2009/02/21

بيان مساندة من المؤتمر الناصري العام على إثر رفض النظام التونسي منح الترخيص لإصدار نشرية "الناصرية"

بــــــــــــــيان إعلامي

القاهرة في :19/02/2009

يتابع المؤتمر الناصري العام بكل الاهتمام الموقف المتعنت للسلطات التونسية التي امتنعت دون سند من قانون عن مجرد تسلم طلب الناصريين بتونس لإصدار جريدة تنطق باسمهم لتعبر عن أرائهم واسهاماتهم في الدفاع عن المصالح القومية لأمتنا العربية والقضايا الملحة لرجل الشارع في تونس.
إن هذا الرفض الذي ألجأ الناصريين بتونس إلي رفع طلبهم بالبريد يتجافي مع أبسط الحقوق التي أقرتها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في التعبير بمثل ما يمثل خرقا وتجاوزا للقانون التونسي ذاته.
لقد سلكت السلطات التونسية نفس الطريق التعيس الذي تمضي يه حكومات عربية كثر بهدف تضييق الخناق علي القوي السياسية الشريفة والمحافظة علي التزامها النضالي بقضايا الأمة وفي طليعتها القوي الناصرية والقومية
إن المؤتمر الناصري العام إذ يؤكد تضامنه ومساندته الكاملة لمطلب الناصريين بتونس وحقهم الأصيل في اصدار مطبوعة تعبر عنهم ليعرب عن يقينه بأن القوي الناصرية بتونس لن تتنازل عن حقها ولن تثنيها مثل تلك الممارسات الحكومية المعادية للديمقراطية عن الاستمرار في التعبير بصدق عن حقيقة الهوية العربية لتونس وانحيازها للشرفاء والذين ظلموا من أمتنا في كل شبر من الأرض العربية الواحدة
إننا ندعو كل الناصريين في الوطن العربي الكبير وفي المهاجر بل وكل القوي الحية والشريفة إلي بذل كافة أشكال الدعم الاعلامي والأدبي والمعنوي لحق الناصريين بتونس في اصدار مطبوعاتهم الخاصة


وما مات حق وراءه مطالب
ستظل راياتنا خفاقة عالية تأبي الذل
ودائما معا نمضي علي طريق الحرية والاشتراكية والوحدة


الأمانة العامة
المؤتمر الناصري العام

2009/01/30

الغاسقون والمخلب الجديد

عند الحديث عن أي ظاهرة قد تبرز في خضم مسار الحياة الإنسانية يتوجب النظر فيها بإمعانٍ ورويةٍ حتى يتمكن الإنسان من معرفة مظاهر هذه الظاهرة أو تلك واستيعاب مصادر علتها وفهم آلياتها وأسبابها وذلك من خلال منهج فكري واعي يشخص أركان ومستهدفات أي ظاهرة يكمن فيها شر أو خير وبما أننا نعيش الآن حقبة صراع بين الخير والشر فقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى بلورة حالة نهوض ذهني جديد وخاصة من طرف قوى الخير والحرية لان الأشرار مخربين للأسس التي يتمناها الإنسان الخير أن تسود في الحياة والحضارة وقد وعدنا السادة قراء سلسلة الغاسقون في الحلقة الماضية بان نبين لهم المكونات الفكرية التي يعمل من خلالها الأشرار المخربون في عالمنا المعاصر وخاصة في وطن الأمة الرسالية المقدسة وحين ندخل في تفاصيل ذلك سيُصاب عدد من الناس بالدهشة والانبهار ولعل هذه الدهشة والانبهار ستشكل دافعاً جديداً يرتقي بحالة الوعي الذهني التي ستنقلنا إلى الإعداد والاستعداد وهنا أقول : هل شاهد أو سمع احدنا بدولة بلا ارضٍ وبلا شعبٍ ؟! وعلى الرغم من ذلك فهي دولة معترف بها سراً وعلانية من قبل ثمانية وتسعون دولة ومنها ستة عشر دولة إسلامية ومن بينها تسع دول عربية ولهــــــا (( 3 )) أعلام كل منها يحمل دلالات مختلفة وتحمل اسم (( حكومة السيادة العالمية المستقلة )) وفي بعض الأحيان يُطلق عليها اسم (( المستشارية السامية للفرسان )) ويأتي الدعم لنشاط هذه الدولة من عدد من قساوسة المسيحية الصهيونية وبإشراف دعم روحي وتكتيكي من قيادة حركة التدبيريون الكامنة في الجسم السياسي والاقتصادي في الولايات الصهيونية الأمريكية وفي عدد من الدول الأوربية .. كما أن لهذه الدولة أدوات واليات للتنفيذ يُطلق عليها (( إخوان الخدمة )) وهم منفذي الأوامر ويتمركزون عادةً في أنديــــة (( الليونس )) ، وأندية (( السفاري )) و (( الروتاري )) المنتشرة ألان في عواصم ومدن الوطن العربي ومناطق أخرى في العالم ومن ضمن آلياتهم الأخرى مجموعة أخرى تسمى بـ (( المتبرعين )) ويُطلق عليهم (( الجوادين )) جامعي التبرعات من مكامن المال ..
ومن أهم أهداف معتقداتهم بث روح العنصرية والفتن بين المكونات الاجتماعية للشعوب ، وإشاعة مظاهر التعصب الديني وتشجيع أحزاب ومنظمات دينية إسلامية على التمادي في تخريب المضمون الرسالي للقرآن الكريم وخاصة في الوطن العربي حيث استطاعت هذه الحكومة أن تفعل فعلها في نشر الخرافة في الأوساط الاجتماعية الإسلامية وأوجدت حركات تتبنى فكرة نشر أنماط من الفتاوى الهادفة بالنتيجة إلى تحقيق أغراضهــــم الدنيئة ( هناك حركة معينة لها ثقلها في الجزيرة العربية قد وقعت في فخ هذا التدبير المتآمر على جوهر المضمون الرسالي للقرآن الكريم ) وحين نتتبع إستراتيجية هذه الحكومة وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي نجد أنهم قد دعموا فكرة الحرب والتخريب ضد المجتمع الإسلامي والمجتمع الارثوذيكسي وذلك باعتبار إن مذهب الأرثوذكسية المسيحي يعتبر عقبة أمامهم حيث الأرثوذكس المتمردون على أفكار ومعتقدات المسيحية الصهيونية ولقد جُند من اجل ذلك أدوات للتخريب كأعضاء ( منظمة الماسونية) ولجان ( المقاصــد الخيرية ) وعصابات ( المافيا ) بعد أن تمت السيطرة على هذه المنظمات وإنشاء منظمة القتل والعبث وعلى رأسها منظمة( بلاك ووتر ) السيئة الصيت والتي سنتعرض بالتفصيل لمؤسسها ؛ ولكي نحدد الأمور بشكل دقيق ونضعها في نصابها ونؤكد بالتوضيح أن مقر هذه الحكومة يقع ألان في ايطاليا ..
ولها رئيس يلقب بـ ( السيد الأعظم) ويرأسها ألان الأمير ( أندرو بيرتي ) وهو من أصل انجليزي ينتمي للقبائل الانجلوساكسونية وخريج جامعة أكسفورد وقد تم انتخابه مدى الحياة عام 1988 وعند الحديث عن أعضاء هذه الحكومة لابد أن نذكر بعضهم وفي مقدمتهـــــم ( توني بلير ) رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ، و ( ديفيد روكفلر ) وهو أغنى رجل في العالم ومعروف جداً . و ( رونالد ريغان ) الرئيس الأمريكي الأسبق و ( خوان كارلوس ) ملك اسبانيا و ( جورج بوش الابن ) صاحب حذاء ( منتظر الزيدي ) و ( إيريك برينس ) مؤسس منظمة بلاك ووتر الإجرامية التي تعيث فساداً وقتلاً وتشريداً في العراق ومنطقة دارفور و ( جوزيف شميتز ) جنرال متقاعد عمل بوزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " وحالياً مستشار تنفيذي لمنظمة بلاك ووتر ...
وبعد وصول المجموعة الصهيونية الحاكمة ألان في ( فرنسا ) وعلى رأسها المهرج الخطير ( ساركوزي ) والمهرج الفهلوان ( كوشنير ) قد ترتب نهج استراتيجي جديد بتكليف هؤلاء بلعب أدوار تستهدف منطقة الوطن العربي وذلك بمساعدة مجموعة رؤوس الأفاعي السامة في لندن ومجموعة ألمانيا وعلى رأسها المستشارة ( ميركل ) يساندهم في ذلك جهد يظهر خلاف ما يبطن متمثل في ( بيرلسكوني ) وأعوانه في ايطاليا.. حيث ستكون إستراتيجية العمل لهذا الظهير الخطير قائمة على أفعال وجهود عدوانية تقضي بمحاصرة ( تيار المقاومة ) الذي برز في السنوات الأخيرة كأداة معبرة عن الحقوق العربية إذ شعرت المجاميع العدوانية بالخطر القادم عبر الجهد الجهادي لهذا التيار .. وعند التمعن في إستراتيجية الحكومة التدبيرية سوف نجد ملامح منهج جديد تتولى من خلاله مجموعة المهرجين دور يحل محل الظاهرة الأمريكية التي أحرق مكوناتها ( جورج بوش المجنون ) .. وبذلك يتولى المعلم الكبير ( أوباما ) مسئولية التوجيه السياسي لمجموعة المهرجين وتقوم أمريكا بمبادرات تكتيكية يتولى العمل فيها صهاينة محترفين في الكذب و مختصين في أعمال ( التمييع ) وخاصة عندما ننظر إلى حيثيات أعضاء الفريق المختص بالمنطقة العربية والذي تم تشكيله مؤخراً في أمريكا وهنا نتوقف عن الاستمرار في شرح عناصر ما هو مقبل وسوف نتناوله بالتفصيل في حلقة ( الغاسقون ) القادمة ... وبذلك نعود إلى الحديث عن ( حكومة السيادة العالمية المستقلة) وعن سفاراتها في الدول العربية وأولها سفارتها في الأردن وهي تقع في شارع المدينة المنورة في ( عمان ) وسفيرها المستشار ( وليد الخازن ) لبناني الأصل .. أما سفارتها العتيدة في القاهرة فهي تقع في شارع ( هدى شعراوي ) وسط قاهرة المعز ومن الغريب في الأمر إن الرئيس الصهيوني ( شمعون بيريز ) قد طلب من السلطات المصرية الاعتراف رسمياً بهذه السفارة .. كما أن هناك تواجد لهذه السفارات في موريتانيا والمغرب والسودان وجزر القمر والصومال واريتريا والجهد ألان مبذول باتصالات فردية مع عدد من الأشخاص النافذين في بعض الدول العربية ذات التأثير الروحي والاقتصادي من اجل فتح مكاتب لحكومة ( السيادة العالمية المستقلة ) في هذه البلدان...
كما نشير للتأكيد بان هذه الحكومة كانت وراء فصل إقليم ( التيمور ) عن اندونيسيا الإسلامية ونود للتأكيد بأن جميع المجندين المرتزقة الذين مارسوا القتل والفتن في العراق هم تابعون في حقيقة الأمر لهذه الحكومة ..
وبما أن الملامح الرئيسية لإستراتيجية العدوان قد أصبحت بينة واضحة لكل ذي عين وبصيرة .. ومن خلال ما كتبته لأهلي وأبناء أمتي والذي يتضمن معلومات موثقة تبين نوايا الأعداء وتوضح مرامي مكوناتهم الإستراتيجية حيث الخطر قد أضحى محدقاً بالعقيدة والمال ( والعيال ) ... فأنني بكل تجرد وصدق أتوجه بنداء إلى أولي الألباب بأن ينفذوا أمر الله في الآية الكريمة ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) والتغيير المنشود هنا يتجسد في المبادرة التالية :
(1) تنادى كل الحركات الاجتماعية المعروف منها والغير معروف لكي يتم من خلال هذا التنادي عقد لقاء ينجم عنه تشكيل جديد موحد يرتقي فوق التحزبات والكيانات التي جربت العمل منفردة في الماضي وباعتبار إن جهة الأعداء قد توحدت في إستراتيجيتها فان الأمر بات يقضي بضرورة توحيد أبناء الأمة الواحدة ... وخاصة المكونات الدينية والقومية التي لها تجربة تنظيمية قد مضى عليها زمن وبعض تجاربها كان فاشلاً ولم تنجم عنه إلا خلافات يستحي منها العقل الرسالي المناضل وبذلك سوف يتشكل ظهيراً قوياً يساند تيار المقاومة سياسياً واجتماعياً ويقطع الطريق على مظاهر الفتن المذهبية ويحجم دور الفتاوى الطائشة التي ترددها من حين لأخر المرجعيات التابعة لسلط ( سايكس بيكو) في أقطار الخرابات الانفصالية ..
(2) تطوير ظاهرة التيار المقاوم وذلك بتشكيل هيئة موحدة تلتقي من خلالها فصائل المقاومة في كل من فلسطين المقدسة ولبنان والعراق والصومال من اجل إعداد قدرة ترفع من وتيرة التيار المقاوم وتجعله في حالة صعود إيجابي مستمر وتمكنه من العمل على استكمال فكرة توازن الردع والرعب مع الأعداء لان الوقت قد حان في هذا المفصل التاريخي لظهور حالة مقاومة شاملة تعتمد منهج الدفاع الحضاري عن أمة تتعرض للسلب والنهب وتتعرض لأساليب المراد من خلالها قهر إرادتها وتحطيم معنويات أجيالها كما أنها تتعرض للفتن والتقسيمات بشتى أنواع الأساليب التي يعتمدها منهج ( التدبيريون ) القدامى وأعضاء ( المخلب الجديد ) المشار إليهم آنفاً .. وبما نعرفه ونعلمه عن الشخصيات التي تتولى الإشراف ألان على أجنحة وأذرع المقاومة فإننا نستطيع القول بأن أمر هذا اللقاء ممكن وليس مستحيل وخاصة إن معظم قيادي أذرع المقاومة يتمتعون بالصدق والإخلاص ويتميزون بأفكار جهادية ملهمة وبإيمان بالله لا يتزعزع وهم قادرون على إنجاز هذه المهمة الإستراتيجية الكبيرة .. وهذه المبادرة تأتي في ظل رؤيا توضح ملامح أولية لانهيارات باتت في أركان السلوك العدواني لأعداء أمتنا .. وعلينا الاستفادة من هذا المفصل وعدم ترك قوى الشر تلملم عناصر إستراتيجيتها من جديد .
(3) الدعوة لمنظمات الهيئات المدنية بقصد تشكيل كيان موحد يكون له برنامج عمل يهدف إلى تعميق النضال الشامل من أجل الحرية والهوية ويتبلور من خلال ذلك جهد ضاغط على جميع أنماط المعوقات التي تعرقل وتكبح أي جهد يتجه نحو الارتقاء الإصلاحي والجذري والتنموي وتشكل هذه المنظمات سداً منيعاً يساهم في حالة نهوض جديد حيث يتخلص أبناء الأمة من حالة الانكفاء على الذات والانغلاق الإقليمي المقيت وبالتالي تتشكل أرضية نضالية جديدة عبر الكفاح الشعبي لهذه المنظمات .. وبهذا الجهد الذي ستكون نتائجه في حالة نجاحه تصب في مساندة البعد المقاوم وخاصة إذا صمم الكُتاب والأدباء والإعلاميون على أخذ اتجاه تنويري جديد يتجه نحو الدفاع عن هويتهم الحضارية وأمتهم الرسالية وقد أحدثوا انتفاضة ذهنية جديدة قائمة على الوعي والمعرفة وشكلوا بعطائهم المبدع حالة انتماء حضاري حقيقي تحفظ كرامتهم ويسجل لهم التاريخ موقفاً صحيحاً ..
وبعد .. أود أن أسجل شكري وتقديري لكل الأخوة والأخوات الذين أبدوا تعقيباتهم وملاحظاتهم حول ما جاء في سلسلة ( الغاسقون ) ... وأقدر كل التقدير تلك الملاحظات والتعقيبات وقد اعتبرتها إثراء لهذا الجهد المتواضع حيث كان مضمون تلك الحلقات بمثابة جرس ينبه عن مخاطر تحيط بحاضرنا ومستقبلنا ..
( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الا قليلاً وكنا نحن الوارثين )
صدق الله العظيم



رمضان عبدا لله العريبي
مفكر قومي عربي - ليبيا

2009/01/22

نص خطة دايتون الجديدة لتفكيك مقاومة الضفة واستعادة السيطرة على غزة

المستقبل العربي" تنفرد بنشر النص الحرفي لخطة دايتون الجديدة
49 ألف رجل أمن مهمتهم تفكيك أذرع المقاومة
الفلسطينية في الضفة وإعادة سلطة عباس إلى غزة
ـ عباس أقال الطيراوي لرفضه الإلتزم بالخطة التي تتبع المخابرات لوزارة الداخلية والأمن العام

عمان ـ شاكر الجوهري:12\12\2008
حصلت "المستقبل العربي" على نسخة من خطة جديدة وضعها الجنرال الأميركي كيث دايتون، المقيم في مدينة نابلس المحتلة في الضفة الغربية، وتهدف إلى تفكيك ونزع أسلحة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وإعادة سلطة الرئيس محمود عباس إلى قطاع غزة.

سبق لنا نشر هذه الخطة قبل عدة اسابيع في صحف عربية، غير أن حجبا كبيرا استهدفها في المواقع الألكترونية قبل إطلاق "المستقبل العربي". كما سبق لنا نشر خطة دايتون الأولى التي مثلت سببا رئيسا لقرار حركة "حماس" فرض سيطرتها على قطاع غزة، حيث كان مقررا للخطة الأولى النجاح في تفكيك ونزع أسلحة حركة "حماس" في قطاع غزة، وفقا لعدد من المراحل يبدأ تنفيذ آخرها منتصف حزيران/يونيو 2007، لكن حركة "حماس" عمدت إلى تنفيذ خطة مسبقة لديها للسيطرة على القطاع خلال ثلاثة أيام، انتهى تنفيذها في 14 حزيران/يونيو قبل يوم واحد من تاريخ بدء تنفيذ آخر مراحل خطة دايتون.

الخطة الأميركية الجديدة تشمل تفكيك ونزع أسلحة جميع الأذرع الفلسطينية المقاومة في الضفة الغربية على مدى ثلاث سنوات، والتي تسميها بـ "الميليشيات"، والإرهابيين، وذلك في إطار تطبيق المرحلة الأولى من خارطة الطريق، التي سبق اقرارها من قبل اللجنة الرباعية، وتقضي هذه المرحلة بتفكيك ونزع أسلحة جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك كتائب شهداء الأٌقصى، وجميع الأذرع العسكرية لحركة "فتح"؛ وكذلك نشر قوات الأجهزة الأمنية لسلطة رام الله التي يشرف الجنرال دايتون على إعادة تدريبها في غزة.

وقد مثّلت هذه الخطة السبب الرئيس الذي أدى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا إلى إقالة مدير مخابراته اللواء توفيق الطيراوي، الذي رفض الإلتزم بهذه الخطة، خاصة لجهة نصها على إلحاق دائرة المخابرات العامة بوزارة الداخلية في حكومة سلام فياض، وتحديدا لجهاز الأمن العام.

تنفيذ هذه المهمات، وفقا لخطة دايتون الجديدة، يستدعي تدريب وتسليح قوات أمنية تابعة لحكومة سلام فياض، عددها 49300 ضابط وعسكري.

هنا النص الحرفي لخطة الجنرال الأميركي كيث دايتون الجديدة:



الملخص التنفيذي
الخطة الأمنية الفلسطينية
الحالة النهائية لقوات الأمن الفلسطينية


الهدف:
إن الهدف من هذه الخطة الأمنية الفلسطينية هو إعطاء صورة شاملة عن قوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف)، والتي لديها الإمكانيات الأمنية المطلوبة لتطبيق القانون والنظام في الضفة الغربية وغزة، ووضع الخطوات الإبتدائية لكيفية تحقيق ذلك. (ملاحظة: في الوقت الحاضر لا توجد نية للحصول على دعم من أحد المانحين بالنسبة لما يخص غزة في هذه الخطة).

لقد تم تصحيح حجم قوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) وتم إعادة تنظيمها وتطويرها وتحسينها وأصبحت قادرة على تأدية مهمتها. إن تأسيس قوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) هو الشرطة المدنية الفلسطينية، يبدأ تنفيذ الخطة الأمنية الفلسطينية بخطة مدتها ثلاث سنوات والتي تشكل الصورة الأولى لـ الخطة الأمنية الفلسطينية (خ.أ.ف). ويتم دعمها عن طريق تنفيذ خطط اضافية مع مرور الوقت.

التطبيق:
التطبيق الأمني هو تحقيق القانون والنظام حتى يتمكن الفلسطينيون من الشعور بالأمن والأمان في منازلهم، وفي الشوارع، وأنهم محميون بقوات الأمن التي تعمل طبقا لأعلى مستويات فرض القانون، والتي من شأنها أن تحمي حقوق الإنسان الأساسية وتأمين الأمة لتعيش في سلام مع جيرانها، وتنفيذ تعهداتها الدولية "مثل خارطة الطريق".

النص:
تعمل قوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) ضمن نص نظام العدالة الجنائي الشامل والذي يوحد قوات الأمن المحسنة وتفعيل القضاء ونظام السجن الجديد والذي يتماشى مع الإتفاقيات الدولية.

وظائف الأمن:
تنفذ قوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) الوظائف الأمنية التالية من أجل تحقيق القانون والنظام والأمن:
ـ الأعمال الشرطية.
الشرطي القربيني وهو نوع يدعم إعادة فرض نظام الشرطة ويوفر الإستقرار الداخلي.
ـ رد الأزمة (الإعتقال المحفوف بالمخاطر) ومواجهة الإرهاب.
ـ المخابرات الجنائية الداخلية.
المخابرات الخارجية.
ـ أمن الحدود (متلائم مع الإتفاقيات الدولية).
ـ الأمن الملاحي والساحلي.
ـ حماية المنشآت.
ـ الدفاع المدني بما فيه الإسعافات الأولية ومكافحة الحريق.
ـ السجن.
ـ دعم القضاء.
ـ الدعم الإداري والسياسي. يكمن عمل الوزارة (الداخلية) في التوظيف، والتجهيز، والرعاية، والإشراف على قوة الأمن.

ما هو الشكل النهائي لقوى أمن السلطة الفلسطينية..؟
النقاط التالية تصف الشكل النهائي لقوى أمن السلطة الفلسطينية بعد التحول:
ـ تشكل هذه القوى بقانون وتدعم بالتشريع المناسب ويتم تأسيسها على مبادئ خضوعها للمحاسبة.
ـ يتم تنظيم القوى لتوفر الأمن في الضفة الغربية وغزة.
ـ تكون قادرة على توفير الأمن والأمان، تكون مدربة بشكل جيد ومهني.
ـ تكون مجهزة للقيام بعملها.
ـ يقود القوى ضباط يتمتعون بكفاءة عالية، وأفراد منتمين للمؤسسة وللدولة ومؤمنين بخدمة الوطن والشعب.
ـ تشكل طواقم العاملين من الكفاءات العالية التي يتم دعمها بنظام خدمة يجذب أفضل الخبرات.
ـ تتواجد القوى في مقرات تتمتع بالتسهيلات المناسبة لإنجاز العمل.

كيف تنظم قوى الأمن:
بشكل منسجم مع خارطة الطريق وواجبات دولية أخرى، تشكل قوى الأمن من ثلاثة منظمات أمنية تابعة لوزارة الداخلية. المكونات الثانوية المكلفة بمهام أمنية ستكون بالحد الأدنى. هذه المجموعات الأساسية الثلاثة ستحمي القانون والنظام وتوفر جميع القدرات الأمنية.

وزارة الداخلية
يتبع لوزارة الداخلية:
1. مديرية المخابرات العامة.
2. مديرية قوات الأمن.
3. مديرية الشرطة.

المنظمات والمديريات التالية توفر لقوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) القدرة والكفاءة على تطبيق القانون والنظام:
وزارة الداخلية:
تدير وزارة الداخلية وتحضر وتساند قوات الأمن القادرة على تطبيق القانون والنظام. إن مقرات وزارة الداخلية (و.د) توفر الإشراف والدعم الإداري واللوجستي لجميع منظماتها الفرعية، بعض الأمثلة للوظائف الأساسية تصاغ على مستوى وزارة الداخلية (و.د) وهي:
ـ الأمر والسيطرة.
ـ الأفراد.
ـ التجنيد.
ـ الإدارة.
ـ التموين "الدعم اللوجستي".
ـ الصيانة.
ـ المرافق.
ـ التدريب الشامل.
ـ التقاعد.
ـ التطور المهني.
ـ المفتش العام.
ـ الشؤون الداخلية.
ـ الإشراف المخابراتي.
وجميع المسؤوليات الضرورية على المستى الوزاري، بالإضافة إلى ذلك يوجد هيئات إشراف قليلة على المستوى الوطني فوق الوزارة.

قسم الخطط الإستراتيجية (ق.خ.إ):
يخدم قسم الخطط الإستراتيجية كهيئة استراتيجية ضمن وزارة الداخلية (و.د) التي توفر النصيحة الأمنية الوطنية والإستراتيجيات، وتوضح الإتجاهات الأمنية للرئيس ولرئيس الوزراء ولوزير الداخلية كي تكون الخطط والأعمال الشرطية قابلة للتنفيذ، يوجد ضمن قسم الخطط الإستراتيجية (ق.خ.إ) الدائرة اللوجستية "الإمداد والنقل" والتي تبدأ بتوفير طاقة استراتيجية للإمداد والنقل، يدعم قسم الخطط الإستراتيجية (ق.خ.إ) بواسطة مجموعة استشاريين تقنيين. إن قسم الخطط الإستراتيجية (ق.خ.إ) هو رأس التخطيط للوصول إلى الحالة النهائية للخطة الأمنية الفلسطينية (خ.أ.ف).

مديرية الأعمال الشرطية:
العنصر الجوهري ضمن هذه المديرية هو الشرطة المدنية الفلسطينية التي توفر جميع الخدمات الشرطية لتطبيق الأمن والأمان والقانون والنظام مستخدمة مناهج المجتمع والمخابرات التي تقودها الشرطة، وهكذا فإن كل المنظمات الأمنية الأخرى في قوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) تدعم جهود الشرطة المدنية الفلسطينية.

يقع الحرس الرئاسي، وخدمات السجن ضمن هذه المديرية للأعمال الشرطية.

مديرية قوات الأمن:
إن العنصر الأساسي في هذه المديرية هو قوات الأمن الوطني (ق.أ.و) والتي توفر دعما للشرطة المدنية وللحرس الرئاسي كلما اقتضت الحاجة. إن كتائب قوات الأمن الوطني (ق.أ.و) مزودة بعربات وقد نالت تدريبات خاصة لمحاربة الميليشيات غير الشرعية والجماعات المتطرفة المسلحة التي تفوق قدراتها قدرة قوات الأمن الوطني (ق.أ.و)، وهذه الكتائب تتصرف كقوة احتياط وطنية لتوفير قدرات تعزيزية اضافية للقانون، وهم يعززون الشرطة المدنية الفلسطينية (ش.م.ف) كلما اقتضى الأمر، ويحافظون على القانون والنظام في المواقع التي تتم تسويتها، ويوفرون قدرات تدخل سريعة وقت الضرورة. إن مديرية قوات الأمن أيضا مسؤولة عن الوظائف الأمنية للحدود والمعابر والأمن الملاحي، وتأتي الحماية السامية من خلف ذلك من قبل الحرس الرئاسي وحماية المرافق والدفاع المدني وخدمات الطوارئ.

مديرية المخابرات:
يتطلب القانون والنظام والأمن ـ ضمن قاعدة القانون ـ إنشاء قدرات مخابرت فلسطينية جنائية داخلية، ومرتبطة مع التحقيقات الجنائية، بما يجعل تطبيق القانون يركز على انتهاكات القانون الجنائي، وحتما تقوي حماية الحقوق الإنسانية والمدنية. وستكون مفاتيح الوظائف في هذه المديرية في يد المخابرات الخارجية والمخابرات الجنائية والتحقيقات، بينما تركز مديرية الأعمال الشرطية على الإنتهاكات الجنائية والتحقيقات المحلية فإن مديرية المخابرات تركز على الجرائم والتحقيقات على المستوى الوطني.

منظمة وزارة الداخلية
يتبع وزارة الداخلية:
أولا: قوات الأمن الفلسطينية/القائد العملياتي، ويتبعه:
1. مدير العمليات المشتركة.
2. قوات الأمن الفلسطينية.
ثانيا: مدير الشؤون المدنية.
ثالثا: قسم الخطط الإستراتيجية.
رابعا: مدير الأمن، ويتبعه:
1. مديرية المخابرات العامة.
2. مديرية قوات الأمن.
3. مدير الأعمال الشرطية.
4. الطاقم الوزاري.

الأرقام والإمكانيات:
الإعتبار الأهم هو الحصول على الإمكانيات والوظائف بطريقة صحيحة، والإجماع أمر حاسم جدا ومهم فيما يخص القدرات التي يجب بناءها، يأتي في المرتبة التالية للأهمية بناء قوة حجمها ملائم وبأقل التكاليف. الجدول التالي يوصف حجم قوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) في الحالة النهائية والمتوقعة بحوالي 49300 فرد ولديها كل الإمكانيات الأمنية المطلوبة بما في ذلك الشرطة ورجال الإطفاء ومقدمي الإسعاف الأولي.
منظومة منظمة (و.د)
منظومة منظمة ( و . د . )
المنظمة أو المديرية الوظائف المجموع الضفة الغربية غزة غزة
الطاقم الوزاري نجعلها دقيقة 1200 1200 0 0
مديرية الأعمال الشرطية 23000 14375 8625 8625
الشرطة المدنية الفلسطينية 1800 11250 6750 6750
الحرس الرئاسي 3600 1850 1750 1750
السجون 2000 1250 750 750
مديرية قوات الأمن 20100 12137 3976 7963
قوات الأمن الوطني 5000 3600 1400 1400
الحماية السامية 1000 625 375 375
حماية المرافق 2000 1250 750 750
الحدود,المعابر , الأمن الملاحي 7500 4187 3313 3313
الدفاع المدني 4000 2500 1500 1500
مديرية المخابرات 5000 3125 1875 1875
المجموع 49300 30837 18463 18463



الإبتداء في خطة الثلاث سنوات:
الوصول إلى الحالة النهائية لقوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) متصاحب مع تقرير الميزانية والبرمجة المعتادين، ستضمن هذه الخطة في جهود وزارة التخطيط القائمة لتأسيس ميزانية لمدة ثلاث سنوات، إذا ما مولت خطة الثلاث سنوات ستكون قوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) قد وصلت تقريبا إلى نسبة 80 بالمئة من حالتها النهائية بعد مرور الثلاثة سنوات.

التركيز الحاسم الآن يقع على تأسيس الإمكانيات القادمة بأكبر سرعة ممكنة، تعتمد السرعة على التمويل المتاح، هذه الإمكانيات ستصنع فارقا حازما على الأرض للحصول على القانون والنظام وضبط المرحلة على حل ثنائي الحالة:

ـ تأسيس مديريات الخطط الإستراتيجية وتقوية وزارة الداخلية (يو.إس.جي. ممولة لـ ق.خ.إ).
ـ تقوية قدرات الشرطة المدنية الفلسطينية هو الرأس وهو لديه بالفعل خطة عمل.
ـ تدريب وتجهيز وإيواء خمس كتائب لقوات الأمن الوطني تتكون كل واحدة منها من 700 شخص (يو.إس.جي. ممولة لكتيبة واحدة).
ـ تأسيس مجموعة رد الأزمات (م.ر.أ) ضمن الحرس الرئاسي ليوفر قدرات اعتقال عالية الخطورة وتقوية قدرات الحرس الرئاسي (ح.ر).

المحافظة على ملائمة الخطة:
يصف الملخص التنفيذي الحالة الإستثنائية والبدء في "الطريق إلى الأمام". يتطلب صنع التغييرات المطلوبة ـ ضمن روح الوثيقة ـ آلية تفعيل التعديلات المنصوص عليها. قسم الخطط الإستراتيجية هو المنظمة المعنية بتطوير وتنفيذ الخطط وتوفير مراجعات دورية لقوات الأمن الفلسطينية (ق.أ.ف) كلما اقتضت الحاجة لإبقائها جارية وملائمة ومناسبة للمصادر المتاحة.

الخاتمة:
بيئة الأمن والأمان والقانون والنظام هي الدعامات لجميع الأنشطة التي يجب أن تعمل بمحبة لتحقيق خطوة باتجاه الدولة الفلسطينية، الأمن يصنع الشروط ويعمل كممكن لتسهيل التقدم ناحية مفاوضات الوضع النهائي وكحل للدولة الثنائية. وضعت الخطط في مكانها، ولكن معظمها لم يتم تحويله. لا يوجد تقدم ممكن

2009/01/20

بيان ملحمة غزة في ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان ملحمة غزة

في ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر

"الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله و أولائك هم الفائزون"

صدق الله العظيم.. سورة التوبة
بعد أن افتضح أمر التهدئة المخادعة واستنفذ الحصار الجائر كل أغراضه، وبعد أن استعصت المقاومة واستبسلت في الدفاع عن الأرض والعرض، انتقلت عصابات الاحتلال الصهيوني إلى المرحلة الموالية من مخطط إبادة أهلنا في غزة فشنت عدوانا همجيا لمدة زادت عن ثلاثة أسابيع استخدمت فيه أنواعا من الأسلحة المحرمة دوليا، وذلك بإسناد سافر من القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وتواطؤ مفضوح من النظام الرسمي العربي الذي انكشف نهائيا أمام الجماهير العربية وسقطت عنه ورقة التوت التي كانت تستر عوراته البشعة فاتضح دوره المعادي لحقوق شعبنا في فلسطين ولتطلعات جماهير أمتنا العربية في ردّ الغزاة والتحرر من الاستعمار بكل أشكاله وبناء دولة العرب الواحدة على كامل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
يا جماهير أمتنا المجاهدة

إن الوحدويين الناصريين في تونس وهم يحيون مع جماهير الأمة العربية ذكرى ميلاد القائد جمال عبد الناصر الذي قضى وهو يخوض معارك الدفاع عن المقاومة أيام محنتها في الأردن، ومن خلال وعيهم بطبيعة الحركة الصهيونية العالمية وأداتها دولة "إسرائيل" ، ووعيهم بضراوة الحرب المستعرة على الأمة العربية منذ أكثر من ستة عقود مضت، وانطلاقا من فهمهم العميق لدور كل من الإمبريالية العالمية والرجعية العربية في هذا العدوان السافر، يؤكدون أن المجزرة التي ارتكبت في حق أهلنا في غزة هي فعل جبان ودليل هلع وخوف لكل المشاركين فيه. كما أن النظام الرسمي العربي قد افتضح أمره فولى الأدبار وانقسم على نفسه بين متفرج عاجز، ومتواطئ يحاول التستر عن تواطؤه بالتباكي الظاهري عن ضحايا مجزرة غزة، بينما هو في الأصل يراوح بين مختلف أنواع الخداع والتضليل وبين القمع والاستبداد ليحول دون انخراط الجماهير العربية بفاعلية لنصرة المقاومة ودعمها، وثالث يشارك بوضوح في العدوان ويرتجف هلعا من مجرد احتمال خروج المقاومة منتصرة في هذه الحرب الشرسة.
لقد تجلى هذا العجز في الارتباك المهين لمختلف مؤسساته فراح يستجدى العون تارة من مجلس الأمن وطورا من بعض الدول الأوروبية ذات التاريخ الاستعماري المشين للتوسط لدى دولة العصابات الصهيونية لعلّها ترفع عنه بعض الحرج وتعلق عمليات القتل والتدمير وتفسح له المجال لإكمال المهمة الأساسية والمتمثلة في اجتثاث المقاومة وإنهائها كخيار لطرد الاحتلال وتحرير الأرض، وهو ما بدأت ملامحه تظهر من خلال أجواء "قمة الكويت الاقتصادية" والسعي المحموم لمقايضة شلال الدّم وآلاف الشهداء والجرحى والمشردين بوعد إعادة إعمار ما خرب البرابرة والضغط على فصائل المقاومة للتراجع عن خيارتها الإستراتيجية لصالح مؤامرة "السلام" مع المحتل المجمع عليها في قمة الأنظمة العربية ببيروت سنة 2000.

يا جماهير أمتنا المجاهدة

إن العدوان على أهلنا في غزة قد فضح النظام الرسمي العربي وعرّاه، وفي المقابل برهن من جديد على صدق الجماهير العربية وأصالتها، فالمظاهرات العارمة التي اجتاحت مختلف أرجاء الوطن العربي زلزلت عروش الإقليمية وأجبرتها على إعادة حساباتها، فسعت جاهدة للالتفاف على هبتها الغاضبة للحد من عنفوانها وانخراطها بفاعلية في هذه المعركة حتى لا تتحول من معركة محدودة في الزمان والمكان إلى حرب شاملة يجرف هديرها مراكب اليأس ويسحق سماسرة العصر وتعانق رايات الثورة العربية عنان السماء، وعندئذ لن ترضى الجماهير المنظمة والمعبأة بغير التحرير الشامل لكل شبر مغتصب من الأرض العربية ، وبغير الوحدة الكبرى لكل الأمة أرضا وشعبا وتستعيد دورها الريادي في بناء الحضارة الإنسانية.
إن صمود أهلنا في غزة واستبسال المقاومة في وجه العدوان قد أكسب قضيتنا بعدا إنسانيا تجلى في هبة شعوب العالم في مظاهرات صاخبة بمشارق الأرض ومغاربها، وأكد وفاء شعوب أمريكا الجنوبية للمبادئ التحررية والنضال المشترك ضد الإمبريالية والاستعمار الذي خاضه أبطالها مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. فتحية من أبناء القائد عبد الناصر في ذكرى ميلاده الواحد والتسعين إلى كل الشعوب التي ناصرتنا وإلى كل الأحرار في العالم وإلى كل من القائد شافيز والقائد موراليس على شجاعة الثوار وجسارة الأبطال وإقدامهما على قطع علاقات بلديهما مع دولة الكيان الصهيوني.

يا جماهير أمتنا المجاهدة

إن مصر عبد الناصر ومحمد علي وصلاح الدين الأيوبي، لا يمكن أن تدير ظهرها لأمتها وتشارك في العدوان على أهلنا في غزة، كما لا يمكن أن تلعب دور الوسيط المنحاز للقتلة الصهاينة وتبقى وكرا للخنوع والاستسلام وعنوان ردّة عن ثورة 23 يوليو المجيدة ومنجزاتها الحضارية؛ بل يجب أن تستعيد دورها المركزي في معركة الوجود القومي للأمة العربية ، قائدة للنضال القومي ضد الاستعمار والاستغلال والتجزئة والتخلف، ورائدة لقوى التحرر في أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، وسندا للمقاومة العربية في فلسطين كأنبل ظاهرة أنجبتها الأمة في تاريخها المعاصر، يعود لها كل الفضل في وأد أوهام الرهان على التفاوض مع العدو وتعديل الموازين المختلة لصالحه وفي هدم أسس التفكير الإقليمي للصراع العربي الصهيوني وتصحيح المفاهيم القائمة على أساسه بصرف النظر عن صدق نوايا أصحابه من عدمها؛ وهي قبل كل ذلك جسر الأمة نحو المستقبل ونهجها لخوض غمار الحرب المفروضة عليها بكل ثقلها وبكل إمكاناتها المادية والبشرية وتخطى آثار النكسات المؤلمة التي حلّت بها.
يا جماهير أمتنا العربية المجاهدة في ربوع الوطن العربي الكبير وفي المهاجر إن دورك حاسم في دعم المقاومة وحمايتها بكل الوسائل الممكنة ومواصلة الضغط لرفع الحصار عن أهلنا في غزة وفتح كل المعابر وإفشال الحلول الانهزامية الساعية لإسقاط خيار المقاومة وتعميم مسار الاستسلام..
أيها المجاهدون الأشاوس في غزة عنوان الكبرياء والعزة العربية، إن المصاب كان جللا في الأرواح والممتلكات، ولكن العدو لم يحقق أيا من أهدافه السياسية، لقد تحقق لكم نصر في هذه المعركة يحسب نصرا استراتيجيا، وهو نصر للأمة العربية ونصر لكل المسلمين ولكل الأحرار في العالم، وبداية نهاية الاحتلال الصهيوني لفلسطين الذي ستتغير بمقتضاه موازين القوى على مستوى العالم بأسره. توكلوا على الله أيها الرجال النشامى فمعكم الملايين من أبناء أمتكم "وإن ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون" صدق الله العظيم آل عمران أية 160.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

العزة والنصر للمجاهدين الأبطال

الخزي والعار للمتخاذلين والجبناء

عاش نضال جماهير أمتنا العربية على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة
الوحدويون الناصريون/ تونس

2009/01/19

ماذا بعد جرائم غزة؟

بقلم : عيد بن مسعود الجهني ( الحياة)
من يرصد تصرّفات أصحاب الجرائم الدولية الكبرى ضد الإنسانية يدرك أن أهل الإجرام يأبون السكون حتى وهم يلفظون أنفاس أيامهم الأخيرة في مواقعهم القيادية، فرجل الحروب والجرائم الرئيس بوش آلى على نفسه ألا يغادر مكتبه البيضاوي إلا على دماء أهل غزة الطاهرة، وهذه هديته للشعب الفلسطيني وأهله العرب والمسلمين، أما الدولة الفلسطينية التي وعد بها مراراً وتكراراً فهي ليست أكثر من ذر للرماد في العيون وان كان البعض قد علّق على ذلك الحلم آمالاً عراضاً فقد ذهبت تلك الأحلام أدراج الرياح!
أما المجرم رئيس حكومة اسرائيل الذي أجبر على الاستقالة لفساده، وكان يعلن كذباً انه سيكون رجل السلام الذي سيدشنه مع السوريين فقد أبى إلا ان يغادر مكتبه الأسود على بحر من دماء الفلسطينيين بإشارة من عمّه الأكبر بوش، فكان أهل غزة الضحية الكبرى لهؤلاء الجلادين الجبناء الذين خنعوا أمام كوريا وايران لقوتهما وأجهزوا على أهل غزة العزّل.
وإذا كان مجرمو إسرائيل قد ارتكبوا جرائمهم غير المسبوقة في التاريخ بأسلحة أميركية بعضها محرّم، ومنها (الفوسفورية) التي تحدث حروقاً وعاهات تستمر لفترة طويلة وتحرق البشر والشجر والحجر، فإن لهذه الجرائم عقوبات محددة يجب ان توقع على مرتكبيها، بعد ان خرقت إسرائيل قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واتفاقات جنيف لحماية المدنيين في وقت الحرب.
ولأن إسرائيل متأكدة من أنها استخدمت الأسلحة المحرمة دولياً وارتكبت جرائم ضد الإنسانية، فهي ترفض ان تقوم أي منظمة دولية باستقصاء الحقائق!
والسؤال المطروح: هل هناك أفظع من تلك الجرائم التي ارتكبها مجرمو الدولة العبرية، جرائم إبادة، جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية، جرائم قتل وإبعاد للسكان الأصليين، بل ونقلهم قسراً وإحلال يهود محلهم، كبت الحريات، جرائم فرض الحصار والتجويع بقصد وسبق إصرار لإهلاك السكان، جرائم التمييز العنصري، جرائم مهاجمة المدنيين عمداً، جرائم تطبيق الجيش الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة، وهي عقيدة هذا الجيش النازي، حتى المقابر طالها القصف البربري لتتناثر عظام الموتى وأشلاء الشهداء، جرائم مهاجمة المساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات ومقرات الأمم المتحدة، والمؤسسات الخيرية وفي مدينة هي الأكثر كثافة سكانية في العالم.
وإذا كانت هذه بعض الجرائم التي ارتكبها قادة إسرائيل ومنهم أولمرت وشارون وبيريز وليفني وباراك ونتنياهو وغيرهم، وإذا كان العرب قد فشلوا منذ تأسيس الكيان الصهيوني على أرضهم اغتصاباً عام 1948 في أن يستعيدوا شبراً واحداً من أرض فلسطين بما في ذلك أولى القبلتين القدس الشريف، فإن من أضعف الإيمان أن ينهضوا ليقاضوا مجرمي إسرائيل أمام المحاكم الدولية والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات بل ويقاضوها أمام محاكم دول عرفت فيها المحاكم بالعدل والإنصاف.
وإذا كانت الدولة العبرية ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن هذه المحكمة هي التي اصدر مدعيها العام أمراً بالقبض على الرئيس السوداني عمر البشير ووجد الترحيب لدى مجلس الأمن، على رغم أن السودان لم يصادق على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وبذا فإنه ليس معنياً بتلك الاتفاقية وأحكامها لا تسري عليه.
لكن على رغم كل هذا رأينا ما حدث وما قد يحدث للرئيس السوداني وهو رئيس دولة عربية، ورأينا ما حدث للرئيس الراحل صدام حسين من محاكمات لا تمت إلى القانون الدولي ولا لقانون المحكمة الجنائية الدولية وغيرها بصلة، وكل هذا لأنهما رئيسا دولتين عربيتين، وهذا هو الفرق في عالم تحكمه القوة وليس القانون الدولي والأعراف والشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وإذا تأملنا بعض نصوص مواد قانون المحكمة الجنائية الدولية ومنها المادة الخامسة التي حددت الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة وكذلك المواد: السادسة والسابعة والثامنة التي شرحت تفصيلاً المفهوم القانوني لجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وكذلك جرائم الحرب وغيرها من الجرائم، إذا استعرضنا تلك المواد نجد ان جميع الجرائم التي ورد النص عليها، بل أكثر منها قد ارتكبها قادة اسرائيل وجنودها ضد الفلسطينيين العزّل بلا وازع من خلق ولا رادع من ضمير.
والمادة الـ58 من قانون المحكمة تمنح الدائرة التمهيدية بناءً على طلب المدعي العام إصدار أمر بالقبض على الشخص إذا وجدت أسبابا معقولة للاعتقاد بأنه ارتكب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة وان القبض عليه ضروري لضمان حضوره أمام المحكمة.
والسؤال المطروح مرة أخرى: هل هناك اكبر من الجرائم التي ارتكبها قادة الدولة الصهيونية وجنودها ضد الفلسطينيين الأبرياء من قتل وإبادة حتى أن الجيش الإسرائيلي قام في حالات مخزية تقشعرّ لها الأبدان بإجبار المدنيين على مغادرة منازلهم وتجميعهم في مبنى واحد ثم هدم المبنى على من فيه، ناهيك عن التهجير والحرمان من الطعام والدواء، وتعمُّد ضرب المدنيين بالقنابل والصواريخ من الجو والبر والبحر، بل انهم استخدموا أسلحة محرمة مثل القنابل الفسفورية والقنابل الانشطارية.
بل أكثر من ذلك جرّب الإسرائيليون ضد الفلسطينيين أسلحة أميركية تستخدم للمرة الأولى منها ما يحرق اللّحم ويصل حتى العظم، ومنها ما يجعل كل وريد وشريان في داخل الجسم ينزف من دون ان يستطيع أي طبيب انقاذ ذلك المصاب، بل تأكد أن اسرائيل استخدمت قنابل ذكية متطورة جداً في ضرب الفلسطينيين، والجيش الإسرائيلي في قصفه المجنون ذلك لم يستثنِ مكانا.
ثم هل هناك معلومات أو وثائق أو مستندات أكثر وأهم من هذه تؤكد الإدانة القطعية لهؤلاء المجرمين الذين داسوا على القانون الدولي وميثاق المنظمة التي قبلتهم عضواً فيها وهم أول من خرق نظامها؟ وهم الذين رموا كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها في سلة المهملات، وآخر القرارات قرار مجلس الأمن رقم 1860 القاضي بوقف إطلاق النار فوراً، وهم الذين ينكرون وجود اتفاقات اسمها اتفاقات جنيف الأربعة ومنها اتفاقية جنيف السابق ذكرها، خصوصاً المادة الـ3 المشتركة بين اتفاقات جنيف الأربعة المؤرخة في 12 آب (أغسطس) 1949، وهي تحمي ليس المدنيين فقط بل أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا سلاحهم والذين أصبحوا عاجزين عن القتال بسبب المرض أو الإصابة، لأن من أمن العقاب أساء الأدب، ومعروف ما ارتكبته إسرائيل من جرائم في حرب 1967 وما قبلها وما بعدها وستستمر.
إن على العرب ومنظماتهم المدنية وغير المدنية ان يهبوا هبة رجل واحد وهم يملكون بين أيديهم وثائق ومستندات قانونية دامغة لإثبات الجرائم السابقة والتي لا تسقط بالتقادم، ضد هؤلاء المجرمين المحترفين وطرق كل الأبواب، ومنها المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك هيئات حقوق الإنسان في العالم والتي من بينها مجلس حقوق الإنسان في جنيف الذي أدان في اجتماعه الاثنين الماضي إسرائيل لانتهاكها لحقوق الإنسان.
كما أن الباب مفتوح امام العرب لمطالبة الأمم المتحدة بتكوين محاكم خاصة لمحاكمة مرتكبي الجرائم الكبرى على غرار المحكمة الدولية ليوغوسلافيا السابقة ورواندا وسيراليون، وكل تلك المحاكم انشئت لمحاكمة مجرمين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية ونص نظام تلك المحاكم على مقاضاة الأشخاص الذين يتحملون العبء الأكبر من المسؤولية عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وقانونهم الداخلي.
ولما كانت هذه المحاكم أنشئت لمحاكمة مجرمين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وإيقاع العقاب عليهم وللمحافظة على السلم والأمن الدوليين، فإنه أصبح واجباً مفروضاً على العرب الذين هزمتهم إسرائيل بقوتها أن يستخدموا قوة القانون الدولي ونصوص الاتفاقات الدولية أمام المحاكم والمنظمات المختصة لينتصروا لإخوانهم في غزة وكذلك لتأكيد حقهم المسلوب.