2009/01/06

أردوغان أم مباركان؟

بقلم:عادل الجوجري
بعبارات لاتحتمل الشك ولا التأويل،حسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان موقف بلاده الرافض بشكل قاطع للعدوان الصهيوني الغاشم على غزة في نفس الوقت الذي لازال فيه نظام الرئيس المصري حسني مبارك مترددا مرتعشا في ادانة العدوان ولازال -وإن كان بشكل -أقل يحمل حركة حماس مسؤولية المجزرة التي تجرت في غزة،ويواصل تليفزيونه الرسمي استضافة محللين رسميين تابعين للاجهزة ينشرون اليأس ويزعمون ان حماس لن تستطيع الصمود امام الهجوم الصهيوني،ورغم خيبة هؤلاء المحللين الا انهم يواصلون مزاعهم وربما امنياتهم بهزيمة المقاومة،وقد كشفت تسيبي ليفني وزير خارجية العدو ان دولا عربية لاتريد حركة حماس في المنطقة.
يأتي ذلك في الوقت الذي اكد فيه اردوغان انه لابديل عن التعامل الدولي مع حماس ليس فقط لانها منتخبة ،وإنما ايضا لأنها تمثل حركة تحرر وطني واستبعادها لن يحقق سلاما ولا أمنا.
والفرق بين نظام اردوغان ونظام مبارك كبير للغاية ويحتمل الكثير من التفاصيل ليس آخرها ان المسؤول التركي قال ان بلاده ستعيد النظر في علاقاتها مع اسرائيل اذا لم توقف العدوان وان هناك اجراءات وفق جدول زمني ستتخذتها تركيا ضد اسرائيل،من بينها وقف تصدير شحنات ملابس ومنسوجات تركية الى الكيان الضصهيوني فيما لازال الغاز المصري يتدفق على العدو من دون ان تكلف حكومة مصر خاطرها وتوقف تصديره،ولم يتحرك البرلمان المزيف ،ولم يعقد جلسة طارئة لاتخاذ موقف صارم من العدوان على الاقل احتراما لمشاعر شعب مصر وتقديرا للدم العربي الذي ينزف كل لحظة على ارض فلسطين.
لقد ادان اردوغان الكيان الصهيوني بلغة حاسمة،وقال بالحرف الواحد لاولمرت (ان حجة اطلاق حماس للصواريخ غير مقبولة،لان حماس التزمت بالهدنة مقابل فتح المعابر التي لم تفتحها اسرائيل "...ولا حتى مصر"،واكد عدم قبول منطق المساواة بين القاتل والضحية وان الحل الوحيد لايكمن في وقف اطلاق الصواريخ من غزة وانما وضع مشروع شامل وعادل للسلام والا فإن الصراع سوف يعود ويتكرر في المنطقة.
ماقاله اردوغان هو اضعف الايمان من وجهة نظرنا ،ونحن لانروج لتركيا ولا لتيار سياسي بعينه لكننا نوضح الفرق بين ديبلوماسية حرة مستقلة تمثلها تركيا وديبلوماسية اخرى تابعة مهانه تمثلها الخارجية المصرية في هذا الزمن الردئ ،لاننا نرى ان الحل الوحيد يكمن في القضاء على المشروع الصهيوني نهائيا،ولا يمكن بأي حال العيش مع كيان بربري من هذا النوع،ومن المستحيل استمرار الوجود العربي في ظل الخلايا السرطانية الصهيونية،لقد جاء الرد من الشعب العربي من المحيط الى الخليج الذي لايقبل ان يسمع اسم هذا الكيان الغاصب قكيف يجرؤ ابو الغيط وامثاله على الحديث بإسم شعب مصر بينما هم يمثلون نظاما مرفوضا ومعزولا شعبيا واقليميا؟
لقد ادان ابو الغيط العدوان البري على غزة، ولكن انظروا اليه في تصريحاته البائسة وهو يعلن الادانة وكأنه يستجدي شيئا من العدو،بينما المقاومة الباسلة في غزة ترسم تاريخا جديدا في الصراع وانتبهوا أيها الأخوة والاخوات الى التطور الحاصل حاليا في الصراع ،فالكيان الصهيوني لأول مرة صار بين فكي الكماشة ..حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب والمقاومة تستعيد ثقة الشارع العربي بينما الحكام المهزمون يلفظون انفاسهم الاخيرة بعد سقوط مشاريعهم الاستسلامية التي ازدراها العدو واخرهامبادرة الملك السعودي التي تمثل انبطاحا عربيا شاملا لكن العدو تعامل معها ومع صاحبها بازدراء واهمال شديدين.
فهل يتعلم الحكام العرب من اردوغان؟
ان المشروع الصهيوني صار على المحك والمقاومة تكبر وتنمو،شمالا وجنوبا والشعب العربي وفي قلبه مصر على استعداد لخوض صراع جديد من اجل استئصال هذا الورم الذي غرسه الغرب الصهيوني في المنطقة من اجل منع تطورها وتحررها ونهضتها، وحتما سيحدث ذلك ،ومايجرة في فلسطين اليوم هي البشرى لتعويض نكبتنا المستمرة في النظام الرسمي العربي،ولاستقطاب اصدقاء جدد للقضية بدءا من البطل شافيز في فنزويلا وصولا الى اردوغان في اسيا..ولا أسف على المطبعين المهرولين ،حجاج البيت الابيض.

ليست هناك تعليقات: