2009/01/20

بيان ملحمة غزة في ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان ملحمة غزة

في ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر

"الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله و أولائك هم الفائزون"

صدق الله العظيم.. سورة التوبة
بعد أن افتضح أمر التهدئة المخادعة واستنفذ الحصار الجائر كل أغراضه، وبعد أن استعصت المقاومة واستبسلت في الدفاع عن الأرض والعرض، انتقلت عصابات الاحتلال الصهيوني إلى المرحلة الموالية من مخطط إبادة أهلنا في غزة فشنت عدوانا همجيا لمدة زادت عن ثلاثة أسابيع استخدمت فيه أنواعا من الأسلحة المحرمة دوليا، وذلك بإسناد سافر من القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وتواطؤ مفضوح من النظام الرسمي العربي الذي انكشف نهائيا أمام الجماهير العربية وسقطت عنه ورقة التوت التي كانت تستر عوراته البشعة فاتضح دوره المعادي لحقوق شعبنا في فلسطين ولتطلعات جماهير أمتنا العربية في ردّ الغزاة والتحرر من الاستعمار بكل أشكاله وبناء دولة العرب الواحدة على كامل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
يا جماهير أمتنا المجاهدة

إن الوحدويين الناصريين في تونس وهم يحيون مع جماهير الأمة العربية ذكرى ميلاد القائد جمال عبد الناصر الذي قضى وهو يخوض معارك الدفاع عن المقاومة أيام محنتها في الأردن، ومن خلال وعيهم بطبيعة الحركة الصهيونية العالمية وأداتها دولة "إسرائيل" ، ووعيهم بضراوة الحرب المستعرة على الأمة العربية منذ أكثر من ستة عقود مضت، وانطلاقا من فهمهم العميق لدور كل من الإمبريالية العالمية والرجعية العربية في هذا العدوان السافر، يؤكدون أن المجزرة التي ارتكبت في حق أهلنا في غزة هي فعل جبان ودليل هلع وخوف لكل المشاركين فيه. كما أن النظام الرسمي العربي قد افتضح أمره فولى الأدبار وانقسم على نفسه بين متفرج عاجز، ومتواطئ يحاول التستر عن تواطؤه بالتباكي الظاهري عن ضحايا مجزرة غزة، بينما هو في الأصل يراوح بين مختلف أنواع الخداع والتضليل وبين القمع والاستبداد ليحول دون انخراط الجماهير العربية بفاعلية لنصرة المقاومة ودعمها، وثالث يشارك بوضوح في العدوان ويرتجف هلعا من مجرد احتمال خروج المقاومة منتصرة في هذه الحرب الشرسة.
لقد تجلى هذا العجز في الارتباك المهين لمختلف مؤسساته فراح يستجدى العون تارة من مجلس الأمن وطورا من بعض الدول الأوروبية ذات التاريخ الاستعماري المشين للتوسط لدى دولة العصابات الصهيونية لعلّها ترفع عنه بعض الحرج وتعلق عمليات القتل والتدمير وتفسح له المجال لإكمال المهمة الأساسية والمتمثلة في اجتثاث المقاومة وإنهائها كخيار لطرد الاحتلال وتحرير الأرض، وهو ما بدأت ملامحه تظهر من خلال أجواء "قمة الكويت الاقتصادية" والسعي المحموم لمقايضة شلال الدّم وآلاف الشهداء والجرحى والمشردين بوعد إعادة إعمار ما خرب البرابرة والضغط على فصائل المقاومة للتراجع عن خيارتها الإستراتيجية لصالح مؤامرة "السلام" مع المحتل المجمع عليها في قمة الأنظمة العربية ببيروت سنة 2000.

يا جماهير أمتنا المجاهدة

إن العدوان على أهلنا في غزة قد فضح النظام الرسمي العربي وعرّاه، وفي المقابل برهن من جديد على صدق الجماهير العربية وأصالتها، فالمظاهرات العارمة التي اجتاحت مختلف أرجاء الوطن العربي زلزلت عروش الإقليمية وأجبرتها على إعادة حساباتها، فسعت جاهدة للالتفاف على هبتها الغاضبة للحد من عنفوانها وانخراطها بفاعلية في هذه المعركة حتى لا تتحول من معركة محدودة في الزمان والمكان إلى حرب شاملة يجرف هديرها مراكب اليأس ويسحق سماسرة العصر وتعانق رايات الثورة العربية عنان السماء، وعندئذ لن ترضى الجماهير المنظمة والمعبأة بغير التحرير الشامل لكل شبر مغتصب من الأرض العربية ، وبغير الوحدة الكبرى لكل الأمة أرضا وشعبا وتستعيد دورها الريادي في بناء الحضارة الإنسانية.
إن صمود أهلنا في غزة واستبسال المقاومة في وجه العدوان قد أكسب قضيتنا بعدا إنسانيا تجلى في هبة شعوب العالم في مظاهرات صاخبة بمشارق الأرض ومغاربها، وأكد وفاء شعوب أمريكا الجنوبية للمبادئ التحررية والنضال المشترك ضد الإمبريالية والاستعمار الذي خاضه أبطالها مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. فتحية من أبناء القائد عبد الناصر في ذكرى ميلاده الواحد والتسعين إلى كل الشعوب التي ناصرتنا وإلى كل الأحرار في العالم وإلى كل من القائد شافيز والقائد موراليس على شجاعة الثوار وجسارة الأبطال وإقدامهما على قطع علاقات بلديهما مع دولة الكيان الصهيوني.

يا جماهير أمتنا المجاهدة

إن مصر عبد الناصر ومحمد علي وصلاح الدين الأيوبي، لا يمكن أن تدير ظهرها لأمتها وتشارك في العدوان على أهلنا في غزة، كما لا يمكن أن تلعب دور الوسيط المنحاز للقتلة الصهاينة وتبقى وكرا للخنوع والاستسلام وعنوان ردّة عن ثورة 23 يوليو المجيدة ومنجزاتها الحضارية؛ بل يجب أن تستعيد دورها المركزي في معركة الوجود القومي للأمة العربية ، قائدة للنضال القومي ضد الاستعمار والاستغلال والتجزئة والتخلف، ورائدة لقوى التحرر في أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، وسندا للمقاومة العربية في فلسطين كأنبل ظاهرة أنجبتها الأمة في تاريخها المعاصر، يعود لها كل الفضل في وأد أوهام الرهان على التفاوض مع العدو وتعديل الموازين المختلة لصالحه وفي هدم أسس التفكير الإقليمي للصراع العربي الصهيوني وتصحيح المفاهيم القائمة على أساسه بصرف النظر عن صدق نوايا أصحابه من عدمها؛ وهي قبل كل ذلك جسر الأمة نحو المستقبل ونهجها لخوض غمار الحرب المفروضة عليها بكل ثقلها وبكل إمكاناتها المادية والبشرية وتخطى آثار النكسات المؤلمة التي حلّت بها.
يا جماهير أمتنا العربية المجاهدة في ربوع الوطن العربي الكبير وفي المهاجر إن دورك حاسم في دعم المقاومة وحمايتها بكل الوسائل الممكنة ومواصلة الضغط لرفع الحصار عن أهلنا في غزة وفتح كل المعابر وإفشال الحلول الانهزامية الساعية لإسقاط خيار المقاومة وتعميم مسار الاستسلام..
أيها المجاهدون الأشاوس في غزة عنوان الكبرياء والعزة العربية، إن المصاب كان جللا في الأرواح والممتلكات، ولكن العدو لم يحقق أيا من أهدافه السياسية، لقد تحقق لكم نصر في هذه المعركة يحسب نصرا استراتيجيا، وهو نصر للأمة العربية ونصر لكل المسلمين ولكل الأحرار في العالم، وبداية نهاية الاحتلال الصهيوني لفلسطين الذي ستتغير بمقتضاه موازين القوى على مستوى العالم بأسره. توكلوا على الله أيها الرجال النشامى فمعكم الملايين من أبناء أمتكم "وإن ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون" صدق الله العظيم آل عمران أية 160.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

العزة والنصر للمجاهدين الأبطال

الخزي والعار للمتخاذلين والجبناء

عاش نضال جماهير أمتنا العربية على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة
الوحدويون الناصريون/ تونس

ليست هناك تعليقات: