2008/05/10

بيان الوحدويون الناصريون بتونس بمناسبة عيد العمال

بسم الله الرحمن الرحيم
تونس في 01/ 05 / 2008

..." إن الأحلام و المنى حق لكل الناس ولكن الحق لا يتأكد تلقائيا بمجرد الرغبة فيه وإنما الحق جهاد في سبيل المبادئ وعمل وتضحية في كل مراحل التاريخ.. " جمال عبد الناصر

تحتفل قوى الشعب العامل في تونس كما في معظم أرجاء الوطن العربي والعالم بعيد العمال العالمي كرمز للمواجهة المستمرة والمتأججة أبدا ضد قوى الاستغلال بكل أشكاله على مستوى الأوطان والشعوب، وعلى مستوى الطبقات والأفراد.. يهلّ عيد هذا العام، و الوطن العربي يرزح تحت نير الاحتلال العسكري المباشر بتواطؤ حكّام فرطوا في الأرض والعرض، فشلوا في تحقيق الأمن القومي والتنمية المجتمعية فالتجئوا إلى استخدام البطش والعصا الغليظة وسياسات كتم الأنفاس ليظلوا جاثمين على صدر المجتمع والجماهير، ينهبون الثروة ويحتكرونها تماما كما يحتكرون السلطة احتكارا فظّا لتسخير جموع قوى الشعب العامل من أجل خدمة العصابات المتسيّدة وتجار الرذيلة والاحتكارات الرأسمالية..يهلّ هذا العيد العظيم، الذي كتب تاريخه المجيد الكادحون بعرقهم ودمائهم، ولا يزال الصراع الذي أفرزته بنية النظام الرأسمالي نفسه، يدور على أشدّه بين القوة العاتية للرأسمالية المتجبرة، المتوسلة بالتقدم التكنولوجي، وبالاستعمار وبأدوات الهيمنة، من جهة، وبين شعوب البلدان النامية التي تتعاظم لديها معدلات الفقر والخصاصة وتتسع دائرة الفقراء لتشمل غالبيتها العظمى، من جهة أخرى.
إن الوحدويين الناصريين بتونس وهم يحتفلون مع العمال في عيدهم يحيّون عمال وأهالي الحوض المنجمي بقفصة على بأسهم في مواجهة رموز الفساد والمحسوبية وتمسكهم بحقهم في ثروات وطنهم وحق أبنائهم في العمل والحياة الكريمة، ويؤكدون على:
1. أنه إذا كان هناك من دلالة للاحتفال السنوي بعيد العمال العالمي ، فإنها الحفاظ على ذاكرة جموع الجماهير الشعبية عموما والشغيلة خصوصا حيّة متوقدة لمواصلة النضال التاريخي ضد الاستغلال بكل أشكاله والتضامن بين الشعوب للتحرر من كل أنواع الاستعمار و الاستبداد.
2. إن الاستغلال الاقتصادي يرعاه غزاة أجانب وحكام مستبدون يتحكمون في مقاليد السلطة ومقادير الثروة، يعملون بشتى السبل للاستئثار بها غيلة واحتيالا، يحرمون جماهير الشعب من نصيبها المشروع في الثروة ويتفننون في قهر إرادتها و ترويضها لتبقى مدجّنة صالحة فقط "للعمل" وخدمة مصالحهم.
3. إن الرأسمالية كانت حلاّ فاشلا و خائنا لكل أماني الشعوب في التحرر و التقدم، وانه لم يبق من خيار غير التعجيل بحسم الصراع التاريخي معها، و أنه لا إمكانية لأي تنمية اقتصادية و لا مكانة لأي استقرار اجتماعي، والأمة العربية، أرضا وشعبا، مقسمة بين المحتلين الغزاة والأنظمة الإقليمية الفاشلة بكل المعايير والعاجزة حتى على حماية عروشها المتهالكة.
4. أن النضال النقابي كان دوما ضد الاستعمار و الاستغلال و الاستبداد معا باعتبارها وجوها لقضية واحدة، فالوعي بعلائق هذا الثالوث، و بجوهر المشاكل التي تعاني منها الجماهير الشعبية يقدونا إلى انه لا سبيل للخلاص من هيمنة رأس مال و سلعنة "العمل"، وإعادة الاعتبار للقيمة التي يستحقها الإنسان، والقضاء على الفقر و الخصاصة و المرض و الجهل و البطالة، وغيرها من الآفات الاجتماعية التي باتت تنخر المجتمعات المهيمن عليها من النظام الرأسمالي المركزي وتوابعه، إلاّ بتطوير أساليب النضال المشترك بين الشعوب و الأمم لتتمكن من تقويض أركان الرأسمالية وتبني نظمها الوطنية المتحررة ذات الجوهر الإنساني.
5. إن الاحتقان الاجتماعي في تونس كما في معظم أجزاء الوطن العربي نتيجة غلاء الأسعار والبطالة والفقر وغيرها من المشاكل الاجتماعية العويصة، هو أحد براهين الفشل الذريع الذي تردت فيه الأنظمة الحاكمة وعجزها عن مواجهة نتائج خياراتها الإقليمية وسياساتها البائسة التي أفرزت إرهاصات عصيان مدني شامل تلوح بوادره في الأفق يجعل الوطن العربي برمته مرشحا لأحداث دامية.
6. إن محاولات تعظيم أخطاء بعض قيادات وهياكل الإتحاد العام التونسي للشغل واستغلالها لخلق بؤر توتر وصراع فيما بين النقابيين أنفسهم هي ثغور ينتعش منها أعداء العمال المتربصين بهم وبمنظمتهم العتيدة لإضعافها وتهميش دورها الريادي فيتيسر لهم حينئذ تمرير مشروع التعددية النقابية كأحد وسائل الاحتواء التي تمارسها السلطة للنيل من استقلالية الإتحاد وتدجين العمل النقابي لخدمة سياساتها الفاقدة لكل مصداقية.
عاش نضال العمال في العالم من اجل العدالة والكرامة الإنسانية
عاش نضال جماهير الأمة العربية من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة
عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرّا مستقلاّ مناضلا ضد الاستبداد والاستغلال
الوحدويون الناصريون بتونس

ان الحق بغير القوة ضائع وان السلام بغير امكانية الدفاع عنه استسلام

ليست هناك تعليقات: