2008/12/04

صدام ..باق في القلوب

بقلم:عادل الجوجري
رئيس تحرير مجلة الغد العربي
القاهرة
----------------
تأتي الذكرى الثانية لإستشهاد الرئيس العراقي السابق صدام حسين في وقت يمر فيه العراق والأمة العربية بظروف غاية في الصعوبة والتعقيد لكنهاتبرهن على صحة المنهج العروبي والمواقف القومية التي انتهجهافي مواجهةالتحديات من فلسطين ولبنان إلى العراق والجولان.
إن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صبيحة عيد الأضحى المبارك لن تمر في الذاكرة العربية بل ستبقى شاهدا على الخونة -عملاء الاحتلال -الذين اغتالوه غدرا ،وهو الذي ظل يقاوم العدو بالسلاح في أرض المعركة الواسعة قائدا نبيلا للمقاومة ،ودافع نجلاه،عدي وقصي وحفيده مصطفى عن تراب العراق حتى استشهدوا جميعا في معركة غير متكافئة من جهة السلاح لكنها بينت المعدن النفيس الذي صيغ منه هؤلاء الرجال ،وكشفت عن الصلب الذي ولدوا منه،هم رجال من صلب رجل عربي أشم ،وبطل في زمن حكام الطوائف الذين تآمروا- ولازالوا- عليه وعلى العراق والأمة بأسرها.
لقد استشهد البطل وهو واقف وقفة الأشجار السامقة،وقفة حضارة بابل وآشور،وقفة صلاح الدين وعبد الناصر،وقفة كل مقاوم عربي شريف،وقفة الشهداء الذين هم عند ربهم أحياء يرزقون ..فماذا عن حكام بغداد الاحياء؟
انهم كالجرزان يختبئون في المنطقة الخضراء،لايجرؤ عميل واحد منهم أن يخرج إلا في حراسة أسياده الامريكان،لذلك نجدهم يصرون على بقاء الاحتلال ،ويهرولون لتوقيع اتفاقية العار،ويزعمون أن رحيل القوات الغازية سيؤدي إلى الفوضى..هم طبعا يعرفون أنه لو انكشف عنهم غطاء أسيادهم لفتك بهم شعب العراق،مثلما فتك العرب بكل العملاء،وهم لذلك يحتمون بالعدو ،ويتوارون خلف دبابات الصهاينة الاميركيين الذين حاولوا غير مرة هتك عرض ماجدات العراق ،وارتكبوا جرائم بشعة ضد اهلنا،و نهبوا النفط ودمروا 7آلاف مصنع كانت تمتلكها العراق هي ثروة عربية وليست ثروة عراقية فقط،ثماهدروا الجيش العراقي الذي كان درة الجيوش العربية.
أيها الخونة في المنطقة الخضراء،نحن لاننتظر ان يصحو ضميركم،فزمن المعجزات انتهى،ولكن نطرح عليكم السؤال:
قلتم أن صدام كان ديكتاتورا فهل أنتم ديمقراطيون ام بددتم الوحدة الوطنية التي كانت البلاد تتمتع بها ،ولم يكن هناك تمييز بين شيعي وسني،فإذا بكم تحولون العراق إلى ساحة حرب طائفية،وإذا بكم تخترعون فرق الموت المنبثقة من ميلشيات حاقدة هي التي تحكم اليوم؟
هل وفرتم محاكمة عادلة لبطل الفرات إذا كنتم دعاة عدالة وحقوق انسان؟
ألم تغتالوه صبيحة يوم العيد وهو مالم يفعله كفار قريش؟

ألم ترقصون على جثته بينما دمه الشريف لازال ساخنا؟ألم تحتسون الخمر في احتفالية بالمنطقة الخضراء بينما صواريخ المقاومة تنهال عليكم؟
وقلتم إن صدام كان مغامرا،ودخل الحروب مع جيرانه..فهل هؤلاء جيران أم هم طامعون في أرض العراق ونفط العراق؟ألم نكن هناك اطراف اجنبية تغذي الصراع وتزكيه؟
ثم ماذا فعلتم أنتم أيها العاقلون..ألم تسلموا البلد للاحتلال والصهاينة،وللمرتزقة في حفلة عهر جماعية.؟
ألم تتحول العراق بكل جلالها وتاريخها ووضعها في قلوبنا العربية الى مركز للاستخبارات متعددة الجنسيات وأولها "الموساد"؟ألم تصل طلائع الموساد إلى دهوك واربيل للتجسس وامداد المعلومات لجيش الاعداء؟
إن مايسمى رئيس العراق جلال طالباني لم يطلق رصاصة واحدة ضد العدو الذي غزا بلاده بل أنه فتح لهم الباب واستقبلهم،ولو كانت هناك عدالة لجرت محاكمته-هو والبرزاني والمالكي - بتهمة الخيانة العظمى؟
إذا أردتم ان تعرفوا قدر صدام ومكانته في قلوب العرب اسألوا أي طفل في مصر ،أي شيخفي تونس ،أي شاب في الشام،اسألوهم جميعا :لماذا أحببتم الرجل الذي قاوم المشروع الصهيوأميركي، وتعاطف مع العمال المصريين والعرب وفتح لهم كل فرص العمل في الوقت الذي كانت دول الخليج تضع المتاريس أمام المصريين،وهو لم يكن يمن عليهم بل هو كقومي عربي مؤمن بأن الثروة العربية ملك للشعب العربي كله؟
اسألوهم عن النهضة التي شيدت في عهد صدام،عن الجامعات والعلماء ونهضة الادب والفن وعن تأسيس الجيش القوي،والمشروع النووي،وتأكدوا أن الغرب الصهيوني لم يكن يدعه يعمل ولايدعه يمر؟
لقد تربصوا في الماضي بمشروع الزعيم عبد الناصر وتكالبوا عليه في عام 67ووجهوا له ضربة قاسية هي ضربة موجهة لكل عربي بحيث لايفكر اطلاقا في مشروع نهضوي جديد،لكن صدام فعلها ،ففكر ونفذ وكان طبيعيا أن يتحالف محور الشر وأن يحرك أزلامه قبل أن يحرك جيوشه للانقضاض على نهضة العراق؟
لم يكن الزعيم صدام ملاكا ولكنه كان رجلا عربيا شريفا وضعته الاقدار في مهمة كبيرة فكان لها وليس تحالف الأشرار والصهاينة ضده إلا دليلا على صحة مواقفه،ولو كان صدام قد قبل مشروعات الاستسلام للعدو أو على الأقل غض الطرف عنها لكان مدللا عن اميركا وأخوتها ،وكان الاعلام الاميركي وصفه برجل السلام ومنحوه جائزة نوبل التي حصل عليها ذات يوم انور السادات مناصفة مع من ؟
مع بيجين الارهابي القاتل عضومنظمة ارجون والهاجاناه والشتيرنالذي شارك في قتل العرب الفلسطينيين في مذابح جماعية.
لقدرفض صدام معاهدة كامب ديفيد فكانت بداية التربص الصهيوني به،وسعى لإقامة مشروع نووي بدلا من دول الخليخ الخانعة التي لديها الاموال مكدسة في بنوك الغرب فضربوا مشروعه النووي ،وقدم صدام الكثير لشعب فلسطين حتى ايام الحصار دعم انتفاضة الاقصى وقدم للشهداء والمقاتلين ملايين الدلارات فيما المرتعشون لاتقوى أيديهم على توقيع قرار فتح الحدود مع غزة لانقاذ الاطفال والشيوخ والحوامل؟
لقد ذهب صدام إلى ربه،وهو سبحانه الحق العادل،ندعو له أن يتغمده برحمته،ونلفت نظر شعبنا العربي إلى أن التقييم الحقيقي للزعماء لايكون في الحال، وانما بعد انقشاع الغبار ،وبعد ان تتغير المرحلة كلها،وانظروا الى عبد الناصر كيف انصفه الشعب العريبي عندما رأى بأم العين نتائج سياسات الردة التي قادها السادات ولاتزال مستمرة فمصر عبد الناصر كانت عنوانا للكرامة مثل عراق صدام وليذهب زمرة المنطقة الخضراء الى مصيرهم المحتوم في التاريخ ..مصير أبو رغال وابن العلقمي.

ليست هناك تعليقات: