2008/10/09

تونس الخضراء:فرقــــــــــــــة الكرامـــــــــــــة

صرخة فنية من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى
ودعم المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان

شبكة الرافدين الاخبارية 8-10-2008: بين الكرامة وقضايا الأمة قصة عشق جاوزت ربع القرن من العطاء والإبداع الموسيقيين ومن التجسيد الفني لما نعيشه من محطات وأحداث تاريخية تهم تاريخ وحاضر ومستقبل هذه الأمة وتمسّ جوهر قضاياها الوطنية.
وفي أيام مشهودة وعلى التوالي من تونس إلى باجة إلى صفاقس كان لفرقة الكرامة ولضيف تونس الأخ أحمد الشوتري من الجزائرموعد مع الجمهور والتاريخ في دور الاتحاد العام التونسي للشغل بهذه المدن وموعد مع التغني بالمقاومة في عراقنا الحبيب :
من روابي قرطاجنَّةَ قد حملنا **** خالص الشَّوق للعراق المجــــــيد
و استعرنا من بابل المجدِ لحنًا****موْصِليًّا أشجى جموع الحُشـــــودِ
والتغنّي بقلعة الصمود والأسود بغداد الأبية:
بغداد يا قلعة الأسود ويا كعبة المجد والخلود
وبعراق الصمود والجهاد، عراق نبوخذ نصر والشهيد البطل صدام حسين:
صدام حسين باب المعالي بابه**** الله يجازيه على صموده وجهاده
عراق البطولة التي يسطّرها أبطال بلاد الرافدين في كل يوم ضد المحتل الغاصب معلنين عن قرب إعلان الانتصار والتحرير واندحار الأمريكان ومن جاء معهم:
لأمريكا شلناها الويل يسقط شارون بوش وبلير
تلك حقيقة تؤكدها الوقائع كما تؤكدها سواعد وبنادق المجاهدين وكل فصائل المقاومة مثلما يؤكدها الأستاذ أحمد الشوتري الذي كان حاضرا في كل هذه اللقاءات (إضافة للمنستير) والذي أكد في كل لقاءاته أنه إذا كانت دمشق قلعة العروبة في المشرق العربي فإن تونس هي قلعتها في المغرب العربي وتحدث عن صدام فقال:" له عاطفة جياشة تجاه أمته ، فكلما تذكر أمامه حالات من حب الأمة للجهاد و لرموزها تفيض عيناه بالدمع فثقته بالجماهير العربية كبيرة ".
وقد كانت كلماته عن المقاومة والتحرير في عراق الرشيد تبعث المزيد من الأمل بقرب ساعة الخلاص وهزيمة أمريكا قائلا: "سنرقص قريبا في تونس فرحا بالانتصار...سيكون انتصار لنا جميعا، لكل من وقف مع العراق و من حقنا أن نفرح لأننا شركاء بالــــــــدم"
و شركاء في النصر "وهي معاني التقى فيها مع ما كانت تشدو به فرقة الكرامة:
بغداد يا قلعة الأسود***يا كعبة المجد والخلود
و...الله وأكبر يا عرب نادت بغداد *** حي على الشهادة وعلى الجهاد
شدّوا العزم والرّادة بغداد أم الشهادة *** أم العروبة هي بها الأمجاد
كما التقى فيها مع أهازيج الجمهور ومع ما ردّده أبوالقاسم الشابي في صرخته المشهورة:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
وها هي فرقة الكرامة وهي تتغنى في حفلاتها - احتفاء بقدوم ضيف الاتحاد العام التونسي للشغل- بما كانت تردده حناجر أبطال ثورة المليون والنصف شهيد في الجزائر:
اللّه أكبر فوق كيد المعتدي الله للمظلوم حير مؤيّد
و... يا شهيد الوطن يا مثال الوفاء
أنت أغلى فتى يستحق الثناء
هذا إضافة إلى إنشادها النشيد الوطني الجزائري - وهي تهديه إلى شعب الجزائر البطل التي ربطته بشعب تونس روابط انتماء ونخوة وكفاح واحد - كردّ على الطلب الفرنسي الرسمي بحذف إحدى مقاطعه:
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كما يطوى الكتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الحساب فاستعدّي وخذي منا الجواب
في هذا الجو الوطني والحماسي كانت أفئدة وقلوب الحاضرين من شباب وكهول وشيوخ ونساء وفتيات وأطفال تتفاعل مع الكرامة ومع الأستاذ أحمد الشوتري تارة بالهتاف والتصفيق وتارة بالزغاريد وبرقصة "الشوبي" العراقية ورقصة الدبكة الفلسطينيّة ...
فلفلسطين منزلة رفيعة في قلوب العرب والمسلمين وفي أغاني الكرامة:
فلسطين عربيّة القبلة الأولى والقضيّة...
يا مسرى الرسول لن تبقي مغصوبة
ولن نرضى بحلول إلا بقدس العروبة
وللقدس والمسجد الأقصى موقع في قلب كل عربي مسلم فقد كانا مقدّسين منذ عهد سيدنا إبراهيم وسيظلان كذلك إلى يوم القيامة مكرّمين... ألم يحبّهما الله سبحانه تعالى فقدّسهما وجعل من المسجد الأقصى أرضا مباركة:
« سُبْحَانَ الَّّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المْسْجِدِ الحَرامِ إلَى المسْجِدِ الأَقْصَى الَّّذِي باَرَكنا حَوْلَه » صدق اللّه العظيم
كما جعله أرضا طاهرة، ومهبط الرسالات ومنبت الأنبياء وأولى القبلتين وثالث الحرمين وأرض الإسراء والمعراج وفوق مركز الدنيا ومصعدا من الأرض إلى السماء ...أفلا تكفي كل هذه المكانة ليكون المسجد الأقصى محورا ثابتا وهاما في أغاني الكرامة:
يا أقصى ما انت وحيد سيَّجناك قلوبنا
عنّك والله ما نحيد أنت سراج دروبنا
وأنشودة تتغنّى بها الجماهير بخشوع في كل حفل موسيقي وفي كل مناسبة:
من مهبط الإسراء في المسجد من حرم القدس الطهور الندي
أسمع في ركن الأسى مريمـــا تهتف بالنجدة للسيّـــــــــــــــد

وأبصر الأعداء قد أحرقـــــوا ركنا مشت فيه خطى أحمـــــد
لا والضحى والليل إمَّا سجــى وكلُّ سَيَّــــــــــارٍٍ بِهِ نهتـــــدي
سترجع الأرض إلى أهلهـــا محفوفةً بالمجــــــــد والسُّؤْدَدِ
والمسجد الأقصى إلى ربّــــه مزدهيا بالركّع السُّجَّـــــــــــدِ

خاصة أمام ما تحيكه عصابات الغدر الصهاينة من مؤامرات ومخططات هدم وتدمير للمسجد الأقصى وصلت إلى أساساته ممّا شكل خطرا محدقا بأولى القبلتين.
فصلاة من أجل الأقصى ودعاء من أجل القدس وقصيدة من أجل ثالث الحرمين وأغنية من أجل أرض الإسراء ستساهم في تحرير المسجد الأقصى.
و في ليلة من أجمل وأقدس الليالي، ليلة القدر، غنت الكرامة:
طلع البدر علينا من ثنيّة الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا للّه داع
وأهدت بهذه المناسبة قصيدة إلى نبيّنا ورسولنا الأكرم محمد صلى اللّه عليه وسلّم:
تَتْرى بشائرُه كالغيث من المـُــزْنِ
تُجلي الغشاوة عن قلبٍ وعن ذِهْنِ
ثم إلى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في ذكرى وفاته:
يا اسمر يا بو الزند صعيدي حبّك بيسري في وريدي
إضافة لـــ"علم العروبة يا غالي" و "لبيك يا علم العروبة و"والله زمان يا سلاحي" وغيرها من تراث عهد قائد حمل روحه على كفّه فداء للعروبة و لفلسطين ولغزة الأبيّة المحاصرة اليوم أمام أبشع جريمة تمارس ضد شعبنا البطل الصامد .
شدّد شدّد حصارك ولّع بالأرض نارك
هاذي أرضي موش دارك يا محتل إرحل عنّا
كما أهدت فرقة الكرامة في عروضها المختلفة أغنية:
جابوا الشهيد جابوه جابوا العريس جابوه
وبعلم الثورة لفوه يا فرحة أمه وأبوه
و....في عرس النصر أنا زاحف في عرس النصر
إلى كل شهداء تونس من أجل فلسطين الّذين احتضنتهم ثرى تونس الخضراء في صائفة 2008 بعد عمليّة "الرضوان" الّتي أشرف عليها حزب اللّه، في إطار تبادل الأسرى وجثامين الشهداء ... وقد تفاعل الجمهور مع هذين النشيدين وهو يهتف بالمجد والخلود للشهداء فيصل الحشايشي و بليغ اللجمي ورياض بن جماعة وكمال بدري وميلود بن نومة ومقداد الخليفي وخالد الوسلاتي وسامي بالحاج علي وعمر قطاط. شهداء كان للكرامة شرف حضور اليوم الذي كرّموا فيه جميعا تحت إشراف النقابة العامة للتعليم الثانوي يوم 12-08-2008 بدار الإتحاد الجهوي للشغل بتونس بحضور فرقة الكرامة وآباء وأمّهات وإخوة وأقارب من ضحّوا بدمائهم الزكية الطاهرة، فداء لفلسطين والأقصى المبارك، ومن كانت كلمات عنترة بن شداد ترنوا في آذانهم وتغرس في نفوسهم حب الشهادة :
عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود.
هذه هي تونس، تونس الشهداء، تونس عقبة بن نافع والثعالبي والدغباجي وفرحات حشّاد والشابي وابن الجزار. تونس معركة بنزرت الخالدة الّتي شدت لها الكرامة وغنّت:
بني وطني يا ليوث الصدام وجند الفداء
لتختم حفلاتها بالنشيد الوطني التونسي : حماة الحمى وهي تعانق بفنها عبق التاريخ ريحان ونخيل وياسمين وجبال تونس الخضراء .
وللعلم، فقد شهد الاتحاد المحلّي للشغل بساقية الدائر ليلة التاسع والعشرين من رمضان ،إضافة لعرض فرقة الكرامة، عرضا لشريط وثائقي حول المسجد الأقصى من إنتاج مؤسسة الأقصى تعرّف من خلاله الحضور على تاريخ ومقدسات ومآذن وقباب ومدارس هذا المسجد المبارك إضافة للمؤامرات الصهيونيّة الّتي تستهدفه خاصة في هذه الفترة .
تلك هي فرقة الكرامة الّتي قال عنها الأستاذ أحمد الشتوري " نقطة قوّة هذه الفرقة هي روح الوحدة والتنويع في أغانيها بين تونس والعراق وفلسطين والجزائر ولبنان وكلّ أمة العرب والإسلام... ذلك هو أكثر ما شدّني لهذه الفرقة الّتي سأعمل ما في وسعي لدعوتها للجزائر ".

ليست هناك تعليقات: