2008/05/10

المؤتمر الناصري العام بمناسبة الاحداث في لبنان


المؤتمر الناصري العام

الأمانة العامة

ماذا يراد بلبنان

يوشك لبنان أن ينزلق إلى حرب أهلية دبر أمر أثارتها بليل بعدما أصدرت حكومة السنيورة قرارات لم تكن لتعلن في رائعة النهار وإنما تحت جنح الظلام.

إن سعي حكومة تستجيب لرعونة شخص موتور مثل الوليد جنبلاط إلى الالتفاف علي الإجماع الوطني اللبناني بشأن الحفاظ علي سلاح المقاومة لهو أمر خطير وراءه ما وراءه من خطط لن تتوقف عند حدود حرمان المقاومة من تأمين خطوط اتصالها وكشفها أمام العدو الصهيوني وإنما ستتمدد حتما إلى استدعاء التدخل الأجنبي لتغيير الخريطة السياسية للبنان بل للمنطقة العربية بأسرها.

إن حديث الحكومة اللبنانية عن سيادة الدولة اللبنانية لهو مدعاة للسخرية لصدوره عن أطراف لم تحترم سيادة هذه الدولة ولم تتوقف يوما واحدا عن ممارسات هي مضرب الأمثال في الفساد السياسي . فالعائلات الطائفية التي تنهب المال العام وتحتكر الوظائف وتتهرب من أداء الضرائب تجاهر دونما خجل باتصالاتها مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأطلسية جاعلة من الطائفية مناطا للانتماء ومن العائلة وطنا مدعي.

لقد كشفت القرارات الليلية عن خطة خبيثة لجر القوي الوطنية اللبنانية إلى ساحات الاقتتال الطائفي في ذات الوقت الذي يجري فيه التنسيق مع الولايات المتحدة لإثارة الأمر أمام مجلس الأمن . إن الخطة قد بنيت علي افتراض أن حزب الله والقوي الوطنية لن تتحرك بسرعة إلى مواجهة قرارات الحكومة علي الأرض وانها لن تغالي في ردة فعلها باعتبار الحرص التقليدي علي التهدئة واحترام تعهداتها بعدم استخدام سلاح المقاومة لحسم أي نزاع داخلي.

ووفقا لهذا الافتراض فإن القتال كان سيطول لبعض الوقت مما يوفر حيزا زمنيا للتدخل الأجنبي أو علي الأقل للتلويح به لإرغام القوي الوطنية علي القبول بانتخاب الرئيس الجديد دون الدخول في تسوية شاملة لمجمل الأوضاع اللبنانية.

إن المحاولات لن تتوقف للحفاظ علي درجات عالية من التوتر في الشارع اللبناني من أجل توفير بيئة ملائمة لتحرك أمريكي فرنسي لاستصدار قرار دولي يغطي تدخل أمريكي أوربي في الشأن اللبناني تحت مزاعم من نوع تنفيذ قرارات "الشرعية الدولية" وحماية "السيادة" للحكومة اللبنانية ومكافحة الإرهاب.

لقد تم التخطيط لاستخدام موضوع شبكة الاتصالات السلكية لحزب الله لهذا الغرض وكذلك للتعمية علي الرأي العام العربي الذي يساند المقاومة الوطنية في مواجهة العدو الصهيوني فهي ذريعة مثالية لخلط الأوراق.

إن الادعاء الحكومي بأن القرارات يمكن أن تحال للجيش اللبناني يكشف بجلاء عن خطة موازية لتوريط مؤسسة الجيش ودفعها للتحلل كآخر ما تبقي من مؤسسات الدولة اللبنانية.

إن المؤتمر الناصري العام وهو يؤكد علي اصطفافه مع القوي الوطنية اللبنانية في مواجهة المؤامرة الخسيسة ضد المقاومة وسلاحها ليؤكد علي أن أطرافا حكومية عربية تساهم ومنذ أمد ليس بالقصير في صياغة مفردات سيناريو هذه المؤامرة سواء بتدريب ميليشيات حزبية من المرتزقة أو بإشاعة أجواء من التوترات والشكوك المذهبية.

إن وعي شعبنا العربي في لبنان وفي كل شبر من الأرض العربية سوف يتصدى لمخططات الفتنة وسيفضح الخونة والعملاء.

إن المقاومة هي خيار الأمة وإرادتها التي تستعصي علي كل عدو وخائن.

عاشت أمتنا العربية وعاشت نضالاتها علي طريق الحرية والاشتراكية والوحدة..

القاهرة في 10/5/2008 الأمانة العامة

المؤتمر الناصري العام

ليست هناك تعليقات: