2008/09/08

هل نحتاج لتزكية ؟؟؟

فصول مهمة من السيرة الذاتية للكاتب
حسين الربيعي
" يا أيها الناس أتقوا ربكم ، إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم ـ صدق الله العظيم "
اذاً انا لست ناصرياً !!!!!
هذا ما يقوله عني البعض ممن اختلفت معهم في موضوع ما ، ولعلي اعرف الشخص دون ان يخبرني به احد ، وهو ليس ناصرياً على الاطلاق ، فقد كان واحداً من الحرس الحديدي للنظام السابق الذي اعتقل الناصريين وعذبهم واعدم بعضهم .
اذاً من اكون ان لم اكن ناصرياً . . .
اذا كان هذا لايعلم . . . فأنا اشرح نفسي امامهم ، ومن يعترض فليأتي ببرهان انني كنت غير ناصري لدقائق ، ولينزل علي الله غضبه ، فأنا من مواليد 1953 ، وحينما فتحت عيني على الدنيا . . . كانت فوق جدار غرفة الجلوس في بيتنا الصغير والبسيط الذي يملكه فلاح بستاني يستأجر البساتين ليعيل منها اسرة قوامها تسعة افراد أسمه الحاج جواد المحمود صاحب الذكرى الطيبة عند من عرفه وعاشره ، وجدت فوق جدار هذه الغرفة في هذا المنزل البسيط صورة عبد الناصر معلقة فوق الجدار ، رغم ما كانت تعنيه هذه الصورة من اضطهاد لنا وتعسف في زمن قاسم ومن قبله في زمن النظام الملكي .
عشت في اسرة اكثر من نصفها ذكور . . ومن غيري . .فقد كان الاربعة الاكبر مني اعضاء في الحركة القومية ، وفي مقدمتهم . . اوسطهم اخي طارق الذي كان استاذي الاول ، ذلك الشاب الذي كان رياضياً من الدرجة الاولى ، وبطل شباب العراق في كمال الاجسام ، ولدي بعض الوثائق (جريدة الحوادث في 1958 تتحدث عن منح الشهيد فؤاد الركابي الذي كان وزيراً للشباب كأساً او وساماً لأخي طارق بسبب استحقاقه تلك البطولة ) .
طارق من اعضاء نادي الشباب في الكرخ ، ومن اعضاء نادي النهضة في الكرادة الشرقية ، والذين لا يعرفون التاريخ و يتبجحون بالاكاذيب لا يعرفون ماذا يعني نادي الشباب في الكرخ ، و ايظاً ماذا يعني نادي النهضة في الكرادة الشرقية ، ولكنهم يجب ان يسألوا قبل ان يتهموا .
في سنة 1959 بعد محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم . . تم اعتقال عدد من اقاربنا منهم طاهر حبيب الربيعي الذي كان بعد 968 مدير المؤسسة العامة للادوية في سامراء ، و نقيب الصيادلة العراقيين ، وكان من المفروض ان يعتقل اخي طارق ، لكنني تسببت في انقاذه ، اذ كنا معاً في الطابق العلوي من منزلنا الصغير ، ولما كنت اقف بجوار (المحجر) الذي يطل على باحة الدار وكان اخي مستلقياً في غرفة نومنا لاحظت اجتياح رجال الشرطة والامن للبيت ، فصرخت ان الامن وكنا يومها نسميهم (السرية) قد دخلوا الدار ، فسارع اخي لألقاء نفسه على سطح دار بيت عمتنا المجاور لنا ، وما كان من هذا الالقاء الا ان يدوم سنة وتسعة اشهر ، حيث تبين انه ورفاقه معتقلون في سجن داخل ايران ، وكان من بينهم الشخص الذي اصبح فيما بعد ضابط ركن في الجيش الشعبي ومن قبلها ضابط التوجيه السياسي في الغرفة السابعة ويدعى أبراهيم اللامي
وبعد عودته مع رفاقه من الأعتقال في أيران بفترة ليست طويلة . . وفي عام 1963 ، وحيث كان لأخي الكبير سيارة دوج (ابو عليوي) . . فقد كنت بحجة التنظيف احاول ان اجلس فيها وافتح الراديو . . صباحاً قبل ان يستيقظ احداً منهم . . ومن المفارقة انني وانا ابحث في مؤشر المحطات ، كانت هناك طائرات حربية في السماء ، وبالصدفة عثرت على محطة ضعيفة جداً . . تذيع بيان رقم (1) ، وكان يومها هو يوم 8 شباط 963 ، فأسرعت لأخبار اخواني بعد ايقاضهم ، ولكني فوجئت ومعي افراد الاسرة بأن طارق لم يكن نائماً في سريره ،وعلمنا فيما بعد انه كان في واجب لألقاء القبض على فاضل المهداوي الذي كان يسكن في منطقة المسبح (عرصات الهندية) أثناء القيام بالمحاولة .
وحينما لم تستمر العلاقة على وفاق بين البعثيين والقوميين ، فأني اذكر ذلك اليوم (قبيل 18 تشرين بأيام) كان طارق ورفاقه مجتمعون في منزلنا حتى ساعة متأخرة من الليل ... وعلمت حينها انهم كانوا على موعد لتنفيذ حركة ضد البعثيين ، وحينما طال الانتظار قرر الجمع التفرق والاختفاء بمن فيهم اخي طارق .
في صبيحة 18 تشرين ظهر اخي طارق ومعه رفاقه ، ومنهم المرحوم محمد علي البغدادي ، وتم من قبلهم احتواء المقاومة البعثية ، وبعد ايام وجدت اخي طارق ورفاقه اعضاء في الاتحاد الاشتراكي العربي ، وحينما لم يستمر العمل في الاتحاد الاشتراكي العربي ، مارس طارق نشاطه بشكل مستقل مع رفاقه حتى اسس ومجموعة من رفاقه حزب الشعب العربي الاشتراكي في عهد حكومة عبد الرحمن البزاز ، ومن بين المنظمين لهذا الحزب المرحوم رشيد محسن.
في عام 968 بعد 17 تموز ، استدعي طارق من قبل الامن ، وحسب معلوماتي كان معه ، اياد سعيد ثابت ، وطلب منهما وأخرين رسمياً العمل مع البعث ، او خروجهما من العراق ، وسافر طارق في بداية شهر اب 1968 الى دمشق حيث التحق بكلية الحقوق ، ولم يتمكن من اتمام دراسته بسبب التحاقه في 1969 بالعمل الفدائي الفلسطيني وبالتحديد الجبهة الشعبية والتحق بمعسكر (اللويبدة) في عمان ، ثم عين (ملقن سياسي) وبعدها بفترة قليلة اصبح مسؤلاً عن عمليات شمال فلسطين ، ثم نقل ليكون مسؤلاً عن قاطع جنوب لبنان ، واستمر في لبنان سنوات عديدة انتقل من الجبهة الشعبية الى ـ القيادة العامة ـ و جبهة النضال الشعبي ثم جبهة التحرير الفلسطينية ، حيث كانوا هو وطلعت يعقوب وابو العباس قادتها الفعليين .
بعد الخلافات بين ابو العباس وطلعت وحيث كان عضواً في المجلس الاعلى للثورة الفلسطينية ، قرر العمل بشكل مستقل ، واستمر على هذا الشكل ، حيث رحلت المقاومة من بيروت الى تونس ، وكان برفقة المرحوم ياسر عرفات وعلى نفس الباخرة وبجانبه ، والمشاهد المصورة تثبت ذلك .
اسئلوا عن اخي طارق ، عن المقاتل الشجاع الذي كانوا يسمونه (ابو اليسار) . . . اسئلوا الكثيرين منهم : عبد الامير الركابي ، ونهلة الشهال ، واسألوا الاخوة المناضلين الفلسطينيين... في جميع المنظمات والجهات واسألوهم ايظاً عني ..لانهم يعرفون من اكون والى اتجاه انتمي .
فقبيل سفر اخي طارق ، وبالتحديد بعد النكسة مارست العمل الحزبي النشيط في الحركة الاشتراكية العربية على خط فؤاد الركابي ، وتحت مسؤولية المرحوم محمد علي البغدادي ، و
في عام 1969 شكلت ومجموعة من الشباب في الحركة وخارجها ، منظمة بأسم منظمة الشباب الاشتراكي الناصري ، نفذنا خلالها عدة مرات تخطيطات على الجدران ضد السلطة ، وفي العام 1970 ، وتحديداً في 20/8/1970 نفذنا محاولة لأختطاف طائرة عراقية الى القاهرة ، والقي القبض علينا بسبب اختراق الاجهزة الامنية لنا ، واعتقلنا في قصر النهاية عدد (6) من منتسبي المنظمة ، و مواطن مصري اخر ، وبسبب اعمارنا التي كانت دون الثامنة عشر حكم علينا وفق المادة 194 بالسجن لمدة 5 سنوات .
من الذين قابلتهم في السجن . . المناضل الشهيد محمد عبد الرزاق الحديثي ابو ماهر ومجموعته ، ومن جناح حزب البعث (اليساريين) الحاج لطفي عارف ، وصاحب عبد النبي واخرين ، يزورنا في السجن محمد علي البغدادي بسبب وجود احد اخوانه (صاحب) معنا في السجن ، وفي أحد المواجهات جلب لي بيان تأسيس الحزب العربي الاشتراكي الموحد وطلب مني قرائته واعادته اليه بسرعة ، وحينما طلبت منه ابقاء البيان معي . . اجابني بالرفض بسبب تعرضي بأستمرار لغارات اجهزة الامن والمخابرات و تفتيش اوراقي الخاصة ، ومن بين الذين كانوا معي في السجن الناصري طالب العيساوي (ابو مشتاق) من محافظة الأنبار ، ومن بين من كان معنا مجموعة تنتمي لمؤتمر القوميين الاشتراكيين ، مسؤولهم فؤاد العاني (رحمه الله) و هم فهد عبد الرزاق المشهداني ، وباسم المولى ، ووليد الدركزلي .
بأستمرار كان هناك احد معنا من القوميين ، في احد السجون كان مدير السجن ناصري اسمه (فاروق فرج الله) اصبح فيما بعد قائداً لقاعدة الشعيبة الجوية ، وكان بجانبنا ومعنا الباحث الاجتماعي حسين الفلاحي (من سكنة الكرخ) وكان معنا وبجانبنا المرحوم (خالد العزاوي) مدير سجن الاحكام الخفيفة وهو ناصري .
كانت لي علاقات جيدة مع الاغلبية من السجناء ، وكان بعض افراد الادارة متعاطفون معنا ، حتى عبد الكريم البياتي مدير سجن الموقف العام الذي تغير أسمه لسجن الحكام الخاصة فيما بعد ، وكان بعثياً (قاسياً) ، ممن وقف بجانبنا ، ويشحذ همتنا مأمور السجن الذي كان اسمه (مدلول) ، وكان معنا ويساعدنا ويجلب لنا الجرائد والمجلات والكتب والاخبار السياسية ، وبعض المنشورات الحزبية الحلاق (احمد) و هو من سكنة الكرخ.
وبعدخروجي من السجن وكان الجو العام في خوف ورهبة من شدة القمع ، أنقطعت الكثير من علاقاتي حيث هرب العديد من لقائي بسبب تلك الرهبة التي تحدثت عنها ، وسأسجل الأن الموقف الشجاع لآحد مناضلينا ، المدعو محمد عبد الأمير الخفاجي ، الذي كان يعتقد أن إقامة دعوة عشاء خاصة لي فيها رمز لتحدي النظام الذي كان يعارضه ، وأيظاً لأحد أصدقائي وأسمه مهدي النقاش (وهو بعثي) ومع ذلك أصر على أن يدعوني في دار أهله وأن أبات ليلتي في دارهم ، كما لاحظت أستمرار العلاقة مع أحد الأصدقاء الشيوعيين ، ولكن على أستحياء وتردد بسبب خوفه من النظام ومؤسساته الأمنية والحزبية ، لأنه أنتمى للبعث بعد أعتقالي والحكم علي
منعت من السفر لمدة ثلاث سنوات ونصف ، قدمت خلالها ثلاثة عشر طلباً ، وتلقيت خلالها ثلاثة عشر رفضاً ، لوحقت ومنعت من الدراسة والعمل في العديد من المؤسسات ، وأقتحم محلي من قبل الأمن حتى بطريقة السطو الليلي للبحث عن دلائل "تورط "في العمل المناهض للنظام الوطني حسب تقارير الأمن العام والمخابرات ولم اتمكن من العمل الا في شركة يونانية كانت بالصدفة تعود ملكيتها للحزب الاشتراكي اليوناني (بأبادوبلس رئيس وزراء اليونان) احد اصحابها ، وقد ترقيت في عملي في الشركة حتى اصبحت مدير ادارتها .
اعتقلت في 18/10/1998 في حاكمية المخابرات ، وقد عرفت ان الغاية توقيعي على تعهدات بعدم معارضة النظام ، لذلك فقد كلفني هذا الاعتقال كثيراً ، حيث خسرت بسببه محلي التجاري في منطقة الشورجة (الدهانة) وخسرت معه المبالغ التي كانت بذمة العديد من عملاء المحل الذين فروا من مواجهتي خوفاً على حياتهم ، ولم يستمر الاعتقال طويلاً ، والسبب علاقاتي مع المعارضين السياسيين للنظام ، وحركتي الدؤوبة على متابعة علاقاتي مع القوميين الناصريين الذين اعرفهم ، وبدون اية مبالغة لم يكن هناك عمل تنظيمي مخطط ، ولكن عملي مع الاخوة لم ينقطع لحظة واحدة ، وكنا نلتقي في اماكن متعددة منها (مقهى حي دراغ في المنصور) وفي اعدادية الكرخ وغيرها ، وكان أحد رفاقنا وأسمه فهد عبد الرزاق المشهداني الذي كان بحق الأخ والسند والصديق والرفيق ، يعقد في كل يوم 23 تموز أحتفالاً كبيراً بالمناسبة .
و قد اكون مضطراً لأن اقول بأنني كنت اكتب لهم بخط يدي تصوراتي عن الاوضاع السياسية وبعض المقالات وكان الاخوة يتداولوها بينهم ، حتى انني في عام 1992 بعد غزو الكويت عينني احد االاخوة من الذين (فتحها الله عليهم) مستشاراً سياسياً في مكتب له في شارع الكفاح (سوق البورصة) .
تزوجت فتاة كرخية ، من عشيرة الغرير ، ترتبط بصلة قربى للشهيد عبدالوهاب الغريري ، ولفالح المجول كان لها اثر بالغ على مسيرتي السياسية ، وكانت لها مواقف معي ، بسببها تعرضت للفصل السياسي في عام 1988، وفيما كان والدها ينتمي لعشيرة الغرير ، فقد كانت أمها تنتمي لعائلة أبو كلل صاحبة السمعة الوطنية في النجف وتحديداً فقد كان طعية أبو كلل جدها ، ومما يزيد أعتزازي وأفتخاري بهذه العائلة ، أنها لم تبخل على الوطن بأبنائها فقدمت في القادسية ، كما قدمت لمقاومة الأحتلال شهيدين وأسير، ولأني متمسك بسيرة الزعيم الخالد فقد كانت زوجتي ، الرفيقة والعشيقة والمؤتمنة على البيت والأبناء .
مما يجب ان أذكره ، أنه في عام 1968 ، وكان نظام البعث في بدايته ، فقد كان البعثيون يحاولون كسب الطلبة الناشطين بسبب ضعف قواعدهم الشعبية ، ولذلك فقد قررت منظمتنا (الشباب الأشتراكي الناصري) الأستنفادة من هذه الفرصة في تنظيم مهرجان ومسيرة بمناسبة وعد بلفور المشؤوم ، خصوصاً في تلك السنة التي كانت تشهد تعبئة لإعادة الثقة بين الجاهير القومية وقيادتها بسبب ما تعرضت لها المشاعر بسبب نكسة الخامس من حزيران
وكان أعضاء المنظمة يلتقون في أجتماعاتهم في ساحة الحرية في الكرادة / خارج ، حيث كانت ممتلئة بالأشجار مما يسهل عملية الأختباء عن عيون السلطة خصوصاً في المساء ، وكان أحد هذه الأجتماعات لمناقشة موضوع المهرجان المذكور والأعداد له ، حيث تقرر أن يكون في متوسطة الهدى للبنين ، فقد أستحصلت الموافقة عن طريف الأستاذ المرحوم يوسف نمر ذياب الذي كان بعثياً .
كاان معنا في المنظمة خطاط ماهر وجيد أسمه (خليل) ، عليه أن يعد اللافتات التي تحمل شعارات المهرجان ، وكان من بينها مقولة الزعيم الخالد عبد الناصر ( ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة) ، وقد وجد الأخوة ان هذا الشعار سيستفز البعثيين الذين طرحوا عدداً من الشعارات (القومية) لكي تنافس مقولات عبد الناصر منها شعارهم ( كل شيء من أجل المعركة) ، لذلك فقد أجرينا تحوير على الشعار ، مع الخذ ببقائه محتفظاً بنكهته الناصرية ، فكان على الشكل التالي : ( أيها الطلبة ، أن فلسطين أخذت بالقوة ، وإن ما أخذ بالقوة لن يسترد بغيرها ، ولن تعود فلسطين إلا بالقوة )
ومن الجدير بالذكر أن (صباح الجنابي) الذي كان مسؤلاً في الأتحاد الوطني لطلبة العراق ساهم في محاولة كسبي
ومما يمكن الإشارة أليه ، فإن منظمة الشباب الأشتراكي الناصري وبأمكانياتها المتواضعة ، أرسلت عدة برقيات عبر السفارة المصرية التي كان مقرها في كرادة مريم للقيادة الناصري ، تعلن فيها تأييدها لموقف الزعيم عبد الناصر ، خصوصاً بعد الزوبعة التي أثارها البعثيين إثر مشروع روجرز ومحاولتهم الإسأة لقيادة عبد الناصر التأريخية ، وما نتج عنها (بالإضافة لعوامل أخرى) النزيف الدموي المؤلم في الأردن والذي أطلق عليه فيما بعد أيلول الأسود ، حيث أتاحت ظروف المؤامرة والطموح القيادي لدى البعض الذي كان يرى في الزعامة الناصرية حجر عثرة في طريق صعودهم كما يظنون ، والجهد المضاعف الذي كان يمارسه عبد الناصر في الجهتين العسكرية والسياسية ، أن تكون كلتلك العوامل أباباً لوفاة الزعيم والمعلم الخالد جمال عبد النصر ، ومن الغريب أن يكون يوم وفاته (28 أيلول سبتمبر 1970)
يوم أنتقالنا من معتقل قصر النهاية إلى سجن أبي غريب
وفي ختام كلامي أود أن أطرح بعض الأستفسارات التي يمكن أن تعبر عن كنه هذه الأتهامات السخيفة ، إذ أن مجال الطعن يبدوا عاجزاً على أثبات واقعيته ، من خلال خلو أدعائي بهذا النتماء من الفائدة الشخصية ، إن لم يكن أصلاً السبب الرئيس في أندثار الحاجة الشخصية الذاتية ، وضياع الخصوصيات بسبب التمسك الشديد بالعقيدة وتحول الأشياء الخاصة لعموميات هذا الأنتماء ، حيث لامجال في أنتمائنا الناصري لتملق نظامٍ ما يميل بشكل ما للفكر الناصري ، قد نحتاج منه الدعم أو المساندة ، سيما وأن الحالة العامة لأنظمة الوطن العربي التي تتراوح بين التبعية وبين الأستبداد ، والرجعية ، والقبلية ، والطائفية ، والأنهزامية في أغلب مظاهرها ، حالة معادية للنشاط الفكري الناصري
وكان يمكن أن يكون الأتهام معقولاً لو كانت في البلاد العربية أحزاباً وحركات تمتلك من المال الوفير ، كي نتملقها ، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن تشكيلاتنا الناصرية أقل التشكيلات السياسية ثروة وأمكانيات ، ولكنها أكثرها ثباتاً على العقيدة والنضال ، ونحن على كل حال نستقطع من لحومنا ولحوم أبنائنا وعوائلنا لكي نديم حالة البقاء على الأيمان بالثوابت ، ولامانع لدينا أن نلحق بمن يسبقنا في هذا المضمار
ومع ذلك نسألكم : هل نحتاج لتزكية ؟
وإذا كان الجواب نعم ، فمن يزكينا
على العموم هناك مقولة تقول لايزكي الأنفس إلا الله ، لأنه كما يقول في محكم كتابه العزيز : إنه يعلم الجهر من القول ويعلمُ ما كنتم تكتمون * ( 110) سورة الأنبياء

ليست هناك تعليقات: