2008/05/17

في الذكرى الستين لنكبة فلسطين والفردوس المفقود

سمير الشيخ

منذ اندحار وفشل الحروب الصليبية بدأ التحرك الاستعماري باغتصاب فلسطين في القرن الثامن عشر الميلادي واثناء غزو نابليون لمصر وفلسطين وحينها عمل على تشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين وحثهم على تأسيس كيان غاصب ومن هنا بدأ التعاطف الغربي مع اليهود وقد استثمر الصهاينة هذه الدعوات لصالحهم من خلال المؤتمرات وطرح الشعارات المزعومة بأنهم شعب الله المختار وأرض الميعاد في اسطورة الوعد الالهي والحق التاريخي في فلسطين ومن خلال هذه الطروحات تم انعقاد مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 ميلادي (بزعامة تيودور هيرتزل ) وقد تمخضت القرارات التي صدرت عن هذا المؤتمر بتشريد شعب فلسطين واقامة الدولة العبرية اللقيطة . وبعد سنوات وعند قيام الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ميلادية والتي كان لهم اليد الطولى في دفع دول العالم في ذلك الوقت اليها . وبعد قيام تلك الحرب واثناءها تم عقد اتفاقية سايكس – بيكو سنة 1916 ميلادية بين بريطانيا وفرنسا بتقاسم النفوذ على الوطن العربي بينهما . وفي العام التالي وفي 2 تشرين الثاني 1917 ونتيجة لهذه الاتفاقية تم اعطاء وعد من قبل وزير خارجية بريطانيا ( بلفور ) الى حاييم وايزمن العالم الكيمياوي الذي ساعد المجهود الحربي لبريطانيا من الناحية العلمية . فقرروا مكافئته بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ومن هنا بدأت الثورة في فلسطين بين العصابات الصهيونية وشعب فلسطين العربي واستمر شعب فلسطين بصموده البطولي ونضاله الطويل وجاءت ثورة فلسطين التحررية الكبرى التي اشعل فتيلها الشيخ عز الدين القسام سنة 1929 ميلادية وكان الشهيد المجاهد القسام بعد استشهاده قد اشعل شرارة الثورة التي جاءت سنة 1936 ميلادية وكانت بقيادة الشيخ فرحان السعدي واخوانه الثوار فقام بأروع أطول اضراب بطولي دام ستة شهور ودامت ثورة فلسطين التحريرية من نيسان 1936 حتى أواخر سنة 1939 ميلادية واستمر شعب فلسطين بمقاومته ونضاله حتى جاء قرار التقسيم الجائر في 29 تشرين الثاني 1947 ليخوض شعب فلسطين الأبي بعده حرب 1948 ميلادية ونزح شعب فلسطين عن ارضه بأخطر مؤامرة صهيونية استعمارية ومن هنا نزحت جموع الشعب من مناطق حيفا واجزم ، وجبع ، وعين غزال .. الخ بعد أن انهت بريطانيا انتدابها على فلسطين والذي كان قائما منذ سنة 1918 ميلادية بعد الحرب العالمية الأولى والذي استمر حتى ليلة 14/15 ايار 1948 ميلادية انهت انتدابها في هذا اليوم عن فلسطين لصالح العصابات الصهيونية التي اعلنت على العالم في نفس ليلة 14/15 ايار 1948 ميلادية قيام دولة اسرائيل لتتسابق الدول الكبرى للاعتراف بهذه الدولة على الفور وهذا ما قامت به كل من الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفييتي على حد سواء . حينها قررت الدول العربية الحرب ضد اسرائيل فدخلت جيوش العراق والاردن ومصر وسوريا ولبنان الى فلسطين ومعه المئات من المتطوعين العرب ولكن هذه الجيوش كلها قد خسرت الحرب ضد العصابات الصهيونية في ذلك التاريخ لأن قيادة تلك الجيوش قد اسندت الى قيادات غير مخلصة وغير كفوءة وكامعة على حساب قضية فلسطين . وذهبت تضحيات تلك الجيوش سدى وما قدمته من شهداء على أرض فلسطين بعدما حققت من نجاحات هنا وهناك ضد العصابات الصهيونية المجرمة ولا ننس شهداء الجيش العراقي الباسل التي ما تزال قبورهم قرب جنين وهي موضع تقدير واهتمام وزيارات مستمرة من أهلنا في فلسطين اليهم نحيي الجيوش العربية الباسلة ومنها الجيش العراقي وشهدائهم الابرار الذين سقطوا على أرض فلسطين من الشهيد الشجاع المصري احمد عبد العزيز الى الشهيد الرائد البطل طالب العزاوي من الجيش العراقي الباسل واخوانهم من الشهداء الابرار الآخرين ونحيي بكل اعتزاز وفخر ووفاء القائد المعلم الخالد جمال عبد الناصر قائد الكتيبة السادسة لصموده الرائع البطولي في حصار الفالوجة عام 1948 ميلادية وحتى سقوطه شهيداً خالداً تحت راية فلسطين في ايلول 1970 ميلادية بعد ان حقق بما يشبه المعجزة وقف لاطلاق النار بين الجيش الاردني وقوات المقاومة الفلسطينية الباسلة في الاردن ولا ننسلى المجاهد الفلسطيني البطل مروان البرغوثي واخوانه الابطال الآخرين في سجون العدو الصهيوني ولا ننسى الشعب الفلسطيني الذي يعيش في الشتات والذي يرفض التعويض والتوطين خارج ارض فلسطين ويطالب بحق العودة الى أرضه في فلسطين ولا يريد عنها بديلا او تحويلا والتي ضمنتها قرارات الأمم المتحدة ومنها القرار 194 وغيرها من القرارات الدولية

ليست هناك تعليقات: