2008/08/17

حول الحملة الاعلامية الصهيونية ضد بن جدو والجزيرة


بقلم:معن بشور

ادلى الاستاذ معن بشور الامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان بما يلي:

ليست الحملة الاعلامية والسياسية الصهيونية ضد الاعلامي البارز غسان بن جدو وضد قناة "الجزيرة" على خلفية استضافة المناضل الكبير وعميد الاسرى العرب في سجون الاحتلال الصهيوني سمير القنطار في برنامج تلفزيوني، شأناً خاصاً يخص بن جدو والفضائية العربية الكبرى ، بل انها تشكل استفزازاً كبيراً لمشاعر اللبنانيين خصوصاً، والعرب عموماً، من خلال سعيها الى التضييق على المناضل القنطار في حريته وحركته واطلالاته الاعلامية، تماماً كما كانت تضيق عليه خلال سجنه الطويل، كما من خلال سعيها الى التضييق على حرية اعلاميين احرار عرفوا على مدى سنوات بتوازنهم والتزامهم المهني والحرفي.

ان هذه الحملة تكشف بكل وضوح حقيقة الادعاءات الصهيونية والامريكية حول احترام الحريات العامة والاصول الديمقراطية، كما تظهر هشاشة هذا الكيان الذي يخشى مقابلة فضائية مع اسير محرر كانت قصة اسره ونضاله محور اهتمام كل ابناء ووطنه وأمته وأحرار العالم ، بالاضافة الى اهتمام العديد من وسائل الاعلام.

اننا لا نفصل هذه الحملة ضد "الجزيرة" وضد الاستاذ غسان بن جدو عن مجمل التوصيات التي اقرتها لجنة فينوغراد في مجال تقييم دور الاعلام في هزيمة العدوان الصهيوني على لبنان 2006، وهو اعلام قدّم الشهداء والجرحى لكي ينقل للعالم كله صورة حية عن العدوان عن الفشل الصهيوني، كما لا نفصل هذه الحملة بالتأكيد عن تلك العقلية الارهابية والاستبدادية التي تتحكم بالادارة الامريكية الداعمة للكيان الصهيوني وحربه ضد لبنان والتي عبّر عنها جورج بوش نفسه حين ناقش مع صديقه طوني بلير احتمالات قصف مقر قناة الجزيرة في دولة قطر، بل العقلية التي كانت وراء قصف مكتب الجزيرة في بغداد واستشهاد الاعلامي طارق ايوب في نيسان/ابريل 2003.

اننا من موقع المسؤولية الوطنية والقومية ، ومن خلال تمسكنا بالنهج الديمقراطي، ندعو الى أوسع حملة تضامن مع الاعلامي غسان بن جدو وزملائه في قناة "الجزيرة" والى مقاومة كل الضغوط المستمرة على غير صعيد لكي تتراجع هذه القناة عن مهنيتها وحرفيتها والتزامها بالحقيقة وهي سمات اكسبت "الجزيرة" اكسبتها مكانتها لدى ملايين المشاهدين على مستوى الامة والعالم.

ان قضية غسان بن جدو وقناة الجزيرة باتت من القضايا التي يتلازم فيها الخيار الوطني والقومي مع الخيار الديمقراطي الى درجة الالتحام، كما انها واحدة من قضايا مماثلة مرّت بها "الجزيرة" سابقاً، كما معظم وسائل الاعلام والتعبير، وبالتالي فهي قضية تمس الامة في جوهر قيمها في الحرية والمقاومة والنهوض والالتزام بالحق والحقيقة.

ليست هناك تعليقات: