2008/09/11

رفض الأتفاقية أو قبولها أمرٌ يقرره الشعب العراقي

حسين الربيعي
كلما حاولنا أن ننفخ في واحداً من (شخصياتنا) المتربعة على عروش الأنظمة والمنظمات (القومية) ، لكي نجعل منه مسؤولاً يحس بالمصلحة التي يمثلها من خلال موقعه ، يأتي نفخنا وكأنه على حد المثل الشعبي المصري ( في قربة منخورة ) ، فالأمين على الجامعة العربية ، ليس أميناً عليها ، للحد الذي جعله يكون واحداً من الذين يغردون مع السرب الأمريكي المتصهين ، ويختار نفس الأسلوب ونبرة وعواطف الفريق الأنهزامي المحتمي بالحصانة الأمريكية داخل قلاعهم وحصونهم وثغورهم ومقاطعاتهم ومكاتبهم المتعددة التسميات على شاكلة المنطقة الخظراء أو الغبراء في الجانب الغربي من مدينة بغداد .
نسي عمر موسى حتى أسمه ، الذي يذكره بأنتمائه للعروبة ، وصار واضحاً أن أميننا هذا يخون الأمانة تحت سقف إرضاء الأطراف (المانحة) وشروطها ، من الذين يضعون أياديهم القذرة للتصرف بثروات شعوبهم بما يشتهي أعداء الشعوب ، وفي الخانة التي تضر بالمصالح الوطنية والقومية ، وأنه قد تعرض للعدوى بالخيانة المتعمدة عن سبقٍ وأصرار ، للأستفادة من الفرص المتوفرة من خلال جو الهزيمة والركوع العربي .
وإذا كان "الموشي" المتأمرك الجديد الذي يتربع فوق قمة جامعتنا التي لم تجمع العرب على الأطلاق ، قد حول هذه المؤسسة (القومية) إلى قاعدة أعلامية لخدمة أسرائيل ، ومنصة يستعرض فوقها الشخصيات الصهيونية والمتصهينة الاعيب (مشاريع) ومقترحات ومساومات حل الصراع العربي ـ الأسرائيلي ، عفواً الخلاف الفلسطيني ـ الأسرائيلي حسب أخر صيحة من صيحات (الأذعان) العربي ، وأستغلال تلك العروض في رسم صورة عن أسرائيل المتحضرة لدى الرأي العام العالمي.
وإذا كان الأمين العام للجامعة ، سبق ان لطخ نفسه حين دس (خشمه) في أتون الخلافات والصراعات الطائفية ، ونأى بنفسه في التلكوء بدعم المقاومة العربية في بقاع الوطن العربي التي تعاني من غزو وتدخلات القوى العالمية المعادية ، وأختار لنفسه وللمؤسسة التي تؤتمن عليها دوراً لايتناسب مع ما ينتظر من هذه الجامعة وامينها في رد التهديدات ، أو خرق الحصارات التي تعاني منها دولنا هنا وهناك فيما سبق وفيما هو مستمر لحد الأن ، وإن كان الليبيون قد نسوا ، والعراقيين قد عفوا ، فهاهي هي غزة تعلن غضبها على الدور الذي يؤديه الأمين العام للجامعة العربية ، والحكومات والأنظمة العربية في القبول والتغاضي عن الحصار الصهيوني المفروض على أهلنا في غزة ، خصوصاً في شهر رمضان المبارك ، فيما تقوم سفن أجنبية لشخصيات غير عربية بكسر الحصار !!
إذا كان هذا هو عمر موسى الأمين العام للجامعة العربية ، فكيف نستغرب منه أن يطلق العنان للسانه كي يكون بوقاً لخدمة الأحتلال الأمريكي في العراق ، بالدعوة لبقاء القوات المحتلة بحجة وجود قوضى ، فيما يعجز حتى حلفاء أمريكا في العراق من التفكير بهذا الشكل ، خوفاً من حساب الشعب العراقي العسير ، الذي لايرحم من يحاول أن يبيعوا كرامته وحريته للغرباء . والدليل على قولنا ، الحال الذي آلت أليه (جبهة التوافق) بعد أن طالب أعضائها بالتوقيع على الأتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة ، ما جعلها أبعد من أن تمثل العراقيين السنة ، خصوصاً وهم أصحاب المبادرة في مقاومة الأحتلال والدعوة بالتصدي له ، وتلك الفلوجة شاهدة حاضرة بأستمرار ، وحجة نتمسك بها ، كما كانت حديثة والقائم والموصل وصلاح الدين وديالى وغيرهم .
ثم من ذا الذي منح هذا (السيد) الحق بالتحدث نيابةعن الشعب العراقي ، ونيابة عن الأمة العربية ، في الوقت الذي لم تستطع الحكومة العراقية التوقيع على الاتفاقية وتقرر احالتها على البرلمان ، الذي سيجد نفسه لاحقاً بعون الله أنه غير قادر على أن يمنح نفسه حق التوقيع عليها ، فيعرضها على الشعب العراقي صاحب الشأن الأول في قبولها أو رفضها عبر أستفتاء شعبي عام.
أن الذين يتواصلون في تراصهم مع العدو الصهيوني ، والعدوان الامريكي بأسم السنة ، لايمثلون السنة ولايتحدثون باسمهم ، إلا رغبة في تفتيت الأمة ، ومثلما نعتقد بفشل الثقافة أو الثوابت والمسوغات الطائفية المتعصبة شيعية او سنية التي تأتي على حساب الثوابت والثقافة الوطنية والقومية ، فالواضح أن هذه الأجندة ليست سوى عناوين ومظاهر لزمن الأنهزام العربي ، الذي لن يصمد طويلاً أمام المد الوحدوي القومي المقاوم ، القادم مع الفجر الأتي قريباً بإذن الله .

ليست هناك تعليقات: