2008/12/31

بيان صحفي حول العدوان الغاشم على غزة الصامدة ــ من رئيس المؤتمر الناصري العام

بعد تمويه تجلى بفتح بعض المعابر لإدخال المعونات إلى قطاع غزة المحاصر بدأت اسرائيل عدوانها الآثم عليه بشكل مباغت ومتصاعد وبوحشية لا نظير لها .
إن أبرز ما يلفت النظر هو التواطؤ الدولي والإقليمي والمحلي الذي تجلت وتتجلى معالمه يوماً بعد يوم ، فلقد أعلنت وزيرة خارجية الكيان الصهيوني بكل وضوح ووقاحة نية إسرائيل اجتثاث ظاهرة المقاومة في القطاع في مؤتمر صحافي عقدته في القاهرة بعد لقائها الرئيس المصري وبحضور وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ، وذلك قبل يوم من بدء العدوان . كما بادر الناطق الأمريكي إلى تأييدالعمليات الإسرائيلية مؤكداً أنها لن تتوقف قبل تحقيق غاياتها ، واكتفى الاتحاد الأوروبي ببيان خجول يساوي بين الجلاد والضحية في أحداث العنف . وفي غمرة العدوان المتصاعد وتساقط الشهداء بالمئات وشمول الدمار كل أنحاءالقطاع انبرى كل من رئيس السلطة الفلسطينية ووزير الخارجية المصري في مؤتمر صحفي مشترك ليؤكدا أنهما حذرا حماس من مغبة عدم تمديد الهدنة وأن الحل يكمن في العودة إلى التهدئة ؛ أي بما معناه الاستسلام لمطالب المعتدي الآثم !. وبدلاً من أن يبادر النظام العربي الرسمي إلى خطوات عملية وفورية لمواجهة العدوان وإيقافه – إن لم نقل ردعه – أجل اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب وميع الدعوة إلى قمة عربية عاجلة بالحجة المألوفة : وجوب الإعداد الجيد لها (؟!) . والأدعى للدهشة أن يطير أبو الغيط إلى أنقرة ليقدم ورقة نقاط للحل بالعودة إلى التهدئة بضمانات دولية ووساطة تركية !!.
إن اسرائيل بعدوانها الوحشي هذا وفي ظل التواطؤ الدولي والإقليمي والمحلي تعيد بالضبط ما حاولته في يوليو/تموز 2006 لتصفية المقاومة في لبنان وإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة لصالح المشروع الصهيوأمريكي ومن حالفه من ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي .. نفس الأسلوب ، ونفس التمهيد ، ونفس المفردات المعبرة عن أهداف العدوان , ونفس الاصطفاف الدولي والعربي والفلسطيني !.
ومثلما كان الفشل الذريع حليف ذاك العدوان فإن غزة الصامدة وقوى المقاومة البطلة فيها ومعها كل أحرار الوطن العربي ستفشل أهداف هذا العدوان وتقلب حساباته عليه وعلى كل الذين يرجون نجاحه .
إنني ، وباسم المؤتمر الناصري العام الذي هو مظلة الناصريين والقوميين عموماً في كل الوطن العربي ، أعلن وقوفنا في خندق التصدي والاستشهاد جنباً إلى جنب مع أبطال المقاومة الباسلة في غزة هاشم ومسقط رأس الإمام الشافعي وفخر أمتنا العربية ، وأدعو كل مواطن عربي وكل القوى السياسية العربية على اختلاف مشاربها وكل التنظيمات النقابية والمهنية وكل تشكيلات المجتمع المدني في كافة الأنحاء العربية إلى التحرك الجاد والفعال لمساندة أبطال غزة بكل وسائل الدعم والمساعدة وتصعيد فعاليات التظاهر وكل وسائل الضغطعلى الأنظمة العربية لإجبارها على مغادرة موقع المتفرج أو المتواطئ وإرغامها على التحرك لوقف العدوان وإفشال أهدافه .
إن هذه الآن هي المهمة المهمة الملحة والعاجلة والتي سوف تتحقق بفضل صمود قوى المقاومة في غزة البطلة وكل قوى المساندة العربية بإذن الله . ومن بعدها لا بد من وقفة جادة لكل القوى العربية المناضلة وفي مقدمتها القوى القومية لبحث وسائل التصدي بشكل عملي وفعال للهجمة الاستعمارية الشرسة على أمتنا بكل تجلياتها .
" لقد آن لكل عربي أن يدخل في الحساب أو أن يسقط من كل حساب " .. جمال عبد الناصر
النصر لأبطال غزة والمجد لشهدائها الأبرار ، والفشل الذريع والخزي لأعداء الأمة والمتواطئين معهم .
وعاش نضال أمتنا العربية لتحقيق حريتها ونهضتها ووحدتها .

الدكتور خالد الناصر
رئيس المؤتمر الناصري العام

ليست هناك تعليقات: