2008/05/10

بيان الوحدويون الناصريون بتونس بمناسبة انعقاد قمة المعلومات

بـــــسم الله الرحـــــــــمن الرحــــــــيم

"إن الشعوب التي تساوم على حريتها توقع في ذات الوقت وثيقة عبوديتها.جمال عبد الناصر

تونس في 15/11/2005

"إن الشعوب التي تساوم على حريتها توقع في ذات الوقت وثيقة عبوديتها"...

جمال عبد الناصر

في الوقت الذي تعيش فيه جماهير الأمة العربية أوضاعا بالغة التردي على مختلف الأصعدة تنعقد هذه الأيام في تونس المرحلة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات تحت عنوان "تذليل الفجوة الرقمية" بين البلدان الصناعية و تلك المسماة بـ"النامية" بحضور ممثلين عن الحكومات و المجتمع المدني و القطاع الخاص والمنظمات الأممية المتخصصة؛

وإذ تعمل مختلف الأطراف المشاركة للإستفادة من هذه القمة، تتمادى أجهزة النظام الحاكم في تعميق الفجوة بينها وبين الأغلبية الساحقة من جماهير شعبنا عبر سياسات فاشلة وممارسات خرقاء أثبت الواقع إفلاسها، فتهميش الأغلبية الساحقة من جماهير شعبنا ومحاصرة الناشطاء الحقوقيين والمناضلين السياسيين والتصدي العنيف لكل محاولات التعبير السلمي عن الرأي المغاير والإعتداء الجسدي على الإعلاميين الأجانب هي الحقيقة الصارخة التي تتجلى رغم أراجيف الإعلام المزيف والدعاية البائسة التي تلوكها وسائل الإعلام المسخرة لخدمة قلة فاسدة ومفسدة لكل ما هو جميل في بلد يعبق بالحضارة والتاريخ ويرنو شعبه إلى تبوء موقعه الطبيعي في مسيرة الحضارة الإنسانية.

فالوحدوييون الناصريون بصفتهم رافدا أصيلا للقوى الديمقراطية المناهضة للإمبريالية والهيمنة بكل أشكالها:

1-يجددون تحيتهم النضالية لرموز النضال الديمقراطي الذين يواصلون ببسالة وتصميم إضرابهم عن الطعام منذ 18 أكتوبر الفارط ، ويحييون من خلالهم كل المناضلين والجمعيات والمنظمات والقوى النقابية والسياسية والإعلاميين الذين ساهموا في انجاح هذا التحرك الشجاع ، ويعتبرون أن الخروج من التردي الذي آلت إليه الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية لا يمكن أن يكون إلاّ بتغيير ديمقراطي حقيقي تكفل فيه حرية التعبير والتنظم والتفريق بين السلطات والتداول السلمي على السلطة، وحق المعرفة والتعليم بدون قيود، وحق العمل لكل القادرين عليه وحماية المال العام والثروات الوطنية من الهدر والتبديد وإخلاء السجون فورا من كل سجناء الرأي والتعويض لكل المناضلين عما لحق بهم من مآسي منذ الخمسينات من القرن الماضي.

2-يعلنون ترحيبهم بالمنظمات والجمعيات التقدمية العربية والدولية الوافدة على بلادنا ويستهجنون الممارسات القمعية والمضايقات غير المبررة التي تنتهجها السلطة السياسية ضد الإعلاميين والنشطاء الحقوقيين والسياسيين.

3-يعتبرون إقدام الحكومة التونسية على دعوة الوفد الصهيوني و وفد الحكومة العراقية المنصبة من الإحتلال الأنجلو أمريكي للمشاركة في هذه القمة تحت ذرائع ومبررات واهية، هو إعتداء صارخ على الأمة العربية ومحاولة يائسة للتطبيع مع الكيان الصهيوني وإضفاء الشرعية عليه، و شهادة زور لإسناد الحكومة العميلة في العراق و تسهيل مجاني و خطير لما يسمى بـ "مشروع الشرق الأوسط الكبير" لإسترضاء الولايات المتحدة رمز الهيمنة وإضطهاد الشعوب وحليفتها عـــدوة الإنسانية " الحركة الصهيونية " ، كل ذلك للتغطية على بؤس النظام الحاكم وتخلفه.

4-يذكرون بالقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يصنف "الصهيونية" كحركة عنصرية معادية للإنسانية، ويعتبرون أن التراجع الأممي عن هذا القرار تحت ضغط الحركة الصهيونية والإمبريالية العالمية لا يغيير من حقيقتها تلك ولا يثني من عزم القوى الديمقراطية المحبة للسلام في العالم من تمسكها بالحقيقة كما هي ، حيث أصدرت أكثر من 3500 منظمة غير حكومية في قمة دربان بجنوب أفريقيا سنة 2001 ذات القرار: " الصهيونية حركة عنصرية معادية للإنسانية "

5-يؤكدون أن القمة، بقدر ما هي فرصة لإعادة طرح واقع الحريات و حقوق الإنسان بتونس، لا يمكن أن تنسينا ممارسات الإحتلال الصهيوني في فلسطين والأنجلو أمريكي في العراق، وينبهون إلى أن أي التباس في الموقف أو تساهل أو تعاون مع القوى الامبريالية لا يمكن أن يؤول إلاّ إلى إعادة إنتاج الأنظمة الفاسدة والانخراط في المشاريع الاستعمارية المعادية.

6-يؤكدون أن عبارة "مجتمع المعرفة" هي قول حق يراد به باطل، فالنموذج المطروح على القمة الرسمية هو المشروع الثقافي الأمريكي الذي يقوم على التنكر للخصائص الحضارية والثقافية للشعوب ؛ فهذا المفهوم الأمريكي المعولم يتخذ اتجاها أحاديا ذا طابع استهلاكي، يميع الهوية الثقافية و يقلل من شأنها تمهيدا لطمسها و التخلص منها؛ فهو مفهوم يقوم على ضرب المكونات الثقافية و الحضارية للشعوب حتى تصبح جاهزة لقبول ما يملى عليها.

7-يعتبرون أن "الفجوة الرقمية" بين العالم الصناعي وما يسمى بالدول النامية هي نتاج مرحلة طويلة من الاستعمار والاستغلال وهي تكرس اليوم بناءا على مفهومي نهاية التاريخ وصراع الحضارات بغية ترسيخ وحدانية النظام الاقتصادي والسياسي والثقافي الأمريكي القائم على التفرد والوحدانية ورفض كل ما له صلة بالهوية والوجود الخاص للجماعات البشرية .

8-يعتبرون أن سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على الشبكة الدولية للمعلومات "الأنترنات" وعلى شبكات الإعلام الدولية واحتكار عملية إنتاجها وتسويقها وإخضاعها للرقابة لا يختلف عما تفعله الاحتكارات الاقتصادية الكبرى والشركات العابرة للقارات فهي تخدم مصالح الدول الصناعية وتروّج لثقافتها الليبرالية يساعدها في ذلك المؤسسات المالية الكبرى في العالم كصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية والبنك العالمي. وتستعمل الولايات المتحدة منطق القوة لفرضها على شعوبنا في حالات الممانعة والمقاومة كما حصل في العراق ويعد لسوريا و فينيزويلا وكوبا وكوريا الديمقراطية.

9-يؤكدون على أن الشبكة الدولية للمعلومات "الأنترنات" هي ثمرة جهد بشري أسهمت فيه كل شعوب العالم بل أن أكبر مراكز البحث والإنتاج والتطوير على مستوى البرمجيات والعتاد حتى في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ترتكز على العقول البشرية التي هاجرت من بلدان الجنوب كالهند والوطن العربي وباكستان وغيرها من البلدان وبالتالي وبحكم طابعها الدولي وقيمتها في تقريب المسافات وتسهيل حياة البشر لا يحق لأي جهة أن تحتكر إدارتها أو تسييرها وهو ما يستوجب مشاركة المجتمع الأهلي والمدني على المستوى القطري والقومي والدولي في إدارة الأنترنات ووسائل الاتصال الأخرى على أساس من مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية.

وبناءا على ما تقدم فإن الوحدويين الناصريين:

أ – يهيبون بالجمعيات العربية والدولية المستقلة والمناصرة للقضايا العادلة للتنسيق من أجل استصدار قرارات جادة في مواجهة خطر العولمة والصهيونية والاستبداد بكل أشكاله، و يدعون إلى فرض المشاركة في إدارة الشبكة الدولية للمعلومات وحق المجتمع المدني في تمويل مستقل وقار لمشاركته وليس عن طريق الهبات أو التسول.

ب ـ يهيبون بالقوى المناصرة للحرية والديمقراطية في العالم لإدانة المواقف والممارسات العنصرية التي تنتهجها السلطات الفرنسية لمواجهة موجة الغضب العارم التي تجتاح المدن الفرنسية ويعتبرون أن المعالجة الأمنية الصرفة واحياء العمل بقانون الطورائ سيئ الذكر الذي سن لمحاولة إخماد الثورة الجزائرية المظفرة ، وتلويح الرئيس الفرنسي بمعاقبة عائلات المشاركين في أحداث الغضب لا ينم سوى عن فشل السياسات الفرنسية لإنصاف السواعد التي بنت بالعرق والدم اقتصاد أوروبا المدمر من الحرب و التي لا تزال تسهم في رخاء ورفاهية المجتمع الفرنسي والمجتمعات الغربية عموما.

ج - يطالبون بإلغاء الرقابة المسلطة على الصحف والبريد والمواقع الإلكترونية والهواتف والرسائل.

د - يجددون مطالبتهم بإلغاء قانون الأحزاب ومراجعة قانون الجمعيات والصحافة بما يضمن حرية تكوين الأحزاب والجمعيات وحرية الصحافة والأعلام.

يسقـــــــط الاستبداد والاستعمار والاستغلال والتجزئة.

عــــــــاش نضال جماهير الأمة العربية من أجل الحرية والوحدة الاشتراكية.

النصــــــر والمجد لقوى التحرر في العالم.

الوحدويون الناصريون / تونس

البشيرالصيد

تونس في 15/11/2005



ليست هناك تعليقات: