيم كبير مثل جمال عبد الناصر، لكننا سنبذل جهدنا قدر المستطاع، خاصة قضايا نبوغه منذ الصغر وطفولته وعلاقته بوالدته والثورة والأحداث التى تبعتها بعد ذلك، فالعمل سيضم أحداثا كثيرة وشيقة ونسأل الله أن يوفقنا، فبغض النظر عن كل وجهات النظر المختلفة حول شخصية عبد الناصر، فإنه يبقى زعيما عربيا كبيرا، وأعتقد انه استطاع أن ينتزع الاحترام من كل مَن حوله حتى من أكثر خصومه ضراوة، وأستطيع القول إن بعض المحطات الخليجية منذ اللحظة، طلبت شراء العمل ليكون عرضا حصريا عليها خلال شهر رمضان المقبل، لأن عبد الناصر شخصية مهمة وزعيم له محبوه فى عالمنا العربى وهم بالملايين، بل وفى الغرب أيضا، وعمل كهذا سيجد طريقا للمشاهدة والنجاح إن شاء الله.
يقوم بدور الزعيم جمال عبد الناصر، الفنان مجدى كامل، وفى دور زوجته السيدة تحية الفنانة لقاء الخميسى، والفنان محمد وفيق فى دور والده، وفاء عامر فى دور أمه، وشيرين فى دور زوجة الأب، وصلاح عبد الله فى دور عمه، وسوسن بدر زوجة عمه، مجدى صبحى فى دور على أمين، شريف حلمى فى دور محمد حسنين هيكل، محمد الدفراوى فى دور جده حسين سلطان، أحمد سلامة فى دور صديقه وصاحب مطبعة، عبد الرحمن أبو زهرة فى دور اللواء محمد نجيب..
عن جريدة العربي الناصرية

ليست هناك تعليقات: