2009/01/12

بيان من المؤتمرات الثلاثة

ما كان العدوان الصهيوني الإجرامي، وبمشاركة أميركية، على قطاع غزة أن يمتد أكثر من عشرة أيام لولا تخاذل الموقف العربي الرسمي. فعوامل هزيمة العدوان تجمّعت، في أغلبها، منذ الأسبوع الأول، وتكرسّت أكثر بعد بدء المعركة البريّة. وقد تمثلت بما هو آت:
1- الصمود الشعبي من قِبَل المواطنين العاديين في قطاع غزة. وذلك، بالرغم من الخسائر الهائلة في الأرواح والممتلكات. فقد استهدف القصف المدنيين بشكل أساسي فاستشهدت عائلات بأكملها. ومع ذلك تصاعد التصميم على الصمود يوماً بعد يوم. مما أفقد استهداف المدنيين أي معنى غير التقتيل من أجل القتل، والتدمير من أجل التدمير ما يحتم هزيمة العدوان.
2- المقاومة التي خاضتها، ولم تزل، قوات القسّام وسرايا القدس، وشهداء الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى والألوية وسائر الأذرع المسّلحة لفصائل المقاومة. وما تجلت بينها من وحدة وطنية ميدانية رائعة، في صد العدوان البرّي، وجعله يفقد أي أمل في تحقيق أهدافه. وهو ما يفسّر تخبّط العدو في تكثيف القصف على المدنيين، والبحث عن إنجاز، ولو جزئي وصُوري، على الأرض. فالمقاومة ازدادت تصميماً على القتال سواء أكان من خلال الإشتباك المباشر أم استمرار إطلاق الصواريخ. وبهذا يمكن القطع بأن العدوان فشل في تحقيق أهدافه عسكرياً، ودخل في مأزق حقيقي. ولم يبقَ أمامه غير قرار ينتزعه من مجلس الأمن.
3- التظاهرات والإعتصامات التي عمّت الضفة الغربية والعواصم والمدن العربية والإسلامية والعالمية. وقد تراوحت بين الآلاف وعشرات الآلاف والملايين، كما جعلت تتصاعد يوماً بعد يوم وبتوسّع مستمر، إلى أن يهزم العدوان. فمعركة الرأي العام كسبتها المقاومة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، فيما بدأ العدو يخسرها عالمياً. وبهذا دخل العدوان والمتواطئون معه في حرج وعزلة تحاصرهم فضائح ارتكاب جرائم الحرب والإبادة.
إن توفر هذه العوامل كان كفيلاً بتحقيق النصر ودحر العدوان لولا الإفتقار للعامل الرابع المتمثل في السياسات العربية الرسمية، لعدم اتخاذها مواقف عملية ضد العدوان، ومن أجل دعم صمود المواطنين والمقاومة في قطاع غزة. لأن توفر هذا العامل كان سيؤثر في الموقف الأوروبي وفي عزلة أميركا. ومن ثم سيفقد العدوان أيّ أمل في قرار من مجلس الأمن يُكسبه ما لم يَكسبه في الحرب، ويُنقذه من هزيمة سياسية محققة.
لقد لعبت السياسات المصرية والسعودية ومعها مواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدور الرئيس في عدم توفير هذا العامل مما أطال، عملياً، ولنضع النيّات جانباً، أمد العدوان. وأفسح لأميركا، وبعض الدول الأوروبية، المجال لمحاولة طبخ قرار من مجلس الأمن يحقق العدو من خلاله سياسياً ما عجز عن تحقيقه ميدانياً على الأرض.
ولهذا فإن مؤتمراتنا الثلاثة تؤكد على ما يأتي:
1- مطالبة مصر والسعودية والرئيس الفلسطيني محمود عباس باتخاذ مواقف ملموسة ضد العدوان والوقوف بقوة في دعم صمود شعبنا ومقاومته في قطاع غزة وتأييد الدعوة لعقد مؤتمر قمة طاريء واعلان معارضة المواقف الدولية التي تساوي بين العدوان والصواريخ التي استهدفت كسر الحصار الظالم. فالحصار يشكل عملاً عسكرياً بامتياز مثله مثل قصف المدنيين سواء بسواء.
2- اننا نحذر أي من الدول العربية المشاركة في أي قرار دولي لا يدين العدوان ولا يرفع الحصار من كل المعابر ويحاصر المقاومة بقوات دولية أو سواها ، ونعتبر ذلك مكافأة للعدوان وتحقيقاً لما لم يستطع أن يحققه من خلال ارتكاب الجرائم ضد المدنيين أو عبر الهجوم البري.


إنها لجريمة أن يُوافق على حل سياسي يؤمّن مكاسب للعدوان، بدلاً من دحره ومعاقبته، وبدلاً من أن يكون في مصلحة الذين صمدوا وصبروا وقاوموا وبذلوا الدماء ووقفت إلى جانبهم عشرات الملايين من جماهيرنا وأحرار العالم. بل بدلاً من أن يكون في مصلحة القضيّة الفلسطينية والشعب الفلسطيني كله.


الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية المنسّق العام للمؤتمر القومي– الإسلامي الأمين العام للمؤتمر القومي العربي
عبد العزيز السيد منير شفيق خالد السفياني

ليست هناك تعليقات: