2009/01/12

فلتخرس أيها العالم الجبان

بقلم :النفطي حولة –بتاريخ 12جانفي 2009- ناشط نقابي وحقوقي
حرب مسعورة من جانب واحد تدور رحاها على اهلنا في غزة الأبية ولا من مناد ولا من مغيث غير اصحاب الشعوب المقهورة على أمرها . حرب مجنونة اتت على الأخضر واليابس في مشاهد غير مسبوقة يتشظى بها الأطفال والنساء والشيوخ ولا من سامع لنداء الرضع والمرضى والحوامل والثكالى والمكلومين . حرب نازيه بأيادي العصابات الصهيونية الارهابية المجرمة في حق أهلنا في غزة الصامدة والعالم من حولنا يتفرج بدم بارد غير مبال بمايلحق شعبنا من دمار وسحق لأبسط عناوين الحياة .حرب تطهير عرقية ترتكبها العصابات الصهيونية في غزة والعالم من حولنا أخرس وكأن الموتى والجرحى حشرات أو بعوض لايستحقون الحياة ولا حتى الموت الرحيمة . نار تشتعل على أكثر من صعيد برا وجوا وبحرا فلا تهدأ واحدة حتى تستعر أخرى أشد فتكا بالأهالي والمتساكنين المدنيين العزل. حرب عنصرية حاقدة بكل المقاييس العسكرية والقانونية والأخلاقية و الانسانية على شعبنا الفلسطيني في غزة الذي يتعرض الى التصفية العرقية والعالم الذي يزعم أنه حر لا زال لم يصح من سباته . فلم يوقظه هدير الطائرات الأف16 التي لم تغادر أجواء غزة ولا أصوات آلاف الأطنان من القنابل المتفجرة ولا دوي الانفجارات ولا الغارات التي بدأت و لم تنته. فهذا العالم الجبان الذي يدعي زورا وبهتانا أنه متحضر ومتقدم لم يوقظه بكاء الأطفال وهم صرعى مرعوبون تحت أزيز الرصاص المنبعث من كل مكان ولا صرخات النسوة وهم يساقون الى المشافي في منظر مروع ولا أوجاع الشيوخ وهم يستغيثون طلبا للنجاة والهروب من جحيم النار الملتهبة . فهذا العالم الجبان الذي طالما تشدق بحقوق الطفل و المرأة وحقوق الانسان بشكل عام هاهو يشهد مرة أخرى ضد أمتنا العربية شهادة الزور والنفاق فيمضي قدما بكل وقاحته الاستعمارية المعهودة لمساندة العدو معتبرا أن ماتقوم به العصابات الصهيونية انما هو دفاع عن النفس .فلنسأل هذا العالم الجبان : ايهما أجدر بالدفاع الشرعي عن نفسه هل هو الشعب العربي في فلسطين الذي يقبع تحت نير الاحتلال والاستيطان الصهيوني أم العصابات الصهيونية الارهابية التي أتى بها الاستعمار الغربي من وراء البحار لتغتصب أرض فلسطين العربية ؟ ايهما أحق بالدفاع الشرعي عن النفس هل من يقوم بالعدوان والحصار الجائر على شعبنا ويخوض الحروب التدميرية من أجل قضم المزيد من الأرض ليبني عليها مستوطناته أم من يخوض حرب تحرير وطنية ليستعيد أرضه التاريخية من النهر الى النهرومن الجنوب الى الجنوب ويبني فوقها دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة ؟ هل من يملك الحق التاريخي في أرضه يصبح المعتدي في شريعة الغاب لهذا العالم الجبان ؟ هل من يستعمل أسلحة تقليدية الصنع وصواريخ معدة محليا لمقاومة الاحتلال يتساوى مع المحتل الغاصب والذي يستعمل أكثر الأسلحة فتكا ودمارا من الطائرات الحديثة الصنع الى الصواريخ الموجهة الكترونيا والحاملة لشتى أنواع القنابل بما فيها المحرم دوليا كالفوسفورية والعنقودية وغيرها ؟ وباختصار هل يستوي الجلاد والضحية ؟ فلتخرس أيها العالم الجبان .انك تكيل بعدة مكاييل . فدم أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا هو الذي سيصحي ضمير شعوب العالم لأن الجريمة أصبحت واضحة والعدو لم يعد باستطاعته أن يخفي جرائمه باسم الدفاع عن النفس طورا وباسم ما يسميه محاربة الارهاب طورا آخر .فلتخرسوا ياقادة العالم الحر ولتصمتوا الى الأبد . فلتتركوا شعوبكم تحاكم العصابات الصهيونية الارهابية على كل ما اقترفته وتقترفه من مجازر وحشية يندى لها جبين الانسانية جمعاء وستظل هذه الجرائم وصمة عارعليكم يا حكام العالم الحر يا من تسمون أنفسكم باطلا حماة الديمقراطية وحقوق الانسان . فستظل جرائم العدو تلاحقكم يامن تسمون أنفسكم سادة العالم حتى يأتي اليوم الذي تحاكمون فيه على تواطئكم المكشوف . فلتخرسوا يا قادة العالم الحر أيها الجبناء والى الأبد . انكم انتم من علمتم العدو الصهيوني كيف يقترف جرائمه وانتم ترقصون معه على دماء الأبرياء . فلتخرسوا أيها القادة الجبناء .انكم تختبؤون وراء منظمات دولية صنعتموها على القياس . لكن ايماننا لن يتزعزع في شعوبكم التواقة للحرية التي لن تدخر جهدا في سبيل نصرة قضايا التحرر والحرية والحق والعدل والمساواة وعلى رأسها قضية تحرير فلسطين . فهاهي المنظمات المستقلة في قلب واشنطن وباريس ولندن تبدأ بكشف الجريمة النكراء التي يرتكبها العدو الصهيوني في مجزرة غزة الأبية . فهاهم أحرار العالم من الشعوب يهبون بالملايين لنصرة غزة وفلسطين .فهاهم شعوب العالم ينادون بمحاكمة قادة العدو الصهيوني الارهابيين ويعدون لمن تحالف معهم من قادة العالم أجمعين .فلننادي بصوت عال في كل انحاء العالم كشعوب مستضعفة : أوقفوا العدوان على غزة الأبية . أوقفوا المجزرة على غزة الحرة . ولتخرج قواة الاحتلال من غزة الصمود والعزة . ولنعمل على محاكمة مجرمي الحرب من الصهاينة والأمريكان وكل من اشترك معهم في العدوان . ولتخرس أيها العالم الجبان .

فلتخرس أيها العالم الجبان .... يامن كنت شريكا في العدوان
فسيحاكمك الأطفال والرجال والشيوخ والنسوان
اليوم وغدا وفي كل حين وأوان
لأنهم يرفضون حياة الذل والهوان
يرفضون الخضوع للعدو الأخرس الجبان
فشعب فلسطين الأبي لن يهان
مهما صبت عليه من قنابل وصواريخ ونيران
وغزة ستظل عصية تقاوم الاستعمار والاسيتيطان
فلتخرس أيها العالم الجبان

ليست هناك تعليقات: