2008/07/22

توضيح

بسم الله الرحمان الرحيم


"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله الا ان يتم نوره و لو كره الكافرون" الاية 31 من سور ة التوبة.

- إن عدتم.. عدت لكم


باسم مواطنة أبدا.. و برتبة إنسان عربي شريف حر أقدم نفسي للقراء الكرام، و لي الشرف و الفخر بهذا الانتماء و هذه الصفة.

إخوتي و أصدقائي يسعدني إن ألقاكم مرة أخرى عبر هذه المسيرة النضالية عسى أن يكون في هذا التواصل بيننا ما ينير الحقيقية و يكشف اللبس، و يسقط المواقف المهزوزة المهترئة.

.. قبل أيام نشرت على إحدى المواقع مقالا بعنوان "دعوة إلى الحوار.. من مسجد ضرار!". المقال في مجمله كان ردا على "دعوة الحوار القومي" التي أطلقها (حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي).. و المقال كان ردا سياسيا بدرجة أولى، التزمت فيه بأخلاق و آداب الحوار السياسي و هو ما أقر به الكثير من القراء ممن اطلعوا عليه و لم تصبغ أحكامهم النزعة الحزبية الضيقة و سمة التحامل و "النهي عن المنكر و الإتيان بمثله".

و قد حاولت من خلاله أن أمارس حقي - كمواطنة - في الرد و النقد و التوضيح و التصويب و الإثراء، و في وقت متزامن مع تاريخ النشر كنت قد وجهت نسخة من ذاك المقال المشار إليه إلى البريد الالكتروني لصحيفة "الوطن" لسان حال الحزب ممضى باسمي الشخصي و قد مضى على ذلك التاريخ ثلاثة أسابيع لم تجهز خلالها "الوطن" ردها!!.

في العدد 43 جاء الرد.. مجزرة من الكلمات المهترئة لا تليق بهيئة تحرير و صحافة "محترفة" و أسلوب سب و قذف يأنى بنفسه عنه أي كاتب هاو لم يرتقي بعد أول درجات سلم المهنة الصحفية. كل هذا لم يأخذ حيزا كبيرا من اهتمامي بل لعل اغلب ما تضمنه ذلك التعقيب لا يستحق الرد أصلا. لكن بعضه يستحق.

و من منطلق اهتمامي بتعقب تلك الطروحات المراد بها أساسا تحويل وجهة المناضلين الصادقين من أبناء امتنا داخل القطر و خارجه إلى مسارات مضللة و زواريب مظلمة لم يعد خافيا على أحد النفق الذي ستنتهي إليه (كما انتهت إليه سابقا) سأكتب و سأعري الحقائق، و أرد على كل دعوة مشبوهة، و سأحمل كل متقوّل آفّاق على بلع الكلمات المنمقة التي ظاهرها "حق" و باطنها باطل لان مصير امتنا - ومصيرنا داخل القطر تونس – جزا لا يتجزأ منه ليس مجرد دعوات مفروشة على صفحات من الورق المصقول تطلق كلما بان "في الأفق منصب أو موقع سياسي أو حساب في بورصة المضاربات السياسية!!".

إن الدعوة إلى الحوار القومي هي غاية و منى كل مناضل قومي وحدوي صادق مؤمن بانتمائه إلى هذه الأمة، و لا يمكن إطلاقا أن تكون رهين حسابات خاسرة.. أؤكد على هذا للمرة المليون. الثبات على المبدأ و الموقف قبل "الزحف" لاكتساح الموقع و المنصب، الولاء للقناعات و الأمة قبل و أبقي من أي ولاء فردي أو حزبي أو قطري ضيق، التعاطي مع الجماهيرداخل الساحات و في صلبها لا بد أن يكون على قاعدة الاعتراف بدورها و تقدير هذا الدور و تثمينه، و أن تلك الجماهير هي أولا و أخيرا صاحبة المصلحة الحقيقية في المستقبل.

هذا نهجنا و منهجنا و سأدافع عنه و أنتصر له حتى آخر نبض في الشريان (و لو كره الكافرون).

.. ما يقارب العشرين سنة من الزمن – مرحلة من الوقت – يبدو أنها لم تكن كافية لينتبه "القوميون" داخل الوحدوي الديمقراطي و القائمين عليه إلى استحقاقات الساحة القومية داخل القطر!! و حين "انتبهوا" دخلوا بيت الحوار من النافذة!! و ولجوا الساحات بمفهوم المساومة و المقايضة "و نظرية ساحة برأس!".

حتى ان احد المبشرين "بدعوة الحوار القومي" طرح على زميل له من أبناء "جهتي" ان يكون على راس القائمة الانتخابية لحزبه سنة 2009 ان هو "فلح" في "جلب" الساحة الطلابية "بالجهة" و ادخلها بيت طاعة الوحدوي الديمقراطي!! و الرد يعرفه صاحب الدعوة و ناقلها!

هذه إذا المضامين "الأخلاقية" التي قرّح و صمّ بها الاتحاديون الوحدويون الديمقراطيون آذاننا بها، و يتفننون في إعطائنا دروس وعض و إرشاد بخصوصها!!!!!! انه حقا موسم الهجرة إلى اكتساح المواقع!! و لست معنية به على كل حال.

مما ورد في التعقيب الذي نشرته الوطن في عددها 43:

"هذا المقال هو من نوع ردود الفعل على دعوة الحوار القومي المتماهية مع تلك الردود التي تعبر عنها الدوائر الامبريالية و الصهيونية و الإقليمية و الطائفية، في حين هي دعوة لا تخص إلا القوميين" يا سلام !!!!!

ما هذا الاهتبال و الاستهبال !! أ لهذا الحد يتم الاستخفاف بالقراء، و الضحك على عقول الناس؟؟؟ بالله عليك أيها الكاتب "الجهبذ" أعطني حرفا واحدا، كلمة واحدة، جملة واحدة في ذلك المقال الذي حاولت عبثا أن تفسد بنائه و تماسكه (بان أسقطت - طبعا – ليس سهوا بعض جمله الرابطة) يمكن أن يستشف منها القارئ انه يسير في خط التماهي مع تلك الدوائر التي ذكرت!! و التي أريد أن أذكرك جيّدا هنا باني لم اجلس معها كما فعل بعضكم في ذلك "الجهاز" تحت سقف واحد في جلسة برلمانية في ربيع 2006، و لم اشرب مع سفرائها و غلاتها نخبا كما فعل قادة حزبكم، و لم ابرق لمجرمي الحرب فيها مهنئة بأعيادها الوطنية أولئك المجرمين الذين جعلوا كل أعياد و أيام امتنا مآسي و أحزان و مجازر و دماء، و لم أتعاطى سرا و لا علنا مع الاستعمار و أعوانه من الإقليميين و أنظمة سايكس- بيكو الذين هم سبب كل بلاء حاق و يحيق بهذه الأمة، لم أحاصر قائدا وطنيا أعطى لامته حتى الاستشهاد و لم أصادر فكرة أو كتاب لمفكر فذ، لم اطمس قهرا و استبدادا مستقبل أجيال برمتها من شباب غال بات رهين البطالة و فريسة لليأس و الضياع و انسداد الأفق، و لم اقتل شعبي جوعا و إملاقا، و لم أهلل خفية و لا جهارا لاستقبال سفاحي الكيان الصهيوني على أرضنا الطاهرة، و لم و لن اعترف بوجود هذا الكيان الغاصب الذي هو بالأساس اعتداء و عدوان على أمتي وجب رده و مقاومته و لو اعترفت به الدنيا كلها.

و آخرا و ليس أخيرا.. لم و لن يجعلني كل ذلك الافك الذي وشحت به "الوطن" و أصحابها ردها على مقالي، أتراجع خطوة واحدة عما عزمت عليه بعون الله من مرابطة على خط استجلاء الحقيقة و تقديمها عارية تماما كما هي دون زيف أو نفاق أو بهتان، واجب علي يمليه الإيمان بالمبدأ، و حق للأجيال التي التزم بالتعاطي معها وفق منهجنا الأخلاقي في القومية، أخلاق الطليعي كما فهمناها و تعلّمناها من مناضلي و مفكري أمتنا الذين سبقونا في الإيمان.

تنويه:

بالعربي الفصيح، ردا على التوضيح:

ورد في العدد 44 من صحيفة الوطن ما نصه: "لقد سقط سهوا اسم صاحبة المقال المنشور تحت عنوان دعوة للحوار.. من مسجد ضرار مع اعتذار مبطن للقراء و إسفاف مجحف في حق كاتبة المقال. و هو ما يؤكد مرة أخرى على الصبغة الذاتية و الشخصية الضيقة و اللاموضوعية التي تعاطت بها هيئة تحرير الوطن و على رأسها رئيس التحرير مع المقال و صاحبته و التي أريد أن الفت انتباههم هنا أن صاحبة المقال و مثلما يعرفني هذا الأخير جيدا اسما عصيبا علي الإسقاط، و هامة عصيبة على السقوط مو قفا و مبدأ. و فعلا نضالي لا يلين و لا يعرف التراجع و النكوص.

و بما أن "الوطن" عاد إليها وعيها و اعتذرت عن إسقاط الاسم سهوا فحري بها أن تعتذر كذلك عن إسقاط تلك الفقرة من المقال التي تحدثت فيها عن فشل النظام الإقليمي الرسمي العربي هذا إذا كانت فعلا صادقة في دعوتها و دعواها إلى الحوار القومي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فائزة عبد الله - صفاقس

ليست هناك تعليقات: