2008/05/09

بيان من الوحدويون الناصريون/ تونس

١١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨

بسم الله الرحمن الرحيم

.."ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما". صـــدق الله العظـــيم (النســـاء الآية 104).

تزامنت ذكرى يوم الأرض مع مرور خمس سنوات على تدنيس أرض العراق وتخريب منجزاته ومعالمه الحضارية، وتتجلى بذلك كل يوم سمات عجز النظام الرسمي العربي أمام تفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعبّر عنها جماهير شعبنا العربي من المحيط إلى الخليج بالمظاهرات والاحتجاجات السلمية والمقاومة المسلحة التي تتصاعد وتيرتها باطراد نتيجة شعورها بالمهانة والضيم بسبب الاحتلال الأجنبي وفشل سياسات أنظمــــة سايكس – بيكو وتدني مستوى المعيشة لدى الغالبية العظمى وتعاظم حشود العاطلين عن العمل وخصوصا خرجي الجامعات وتفشي الأمراض الاجتماعية كالرشوة والمحسوبية، كل ذلك مقابل ترف أقلية متحكمة في مقاليد السلطة والثروة برعت في التضليل والخداع ففرطت في القطاع العام بأبخس الأثمان إلى ذوي المال من الأجانب والمحليين بعد أن أجبرته على الخسارة، وفتحت الأسواق أمام آلية العرض والطلب والمنافسة المطلقة مع الاقتصاديات الرأسمالية المتفوقة نوعيّا، وسنت القوانين والتشريعات لتنسحب " الدولة " وتتفصى من مسؤولياتها الاجتماعية وتتخلى عن دورها في التشغيل ودعم أسعار السلع والخدمات الأساسية الموجهة لاستهلاك وإستخدام عموم الجماهير الشعبية.

لقد فشل النظام الرسمي العربي بكل المقاييس فشلا ذريعا، وفشلت الإقليمية العربية كمذاهب وسياسات وثقافة وانتهت إلى مأزقها الطبيعي، ولم يعد أمام الإقليميين، أنظمة ومنظمات، إلاّ أن يتنحوا جانبا لتجنيب الأمة مزيدا من النكسات، وحفاظا على مقدراتها من الهدر والتبديد، وفسح الطريق أمام الجماهير العربية لتصوغ بكل حرية نظام حياتها وتصنع تنميتها المجتمعية وتستأنف الأمة العربية، أمة الإسلام الحنيف، دورها في بناء صرح الحضارة الإنسانية.

إن الوحدويين الناصريين في تونس وهم يعيشون مع جماهير أمتهم آلامها المريرة وآمالها في التحرير وبناء دولة الوحدة الخالية من كل صنوف الميز والاستبداد والاستغلال يؤكدون:

1. أن حرمان الجماهير العربية من حقها في الاستفادة من عوائد ثروات الوطن العربي الهائلة والإبقاء عليها في حالة تخلف رهيب هو جريمة لن تظل بدون حساب فكل عدوان لا بدّ أن يردّ، وأن الشعب العربي وقواه العاملة لا بدّ أن يتحرك لإيقاف هذا التدهور وتجريد تحالف البيروقراطية السياسية والرأسمالية "المحلية" المستغلة ودوائر الاحتكارات العالمية، من وسائلها لنهب خيرات الأمة.

2. أن المظاهرات وكل المظاهر الاحتجاجية، السلمية والمسلحة، التي تعمّ الوطن العربي من المغرب الأقصى وموريتانيا إلى مصادمات محافظة لحج باليمن والقتال الشرس بالصومال والعراق وفلسطين مرورا بمصادمات الرديف واحتجاجات الحوض المنجمي بقفصة ومظاهرات المحلة ومعظم مدن وجامعات مصر في يوم الغضب الوطني وغيره من الأيام المشهودة، هي دلائل مهمة على وعي الجماهير العربية بواقعها ومقدمات طبيعية لبشائر تحطيم الحواجز النفسية وإنتهاج المقاومة كأسلوب وحيد لخلاص الأمة العربية من محنتها.

3. أن كل المعطيات الموضوعية باتت تؤكد أن جميع أساليب العنف والقمع والترويع والدعاية والتضليل ومحاولات الاحتواء التي تمارسها أنظمة الاستبداد في الوطن العربي وحلفائها من صهاينة وإمبرياليين، لم تعد قادرة على إثناء جماهير شعبنا العربي عن المضي قدما نحو تحقيق أهدافها في التحرير والوحدة.

· المجد والخلود لشهداء الأمة العربية

· عاش نضال جماهير الأمة العربية من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة.

الوحدويون الناصريون/ تونس

10 أفريل 2008

ليست هناك تعليقات: