2008/12/22

حوارات ناصرية

مع عميد الناصريين بتونس
الأستاذ عبد العزيز بالقاضي
تقديم و حوار: خالد الكريشي (أبو جمال عبد الناصر )
ولد الأستاذ عبد العزيز بالقاضي أطال الله في أنفاسه يوم 10 أوت 1929 (أي أن عمره الآن 79 سنة ) بالمكناسي من ولاية سيدي بوزيد (280 كلم وسط العاصمة التونسية )، زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الابتدائية بمسقط رأسه ثمّ انخرط بالفرع الزيتوني بقفصة وبعدها التحق بالعاصمة لمواصلة دراسته بالجامعة الزيتونية إلى أن أحرز على شهادة التحصيل في العلوم ثمّ التحق بالمدرسة العليا للحقوق وتخرج منها بالإجازة في الحقوق سنة 1971 وفي نفس السنة أحرز على شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة. عمل موظفا بالإدارة ستة عشرة سنة ثمّ استقال من وظيفته ليلتحق بالمحاماة سنة 1973.
يصفه أقاربه وزملائه في الدراسة وفي النضال الطلابي بالعصامي إذ أنّه انحدر من عائلة فقيرة جدّا ،عانت الفقر والخصاصة كثيرا،وزاول تعلّيمه وهو يتيم الأب في وضع مادي صعب للغاية فتعرّض للفاقة والحرمان وشتّى الضائقات والمصاعب إلاّ أنّه بقوّة عزيمته وطموحه وصبره استطاع أن يتغلّب على جميع المصاعب والأزمات وأنهى دراسته بنجاح بجميع مراحلها وبتفوق.
في تاريخ 15/03/1954 أُلقي عليّه القبض من طرف الشرطة الفرنسية أثناء قيادته لمظاهرة طلابيّة وبقي موقوفا بالسجن المدني بتونس مدّة شهرين ثمّ حُكم عليّه بالسجن مدّة ستّة أشهر مؤجّلة من طرف المحكمة الفرنسية بالعاصمة بتهمة قيادة مظاهرة غير مرخّص فيها والتحريض على العصيان.
وفي نفس السنة أثناء المقاومة الوطنية المسلحة وإثر خروجه من السجن ورجوعه إلى بلدي أُلقي عليّه القبض من طرف الجيش الفرنسي بتهمة مساعدة المجاهدين وبقي موقوفا بسجن الجندرمة بقفصة مدّة نصف شهر ثمّ أُطلق سراحه لعدم ثبوت التهمة عليه.
وفي شتاء سنة 1955 أثناء الحركة اليوسفية وقع إيقافه من طرف الشرطة التونسية بعد مداهمته بمقرّ سُكناه في ساعة متأخرة من الليل وبعد تفتيش المحل نقلوه إلى مركزية الشرطة بالعاصمة وبقي موقوفا مدّة ثمانية عشرة يوما في البحث بشبهة التحريض على اغتيال المرحوم الحسين بوزيان ثمّ أُطلق سراحه لعدم ثبوت الشبهة عليه.
وفي نفس السنة وفي إطار الصراع بين الحبيب بورقيبة والزعيم صالح بن يوسف داهمته مجموعة من ميليشيا لجان الرعاية التابعة لحزب الدستوري الجديد واقتدته إلى المكان المعروف "بصباط الظلام" سئ الصيت الذي كان يشرف عليه الشيخ حسن العيادي وقد تدخّل لفائدته أحد أقاربه من المقاومين المعروفين فوقع إخلاء سبيليه.
وفي شهر ديسمبر سنة 1958 إثر دخوله إلى الوظيفة العمومية بحوالي شهر ونصف فقط وقبل أن يتقاضى جرايته الأولى وقع طرده من العمل بتهمة الانتماء إلى لجنة صوت الطالب الزيتوني واليوسفية وقد تدخّل لفائدته القائد المرحوم الأزهر الشرايطي – والذّي أعدم إثر محاولة إنقلابية سنة 1962 - الذي كانت له علاقة قوية بوزير الداخلية في ذلك الوقت المرحوم الطيب المهيري فأذن هذا الأخير بإرجاعه إلى عمله في نفس اليوم وبنفس مكان العمل وهذا التدخل الشجاع والسريع من القائد المرحوم الأزهر الشرايطي كان محل إعجاب وتنويه من الكثير من أهالي قفصة.
انخرط بلجنة صوت الطالب الزيتوني منذ ولادتها سنة 1950 وتدرج في مسؤولية القيادة إلى أن أصبح عضوا بارزا باللجنة المركزية وواصل نضاله بهذه المنظمة الطلابية العتيدة إلى أوائل سنة 1956.
يأخذك الحديث مع عميد الناصريين بتونس الأستاذ عبد العزيز بالقاضي المحامي والطالب الزيتوني سابقا إلى الماضي الجميل ،جيل الخمسينات والستينات من القرن الماضي ،جيل الحب والثورة والمبادئ الثورية الجميلة ،جيل عانق بداية المشروع النهضوي العربي من أجل التحرر والإنعتاق من الإستعمار والإستبداد والتخلف نحو بناء دولة العرب الواحدة ذات الأفق الإشتراكي الديمقراطي ،إنه عصر الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر الذي يفتخر الأستاذ عبد العزيز بالقاضي ومازال بأنه عايش عصر وحمل أفكاره ونهل من ثورته المجيدة مدافعا عنها أمام النظام البورقيبي،نظام التجزئة والتغريب والإستبداد والتخلف..ويأخذك إلى المستقبل وأنه لا بديل عن دولة الوحدة التي ضحى من أجلها شعبنا في تونس ومايزال...
وهذا الحوار الأول وليس الأخير يجرى مع الأستاذ عبد العزيز بالقاضي في ظرف يشتد فيه تكالب الأعداء على الأمة العربية من إستعمار وصهيونية وأنظمة إقليمية رجعية عميلة،أردناه أن يكون حوارا أوليا تأريخيا حول فترة معينة عاشها القطر التونسي ،فهو حوار توثيقي يؤرخ لبداية فترة الصراع بين مشروعين في تونس : مشروع إقليمي تغريبي إستبدادي يمثله الرئيس السابق الحبيب بورقيبة يسانده الإستعمار الفرنسي ومشروع نهضوي عربي ديمقراطي يمثله الزعيم خالد الذكر صالح بن يوسف وتقف وراء مصر عبد الناصر بكل ما تملك من عدة وعتاد ،فيعلن عميد الناصريين من الأول إنحيازه للمشروع الثاني ويتعرض جراء ذلك للقمع والتعذيب على يد جلاوزة النظام البورقيبي في "صباط الظلام " ويتصدى عبر لجنة صوت الطالب الزيتوني لسياسة التغريب والفرنسة التي توخاها الإستعمار الفرنسي ...ومازال الأستاذ عبد العزيز بالقاضي في سنه المتقدمة صامدا إلى اليوم وكأنك أمام شاب متحمسا في الثلاثينات من عمره ،مدافعا شرسا عن الحق ولا يخشى في قوله لومة لائم ولا سيف السّياف بكل تواضع بما حمل من تجارب وخبرات نضالية ويشهد بذلك تدخلاته في الجلسات العامة للمحامين..محرضا الشباب على مواصلة الكفاح من أجل تحقيق الشعب العربي دولة الحرية والإشتراكية والوحدة ولم يؤثر فيه السجن ولا التعذيب ولا الفاقة والحرمان التي عرفهما في بداية حياته ،شارك بمعية العميد الأستاذ البشير الصيد وأخرون بداية الثمانينات من القرن الماضي في تأسيس التجمع القومي العربي وتم ضرب المشروع وسجن العميد ،ولم يخضع للمساومة والإبتزاز والترغيب التي تعرض لها عندما عملت السلطة على ضرب المشروع القومي ومن ثمة الناصريين سنة 1988 عبر تأسيسها لجهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ،إذ رفض أن يكون مشاركا في مثل هذه الجريمة وتصدى لها وبقي ثابتا على المبدأ وأن الناصريين لهم وحدهم حق وسلطة تأسيس أداتهم التنظيمية المستقلة وأن الناصري الحقيقي لا يجب أن يوجد إلا في إطار حركة ناصرية مستقلة ديمقراطية ،معلنة ،مناضلة ،واحدة وموحدة.
1- خالد الكريشي : أستاذ ،لو تعطينا لمحة تاريخية عن لـجنة صوت الطالب الزيتوني :
عميد الناصريين : لمّا اتّضح للطلبة الزيتونيين أنّ السلط الاستعمارية الفرنسية قد أمعنت في تهميشهم وحالت دون إدخال أيّ تطوير على جامعتهم وأنّه قد آن الأوان لإدخال إصلاحات جوهرية على برامج التعليم الزيتوني ممّا يتماشى مع مقتضيات العصر الحديث فكّروا في إيجاد أنجع الطرق لإسماع صوتهم للسلط الاستعمارية والتصدّي لنواياها الخبيثة في طمس الثقافة العربية بالبلاد لإفصاح المجال للثقافة الفرنسية وتغلغلها ولهذا الغرض تكوّنت لجنة صوت الطالب الزيتوني بتاريخ 19/02/1950 إثر اجتماع بمقر الاتحاد الزيتوني الصفاقسي حضرته نخبة من الطلبة الزيتونيين من المرحلتين الوسطى والعليا واتفقوا فيما بينهم على تكوين هيكل يمثلهم تحت اسم لجنة صوت الطالب الزيتوني وبسرعة فائقة وتصميم محكم انطلقت هذه اللجنة إلى خوض نضالات جدية ومتنوعة لم تكن معروفة من قبل في الوسط الزيتوني وحتّى في الأوساط الشعبية مثل المظاهرات العنيفة والإضرابات عن التعليم واعتصامات الجوع والتصادم المباشر مع قوات الأمن الاستعمارية ممّا أكسبها شرعية لدى قاعدتها ولدى الأوساط الشعبية والمنضمات السياسية والاجتماعية والنقابية التي سارعت إلى تأييدها والوقوف إلى جانبها في نصرة قضيتها العادلة ومن أهمّ هذه الأحداث اعتصام الجوع يومي 21 و22 أفريل 1950 الذي كان له صدى كبيرا داخليا وخارجيا والإضراب اللاّنهائي عن التعليم الذي دام سبعة أشهر وانتفاضة 15 مارس 1954 التي واجهت فيها قوات الأمن الفرنسية الطلبة الزيتونيين بالرصاص الحي ممّا أدّى إلى سقوط عـدد من الشهداء والجرحى والقبض على عـدد كبير من الطلبة من بينهم خمسة أعضاء من اللجنة المركزية وكنت من بين هؤلاء.
وإلى جانب مساهمتها في معركة تحرير البلاد من الاستعمار بصورة فعّالة وحيويّة، فقد استطاعت لجنة الطالب الزيتوني تحقيق انجازات هامة وجوهرية في الميدان الثقافي مثل إدخال العلوم العصرية واللغات الحية في برامج التعليم الزيتوني وبناء كليّة 9 أفريل بالعاصمة وفتح الحي الزيتوني وإرسال بعثات طلابية للدراسة بالخارج وإصلاح مساكن الطلبة وإحداث عدّة مطاعم بها إلى غير ذلك من الإنجازات الأخرى.

2- خالد الكريشي : لماذا وكيف وقع التصادم بين لجنة صوت الطالب الزيتوني
والحزب الدستوري الجديد؟ :
عميد الناصريين : في الواقع أنّ العلاقة بين لجنة صوت الطالب الزيتوني وحزب الدستوري الجديد كانت في غالب الأحيان متوتّرة ولم تنسجم إلاّ غي أوقات قليلة ويرجع ذلك إلى عدّة أسباب أهمّها أنّ الحزب الدستوري الجديد حاول بكلّ الطرق والوسائل الهيمنة على لجنة صوت الطالب الزيتوني واحتوائها وجعلها خلية تابعة له لاستغلالها في الضغط على الحكومات التي لا تُحظى بتأييده مثل وزارات مصطفى الكعاك وصلاح الدين البكوش ومحمد صالح مزالي إلاّ أنّ لجنة صوت الطالب الزيتوني لم ترضخ إلى ذلك وحافظت على استقلاليّتها التامة وحرية عملها وقرارها.
ومن ناحية أخرى فإنّ معظم قادة الحزب الدستوري الجديد هم من خريجي الجامعات الغربية وكانوا مبهورين بالغرب ثقافة وحضارة ونظاما بينما يتخّرج الزيتونيّين متشبّثين بثقافة مغايرة ترتكز أساسا على قيم الحضارة العربية الإسلاميّة وعلى الجذور والأصالة وعلى هذا الأساس فإنّ الخلاف بين الطرفين لم يكن خلافا سياسيّا فحسب بل أنّه إلى جانب ذلك كان خلافا ذو أبعاد ثقافيّة.
وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الحزب الدستوري الجديد رأى أنّ لجنة صوت الطالب الزيتوني أصبحت وكأنّها حزبا سياسيا تزاحمه في مجالات يعتبرها من اختصاصه وحده خاصة بعد أن فشل في احتوائها والهيمنة عليها واتّضح له أنّها تشكّل قوّة ذات بال لها قاعدة عريضة في العاصمة وبقية المدن الأخرى وحُضيت بتأييد شعبيّ واسع وإشعاع كبير لدى الرأي العام الوطني فعمل على إضعافها بتكوين تنظيمات طلابيّة موالية له مثل كتلة الدفاع عن المطالب الزيتونيّة إلاّ أنّ هذه التنظيمات كان تأثيرها ضعيفا جدّا في أوساط الطلبة الزيتونيين وكانت الغلبة دائما للجنة صوت الطالب الزيتوني.
وقد أدّت هذه العلاقات المتوتّرة في بعض الأحيان إلى صدامات عنيفة بين الطرفين مثل حوادث التسميم بالمدرسة المنتصرية ومحاولة الاعتداء على الشيخ الفضل بن عاشور وليلة 14 ماي 1951 بباب سويقة ويوم 15 ماي 1951 أمام قصر الباي بقرطاج بمناسبة الاحتفال بعيد العرش وحادثة مطبعة نهج المفتي قرب جامع الزيتونة وقد بلغت هذه الصدامات ذروتها أثناء الحركة اليوسفية حين انحاز الطلبة الزيتونيون ولجنة صوت الطالب إلى الزعيم خالد الذكر صالح بن يوسف.

3- خالد الكريشي: ماهو موقف الطالب الزيتوني من الخلاف البورقيبـي اليوسفي؟ :
عميد الناصريين : الزيتونيّون كانوا من أوّل وهلة معارضين لاتفاقيات الاستقلال الداخلي بالنظر إلى ما اشتملت عليه من قيود وشروط مجحفة تمسّ بسيادة الوطن واستقلاله وما إن أعلن الزعيم خالد الذكر صالح بن يوسف معارضته لهاته الاتفاقيات حتّى انحاز معظم الزيتونيّين وفي مقدّمتهم لجنة صوت الطالب الزيتوني إلى جانبه بصورة تلقائية وحماسية إذ أنّ المبادئ والمطالب التي كان ينادي بها في الاستقلال التام ووحدة مصير الشعب العربي والتمسّك بالقومية العربية والأصالة هي نفسها التي يتبنّاها الزيتونيون ويعملون على تحقيقها وقد شكّل وقوف الزيتونيين إلى جانب الزعيم خالد الذكر صالح بن يوسف سندا قويّا للحركة اليوسفية إلاّ أنّه في الوقت نفسه قد ألحق بهم الكثير من الاعتداءات والاعتقالات والمحاكمات وشتّى أنواع الأذى والاضطهاد من طرف الشق الآخر.

4- خالد الكريشي :ماهي سمات الأفكار السياسية لصالح بن يوسف بعد عودته من الشرق ؟:
عميد الناصريين :إنّ إقامة الزعيم خالد الذكر صالح بن يوسف لفترة طويلة بمصر واطلاعه مباشرة على الأوضاع السياسية هناك خاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952 المجيدة وارتباطه بعلاقة قويّة بالزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر وحضوره معه بمؤتمر بندونغ الشهير قد أثّرت جميعها في توجّهاته السياسية، فقد عارض بكلّ قوّة اتفاقيات الاستقلال الداخلي معتبرا إيّاها خطوة إلى الوراء خلافا لما يراه المرحوم بورقيبة من أنّها خطوة إلى الأمام وطالب بمواصلة الكفاح المسلّح إلى أن يتحقّق الاستقلال التام للبلاد بالتنسيق مع الثورة الجزائرية وأصبحت تصريحاته في المنتديات الدولية ووسائل الإعلام تتناغم مع مبادئ القومية العربية في الوحدة والحرية والمصير المشترك للشعوب العربية ويرى كثير من السياسيين في ذلك الوقت أنّ المرحوم صالح بن يوسف لو نجح في معارضته لبادر بإحداث نظام سياسي مشابه لنظام ثورة ناصر بمصر.

5- خالد الكريشي : كيف اهتدى الأستاذ عبد العزيز بالقاضي إلى الناصرية ؟:
عميد الناصريين : اعتنقت الناصرية منذ بزوغ الثورة المصرية بقيادة زعيمها ناصر وكنت مؤمنا إيمانا عميقا بنقاوة هذه الثورة ونُبل أهدافها إذ أنّها كانت ثورة بيضاء بدون عنف ودماء ودون اضطهادات ومشانق كما يحدث في الثورات الأخرى وقد أحدثت رجّة قويّة لدى الشعوب العربية وتجاوب معها الناس بكلّ تلقائية وحماس وعلى الرغم من انحياز بعض الزيتونيين إلى جماعة الإخوان المسلمين أثناء الخلاف بينهم وبين عبد الناصر فقد تمسّكت بالناصرية وناضلت ودافعت عنها بكلّ إخلاص وحماس ولا أزال متمسّكا بها وسأبقى كذلك ما دمت حيّا وإنّي لفخور بكوني عشت العهد الناصري بكلّ عنفوانه واقتحاماته القومية وانتصاراته وهزائمه وأعراسه وأحزانه متمثلا بقول شاعر العروبة المرحوم نزار القباني في مرثيّته لعبد الناصر بعنوان رسالة إلى عبد الناصر:
وعندما يسألنا أولادنا
من أنتم ؟
في أيّ عصر عشتم ..
في عصر أيّ مُلهم ؟ .
في عصر أيّ ساحر ؟ .
نجيبهم : في عصر عبد الناصر ..
الله .. ما أروعها شهادة
أن يوجد الإنسان في زمان عبد الناصر ..

6- خالد الكريشي : كيف ترى حال الناصريين اليوم وما هو الدور المطلوب منهم؟ :
عميد الناصريين : الأرضية الناصرية أرضية خصبة ومعطاءة أنجبت ومازالت تنجب رجالا أحرارا مؤمنين أعمق الإيمان بأفكار عبد الناصر وفلسفته الثورية ومدافعين عنها بحزم وإخلاص وثبات دون وهن أو خذلان مهما اشتدّت المصاعب والأزمات والناصريّون موجودون في كلّ الأقطار العربية وحتّى في بلدان المهجر وحاضرون في كلّ الأحداث والمناسبات وقد سجّلت خلال السنوات الأخيرة ظاهرتان تبشّران بمستقبل زاهر الظاهرة الأولى الإقبال المكثّف على الفكر الناصري من الشعوب العربية من مختلف الطبقات بقناعة تامة وإيمان صادق أن لا عزّة ولا كرامة ولا انتصار على قوّة الرجعية والاستعمار إلاّ بالاعتصام بالفكر الناصري والسير على هداه، أمّا الظاهرة الثانية فهي إقبال الكثير من الكفاءات الشابة على الإمساك بالقيادة وتحمّل مسؤولية التخطيط والتنظيم ممّا يوفّر تدفّق دماء جديدة لفكر الناصري ومزيدا من وساءل التجديد والتنظيم لتلافي النقائص التي كان يشكو منها الناصريون.
وفي اعتقادي أنّ الناصريّة بخير وأنّها سائرة في الطريق السويّ بكلّ إيمان وثبات وسيعود لها شموخها ومجدها في وقت قريب إن شاء الله ،أما عن الدور المطلوب منهم فهذا مرهون بإرادة الناصريين أنفسهم بتونس وبالوطن العربي للخروج من هذا الوضع لبناء أداتهم التنظيمية المستقلة والمناضلة لتحقيق أهدافهم الكبرى وهو بناء دولة الحرية والإشتراكية والوحدة التي ضحى من أجلها جمال عبد الناصر وآلاف الشهداء العرب .
7- كلمة أخيرة :
عميد الناصريين :ثقتي تامّة في مستقبل زاهر للناصرية مادام أبناءها المخلصون وبصفة خاصّة شبابها مواصلين للنضال والصمود بكلّ حزم ونشاط وأسأل الله أن يمدّ في أنفاسي حتّى أرى الفكر الناصري في عنفوانه وشموخه وانتصاراته الباهرة.
والله أكبر والعزّة للأمّة العربية في الحرية والإشتراكية والوحدة.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ألف تحية إكبار وإجلال لعميد الناصريين بتونس.
أطل الله في أنفاسه ومتعه بالصحة والعافية لمواصلة النضل على درب الحرية والوحدة والإشتراكية