2008/10/12

القومية العربية ترفض الطائفية


أمير الحلو
القومية فكر وعقيدة ومنهج سياسي،من آمن بها وانتمى الى التنظيمات التي تتبناها كأساس لعملها النضالي،يتمسك بها طريقاً لاثاني له في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية..
أقول هذه القاعدة المعروفة لنا منذ بداية حياتنا السياسية وانتمائنا القومي العربي،لأعرج بألم وأسف الى ظاهرة بدت مؤخراً في كتابات بعض الأخوة القوميين في الصحف وعبر الفضائيات ومواقع الانترنيت، وهي الدخول في متاهات
وسبل ومناهج تتعارض مع التوجه القومي العربي،وتتمثل في تبني مواقف طائفية مع هذا الجانب أو ذاك، ومهاجمة رموز دينية أو مواقف لطائفة دون اخرى،في حين ان القومية العربية هي حاضنة للجميع وأن التمسك بها كأسلوب للحياة يجعلنا نرفض أي منهج يتعارض معها.
لقد اعتبرنا القومية العربية منطلقاً في تحليل أي منهج أو موقف سياسي،وعندما تمسكنا بهذا الاعتبار وأنتمينا كل بحسب رؤيته الى تنظيم قومي عربي كنا نعرف ان هناك مناهج دينية وآراء واجتهادات طائفية،ولكننا أخذنا النهج القومي مع احترامنا الشديد لديننا الحنيف واعتبارنا للاسلام ديناً عربياً بلسان عربي، اعز العرب وبنى حضارتهم عبر التاريخ وحفظ لغتهم العربية الاصيلة، ولكن العمل السياسي الذي أرتضيناه جعل من الأمة العربية وطننا الاكبر ومن المبادئ القومية العربية منهجاً لنا في الحياة،مع احتفاظ أي فرد بممارساته الدينية وغيرها.ولأكن عملياً أقول اننا عندما آمنا بالقومية العربية في بداية الخمسينات كان قادة حزب الاستقلال القومي محمد مهدي كبة وفائق السامرائي وصديق شنشل،فهل سأل أحد منا من أية طائفة هم؟ وعندما أنتظمنا في حركة القوميين العرب عام 1958 كانت قيادتنا في العراق تضم نايف حواتمة وباسل الكبيسي وسلام أحمد وحامد الجبوري وغيرهم ، ولم نسأل يومها عن أديان أو مذاهب هذه الشخصيات، كما أن قيادتنا العليا كانت تضم السادة الفلسطيني جورج حبش والسوري الدمشقي هاني الهندي واللبناني الجنوبي محسن ابراهيم وهم من أديان وطوائف مختلفة،فهل كان ذلك سبب لتجمعنا أم تفرقنا؟ولأكن صريحاً اكثر لأقول اننا جميعاً آمنا بقيادة المعلم جمال عبد الناصر وسرنا خلفه رائداً وقائداً، فهل كان عبد الناصر يمثل ديناً معينا أو طائفة معينة ، وهل تخيل أي أحد منا يمكن ان ينظر الى جمال عبد الناصر على انه من طائفة محددة؟ ان عظمة الفكر القومي العربي وبقاءه مناراً وهادياً لنا في طريق الحرية والاشتراكية والوحدة أنه يتجاوز كل الاعتبارات الجانبية الاخرى التي تمثل علاقة الانسان بربه وبالقيم السماوية السمحاء،وذلك ما لايتعارض مع فكرنا ومنهجنا السياسي القومي.
ان من حقي كقومي عربي أن أدق ناقوس الخطر وانا أقرأ مقالات طائفية في مواقعنا واعلامنا القومي العربي، واطالب المسؤولين عن تلك المواقع القومية أن لاتنشر مايتعارض مع الفكر القومي العربي وأن تطلب من الاشقاء والاخوة الذين عملنا معهم طويلاً في دروب النضال القومي التركيز على منهجنا الاصيل كحل لجميع المشاكل التي يواجهها العراق،وان لاينسحبوا الى اية اعتبارات أخرى تتعارض مع فكرنا القومي...
فالقومية تجميع والطائفية تفريق ونحن أحوج مانكون في العراق الى الوحدة والتماسك ورفض الممارسات الطائفية من أية جهة جاءت، علماً بأن أغلب الضحايا هم من المواطنين العراقيين الابرياء، وأن العديد من العناصر القومية العربية قد استشهدت لاسباب طائفية وهي ابعد ماتكون عن هذا المنهج والممارسة،ويشهد الله اننا لانعرف طائفة الشهيد القومي من صفوفنا إلا بعد استشهاده ومعرفة الجهة التي قتلته ، فلم نكن يوماً طائفيين ولم ينتم أحدنا الى أي تنظيم قومي لاعتبارات دينية أو طائفية ، فما الذي حصل ليحيد بعض الاخوة عن هذا المنهج،بحيث أصبحت كتاباتهم تتناول الانحياز الطائفي والتهجم على هذه الطائفة ورموزها أو تلك؟
والسؤال هو أذا جُررنا نحن القوميين الى هذا الموقف ، فمن يبقى لهذه الامة مدافعاًَ عن وحدتها القومية ، ومن يبقى للفكر القومي مدافعا عن كونه منهجاً كاملاً في الحياة لابديل لنا غيره؟ مع تمسكنا الشخصي وخارج الاطار السياسي بممارساتنا الاخرى التي هي وليدة العائلة والبيئة، بينما القومية العربية اختيار شخصي كفكر يختلف عن غيره من الافكار الشمولية او العنصرية .
انني ادعو الى ذلك والالم يعتصر قلبي ، فلندعو الى كلمة سواء تجمعنا كلنا كقوميين عرب مهما كانت انتماءاتنا التنظيمية ، ونعتبر انفسنا القيميين على صيانة وحدة شعبنا في العراق والامة العربية ومواصلة النضال من أجل السيادة الوطنية ورفض الاحتلال والتقسيم.أرجوكم ايها الاشقاء .. ضعوا صورة وفكر القائد جمال عبد الناصر أمامكم وانتم تكتبون ، وأنا على يقين أن كتاباتكم ستكون قومية عربية.

ليست هناك تعليقات: