2008/08/30

شهداء تونس من اجل فلسطين



رسالة تونس

الشهيد مقداد بن عبد الله الخليفي يُزف

بين أحضان أهله وثرى أرضه في سبيطلة*تونس*
صبيحة يوم الأحد 24-08-2008نهضت سبيطلة على خبر قدوم جثمان الشهيد البطل مقداد بن عبد الله الخليفي فهبّت الجماهير من كل حدب وصوب ومن كل الجهات حاملة أعلام تونس وفلسطين ورايات النصر وصور الشهداء ،شهداء تونس من أجل فلسطين ...مقداد وكمال وفيصل وبليغ وميلود وخالد وسامي ورياض وعمران والكل يهتف بأعلى الصوت :

*يا مقداد يا شهيد على دربك لن نحيد
*شهداء شهداء أحنا ليكم أوفياء
- *بالروح بالدم نفديك يا أقصاه
- *بالروح بالدم نفديك فلسطين
- *يا قدس إننا قادمون
- *لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله
*الله أكبر عاصفة على أمريكا ناسفة
* الله أكبر عاصفة على الصهيونية ناسفة
*يا مقداد يا بطل المقاومة هي الحل
*مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة
*فلسطين عربية القبلة الأولى والقضية
*يا أقصى قول لصهيون جايينك مائة مليون
*النار النار الدم الدم صهيوني لازم تهزم
*أم الشهيد لاتهتمي دم مقداد هو دمّي
*جهاد جهاد نصر واستشهاد

هكذا إذن بالزغاريد والهتافات والأغاني والدموع والأهازيج شيعت جماهير سبيطلة من ولاية القصرين جثمان الشهيد البطل مقداد الخليفي القادم من فلسطين ليحتضنه ثرى أرض بلاده تونس الخضراء ،تونس الولاّدة ،تونس العاشقة لفلسطين بعد أن احتضنته أرض فلسطين الحبيبة لفترة تمتدّ إلى 18سنة وبالتحديد منذ استشهاده يوم 27 نوفمبر 1990 تاريخ العملية الجهادية التي نفذها صحبة رفاق له ضد دورية صهيونية في مزارع شبعا والتي على إثرها عانق الشهادة وروى بدمه الطاهر ثرى فلسطين فتربع على عرش البطولة والمجد. كيف لا وهو الذي لبّى نداء الأقصى وكل فلسطين وتطوّع سائرا على خطى أجداده من المغرب العربي الذين تطوعوا في جيش صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس وعلى خطى من حمل روحه فداء ليافا وحيفا وبئر السبع وغزة وبيسان وطبرية متطوعا سنة1948 من تونس العروبة والقيم الإيمانية .
وكأنّ لسان حاله يشدو ما قاله الشاعر الفلسطيني محمود عبد الرحيم:

سأحمل روحي على راحتيّ وألقي بها في مهاوي الرّدى
فإما حياة تسرّ الصديـــــــق وإما ممــــاة يغيض العــــدا

وعند وصول الجثمان إلى المقبرة ردّدت الجماهير بالصوت الواحد الله أكبر...
الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر ...الله أكبر... ليتجمع الحضور حول الجثمان ناصتين لكلمة معتمد سبيطلة الذي أبّن الشهيد مثنيا على خصال الشهيد ومؤكّدا على وحدة الدم العربي الفلسطيني التونسي الذي تجسّد في حمام الشط سنة 1985 ومعزّيا أهل الشهيد راجيا لهم الصبر و مؤكدا على أن قضية فلسطن قضية العرب الأولى في قلب كل تونسي ،ثم لكلمة أستاذ فاضل تحدث في كلمته
عن شهيد الأمة شهيد فلسطين أصيل هذه الربوع ذات التاريخ الحافل بالجهاد والبطولات والذي أصبح مفخرة من مفاخرها ودرة في تاج كرامتها وكتب بذلك صفحة مهمة من صفحات تونس المشرقة في مجال دعم القضية الفلسطينية ..."فطالما هناك شهيد ففي أمتنا حياة" مشيرا في الختام لمعاني الشهادة وللخصال الستة للشهيد كالمغفرة له واتقاءه لعذاب القبر ولفزع يوم القيامة ولبس تاج الوقاروشفاعته ل70 من أهله .
بعده أعطى الحضور الكلمة للسيد أنور اللجمي والد الشهيد البطل بليغ الذي استقدم أخيرا جثمانه وزف في يوم عرس كبير كما زف كل الشهداء الأبرار...حيث قدّم تهانيه لعائلة الشهيد بهذا النصر مثنيا على عطاء سبيطلة الأصالة والجهاد و تونس الخضراء تونس الولاّدة لأبطال أشاوس سطروا بدمائهم فخار وعزة الأمة التي توحدت إرادتها ومقاومتها وازدادت صلابة لمقارعة الأعداء مع عودة جثامين الشهداء العرب واطلاق سراح الأسرى العرب في عملية نوعية قادها حزب الله
إننا نعيش الآن زمنا جديدا إنه زمن الفرز الوطني وزمن الإنتصارات.
بعدها تجمع النقابيون بدار الاتحاد المحلي للشغل بسبيطلة لتتوالى الكلمات المنوّهة بالمقاومة وبوحدتها وبضرورة أن يبقى الجميع أوفياء للشهداء جميعا واعدين بإقامة حفل تكريمي لكل الشهداء وذلك بدار الاتحاد في أقرب وقت ...
إنه يوم تاريخي مسكون بالنخوة العربية الأصيلة وبالإيمان بالنصر وبتحريرفلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يوم يضاف لسجل الأيام الخالدة التي استقبلت فيها – هذه الصائفة - جماهير تونس العروبة والإسلام ، رفاة كل الشهداء الذين عادت رفاتهم إلى أرض عقبة والشابي
و الثعالبي وحشاد والزيتون والنخيل والياسمين في ربوع سيدي بوزيد وصفاقس وجربة ومدنين وقابس والقصرين على أمل استقبال الشهيد البطل خالد الوسلاتي من نصر الله بالقيروان.

ليست هناك تعليقات: