2008/11/14

أحب عبدالناصر.. وأرفض التطبيع مع «إسرائيل



مثلت التصريحات المنسوبة للفنان السوري الكبير دريد لحام والتي نشرت في «مجلة ألوان» اللبنانية صدمة كبيرة لمحبي الفنان وللجمهور العربي بشكل عام خاصة وأنها تختلف تماما عن مشوار الفنان ومسيرته الفنية التي اتسقت مع الثوابت القومية والعربية وتجاوبت مع التجربة الناصرية.

فقد نُسب للفنان تصريحات انتقد فيها الحقبة الناصرية، والوحدة بين مصر وسوريا، وأعرب فيها عن تأييده لاتفاقية كامب ديفيد، مشيرا إلي أن الحرب مع الكيان الصهيوني انتحار في ظل غياب التوازن!!

وهو ما جعل «الموقف العربي» في عددها الصادر في 15 مايو 2007 إلي مطالبة دريد لحام بتوضيح موقفه من التصريحات التي نشرت منسوبة إليه والتي إن صحت تعتبر ردة علي مواقفه وصدمة للجمهور العربي.. وفي حوار لـ «الموقف العربي» مع الفنان الكبير قال: إنه لم يكن في يوم ضد التجربة الناصرية أو عبدالناصر بل إنه يحب عبدالناصر علي المستوي الشخصي ومازال مقتنعا بالمنهج والفكرة.. وأكد أنه ضد الكيان الصهيوني ولا يمكن أن يضع يده في يد صهيوني أو ينساق وراء الأنظمة التي هرولت لإقامة ما يسمي بالسلام مع هذا الكيان السرطاني.. وقال: لن أفعل ذلك حتي لو ذهب العرب جميعا وأقاموا علاقات مع الكيان الصهيوني.

سألناه في البداية عن حقيقة التصريحات المنسوبة إليه فقال: في بعض الأحيان يقابلك أشخاص ينظرون إلي النصف الأول أو الأخير من الكوب فهم ينتقون من كلامك ما يريدون، وهؤلاء ينطبق عليهم قول «لا تقربوا الصلاة.. دون أن يكملوا.. الآية» وللأسف هؤلاء لا يعرفون جيدا من هو دريد لحام ومواقفه الوطنية عبر مشواره ومسيرته.. فقد وجهت انتقادي إلي بعض من يدّعون الناصرية ويتحدثون باسمها وهم بعيدون عنها ويسيئون بتصرفاتهم للرئيس جمال عبدالناصر، أما الرئيس عبدالناصر فأنا أحبه كثيرا وبكيت بحرقة عندما سمعت خبر رحيله شأني شأن كل المواطنين الذين كان الخبر بالنسبة لهم كارثة مفجعة فقد كان بالنسبة لي ولجيلي الأمل في المستقبل.

> أنت إذن مازلت ضد كامب ديفيد وإبرام اتفاقيات مع الكيان الصهيوني رغم ما يروجه البعض عن غياب التوازن العسكري وغيره من دعاوي الانهزام والاستسلام؟

>> أنا ضد كامب ديفيد وضد أي صلة بالكيان الصهيوني ولا يمكن أن أقبل بإقامة علاقات طبيعية مع عدو يتربص بنا ووجوده ضد وجودنا كعرب، وأعلنها: لن أطبع حتي لو أقام الحكام العرب جميعهم صلات بهذا الكيان الغاضب، ولا يمكن لي أن أضع يدي في يد عدو صهيوني دمر الحجر وذبح البشر ويرتكب الجرائم منذ ستين عاما وحتي الآن.

وأنا لي نظرية تقول: «في حال غياب التوازن الاستراتيجي والعسكري.. السلم استسلام والحرب انتحار»، ولا يمكن أن يخالفني في ذلك عاقل فالسلم يجب أن يكون بين طرفين متقاربين في القوة حتي يكون سلاما حقيقيا، أما ما حدث من معاهدات بين بعض العرب والكيان الصهيوني لا يمكن أن نطلق عليها معاهدات سلام بل هي معاهدات استسلام لذلك اعتبر اتفاقية كامب ديفيد استسلاما ووصمة عار في التاريخ العربي.

> السلم استسلام.. والحرب انتحار.. فماذا عن المقاومة التي انتصرت علي الكيان الصهيوني في لبنان وأجبرته علي الانسحاب من الجنوب في ظل غياب التوازن الاستراتيجي؟

>> أنا بالطبع مع المقاومة وهي خيارنا الوحيد ففي ظل غياب التوازن علينا أن نعد أنفسنا وهناك مقولة: «إذا كنت تسعي للسلم فتهيأ للحرب»، وما أحدثته المقاومة العظيمة في جنوب لبنان علي الرغم من تفاوت القوة الكبير يعني أن الإرادة خلقت التوازن بين المقاومة الشريفة وبين الكيان الصهيوني العنصري، وهذا ما يؤكد كلامي السابق كامب ديفيد وصمة عار في جبين التاريخ العربي.

> وماذا عن الوحدة بين مصر وسوريا 1958 وموقفك منها، خاصة وأن التصريحات المنسوبة إليك فسرتها مجلة «ألوان» علي أنها «انقضاض علي الوحدة»؟

>> نحن بحاجة إلي الوحدة بين مصر وسوريا وكل الأقطار العربية، وفي أثناء الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958 كانت الأمة بحاجة لمثل هذه الوحدة خاصة وأن العديد من الدول العربية كانت تحررت من يد الاستعمار وبدأت تضع أقدامها علي أول الطريق، لكن الضغوط السياسية والمؤامرات حالت دون استمرارها، فما حدث أن البعض تآمر علي قرار الوحدة ولم يقف الشعبان في وجه ذلك لأن القرار جاء من الرئيسين المصري والسوري.. أما الوحدة فكلنا تواقون إليها وكنا نتمني استمرارها حتي الآن فالوحدة هي الأمل الذي تنتظر تحقيقه كل الشعوب العربية.

> بعيدا عن التصريحات المنسوبة لك.. ماذا عن آخر أعمالك؟

>> هناك أعمال أعدها وسوف أقدمها مع قناة المنار ومنها مسلسل تدور صراعه حول صراع الأجيال من تأليف حكم البابا، وهي مشكلة نعيشها الآن خاصة في ظل الاختلاف المستمر بين الأجيال المختلفة والذي يبدو واضحا بشكل أكبر من ذي قبل هذه الأيام.

> ألا تري أن هذه الأيام خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية نحتاج إلي جهود أكبر من الفنان العربي لمواجهة محاولات النيل من الهوية العربية؟

>> الفن كثيرا ما لعب دورا بارزا في مواجهة تحديات الوطن العربي وهناك فنانون جادون يعون دورهم جيدا وينفعلون بقضايا أمتهم.. لقد منحني الرئيس بشار الأسد، وسام الاستحقاق السوري وهذا الوسام يعطيني دفعة كبيرة كما أنه ليس تكريما شخصيا إنما تكريم للفن العربي الأصيل، والرئيس بشار عندما منحني الوسام إنما كرم جميع الفنانين ليس السوريين وحسب بل الفنانين العرب جميعا لا سيما الملتزمين بقضايا شعوبهم وأمتهم.



ليست هناك تعليقات: