2008/08/28

المفاوضات مع الجانب الصهيوني ليست عبثية بل تفريطية





بقلم / سميح خلف

صرح الرئيس الفلسطيني بأن المفاوضات مع الجانب الصهيوني لم تكن عبثية ولو كانت عبثية لأوقف التفاوض ؟!!

ليس جديد ما يتحدث به الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول ملف القضية الفلسطينية وليس جديد ما يتحدث عنه في مرحلة السقوط لتلك القيادة التي لم تتوانى لحظة بأن تخدع شعبها وتحاول أن تضع من الحقائق للأكاذيب والادعاءات التي تعطي مبررات أكبر ومناورة أكبر للجانب الصهيوني ليتحصل على أكثر ما هو موجود في ملفات الجانب الصهيوني المفاوض .

ورقة سياسية تلميعية لأولمرت وحزب كاديما أراد الرئيس الفلسطيني أن يقدمها من خلال وجود صاحبة الفوضى الخلاقة "الهدامة كوندا ليزا رايس" أراد الرئيس الفلسطيني أن يقدم هدية لصديقه وحبيبه أولمرت فهي صداقة تتطلب التضحية؟؟!!! ولو كانت على حساب الشعب وعلى حساب الثوابت وعلى حساب التاريخ ؟؟!!!.

ومن جانب أخر في هذا التصريح كثير من الألغام الدبلوماسية والتي تطال الواقع الفلسطيني والانقسام الحادث والتنافس والصراع في الساحة الفلسطينية ويأتي هذا التصريح ليعطي أملا ً لمن لديه مازال من الأمل بأن ينتهي الصراع مع القتلة الصهاينة بحل عادل .

يستخدم الرئيس الفلسطيني ووفده المفاوض لغة الشرعية كإطار بدون تفاصيل ويدعي أنه يمثل الشعب الفلسطيني وهو وطاقمه العاهر سياسيا ً وأمنياً وسلوكيا ً في دائرة صراع تحاول أن تثبت فيها حماس سيطرتها وانتشارها القانوني في غزة وتحقيق لغة العلاقات الاقليمية على قطاع غزة فأتى تصريح الرئيس الفلسطيني كمقدمة من المقدمات المتعددة في اتجاه حصار حماس ولو كان هذه المرة عن طريق اكذوبة أن هناك نتائج قد تحققت مع الوفد المفاوض الصهيوني ومقدمة أيضا ً في حالة الاعلان عن اتفاق اطار أو مبادئ مقدمة للإدارة الأمريكية القادمة حصر حماس واعتبارها كيانية واطار متمرد عن الشرعية في حين أن الساحة الفلسطينية لو بحثنا عن الشرعية فإن بعد شهور لن يكون هناك اطار شرعي يمثل الشعب الفلسطيني في ظل الصراعات المحتدمة بين تيار أوسلو والاملاءات الأمريكية لحكومة فياض وتيار أوسلو وحماس وفصائل مقاومة أخرى .

اجمالا ً يعتبرتصريح الرئيس الفلسطيني خدعة وتصريح يتنافى مع الحقيقة القائمة ويتنافى عما تعلنه وكالات الانباء عن مزيد من الاستيطان في الضفة الغربية حيث تضاعف الاستيطان في عام 2008 .

هل نستطيع أن نستقرئ ونربط لغة التفاؤل التي تحدث بها الرئيس الفلسطيني من لغات أخرى كالتعثر في صفقة شاليط وتوسع حماس وتكريس وجودها في غزة مؤسساتيا ً على حساب تيار أوسلو والذي قابله نفس السلوك من عمليات اقصاء لفصائل المقاومة في الضفة الغربية من المؤسسات الفلسطينية في الضفة ، هل نستطيع أن نقول ان يمكن الوصول إلى اتفاق اطار مع الجانب الصهيوني وبشكل موضوعي لم يحدث ذلك إلا إذا كان هناك تحرك أخر على جانب غزة كعملية خاصة كبرى لإطلاق سراح شاليط واضعاف حماس وبعض الفصائل الأخرى لان يكون اتفاق ما يسمى "بالإطار " أو المبادئ له أجواء من التمثيل الذي ينقص حكومة رام الله ورئاستها .

ولكنني هنا أود أن اوجه الاسئلة الآتية لتكون أمام الرئيس الفلسطيني وأمام الشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي وكل مهتم وحر يهتم بالقضية الفلسطينية :-

بالمنسوب الوطني متى يمكن أن نعلن عن اتفاق مع الجانب الصهيوين ومتى نعلن عن أن المفاوضات لم تكن عبثية ويمكن أن يغفر الشعب الفلسطيني لمسؤول من الدرجة الثانية أو الثالثة ليتحدث عن ذلك أما أن يتحدث عن ذلك رئيس دولة أوسلو وخارطة الطريق فهذا يعطي كثير من المؤشرات والمؤثرات على مسيرة النضال الوطني الفلسطيني .

متى يمكن أن تكون المفاوضات الفلسطينية مع الجانب الصهيوني قد حققت نتائج ولم تكن عبثية .

أولا: القضايا المهمة والثوابت المهمة في حياة الشعب الفلسطيني وحركة النضال الوطني الفلسطيني :-

1/ قضية اللاجئين والعودة والتنفيذ الدقيق لقرارات الأمم المتحدةأي أن يقر الجانب الصهيوني بالحقوق الفلسطينية والعودة .

2/ أن تعلن دولة الاحتلال عن تفكيك مستوطناتها في القدس وضواحيها .

3/ أن تعلن بشكل مبدئي دولة الاحتلال عن تفكيك 556 حاجز صهيوني منتشرة في النقاط الاستراتيجية في الضفة .

4/ ان تعلن دولة الاحتلال عن توقفها عن عمليات الاجتياحات في الضفة الغربية .

5/ أن لا تتدخل دولة الاحتلال وأمريكا في الشأن الفلسطيني الداخلي للوصول إلى اتفاق وحدة وطنية يلم شمل الوطن بالقنوات الوطنية والسياسية والدبلوماسية واستبعاد أي عمل همجي لاجتياح قطاع غزة أو تنفيذ عمليات سريعة لاغتيال قيادات من الشعب الفلسطيني فى غزة .

6/ أن تعلن دولة الاحتلال عن فك الحصار البري البحري والجوي عن غزة .

أما أن يتحدث الرئيس الفلسطيني على ان المفاوضات ليست عبثية والقدس تهود يوميا ً والجدار يتلوى كالثعبان في أحشاء القرى الفلسطينية في الضفة الغربية ، نقول ماهي النتائج التي تحققت لكي لا تكون المفاوضات غير عبثية مما تقدم من نقاط سابقة الأسرى والافراج عنهم ليست قاعدة بل نموذج للاستهلاك فإسرائيل قد اعتقلت أضعاف هذا العدد في خلال الشهر الماضي وربما إسرائيل وقوى أخرى تريد مما أفرج عنهم من كوادر أن تنفذ بحقهم أحكاما مثل الاغتيالات من خلال عمليات أمنية أو اجتياحات .

والغريب أن الرئيس الفلسطيني الذي يدعي أن المفاوضات ليست عبثية يقوم بعملية ابتزاز هو ونظامه الأمني والسياسي وكالعادة في كل حدث فلسطيني ويطلق على المساعدات التي وهبت لإخواننا الأسرى التي لا تقدر كل كنوز الأرض لإيفائهم حقهم " بالمكرمات " وتحدثنا عن ذلك كثيرا ً مكرمات لذوي الشهداء مكرمات لعائلات الأسرى وكنا نود أن يقول هذا النظام المتلعثم المرتبك أن يقول للأسرى " هذه هي حقوقكم وليست مكرمات أو منة من أحد " .

ومن هنا أريد أن أفضح هذا التصريح لأضع في طي هذا المقال بعض الوثائق عن العمليات التي تجري لتهويد القدس حتى يومنا هذا ناهيك عن كثير من الاطروحات السياسية عن تقاسم للقدس والغاء حق العودة وتبادلية الأراضي في الضفة الغربية والارض الفلسطينية المحتلة عام 1948 أي مقايضة الارض الفلسطينية بأرض فلسطينية .

إذاً كيف يمكن ان تكون أيها الرئيس المفاوضات غير عبثية ومتى يمكن أن يعلن رئيس دولة من خلال تصريح له جانب كبير من الاهمية للأسف لا يوجد لديكم سقف احتمالي لا للوقت ولا للزمان ولا للمكان ولم يكن لديكم خيار الآن أو مستقبلا ً غير سياسة الهروب إلى الامام في أحضان صديقكم أولمرت ولفني وباراك حتى الوصول إلى المستهدف بأنها فعلا ً مفاوضات لن تكن عبثية بل تفريطية بل تفريطية .

ليست هناك تعليقات: