2008/07/30

أحمد منصور: فن الرقص على جثث الشهداء


بقلم : عبد الكريم بن حميدة تونس

هذا الفن قد يكون حديثا.. اقتضته طبيعة المرحلة.. وضرورة التكيف مع متطلباتها.. وحسن التعاطي مع المتغيرات. وعبثا، قد يحاول البعض التسلل إلى سفينة هذا الفن، فتعوزه القدرة.. ويعوزه اللسان.. وتعوزه الموهبة... وسرعان ما ينكشف، فيصبح موضع هزء وتندّر.

سبحان الله.. لكل امرئ من دهره ما تعوّد.. وعادة أحمد منصور أن يرقص على جثث شهدائنا...

ولأنه خُلق ليكون راقصا فإن حديثه في برنامج (شاهد على العصر) يبدو - لمن لا يحسن تفكيك القول- صورة للموضوعية.. ونموذجا في التجرد والنزاهة.

أحمد منصور الذي يطل على مشاهدي قناة "الجزيرة" بابتسامته الصفراء.. وحديثه "المتّسق"، نموذج لهذه الفئة من الإعلاميين الراقصين.. أو إعلاميي المارينز.

وظف كل طاقاته، واستفاد أحيانا من جهل مخاطبيه وضعف شخصياتهم ليمرّر للمشاهد أكاذيب.. وتلفيقات.. ومغالطات يحرص أيّما حرص على تقديمها وكأنها حقائق تاريخية لا يرقى إليها شك.

كانت سهامه موجهة باستمرار إلى الزعيم الشهيد جمال عبد الناصر، فلم يترك مناسبة إلا حاول فيها عبثا تشويه صورته، والتجني عليه وعلى تراثه الفكري والنضالي، والتستر على كل فضائله.. وبرع في فن استدراج محاوريه ليشاركوه حفلات رقصه.. حتى حل ضيفا على المرحوم حسين الشافعي.. فقدّم له هذا الأخير درسا في الوطنية وفي احترام عظمائنا وإجلال شهدائنا.

في حواره مع آخر ضيوفه اكتمل مشهد الرقص.. وظهر أحمد منصور عاريا من كل ما تستّر به.. كان الحقد على كل ما هو عربي.. على العروبة.. وعلى الفكر القومي.. يقطر من كل حرف في حديثه.. استدعى حامد الجبوري الذي شغل خطتي وزير إعلام وسفير في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين المجيد.. واستغل كأفضل ما يكون عطل لسان ضيفه وضعف شخصيته، وقاده إلى حيث يريد لينتهي إلى خلاصة مفادها أن الشهيد صدام جمع كل الرذائل بدءا بالديكتاتورية وانتهاء بسفك الدماء.

يا حامد.. يا جبوري.. أنت تقول إن صدام قاتل سفاح.. والناس لا يعرفونه إلا صدام الوطني المناضل الشهيد.

يا حامد.. لماذا قبلت أن تؤدي ذلك الدور الذي زعمت أنك كُلفت به.. دون أن تحتجّ، أو تستقيل؟ طبعا ستزعم أن لا أحد كان باستطاعته أن يعارض صدام.. أو يردّ له أمرا..

إذا كانت الأمور تسير على هذا النحو، فكيف تنقلب على سيّدك بعد أن خدمتَه خمسة وعشرين عاما كاملة؟ وكيف تعضّ اليد التي أكرمتك لا سيما أنك كنت جزءا من سياسات تلك الفترة؟.. ولماذا لم تهرب إلى لندن إلا أثناء العدوان الثلاثيني.. وهو أحلك الفترات التي مرّ بها العراق؟ وهل كان انضمامك إلى "المعارضة" العراقية هناك عنوان وطنية؟ أم أنه كان دليلا على سقوطك في أحضان المخابرات الأمريكية والبريطانية؟ وأخيرا ما المقابل الذي قبضتَه حتى تتحمل كل تلك الإهانات التي يكيلها لك أحمد منصور في كل حلقة؟؟؟

أما أنت.. يا أحمد.. يا منصور.. فإنك تزعم أنك تبحث عن الحقيقة وسط ركام الأكاذيب.. والناس لا يعرفونك إلا بعاشق القذارة في مزابل التاريخ. لهذا كان ضيفك من أحد المكبات التي فاحت رائحة عفنها، فلم تقنع أحدا.. ولم تبهر أحدا باستثناء أمثالك ممن لا يضمرون سوى الحقد على كل ما هو عربي عروبي.. قوميا كان أو ناصريا أو بعثيا أو...

أنت رمز للسقوط الأخلاقي.. والمهني.. وهذا التطاول على شهداء الأمة ورموزها لن يرفع من قامتك القميئة.. ولن يخلدك في سجل المدافعين عن الحق.. فأمثالك في حاجة إلى حصص علاج نفسي حتى يبرؤوا من أحقادهم.. وتنفتح بصائرهم على أنوار الحق..

أما الشهداء الذين تخصّصْتَ في حجب فضائلهم.. فلا يحتاجون إلى شهادة من أحد.. ولن ينجح ضيوفك مهما ادعوا الموضوعية، ولن تنجح أنت مهما استبدّ بك حقدك في إيذاء رموزنا.. من العظيم عبد الناصر.. إلى الشهيد صدام...


عبد الكريم بن حميدة

ليست هناك تعليقات: