2008/08/13

التطبيع يدخل من باب علم الجغراف

التطبيع يدخل من باب علم الجغرافيا

تونس بقلم النفطي حولة

يلتئم في تونس هذه الأيام المؤتمر31 للاتحاد الدولي للجغرافيين وخاصة الجامعيين منهم ولئن كان مؤتمرا علميا تدرس فيه كل التطورات الحاصلة في علوم الجغرافيا كالأرض والمناخ وتخطيط الخرائط وهي كلها أركان أساسية في هذا العلم إلا انه يأخذ طابعا سياسيا خطيرا باعتباره يشرع الوجود الصهيوني وذلك بقبول الوفد الصهيوني في المؤتمر وهذا ما يؤكد سياسة التطبيع مع العدو التي ينتهجها النظام في تونس في السر والعلن . ونحن إذ نحيي بالمناسبة نقابة الجامعيين التي نددت بحضور الوفد الصهيوني واستغلال مؤتمر علمي من اجل تبرير سياسة التطبيع فإننا نستنكر القلة من الأساتذة الجامعيين الذين ساهموا في الإعداد والتحضير لاستقبال هذا الوفد بمساعدة من السلطة تحت ذريعة العلم وكلنا يعلم أن الحركة الصهيونية لا تخطو خطوات في الهواء و لا غير محسوبة بل كل خطواتها مدروسة من اجل أن يقع التعامل والتطبيع معها ثقافيا وسياسيا واقتصاديا ولو كان باسم العلم . وفي الحقيقة لا نستغرب من الأنظمة العربية الرجعية انتهاجها هذه السياسة بل نستغرب من هذه النخبة المثقفة من الجامعيين وغيرهم ممن لم يعودوا يعيرون أدنى اهتماما لسياسة التطبيع بل الأدهى والأمر أنهم يسعون إلى تبرير هذه السياسة ويدعون إلى الانخراط فيها باسم التسامح حينا والثقافة الكونية أحيانا أخرى . وهم الذين نسوا أو تناسوا أن العدو الصهيوني هو من يقوم بأبشع الجرائم في حق امتنا ابتداء من تونس حيث امتزج دم الفلسطينيين بالتونسيين في حمام الشط إلى العراق إلى فلسطين إلى لبنان وهو المتعطش لدماء الأبرياء ومجازره في دير ياسين و جنين وغزة وقانا وبيروت وفي كل قرية ومدينة فلسطينية دليل على انه عدو عنصري استيطاني وتاريخي لامتنا العربية من المحيط إلى المحيط . فهؤلاء المثقفون بين ظفرين مدعوون إلى مراجعة موقفهم وإلا فهم يعتبرون أعداء هذه الأمة التي لا تبغي غير الدفاع عن حقها في التحرر من هذا العدو الصهيوني العدو التاريخي للأمة والمتحالف استراتيجيا مع الامبريالية والاستعمار والرجعية العربية . . تونس في 12/08/2008

ليست هناك تعليقات: