2008/05/11

نشر حركة القوميين العرب :

من أدبيات حركة القوميين العرب:


كيف تحقق الحركة شعبيتها ؟ إن تحقيق الشعبية لدى الحركة أمر لا يمكن أن يتم َ بشكل نظري . بل إن الحركة يجب أن تسلك طريقة عملية لربط الشعب بها .


فالحركة الناجحة ليست جمعية فكرية تضم عدداً من المثقفين يفسرون الظواهر و الأحداث الاجتماعية و ينتجةن فكراً مجرداً .

إن الحركة أداة تغيير جماهيري , والفكر فيها ليس ترفاً بل هو موجه للعمل من أجل مصلحة الجماهير .

كما أن الحركة الناجحة ليست نخبة تعتقد بصلاحيتها وحدها على التفكير و تفقد الثقة بالجماهير , بل هي أحدى فصائل الجماهير ,

إلا أنها أقدرها على التنظيم و التخطيط .


إن تمكن الحركة من التغلغل في ضفوف الجماهير و التعبير عن مصالحها و آمالها و رفع مستواها مقياس اساسي يحدد النجاح الحركة او فشلها : يجب أن يشعر الشعب كله بأن الحركة هي الطريق الوحيد لإحداث الانقلاب الجذري في حياته . يجب أن يشعر الفلاح و العامل و الكادح والمحروم , يجب أن يشعر الطالب و المثقف بأن هذه الحركة حركته المدافعة عن مصالحه و العاملة على تطوير حياته .


هذه الطريقة العملية لا يمكن أن تكون بإدخال كافة جماهير الشعب غلى صقوف الحركة , لأن الحركة كما عهدناها هي قيادة ثورية مجسدة لعقيدتها , وهي درع الجماهير الأمامي . وعلى الحركة أن تحافظ على صفتها القيادية هذه , ولكن المحافظة على الصفة القيادية لا

يمكن أن تكون بالانعزال عن الجماهير لأن الحركة تفقد عندئذ مبرر وجودها . فما هي الطريقة التي تستطيع بواسطتها الحركة أن تحافظ على

صفاتها الثورية القيادية من ناحية وعلى كونها حركة جماهيرية من ناحية ثانية , وبكلمة أخرى , ما هي الطريقة التي تتمكن الحركة بواسطتها

من ربط الجماهير بها ؟


هناك أولاً: الاجتماعات الدعاوية العامة التي قد تضم مئات الأشخاص و التي تتوخى الحركة من ورائها شرح عقيدتها وبرامجها للشعب ودعوته إلى الإيمان بها . وهذه وسيلة اساسية جداً من وسائل العمل الشعبي , بواسطتها تتمكن الحركة ليس فقط من إيصال أفكارها إلى الجماهير و إحساسها و مشاغلها .


وهناك ثانياً : الدعاية المكتوبة التي تتوخى غيصال إفكارها الحركة و آرائها و مخططاتها عن طريق الصحف و النشرات والكرسات

وهذا بتد هام كذلك من بنود العمل الشعبي . إن الصحيفة التي يرتبط بها الموطن و النشرة الدورية التي ينتظر صدورها و الكراس الذي يقرؤه

أدوات هامة لربط الجماهير بأفكار الحركة ومخططاتها .


وهناك ثالثاً: المهرجانات و الحفلات العامة في المناسبات القومية و الشعبية وهي أداة من أدوات نقل أفكار الحركة إلى الجماهير .


وهناك رابعاً: الرحلات و تبادل الزيارات بين مختلف المناطق و قد ثبت بالتجربة أن للرحلات وتبادل الزيارات أهمية قصوى قد لا

يدركها من لم يجربها فعلاً .

ولكن جميع خذه الأمور إن نجحت في إيصال أفكار الحركة و آرائها إلى الجماهير فإنها تبقى قاصرة عن ربط الجماهير بالحركة ربطا وثيقاً ,

وهنالابد أن تعتمد الحركة إلى إقامة المؤسسات الثابتة التي تشكل مركز جذب للجماهير , والأهم من ذلك تشكل مراكز تنظيم , فالتيار الدعاوي

الشعبي العام الذي يمكن أن تخلقه الحركة من خلال دعايتها تبقى فاعلبته محدودة و مبعثرة ما لم تعمد الحركة إلى إيجاد مراكزتجمع شعبية .


وهناك يجب على الحركة أن تهتم اهتماماً أساسياً بإقامة الأندية الشعبية وبالعمل النقابي وبمؤسسات الفلاحين وباللجان الطلابية والنسائية و الشعبية العامة وبالمؤسسات السياسية الجاتبية التي تكون كلها موجهة من الحركة وتظم الجماهبر في صفوفها أو تستقطبهم حولها .

إن مقياس نجاح الحركة في تحقيق مبرر وجودها إنما هو مدى يغلغلها في صفوف الجماهير ونوعية العلاقة التي تنشئها مع الشعب . إن حركة

منغلقة على نفسها لم تستطع أن تنفذ إلى صفوف الجماهير هي حرك فاشلة و أي مبرر يمكن أن تعطيه الحركة لنقسها مدعية أن الجماهير ليست

قادرة على فهم أهدافها واستيعابها و تبنيها و النضال من أجلها إنما هو مبرر واه , والأصح أن نقول بأن تفهم الجماهير أهدافها و تقودها للنضال

من أجل هذه الأهداف . وفي هذه الحال يجب على الحركة أن تفتش عن نقطة الضعف وسبب الفشل في تركيبها لافي الجماهير .


إن الجماهير العربية التي تتابعت ثوراتها خلال ربع القرن الأخير والتي تخوض اليوم معركة الجزائر والجنوب العربي ةالتي خاضت ثورتها المعروفة في الأردن و سورية والعراق هي جماهير زاخرة بالطاقات النضالية و قادرة إذا نظمت على إحداث الثورة التاريخية في المجتمع العربي .

يجب على الحركة أن تثق بالجماهير , فقد أثبتت أنها أهل للثقة , ومن العبث أن تدعي حركة أنها حركة شعبية , ومن أن تتصدر النضال من أجل الشعب إذا لم تكن مؤمنة إيماناً صادقاً بقدرة الشعب على النضال .

ليست هناك تعليقات: