2008/12/18

التيار الناصري يعلن المبادرة في التصدي للعدو الصهيوني ومنع دخول الصهاينة لضريح ابو حصيرة


لن يمروا فوق ارضي

بسم الله الرحمن الرحيم
"ولتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا"
صدق الله العظيم
باسم دماء شهداء العروبة في الصراع مع العدو الصهيوني.
باسم دماء شهداء دير ياسين والقدس وغزة وجنين وقانا والجولان وبحر البقر.
باسم دماء الاسرى المصريين المقتولون غدرا.
نحن الموقعون ادناه من ابناء الشعب العربي نعلن اننا نرفض استقبال الصهاينة على اي ارض عربية، وانننا نعتبر هذا الفعل حيانه لن يتسامح في حقها شعبنا العربي، ومن هذا المنطلق فاننا نطالب بتنفيذ الحكم التاريخي للقضاء المصري الشامخ والقاضي بمنع اقامة مولد ابو خصيرة ومنع استقبال الصهاينه في قرية دمتيوة (بدلتا مصر) ، تقديرا منا لدماء الشهداء، وتعبيرا عن الاحترام لاحكام القضاء، وتأكيدا على اننا شعب عربي واحد ودم عربي واحد.
( الموقعزن على البيان 150 من الشخصيات العامه + 3150 عن طريق النت)
مقدمة
ماذا تفعل إذا كنت تملك قطعة أرض.. وفجأة يدق على بابك زائر غريب ... بالطبع سترحب به... وبدون أدنى مقدمات يعرض عليك مالا وفيرا مقابل أن تبيع له أرضك ...فتجيب طلبه بالرفض لان أرضك في الأساس غير معروضة للبيع .... وقبل أن يغادر منزلك تكتشف أن هذا الغريب صهيوني ؟!
هذا بالتحديد ما يحدث كل عام على أرض مصر ، حيث ينتهز بعض اليهود فرصة السماح لهم بإقامة مولد حاخامهم المزعوم "أبو حصيرة" ويطرقون أبواب المصريين ويغرونهم بالمال ، طالبين شراء الأرض التي تحيط بقبر الحاخام اليهودي "أبو حصيرة" في دمنهور مقابل خمسة ملايين جنية (حوالي مليون دولار بينما ثمن الارضالحقيقي لا يزيد عن حوالي اربعون الف دولار) للفدان ... ورغم أن الأهالي يقابلون هذا العرض بالرفض ،معبرين عن فهم عميق للكيان الصهيوني، فالصهاينة من أبرع الناس في إختلاق الجذور لهم في كل أرض يحلون بها وافتعال الأساطير في ذلك, فوجودهم المصطنع بفلسطين المحتلة أو ما يطلقون عليه "إسرائيل" ناشئ أصلاً من مزاعم أن لها جذور تاريخية هناك, كما أن الصهيانة بارعون في عمليات التوسع, حيث تظهر تجاربهم التاريخية كما حدث في فلسطين أنهم يبدؤون بشراء الأراضي بشكل بريء بدون جذب انتباه الناس, ثم يتوسعون وبعدها يقيمون مستوطنة وهكذا .وتبقى أسئلة عديدة تبحث عن إجابات لها

قصة ابو حصيرة

في نهاية شهر ديسمبر من كل عام ومنذ ما يزيد على ربع قرن يستعد الصهاينة للاحتفال بمولد حاخامهم المزعوم "أبو حصيرة" حيث يتوافدون إلى قرية "دمتيوه" بمحافظة البحيرة المصرية ، في محاولة منهم لتثبيت أقدامهم على أرض مصر، وما يصاحب ذلك من إجراءات أمنية مشددة تعرقل سير الحياة في تلك القرية الهادئة لصالح إسعاد الصهاينة وحمايتهم فمنذ عام 1978 عقب توقيع "اتفاق كامب ديفيد" اتفاقية الخيانة والعار،بدأ الصهاينة يطلبون رسميًا تنظيم رحلات دينية إلى قرية "دميتوه" الشهيرة الواقعة في محافظة البحيرة شمال مصر للاحتفال بمولد أبي حصيرة المزعوم أنه "رجل البركات"، و الذي يستمر قرابة 15 يومًا بين 26/12 ولغاية 2/1 من كل عام، وبدأ عددهم يتزايد من بضع عشرات إلى بضع مئات ثم بالآلاف يفدون كل عام من الكيان الصهيوني وأمريكا وبعض الدول الأخرى، حتى بلغ عددهم قبل عامين من بداية انتفاضة الاقصى قرابة أربعة آلاف، برغم احتجاجات الأهالي على تصرفات الزوار الصهاينة، وتحويلهم حياة الفلاحين في هذه القرية إلى جحيم، بسبب إجراءات القرية إلى مدينة مغلقة بسبب إجراءات الأمن المصرية المكثفة لحماية الزوار.
يبدأ الاحتفال غالبا يوم 25 (ديسمبر) فوق رأس أبي حصيرة، حيث يُقام مزاد على مفتاح مقبرته، يليها عمليات شرب الخمور أو سكبها فوق المقبرة ولعقها بعد ذلك، وذبح تضحيات غالبًا ما تكون خرافًا أو خنازير وشي اللحوم، والرقص على بعض الأنغام الهودية بشكل هستيري وهم شبه عرايا بعد أن يشقوا ملابسهم، وذكر بعض الأدعية والتوسلات إلى البكاء بحرقة أمام القبر، وضرب الرؤوس في جدار المبكى للتبرك وطلب الحاجات، وحركات أخرى غير أخلاقية.
شهدت المقبرة بعض التوسع مع تزايد عدد القادمين، وتم كسوة الضريح بالرخام، والرسوم الهودية، لاسيما عند مدخل القبر، ثم بدأ ضم بعض الأراضي حوله وبناء سور، ثم قيام منشآت أشبه بالاستراحات، وهي عبارة عن غرف مجهزة، وقد سعوا أيضًا إلى شراء خمسة أفدنة مجاورة للمقبرة بهدف إقامة فندق عليها؛ لينام فيه الصهاينة خلال فترة المولد، بيد أن طلبهم رفض..
وبدأت التبرعات الصهيونية تنهال لتوسيعها وتحويلها إلى مبكى جديد للهود الطالبين الشفاء أو العلاج من مرض، حتى أن حكومة الكيان الصهيوني قدمت معونة مالية للحكومة المصرية طالبة إنشاء جسر يربط القرية، التي يوجد بها الضريح بطريق علوي موصل إلى مدينة دمنهور القريبة، حتى يتيسر وصول الصهاينة إليها، وأطلقوا على الجسر أيضًا اسم أبو حصيرة، ومع الوقت تحول أبو حصيرة إلى مسمار جحا للصهاينة وحكومتهم في مصر.
فيما يحرص الكيان الصهيوني على لفت الأنظار إليهم، وتضخيم الاحتفال إلى درجة استقدام طائرة خاصة إلى مطار الإسكندرية تحمل وفدًا كبيرًا من حاخامات الصهاينة، ومعهم أحيانا وزير الأديان والعمل، وأعضاء من "الكنيست".

الحكم القضائي

وفي عام 2001 عمت قرية "دميتوه" قرب مدينة دمنهور شمال مصر الأفراح, وخرج أهالي القرية وهم يهنئون بعضهم بعضاً, في أعقاب إزاحة محكمة مصرية عبئا كبيرا عن صدورهم, تمثل في وقف احتفالات سنوية يقوم بها يهود قادمون من إسرائيل وأوروبا, ويرتكبون فيها الموبقات، والحكم برفض قرار لوزير الثقافة المصري بجعل مكان الاحتفال، وهو مقبرة أبي حصيرة، أثرا إسلاميا, واعتباره كأن لم يكن.
فبتاريخ 9/12/ 2001م أصدرت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية دائرة "البحيرة" حيثيات الحكم بوقف قرار وزير الثقافة باعتبار ضريح أبو حصيرة والمقابر التي حوله بقرية دميتوه بدمنهور من الآثار الإسلامية والقبطية ووقف الاحتفالية السنوية لمولد أبو حصيرة.
وقالت المحكمة إن مما سبق يتضح أن الهود خلال إقامتهم في مصر لم يشكلوا حضارة بل كانوا قوماً متنقلين يعيشون في الخيام ويرعون الأغنام ولم يتركوا ثمة أثر يذكر في العصر الفرعوني وبالتالي فإن القرار الذي أصدره وزير الثقافة باعتبار ضريح الحاخام الـيهودي أبو حصيرة بقرية دميتوة بمدينة دمنهور والمقابر الهودية التي حوله ضمن الآثار الإسلامية والقبطية رغم أنه مجرد قبر لفرد عادي لا يمثل أي قيمة حضارية أو ثقافية أو دينية للشعب المصري حتى يمكن اعتباره جزءاً من تراث هذا الشعب وهو الأمر الذي يكون معه قرار وزير الثقافة باعتبار الضريح والمقابر الهودية ضمن الآثار الإسلامية والقبطية مخالفاً للقانون لانطوائه علي مغالطة تاريخية تمس كيان الشعب المصري الذي هو ملك لأجيال الأمة وليس للأشخاص، كما ينطوي علي إهدار فادح للمشرع المصري الذي لم يعترف بأي تأثير يذكر للهود أثناء إقامتهم القصيرة بمصر.
وقد لفتت حيثيات الحكم, الذي أصدرته المحكمة المصرية بمنع الاحتفال بمولد أبي حصيرة, والذي يأتي قبل شهرين فقط من الاحتفال الأنظار بسبب تضمنها ما يشبه عريضة اتهام ضد الدولة العبرية والمجازر التي تقوم بها ضد الفلسطينيين.
فقد أكد طاقم المحكمة برئاسة المستشار مهند كامل عباس, نائب رئيس مجلس الدولة, أن ما يفعله اليهود في احتفالات أبي حصيرة يتعارض مع "وقار الشعائر الدينية وطهارتها"، و"يتعارض مع التقاليد الإسلامية والآداب العامة, الأمر الذي يشكل مساساً بالأمن العام, والسكينة العامة, وينطوي على إيذاء الشعور الإنساني للمسلمين والأقباط في مصر, لا سيما وهم يرون مقدساتهم الإسلامية والمسيحية تنتهك في القدس, دون مراعاة لما احتوته الأديان السماوية من قيم واحترام".
وضربت المحكمة عشرات الأمثلة على انتهاك المقدسات في فلسطين, مثل "اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحة المسجد الأقصى, وما سبق من قيام المتطرفين اليهود "جماعة أمناء الهيكل" بوضع حجر الأساس بشكل رمزي لبناء المعبد اليهودي الثالث المزعوم, بالقرب من باب المغاربة, بحكم من المحكمة الإسرائيلية العليا رغم أن القدس أرض محتلة".
وأشار القرار الصادر عن المحكمة إلى "المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في تشرين الأول/أكتوبر 1990 بإطلاق النار علي المصلين, ومحاولة إحراق الأقصى عام 1969", و"الاعتداء الوحشي, الذي لم يسبق له مثيل من قتل المدنيين والأطفال بقذائف الدبابات والصواريخ وطائرات الاباتشي وأف 16 وأف 15، وهدم المنازل فوق رؤوس أهلها".
وخلصت المحكمة بعد سرد جرائم الاحتلال الإسرائيلي للقول إن "الأمر الذي يكون معه إقامة تلك الاحتفالية في تلك الظروف والملابسات, مما يمس الأمن العام والسكينة العامة, ويتعين معه الحكم بوقف إقامة تلك الاحتفالية

عودة الاحتفالات

وبتاريخ 2/10/2004: يخرج وزير الخارجية الصهيوني (سيلفان شالوم) بطلب غريب من نظيره المصري (أحمد أبو الغيط) خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في القدس المحتلة، يدعو فيه مصر بالعمل على رفع قراراها السابق بشأن منع الصهاينة من زيارة ضريح أبو حصيرة، حيث كانت مصر قد أصدرت قراراً سابقاً بأن لا تزيد الاحتفالات الصهيونية وعمليات التأبين للحاخام المزعوم عن 75 شخصاً، وكان القرار رداً على المجازر الصهيونية في الأراضي الفلسطينية، فيما طالب الوزير المصري نظيره الصهيوني بأن يتم العمل على التوصل لنقطة اتفاق حول هذا الأمر عن طريق الطائفة الهودية في مصر.
لا تنتهي المسألة عند هذا الحد، فبتاريخ 11/2/2005 يجدد الوزير الصهيوني طلبه من (أبو الغيط) بالسماح للكيان الصهيوني بترميم مقبرة أبو حصيرة وزيادة عدد التأشيرات الممنوحة للصهاينة المحتلين بهدف زيارة المقبرة، مقابل تنفيذ الكيان الصهيوني للطلب المصري الخاص بإجراء عمليات الترميم اللازمة لدير السلطان بالقدس.
وعاد الصهاينة من جديد للاحتفال بمولد الحاخام المزعوم عام 2006 وسط مشاعر السخط والغضب لأهالي دمنهور بالبحيرة وصلت الأربعاء الوفود الإسرائيلية بالسيارات السياحية إلى قرية دمتيوه لحضور الاحتفال بمولد أبو حصيرة وسط إجراءات أمنية مشددة على الطريق الزراعي ـ مصر الإسكندرية وحول الضريح، حيث بلغ إجمالي الحضور 700 سائح معظمهم من مرتدي القبعات اليهودية الذين حضروا مباشرة من "إسرائيل" إلى مطار النزهة بالإسكندرية.
وقام معظم السياح الإسرائيليين عند دخولهم القرية بالتقاط المناظر عبر كاميراتهم الحديثة لمداخل القرية والقرى المجاورة ونالت أكوام القمامة النصيب الأوفر من المناظر التي التقطت وذلك وسط حالة من الغضب الشديد الذي سيطر على الأهالي. وفرضت قوات الأمن حظر التجول على سكان القرية بينما راح أعضاء الوفود الإسرائيلية يطلقون صيحات الاستهزاء بالشعب المصري ويعتبرون إعادة انعقاد المولد نصر عظيم مهم وانتصار للخارجية الإسرائيلية وسط حسرة وألم شديدين على انتهاك الأحكام القضائية التي حصل عليها الأهالي بعدم انعقاد المولد من خلال الحكم القضائي الذي صدر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية وكانت الحكومة الإسرائيلية والجمعية اليهودية بالإسكندرية قد مارستا ضغوطاً مكثفة على الحكومة المصرية لإقامة الاحتفال في موعده وهو الأمر الذي أدى إلى ارتباك الحياة في محافظة البحيرة حيث حاصرت مدنها وقراها قوات الشرطة التي جاءت لحماية الصهاينة المشاركين في الاحتفالات وتم إعداد خطة أمنية شارك في إعدادها قيادات وزارات الداخلية ومديري الأمن بمحافظة الإسكندرية والبحيرة تمثلت الخطة الأمنية في حماية الصهاينة القادمين من مطار النزهة بالإسكندرية عن طريق إسكندرية - القاهرة الزراعي حيث تابعتهم سيارات الشرطة واصطف جنود الأمن المركزي على مداخل مدن وقرى محافظة البحيرة، وأصدر مجلس المدينة تعليمات بإغلاق المحال التجارية والمقاهي بالإضافة إلى تعليمات مديرية التربية والتعليم بإغلاق مدرسة القرية لمدة ثلاث أيام وتعطيل الدراسة بها وفرض حظر تجول على سكان قرية دمشيوه الذين وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل رجال الأمن.
وفي إطار الإجراءات الأمنية ذاتها تم إغلاق الطريق الموصل بين عزبة سعد ودمتيوه لأنه يمر بجوار مقبرة أبو حصيرة، وبدأ الاحتفال برقصات ماجنة وأجساد عارية وقبلات متبادلة بين المشاركين في الاحتفال وذرف اليهود الدموع متوسلين للمدعو أبو حصيرة أن يشفيهم من أمراضهم .. ووقف اليهود عند باب المقبرة يتحدثون عن تاريخهم وبركات أبو حصيرة وكيف انقطعت هذه البركة على مدار السنوات الخمسة الماضية والتي لم يقيم بها الاحتفال وقاموا بسكب الخمور على رؤوسهم وتوزيع الفستق المغربي واللوز السوداني ونحروا الخراف وبرز خلال احتفال هذا العام حضور بعض السيدات من كبار السن والعجزة وراحوا يتوسلون إلى أبو حصيرة لشفائهم ولحماية أبنائهم من المقاومة الفلسطينية. وفي العام الماضي جاءت مغادرة اليهود الذين حضروا الاحتفال بمولد "أبو حصيرة" في قرية "ديمتوه" بمركز دمنهور وسط إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة، تحسبًا لاستهدافهم في طريق عودتهم إلى بلدانهم. وبلغ عدد اليهود الوافدين من إسرائيل ودولاخرى شخصًا
حيث استقلوا 17 أتوبيسًا سياحيًا من قرية "دمتيوة"إلى مطار القاهرة الدولي ترافقهم أعداد كبيرة من القوات الخاصة المصرية. وقد تم نقلهم مباشرة على ثلاث رحلات شارتر على خطوط شركة العال الإسرائيلية مباشرة إلى تل أبيب.
وحسب مصادر أمنية بالبحيرة، طلبت أجهزة الأمن من السفارة الإسرائيلية اختصار مدة الاحتفال لليلة واحدة فقط وذلك لدواع أمنية، تحسبًا لاستهداف المحتفلين في أية هجوم، خاصة وأن المنطقة المحيطة بقبر "أبو حصيرة" هي منطقة زراعية مفتوحة، وإمكانية وقوع أي عمليات وارد بشكل كبير.
وقوبل اختصار الاحتفال على ليلة واحدة بارتياح شديد من أهالي قرية "ديمتوه" حيث أطلقت النساء الزغاريد أثناء تحرك أتوبيسات اليهود بالتحرك والرحيل،
وذلك بعد أن كانت القرية أعلنت إضرابًا شاملاً طيلة تواجد اليهود بها، حيث أغلقت المحلات ورفض أصحابها التعامل مع اليهود أو البيع لهم احتجاجًا على مجازرهم الدموية ضد الشعب الفلسطيني.
لكن فرحتهم هذه نغصتها عليهم أجهزة الأمن بعد أن وعدت بإقامة الاحتفال في العام القادم







الرأي التاريخي

يعلق الدكتور عبد الله كامل رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية السابق بالمجلس الأعلي للآثار علي قرار ضم ضريح " أبو حصيرة " للآثار الإسلامية والقبطية في عام 2001 قائلا : بصراحة ضم الضريح للآثار كان خطأ ومجرد (مجاملة) لـ"إسرائيل" لذلك عندما قضت محكمة القضاء الإداري بمنع إقامة الاحتفالات قضت أيضا في نفس الحكم باستبعاد الضريح من دائرة الآثار.
ويشير الدكتور عبد الله كامل في هذا السياق إلي أن قرار المجلس الأعلي للآثار بإنشاء إدارة للمقتنيات اليهودية في مصر هو الآخر قرار غير علمي ومجرد (مجاملة) سنعرف خطورتها فيما بعد حيث يفتح القرار الطريق أمام الصهاينة للمطالبات التي تبدأ بالمشاركة في عمليات ترميم جبانات اليهود ولا تنتهي بإنشاء متحف للمقتنيات اليهودية وغيرها من المطالبات التي نعرفها جميعًا.
أما عن الاحتفال بمولد "أبو حصيرة" فيقول د. عبد الله كامل : إلي جانب غضب الأهالي في البحيرة ورفضهم لوجود الصهاينة علي أرضهم أو الحفلات الراقصة التي لا تليق بالقرية المصرية نحن أمام حكم قضائي واضح يقضي بمنع الاحتفالات التي تقام كل عام ، أي أن الأمر لا يجب أن يخضع للنقاش.
أما الدكتور علي حسن الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلي للآثار فيشير إلي خطورة إقامة هذا الاحتفال السنوي ويقول: إن التهاون في هذالأمر يفتح علينا أبواب جهنم.
ويضيف: هذا الإصرار غير العادي من جانب " إسرائيل" لإقامة الاحتفال كل عام له ما يبرره فهم كيان سرطاني توسعي سينطلقون من "أبو حصيرة " لأماكن أخري وربما نجدهم يطالبون بإقامة الاحتفالات في قرية "قنتير" بالشرقية التي يدعون أنها مسقط رأس سيدنا موسي، خاصة أنهم يزيفون الحقائق ويريدون أن يثبتوا أن لهم دورا في الحضارة المصرية القديمة..
لكن سماح السلطات المصرية بهذا الاحتفال رغم حكم القضاء ليس له ما يبرره فالاحتفال الذي يقام كل عام لا يقبله أحد لأنه ينطوي علي تطبيع صريح للعلاقات ويتضمن أفعالا لا يقبلها المواطن المصري ولا تنسجم مع التقاليد المصرية الإسلامية والمسيحية ، وهو ما جعل المصريين بشكل عام مسلمين ومسيحيين يرفضون مثل هذا الاحتفال.
وبالنسبة لجنسية " أبو حصيرة " وديانته ــ والكلام ما زال للدكتور علي حسن ــ فالأمر لا يعنينا في شئ سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا مغربيًا أو مصريًا فنحن أمام حكم قضائي يمنع الاحتفالات ويجب تنفيذه.

مولد أبو حصيرة تطبيع سياحي

وهذه المقبرة المشبوهة كانت تستغلها إسرائيل للتطبيع السياحي مع مصر؛ حيث تتخذها ذريعةً لدخول آلاف اليهود الصهاينة سنوياً للأراضي المصرية، والتغلغل في إحدى قراها، وممارسة كافة أشكال الشذوذ والفجور والرقص وتناول المخدرات، مما يسبب أضراراً كثيرة لأهالي القرية وشبابها، الذين يرفضون هذا (التطبيع) الصهيوني.
ومن المعروف أن السياحة الصهيونية نشطت في مصر عقب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل في عهد الرئيس السادات، فبعد التوقيع مباشرةً، قامت شركة (العال) الإسرائيلية بإعداد دراسة عن تطوير رحلاتها للشرق الأوسط، وخاصةً مصر، وذلك بالتعاون مع شركات في الولايات المتحدة، وقد ساهم ذلك في تنشيط حركة السياحة؛ حيث بلغ عدد الرحلات الجوية التي قامت بها شركة (العال) الإسرائيلية بعد سنة فقط من تشغيل خطِّها مع القاهرة حوالي 253 رحلة في الاتجاهين، ونقلت (34927) راكباً، في حين بلغت رحلات شركة (نفرتيتي) المصرية 117 رحلة في الاتجاهين، ونقلت (26354) راكباً، وبِيعَ 38% من التذاكر في إسرائيل، و33% في الولايات المتحدة، و19% في مصر
ولنفس الغرض حرصت إسرائيل على توقيع اتفاقية تعاون بين مطارَي (إيلات) و(عتسيون) كشرط لتسليمه لمصر في 25 أبريل 1982م، للسماح للطائرات المتجهة إلى (إيلات) و(رأس النَّقَب) باستخدام المطارَيْن بصورة متبادلة
ولتنشيط السياحة والمواصلات بين البلدين أيضاً، اتُّفقَ على تشغيل النقل البحري بين (أشدود) و(بورسعيد)؛ لنقل السياحة الشعبية بين البلدين، ووقع مديرو وزارات السياحة في كلٍّ من مصر وإسرائيل في فندق (هيلتون القدس) في 17 مايو 1981م على مذكرة تفاهم؛ استمراراً لاتفاق وُقِّعَ في 24 مارس 1980م بشأن تبادل المعلومات عن قوانين ومشاريع السياحة المستقبلية، مما سيتيح للشركات الإسرائيلية التدخل والاستفادة والمشاركة في المشروعات السياحية المصرية، ومن ثمَّ توسيع حصيلة الصادرات السياحية غير المنظورة.
وعلى الرغم من تحفظ الحكومة المصرية على السياحة البرية بين مصر وإسرائيل، التي تقتضي فتح الحدود؛ فإن الإصرار الإسرائيلي - وفق اتفاقية مارس 1980م - استطاع أن يحصل على حق دخول السيارات السياحية من إسرائيل إلى مصر، وفق المادة الثانية من الاتفاقية، والتي تنصُّ على ذلك.

الموقف الحكومي

ومن أخطاء المسئولين الفادحة تجديد شوارع القرية وأعمدة الإنارة وإقامة كوبري أبوحصيرة قبل إقامة المولد بأسابيع فقط !! وذلك بجانب كوبري يدعى " كوبري اليهود" ، حيث يروي الأهالي كيف تتحول قريتهم أثناء احتفالات اليهود بمولد أبو حصيرة من مكان لتراكم القمامة والإهمال إلي مدينة أوروبي حيث التجهيزات و تقوم أجهزة الأمن المركزي المصرية والقوات الخاصة بإجراءات أمنية مشددة حول قرية ديميتوه، الأمر الذي يؤدي إلى ضجر الأهالي من تلك الإجراءات ، حيث تنتشر على جانبي الطريق الزراعي وحتى مقبرة "أبو حصيرة" وتفرض حظر التجوال على الأهالي لتوفير الأمن لمئات اليهود.. كل ذلك يؤدي إلى أرباك الحياة في محافظة البحيرة وأصدر مجلس المدينة تعليمات بإغلاق المحال التجارية والمقاهي، بالإضافة إلى تعليمات مديرية التربية والتعليم بإغلاق مدرسة القرية وتعطيل الدراسة بها ..... فيجد أهالي القرية أنفسهم محاصرين.

الموقف الشعبي

سبق لأهالي القرية أن طالبوا أجهزة الحكم المحلي المصرية في كانون الثاني/يناير الماضي 2001 بتغيير اسم القرية إلى "قرية الشهيد محمد الدرَّة"، حتى تُذَكِّر اليهود الذين يزورونها كل عام بجرائمهم في انتفاضة الأقصى, ورفعوا دعاوى قضائية يطالبون فيها بتغيير اسم القرية إلى محمد الدرة.
يرفض أهالي وتجار القرية دائماً فتح محالهم للبيع لليهود كما يرفضون التحدث إلى وسائل الإعلام التي تصاحب المحتفلين .كما رفضوا عرضاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك الذي قام بزيارة إلى دمنهور سرًا في سبتمبر 2005م

ليست هناك تعليقات: