2008/09/06

لا للحوار مع من لا شرعية له

النفطي حولة :

صمت آذاننا بالدعوة التي وجهها الاتحاد الديمقراطي الوحدوي للحوار وكثر حولها النقاش والردود وكأن الذي يحدث أمرا غير مسبوق من حزب يعلم القاصي والداني أن ميلاده كان اثر عملية قيصرية من رحم السلطة كانت في الأصل لضرب التجمع الوحدوي الديمقراطي الذي كان يسمى التجمع القومي الذي كان يتزعمه الأستاذ بشير الصيد . وكانت نشأته المستمدة من أجهزة مخابرات السلطة تستهدف أيضا كل القوميين الناصريين المؤمنين باستقلالية حركتهم عن الأنظمة العربية ولو كانت في مثل نظام مصر عبد الناصر الزعيم الخالد للأمة العربية . وإذ احيي بالمناسبة كل الإخوة والأخوات الناصريين و الناصريات الذين عبروا عن رفضهم لهذه الدعوة وهم جادين في ذلك من اجل توعية و إقناع ضعاف النفوس من بعض الإخوة بعدم الدخول لمستنقع الحوار الديماغوجي المصطنع حتى لا يحشرون في حزب لا يكتسب أدنى المشروعية للحديث باسم الناصريين فاني أتوجه بكل لطف ومحبة لهم ولكافة القوميين الذين لا يريدون الجلوس على الربوة والساعين من اجل بناء المشروع الناصري المستقل الديمقراطي والمناضل بالملاحظات التالية :
-لا تحسبوه ندا لكم بردودكم الصادقة والحقيقية لأنه لا شرعية له.

- لا تعطوا أهمية بغيرتكم على المشروع القومي الناصري لمن لا أهمية له إلا كرقم في خارطة طريق السلطة وديكورها .

-لا ترهقوا أنفسكم وتكلفوها عناء الرد عن دعوة مشبوهة صادرة من حزب لا يكتسب الشرعية التاريخية ولا النضالية ولا الجماهيرية لتمثيل القوميين الناصريين بل يستمد وجوده من ظل السلطة وخيالها .

- لا داعي للرد على مبادرة مشبوهة كل الناس يعلمون أنها مرتبطة بأجندة انتهازية لملا بعض الكراسي التي ستمنحها لهم السلطة كعربون تأييد وولاء لسياستها المنتهجة داخليا وخارجيا .فسياسة أحزاب الديكور هي سياسة النعامة يعني لا يكفيها الرضاء وشهادة الزور مع السلطة ضد ما يحاك للجماهير من انتهاكات لحقوقها وحرياتها بل تزيد على الطين بلة بان تدك رأسها في التراب وهذه سياسة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التي يمارسها منذ نشأته الغير طبيعية إلى الآن والى الغد وبعد غد .
فكيف نصدق دعوة حزب مصيره ومستقبله رهينة تسمية فلان آو علان في موقع دبلوماسي أو تسديد مقعد شاغر في هذه المؤسسة أو تلك ؟
لماذا نكلف أنفسنا ونخسر من وقتنا وجهدنا الرد على ما سمي بالمبادرة المهزلة ؟ إن موقع الاتحاد الديمقراطي الوحدوي قد اختاره بنفسه وهو العزلة عن الجماهير وقضاياها وإدارة ظهره عن قضايا الأمة في التحرر والوحدة .
و لا تغرينا بعض مواقفه الاستعراضية في المناسبات القومية في شكل بيان أو تعليق أو ندوة طالما أنها لا تحرج السلطة في شيء. كما لا تغرينا بعض الدراسات النظرية أو البيانات السياسية ذات الصيت القومي البراق من هنا وهناك لأنها مستمدة من الكتب والدراسات وهي لا يمكن أن تكون إلا زيادة في خداع الجماهير العربية .
و الآن اخلص للسؤال التالي :هل ما زال بعد هذا من مبرر للاتحاد الديمقراطي الوحدوي لإطلاق حوار مع من يعتبرونه ليس أهلا للحوار ؟ إن الحوار السياسي يكون في الأصل بين القوى الوطنية والتقدمية . إن الحوار يكون أساسا بين من يملكون الشرعية ونحن نعتبر أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي فاقد للشرعية منذ أن تأسس . وبناء على ذلك لا يستحق منا أي حوار فهو آخر من يتكلم عن الحوار

ليست هناك تعليقات: