2008/08/01

كلمة السيد معن بشور الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي


خلال ترؤسه حفل افتتاح الندوة القومية الثانية للمنتدى

حول "المقاومة والمشروع النهضوي العربي"

بيروت 25/7/2008

قبل ربع قرن تقريباً ومن هذه المدينة الآبية العصّية على كل ظلم أو طغيان أو أنقسام أو هيمنة أو احتلال، من بيروت العروبة والكرامة والمقاومة، انطلق شعاعان يشقان ظلام دامس ودافع لليأس حاول أعداء الامة نشره على امتداد الوطن الكبير.

الشعاع الأول هو شعاع المقاومة وقد حمله مقاومون نهضويين، تعرفونهم جيداً، في كل أحياء العاصمة وضاحيتها لينيروا به كل أرجاء الوطن، وهي مقاومة كانت تستكمل مقاومات انتشرت في امكنة وأزمنة عدة الى أن توجتها هذه الايام انتصارات وانجازات في لبنان، وانتفاضات وثورات في فلسطين، وبطولات وتضحيات في العراق، ناهيك عما نشهده في الصومال وافغانستان وحيثما هناك احتلال.

والشعاع الثاني هو شعاع النهضة التي حمل رايتها مثقفون وباحثون مقاومون بالفكرة والوعي فانكبوا عبر مركز دراسات الوحدة العربية ومنتديات ومؤتمرات ومؤسسات أخرى على استكمال محاولات نهضوية سابقة عرفتها الامة عبر بلورة مشروع للنهوض العربي الحضاري يتلاقى اليوم حوله مناضلون مثقفون وناشطون من كل تيارات الامة ومشاربها الفكرية والعقائدية في مؤتمرات وأطر حوار وعمل.

ومع مرور السنوات المليئة بالعطاء المقاوم والعصف الفكري، اخذ يتبين لكل مهتم او مهموم بمستقبل الامة ان الامة تسير الى مستقبلها على عربة يقودها جوادن النهضة والمقاومة.

فهل من علاقة بين المقاومة والنهضة، هل من رؤى مستقبلية لمشروع المقاومة ولمشروع النهضة، اسئلة حملها المنتدى القومي العربي الى نخبة من رجال الفكر والنضال على امتداد الامة العربية لكي يساهموا معنا في بلورة الاجابات الصحيحة.

ولقد شاء المنتدى ألاّ تمر المناسبات التي تنعقد ندوته القومية الثانية، الذكرى الثانية للانتصار، الذكرى 56 لثورة يوليو، الذكرى الستين للنكبة، إلا ويقرن البحث الفكري بالبعد النضالي، فكان درع المقاومة والتحرير لمناضل بدأ حياته مقاوماً ويبدو انه قرر ان يواصلها نضالاً حتى التحرير، اي عميد الاسرى والمحررين سمير القنطار، وكذلك ان يقرن الحوار الثقافي بالبعد الاخلاقي وفاء وتقديراً لسفيرة فنزويلا السيدة سعاد كرم على جهودها الطيبة وعلى مواقف بلدها ورئيسه المناضل هيوغو شافيز تجاه قضايانا، لا سيما وقفته التاريخية خلال العدوان على لبنان، وكذلك ان يقرن هذا الجهد الفكري بتكريم الاعلام المهني الرفيع الذي يخدم الحق والحقيقة بقدر التزامه بالشروط المهنية، وذلك عبر اعلامي كبير اقتحم بالصورة والصوت مع زملاء وزميلات غمار المعارك، بشجاعة المقاوم ودقة المهني أعني به غسان بن جدو.

ليست هناك تعليقات: