2008/08/19

تعددت اضرابات الجوع والسبب واحد

تعددت اضرابات الجوع والسبب واحد

بقلم النفطي حولة /تونس : 18 اوت
2008

توالت اضرابات الجوع والاحتجاجات الاجتماعية من اجل الحق في الشغل فمن تونس الى المغرب الى الجزائر مرورا بموريطلنيا واليمن وصولا الى مصر ودول الخليج . ففي تونس تبنت النقابة العامة للتعليم الثانوي اضراب الجوع الذي خاضه الاخوة الاساتذة محمد المومني ومعز الزغلامي وعلي الجلولي والذي دام 39 يوما بين شهري نوفمبر وديسمبر من سنة 2006 الا ان السلطة لم تستجب لمطلب النقابيين والقوى الحية في البلاد التي ساندته بقوة منقطعة النظير . ولا يزال الاخوة يعانون من جحيم البطالة ولعلها مناسبة لاحياء هذا المطلب الشرعي من طرف الاتحاد والقوى التقدمية . وها هم في الجزائر الحبيب 50 من الاساتذة المتعاقدين يخوضون اضرابا عن الطعام منذ 32 يوما من اجل تعيينهم في خطتهم الوظيفية كاساتذة مترسميين وقد بدا الاعياء والتعب الشديد عليهم بل لعل اكثر من عشرة ومنهم نساء مضربات يكادون يشرفون على الهلاك المحق. فهل طالبوا بالمستحيل لا قدر الله؟ اننا نظم صوتنا كنقابيين ونشطاء في المجتمع المدني من اجل رفع هذه المظلمة وارجاع الحق لاصحابه .فبلاد المليون ونصف شهيد ليس عزيزا عليها ان تنصف ابناءها الذين ضحوا في سبيل حرية الجزائر. فكما طالب ابناء تونس البررة في بلدات الحوض المنجمي وفي الرديف خاصة في الجنوب الغربي لتونس العاصمة بحقهم في الشغل والحياة الكريمة وتعرضوا للمحاكمات الجائرة والقتل العمد فاخوانهم بالمغرب ايضا رفعوا نفس المطالب وتعرضوا للقمع البوليسي بمدينة ايفني بالجنوب . اما في مصر فمعركة رغيفا الخبز خلفت عشرة شهداء وعديد المصابين وكالعادة تتدخلت السلطة لقمع التحركات الشرعية . وفي موريطانيا واليمن نزلت الجماهير الى الشارع لتطالب بتخفيض سعر الطاقة والمواد الأساسية فنكلت بها قوات القمع فحاكمت و صادرت حقها في الحياة الكريمة . وفي دول الخليج نادى اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بحقهم في الشغل ورفعوا اللافتات معرفين بمظلمتهم . الا انهم ووجهوا بنفس الطريقة المنتهجة من طرف الانظمة العربية الرجعية التي لاتستجيب لطموحات الجماهير العربية في الحياة الكريمة في الشغل والكرامة والحرية. وهكذا نلا حظ ان معانات الجماهير العربية واحدة من المحيط الى الخليج وصرختها واحدة وان تعددت الانظمة الاقليمية والاساليب القمعية . فاختيار الانظمة هو اختيار صندوق النقد الدولي الذي يدعو الى اقتصاد السوق واعادة تاهيله وفقا للاصلاحات الهيكلية التي تفرضها السوق العالمية .وهكذا تكون الاختيارات خارجة عن ارادة الجماهير العربية وبالتالي فهي لا تتحمل تبعاتها في فشلها في التنمية وبالتالي لا تتحمل مسؤوليالتها في تفقيرها وتجويعها . وهذا ما يفرض عليها التحرك والاحتجاج السلمي المدني ضد هذه السياسات الظالمة حتى تحقق مطالبها في الشغل والكرامة

ليست هناك تعليقات: