2009/01/03

من سيزيل آثار العدوان في زمن الردة يا ناصر

أما من ثورة بعد كل هذه النكبات يا جيش مصر
تعرض المشروع القومي لضربة قاسمة في عدوان حزيران عام 1967 ، حينها بدأ الزعيم الخالد يمهد لإزالة آثار العدوان فكانت الصيحة الكبرى الرد العنيف على اليأس، وكان العمل الجاد للرد على العدوان؛ فحرب الاستنزاف في سينا لم تهدأ، والفدائيون ينطلقون من أرض سينا ومن كل صوب وحدب، وناصر يمهد للحرب الكبرى، ويعقد قمة الخرطوم وتنتهي القمة بالتصميم على النصر وإزالة آثار العدوان أولا، " ولا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة" .
نعم في تلك المرحلة كانت النكسة، ولكن تلك النكسة كشفت عن بطولات سجلها التاريخ بقيادة الزعيم الخالد، وبقيت حرب الاستنزاف حتى وفاة ذلك الفارس العنيد الذي كان مصمما على إزالة آثار العدوان، فأين مصر العروبة اليوم التي لا تنبس ببنت شفة أمام الغزو؟ بل وتحاصر غزة وكأنها كيان معادٍ وتصب غاز العروبة للكيان المسخ وكأنه دولة صديقة.
آهٍ يا ناصر لو أنك بيننا اليوم ورأيت الحكومة المصرية وهي تقصف الأنفاق على رؤوس الفدائيين أبنائك الذين علمتهم البطولة والفداء، آهٍ يا ناصر لو رأيت بأم عينيك كيف يمنع الغاز والدواء عن غزة الفداء والمقاومة، هل ستترك فدائيا يموت جوعا أو جريحا يُقتل بإغلاق معبر رفح المصرية؟؟؟
قم يا ناصر وانظرْ طعنات الأشقاء وهي تغرز في ظهورنا، وتحول الفدائي إلى تاجر مخدرات في الصحف الصفراء، آهٍ يا ناصر أنطعن من ظهورنا ورفاتك فينا تنادينا للمقاومة وإزالة آثار العدوان، من سيزيله بعدك يا ناصر، صرخنا واناصراه ، ضريحك محاصرٌ بأنظمة الردة والخيانة، لكنه يتوهج بالفداء.
لقد رأى حاكم مصر صرخات النساء والأطفال والجثث والأشلاء ، وخرج علينا بأنه لن يفتح معبر رفح، هذا بدل أن يدخل جيشه فاتحا، أليس ذلك الجيش من صنعك؟ ألم تقل أنه للدفاع عن الأمة؟ ألم يقاوم في بورسعيد واليمن والجزائر حتى آخر قطرة دم؟ ألم يخض حرب الاستنزاف دفاعا عن الأمة وكبريائها؟ من جعل هذا الجيش يخرس وتموت فيه روح الأمة وكرامتها؟ لقد خرج تهديد الكيان المسخ من القاهرة يا ناصر، وهذه الأشلاء والأطفال في غزة أمام جيشك الذي أنشأته، فقم واصدر أوامرك التي أصدرتها لإزالة آثار العدوان، وقف على منبرك من جديد وقل:"لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف، وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة". قم يا ناصر وناد جنودك الأوفياء ، قم يا ناصر فلقد بلغت القلوب الحناجر.
ما زلنا نستصرخك لأن القمة أصبحت قمامة من بعدك، وتنتظر تعليماتها من البيت الأبيض، ولا أحد من هذه الأنظمة الخشبية يتحدث عن العدوان، وكراسيهم خجلى من ذلهم وخنوعهم، قم يا ناصر فالأمة صرعى من بعدك .
ألا رحمة الله عليك وعلى الذين قضوا على دربك مقاومين، ويا ضباط وجنود مصر العروبة، الأمة تستصرخكم وغزة أمانة في أعناقكم، فهل ستفيقون من سباتكم بثورة على هذا النظام فثورة الضباط الأحرار ولدت بعد النكبة، أما من ثورة بعد كل هذه النكبات؟؟؟
خالد حجار
فلسطين

ليست هناك تعليقات: