2008/12/13

كيف أصبح الموساد لاعباً رئيسياً في إدارة العمليات السرية في المنطقة

المصدر: مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية بدمشق
أصبحت تداعيات هجمات مدينة مومباي الهندية تهدد بنقل الصراع في شبه القارة الهندية إلى مرحلة الحرب الشاملة إضافة إلى المزيد من التداعيات الأخرى التي سيترتب عليها المزيد من التعديلات في خارطة الأمن الإقليمي الآسيوي.
* صناديق الشر: الخيط الواصل بين “منطقة القبائل” و”منطقة كشمير”:
تقع منطقة القبائل على الحدود الباكستانية – الهندية وتقع منطقة كشمير على الحدود ذاتها، وبالنسبة لمنطقة القبائل فقد اشتعلت فيها التوترات والنزاعات بسبب تداعيات عدوى الحروب الأمريكية في أفغانستان، أما منطقة كشمير فقد ظلت بالأساس متوترة بسب الصراع عليها بين الهند وباكستان.
برغم المسافة الجغرافية الفاصلة بين المنطقتين فإن حسابات الصراع في شبه القارة الهندية قد جعلت من المنطقتين أشبه بالبركان الجيو-سياسي الواحد، وهو أمر تعكسه بكل وضوح كافة معدلات حسابات الصراع في المنطقة وبهذا الخصوص يمكن الإشارة إلى الآتي:
• تنتشر الحركات الأصولية الإسلامية المسلحة وغير المسلحة في المنطقتين.
• يتميز سكان المنطقتين بالنزعة الأصولية الإسلامية المتشددة إضافة إلى العداء الشديد للنظامين الهندي والباكستاني الحليفين لأمريكا.
• تتميز المنطقتان بالطبيعة الجبلية الوعرة على النحو الذي جعل منها منطقة صالحة للاستخدام كمسرح ملائم لشن حرب العصابات.
• تتميز المنطقتان بظاهرة فراغ السلطة أو القوة، وذلك لجهة عدم قدرة الدولة الباكستانية على فرض سيطرتها على منطقة القبائل، وعدم قدرة النظامين الباكستاني والهندي فرض سيطرتهما على إقليم كشمير.
تقول التسريبات والمعلومات بأن منطقة القبائل الباكستانية ومنطقة كشمير ستلعبان دور صناديق الشر التي تحوي مختلف أنواع الشرور والمخاطر وقد خاطرت الولايات المتحدة كثيراً عندما أقدمت على فتح هذين الصندوقين.
* من ظاهرة فراغ القوة إلى ظاهرة فراغ الأمن السياسي:
أدى تعاظم ظاهرة فراغ السلطة في كشمير ومنطقة القبائل إلى تعاظم ظاهرة فراغ الأمن السياسي في المنطقتين بما أدى إلى إدماجهما ضمن فراغ أمن سياسي موحد ترتب عليه بالضرورة:
• تعزيز الروابط الشديدة بين الحركات الأصولية الإسلامية المسلحة وغير المسلحة المنتشرة بكثافة في المنطقتين.
• تنسيق الحركات الأصولية الإسلامية المسلحة وغير المسلحة تحركاتها ضمن إطار موحد كلي.
• تقديم الحركات الأصولية الإسلامية المسلحة وغير المسلحة الدعم الاستراتيجي والتعبوي بمختلف الوسائل في المسرحين سواء في منطقة القبائل أو في كشمير.
وعلى خلفية هذه الخصائص والمزايا فقد برز دور الأطراف الثالثة الناشطة في محاولة إدارة الصراعات الجزئية في المنطقتين بما يترتب عليه تعزيز قدرتها في إدارة الصراع الكلي في المنطقة ومن أبرز هذه الأطراف نشير إلى:
• جهاز المخابرات الباكستانية (isi): ويعمل ضمن محورين، يركز الأول على استخدام الحركات الأصولية الإسلامية الكشميرية ضد الهند. ويركز الثاني على استخدام الحركات الإسلامية الأصولية في منطقة القبائل لتعزيز نفوذ باكستان في حلبة الصراع الأفغاني ويعزز قدرة إسلام آباد على ابتزاز واشنطن.
• جهاز المخابرات الهندي (RAW): ويعمل ضمن أربعة محاور، يركز الأول على محاربة الحركات الأصولية الإسلامية داخل الهند لمنع حدوث الصراع بين المسلمين والهندوس. ويركز الثاني على محاربة الحركات الإسلامية الأصولية الناشطة داخل كشمير بما يضعف كاحتمالات ضم المنطقة إلى باكستان. ويركز الثالث على أفغانستان لضمان إضعاف الدور الباكستاني فيها. ويركز الرابع على إضعاف الصين وتعزيز دور المتمردين البوذيين التبتيين بقيادة الدالاي لاما انطلاقاً من الهملايا الهندية.
• جهاز المخابرات الصيني (LAOGAI): ويركز على خمسة محاور، الأول إدارة الصراع البوذي – الهندوسي في نيبال وسيرلانكا، والثاني إدارة الصراع في مناطق شرق الهند عن طريق دعم الحركات الشيوعية الماوية المسلحة الناشطة، والثالث يركز على رصد وضبط الصراع في منطقة كشمير لأن الصين تعتبر طرفاً في الصراع على المنطقة بسبب مطالبها بضم الأجزاء الشرقية من كشمير منذ الحرب الهندية – الصينية التي اندلعت منذ أكثر من 60 عاماً. والمحور الرابع هو رصد الصراع الأفغاني لجهة منع انتقال عدوى الجماعات الإسلامية إلى إقليم سينغ يانغ الصيني بأغلبيته الإسلامية السنية. والمحور الخامس هو رصد وضبط تحركات واشنطن في المنطقة ورصد وضبط الصراع الهندي – الباكستاني بما قد يؤدي إلى مواجهة شاملة تؤثر سلباً على معادلات الأمن الإقليمي الصيني.
• جهاز المخابرات الإيرانية (VEVAK): يعمل ضمن ثلاثة محاور يركز الأول على رصد الصراع الأفغاني بما يؤدي إلى إضعاف الولايات المتحدة – حلف الناتو، والثاني ضبط توازنات الصراع بين إسلام آباد والحركات الأصولية الإسلامية الموجودة في بلوشستان الباكستانية من التغلغل إلى بلوشستان الإيرانية، والثالث إضعاف النفوذ الهندي في أفغانستان وكشمير.
• وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA): وتتمثل في الطرف الثالث الذي يقوم بدور القاسم المشترك الأعظم في كل هذه الصراعات التي تحاول حالياً إدارتها بما يحقق الآتي:
- القضاء على الحركات الأصولية الإسلامية في المنطقة سواء عن طريق توظيفها للقيام بعمليات المواجهة المباشرة معها أو محاولة توظيفها للقيام بعمليات الوكالة في ملف المواجهات الفرعية داخل المنطقة بما يدعم الموقف الأمريكي.
- إضعاف صعود الصين كقوة عظمى.
- ضبط قدرات الهند ضمن حدود وجودها كقوة إقليمية يكون دورها مشروطاً بالقيام بتهديد الصين وردع باكستان ومحاولة استغلالها وتوظيف قدراتها في الساحة الأفغانية.
- ضبط قدرات باكستان ضمن حدودها الحالية وعدم السماح بصعود الحركات الإسلامية إلى السلطة في إسلام آباد مع استخدامها بقدر الإمكان في ردع الهند.
• جهاز المخابرات الإسرائيلية (MOSAD): وهو الطرف الثالث الأخطر في المنطقة، بسبب استخدامه للغطاء الأمريكي المصحوب باستخدام هذا الغطاء ضد أمريكا نفسها ونشير هنا إلى الآتي:
- تغلغل الموساد في مسارح الصراع الرئيسية الثلاثة: الهندي – الباكستاني – الأفغاني.
- تركيز الموساد على استخدام لعبة البروكسيات التي تقوم بتنفيذ العمليات السرية بالوكالة في المسارح الثلاثة.
- تمتع الموساد بمختلف وسائل حرية الحركة لجهة تنويع الاستهدافات بحيث يقوم بعمليات ضد الحركات الإسلامية لتأليبها ضد القوات الأمريكية وعمليات ضد القوات الأمريكية لتأليبها على الحركات الإسلامية…
هذا، وتقول المعلومات والتسريبات أن الموساد أصبح يلعب دوراً رئيسياً في إدارة العمليات السرية في المنطقة ويتمثل هدفه في:
• تعزيز تحالف واشنطن – نيودلهي بما يؤدي إلى إبعاد أمريكا عن باكستان.
• استخدام تحالف واشنطن – نيودلهي في استهداف باكستان ونزع قدراتها النووية إضافة إلى استهداف إيران إن أمكن.
• استخدام الحركات الأصولية الإسلامية في بلوشستان الباكستانية لإثارة الاضطرابات في إيران عن طريق بلوشستان الإيرانية.
• منع حدوث أي ارتباط بين الحركات الأصولية الإسلامية في منطقة شبه القارة الهندية وتلك الموجودة في الشرق الأوسط كحماس وحزب الله.
ونلاحظ أن تعدد الأطراف الثالثة وتدخلها المتزايد في إدارة الصراعات لن يتوقف ضمن هذه الحدود طالما أن تداعياته قد دخلت مرحلة عدم القابلية للاحتواء أو الردع.
* فراغ الأمن السياسي في شبه القارة الهندية: إلى أين؟
يمكن القول بأن منطقة شبه القارة الهندية تشهد حالياً:
• مواجهات عسكرية منخفضة الشدة في الساحة الأفغانية ومنطقة القبائل الباكستانية ومنطقة كشمير إضافة إلى بعض المناطق الأخرى.
• مواجهات استخبارية وفقاً لنموذج الحرب السرية المرتفعة الشدة بين مختلف الأطراف وتدور هذه المواجهات في كافة أنحاء منطقة شبه القارة الهندية والمناطق المجاورة لها.
وتقول التقارير الإخبارية بأن الرئيس بوش برغم الطبيعة الانتقالية لوجوده في البيت الأبيض الأمريكي قد قرر إرسال وزيرة الخارجية الأمريكية رايس إلى شبه القارة الهندية لاحتواء التوتر المتزايد على خط نيو دلهي – إسلام آباد، التي نشأت عن تداعيات هجمات مومباي. وتقول التحليلات أن جولة الوزيرة الأمريكية تهدف إلى محاولة تثبيت حالة اللاحرب – اللاسلم على الحدود بين باكستان والهند بما يتيح لواشنطن توظيف حسابات ردع الهند باستخدام الورقة الباكستانية وردع باكستان باستخدام الورقة الهندية، بما يعزز قدرة واشنطن على احتواء القوة الهندية والباكستانية أولاً، وثانياً محاولة استخدام القوة الهندية والباكستانية معاً في احتواء القوة الصينية الصاعدة.





محاكمة المجرم بوش وعصابته



بقلم :عادل الجوجري

رئيس تحرير مجلة الغد العربي

القاهرة

------------------------

هكذا اعترف المجرم بوش بأن كل مبرراته لاحتلال العراق وماترتب عليه من تدمير مؤسساته، واغتصاب السلطة واعدام الزعيم صدام حسين قد سقطت الواحدة تلو الاخرى وبأنه كان فريسة تقارير استخباراتية كاذبة ومضللة

،وجاء الاعتراف الفاضح بعد خمسة أعوام من المقاومة الباسلة والشريفة التي قادها القوميون والاسلاميون العرب ومعظمهم من ابطال الجيش العراقي والشرطة والاستخبارات(السابقين) البواسل ومعهم أخوتهم من التيارات الوطنية الاخرى فضلا عن ابناء العشائر العربية

والذين كبدوا العدو الانجلو اميركي خسائر فادحة بشريا وماديا والقت بظلالها على الأزمة المالية الرهيبة التي تعيشهااميركا،وسوف تكون لها تداعيات على الاف الجنود الذين عادوا محطمين نفسانيا من العراق بعد ان واجهوا الاهوال على يد المقاومة ولو كان هناك انصاف اعلامي لتم التركيز على عمليات المقاومة التي هي نموذج يشرف كل عربي.

على أي حال لقد أقر بوش بجريمة العدوان على الشعب العراقي المسالم ودولتهوهي دولة عربية ذات سيادة وعضو في الجامعة العربية تآمر عليها حكام التبعيةالذين شاركوا في العدوان ففتحوا مطاراتهم وموانيهم البحرية لاستقبال طائرات العدو ومدمراته،الامر الذي أدى الى نتائج وخيمةعلى العراق وشعبه ومؤسساته بل وامتد الأذى إلى جيران العراق حيث قامت قوات اميركية بتجاوز الحدود السورية وقتل مدنيين،كما فتح الاحتلال بوابة ابليس للمشاريع التقسيمية التي لاتخدم الا اعداء العراق والعرب واولهم الكيان الصهيوني الغاصب.

أن هذه الجريمة لن تمر إلا إذا كنا شعبا من الأموات ،وكنا نخبة ساكتة مثل الشياطين غير القادرين أو غير الراغبين في النطق بكلمة الحق،ومن هنا نناشد أخوتنا في نقابات المحامين واتحاد المحامين العرب ومنظمات المجتمع المدني وفي الأحزاب والصحف والفضائيات أن تتحرك وبشكل جماعي ووفق خطة طويلة النفس لمحاكمة المجرم بوش أولا وكل من تضامن معه وبخاصة رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير ورئيس وزراءاستراليا ومن مشى في ركابهم وحركوا دباباتهم في اتجاه العراق.

إن الاعتراف هو سيد الأدلة وقد اعترف كبير المجرمين بوش ومن قبله كانت اعترافات رئيس الاستخبارات ودوجلاث فيث وولفوفيتز وكولن باول، ومن الضروري ان نجمع هذه الاعترافات لتشكيل حيثيات الاتهامات الكافية لإدانة القتلة،وكشف دور كل منهم في الجريمة ونحن لسنا أقل شأنا من اليهود الصهاينة الذين ابتزوا العالم الاوروبي والاميركي والكندي والياباني بقصة مفبركة اسمها " المحرقة"،واذا كانت محكمة الجنايات الدولية تطارد الرئيس عمر البشير باتهامات خرقاء حول ملف ابادة جماعية لأبناء دارفور فكيف يكون الحال مع بوش وأقرانه الذين قتلوا أكثر من مليون عراقي وشردوا 5مليون انسان وهدموا دولة مع سبق الاصرار والترصد وبدون أدنى مبرر؟

انني من موقع قومي ناصري،وفي مجالي الاعلامي أعد شعبنا في العراق انني لن ادخر جهدا في حث رجال الحركة القومية في مصر العروبة وخارجها من اجل التحرك جماعيا لمحاكمة بوش وعصابته،ويستلزم ذلك او يستتبعه اسقاط الحكومة والبرلمان غير الشرعيين في العراق اللذين هما من نتائج الاحتلال الغاشم،والافراج الفوري عن كل المعتقلين في السجون العراقية مع تكريم الابطال من قيادات حزب البعث الذين رفضوا المساومة بحيلاتهم على الوطن وظلوا داخله ولم يفروا بل ظلوا صامدين حتى هذه اللحظة لم يتمكن الاحتلال واعوانه من انتزاع تصريح واحد فيه إدانة أو شبهة خيانة،ولم تنفع الاغراءات مع الاستاذ طارق عزيز في انتزاع اي تصريح له يدين فيه الرئيس صدام وهذا موقف رجولي ليس غريبا على ابناء الرافدين ،فهاهو الاستاذ طارق يرى بأم العين الجرائم التي ترتكب في حق اخوتنا المسيحيين في الموصل ومن قبل في البصرة على يد العصابات الحاكمة وفرق الموت والبشمركة والصهاينة.وفي هذه المناسبة نوجه التحية الى الصامدين خلف السجون والمعتقلات الاميركية الصهيونية في العراق،ونشد على اياديهم ونعدهم اننا لن نسكت ابدا على جرائم بوش وعصابته والشياطين من الحكام العرب وسنظل نقاتل لان زعيمنا جمال عبد الناصر علمنا ان الذين يقاتلون هم وحدهم الذين يحق لهم أن يأملوا في النصر



2008/12/12

الغاسقون .... والمناورة الخطرة .





رمضان عبدالله*

قبل ان نبدأ في صلب موضوعنا هذا رأينا من الضروري استدعاء بعض الوقائع التي حدثت أثناء مسار الأحداث التي تخص تاريخ ومراحل صراعنا مع أعداء أمتنا المعروفين وهنا أتذكر ذلك اللقاء الذي طلبته شخصياً من السيد أبوعمار ( ياسر عرفات ) وعندما سمع برغبتي باللقاء به حدد موعداً بكل أريحية دون أن يسأل عن السبب أو مضمون الحديث الذي سيجري بيننا وعندما ألتقيت به سألته فوراً السؤال التالي : ( أخ أبو عمار .. لقد سمعت في الأونة الاخيرة عن طريق تسرب بعض المعلومات بأن هناك شئ يجري سراً ( في أوسلو ) وقد دار حول ذلك نقاشات بين أفراد ينتمون إلى التيار الذي يرفع رايات المقاومة فهل يكون من حقنا نحن أن نعرف ماا يجري بالضبط ؟ ) وهنا تطلع أبو عمار ونظر إلي بكل هدوء وقال الآتي : ( أسمع يا أبا عرب هل يتسرب إلى ذهنك ولو للحظة واحدة بأنني سأمارس شيئاً يضر بقضيتنا المقدسة ) .. وقال عبارة أخرى لا ينبغي ذكرها في هذا الوقت ... ولكنني ما رست حقي النضالي وشددت عليه بسؤال أخر .. ( أخ أبو عمار هل ستعترف بالكيان الصهيوني ؟ ) فوضع يده على كتفي وقال بما معناه باللهجة المصرية : ( يا أبا عرب ان خلافك معي يقوي ظهري ومحبتي لادائك النضالي الشريف تلزمني في هذه اللحظة معك أنت بالذات بأن أودع لك سراً .. وهو أنني سأقاتل هذا العدو الشرس معكم وبكم .. وأعلم إن راديكاليتكم وجذريتكم لا تسمح لكم بهامش المناورة وهي معطية تسر قلبي وتجعلني في حالة اطمئنان ) .. بعد هذا ( المديح ) قلت له .. ( لم تجب عن سؤالي المحدد والواضح ) فتحدث عبارتين باللهجة المصرية ( ما بلاش مشاكسة .. إنني بكل وضوح ) يقول أبو عمار : ( لن أعترف إلا بما يعترف به شعب الجبارين ) فقلت له .. ( إن التيار المقاوم السري قد حدث في طبائع تفكيره صداع ناجم عما تسرب في محادثات أوسلو السرية ولكن تقديراً لشخصكم سنصبر ونواصل تطوير حالات جديدة في إطار الحيز الغير معلن بالنسبة لنا كعرب يقاتلون عدو الله من خارج دائرة المقاومة الفلسطينية ) .. وبعد ذلك تطورت الاحداث واستمرت مجموعة ( أوسلو ) في تعاملها مع سلسلة وعود وهمية واتفاقات كتبت على الورق ولم ينفذ العدو منها شئ وتواصلت عمليات التمييع السياسي وهرب الحكام العرب هروباً مشيناً من مسألة الالتزام بالقضية الفلسطينية وملحقاتها المقدسة وجاء ( بل كلينتون ) لرئاسة الولايات الصهيونية الامريكية .. وعبر اتصالات واتصالات أنتهت في أواخر حكم ( كلينتون ) باستدعاء فريقين أو طرفين فلسطيني وطرف يمثل الكيان الصهيوني .. وجرت محادثات " كامب ديفيد " .. ولا أريد الخوض في تفاصيلها الخرائطية التي كانت تمثل مناورةً تشكل خطراً كبيراً على القضية الفلسطينية .. ولكنني هنا أبين فقط الموقف التاريخي ( لياسر عرفات ) حيث رفض بشكل مفاجئ تلك المناورة ، هذا الرفض الذي كلفه ثمناً باهضاً حيث تمت محاصرته واستفزازه وضرب ابعاده المعنوية وتهميشه بصورة غير اخلاقية وقد استمر هذا الاسلوب القهري معه إلى أن تقرر قتله بالطريقة المشينة التي تحدث عنها محضر تصفية ( أبو عمار ) تصفيةً نهائية ، حيث تقرر هذا في اجتماع سري حضره مدير المخابرات الامريكية ( جورج تينت ) و(شارون ) البشع وأطراف أخرى موسادية وصهيونية ( قد تتاح فرصة للحديث بشكل واسع عن هذا المحضر ..) رحم الله أبو عمار واللعنة على الذين تركوه محاصراً .. مهاناً .. وخاصة الانذال حكام خرابات سايكس بيكو ..

أعود هنا لتوضيح بعض المواقف التي أشرت اليها أثناء الحوار مع أبو عمار حول مأساة

( أوسلو ) وخاصة فيما يتعلق بسلسلة الافكار المتصلة بكيفية نشوء وإنشاء التيار المقاوم وخاصة في المجال القومي حيث كان أبو عمار يعلم بإن هناك نشاط يمثل رؤية وقراءة واضحة وصريحة في فهمها لطبيعة الصراع مع العدو وهي رؤية تختلف في ترتيباتها مع الاساليب البراغماتية ومن اهم ذلك ان هذه الرؤية تعتمد اطار استراتيجي يتمثل اولا في تقوية الظهير المقاوم المساند للجهد المقاوم الفلسطيني وكذلك اعداد وترتيب ظهيرا اخر يتمثل في انشاء قدرات في المجال الحيوي في العالم الاسلامي لكي يكون ظهيراً مسانداً للجهد الفلسطيني ايضاً ، كما جرت محادثات مع قوى تحررية عالمية في مناطق مختلفة ومن اهمها منطقة امريكا الجنوبية لكي يتشكل ظهير عالمي يتعاطف ويساند القضية الفلسطينية وكانت الاستجابة في هذا الموضوع في غاية الاهمية والقبول والترحيب .. واؤكد هنا ان كل ما ذكر اعلاه كان يجري في اطاره السري البحت ؛ وهنا لا بد من القول بان مجموعة هؤلاء المناضلين وخاصة على الصعيد العربي قد بدأت في تشكيل منظمات تعمل في اطار الكتمان الشديد واستخدام اساليب تغطي من خلالها انماط وفعاليات العمل المقاوم وقد نفذت بعض العمليات النوعية ضد العدو الصهيوني .. وبما ان ( اهل هذا العمل لا يزال الكثير منهم على قيد الحياة نكتفي بالحديث عن هذا الى هذا الحد ) .. وبما ان قضيتنا المقدسة لا زالت حتى هذه اللحظة في نفق مسدود فانني اذكر الحالمون والجبناء والمترددون والاغبياء والخونة من حكام هذه الامة الذين الحقوا بها عاراً تاريخياً وذلاً معنوياً وتفريطاً لم يسبق له مثيل في تاريخ المظلمة الانسانية .. اذكرهـــم باجتمـاع

( انابولس) والذين حضر منهم هذا الاجتماع بان هناك قراراً واحداً قد اتخذ في هذا الاجتماع يتجسد في اعتبار الضفة والقطاع هي محافظات اسرائيلية لا يجوز لاحد الحديث في جوهره من أي طرف كان الا بين الفلسطينيين والصهاينة فقط ، أي حواراً داخلياً يتعلق بظالم ومظلوم ونتصور هنا كيف يكون الحوار في هذه الحالة بين محتل واخرون يتذمرون من وطآة احتلال غاشم تسانده قوى الكفر والهمجية وقد استمعتم الى اطراف دولية تردد كلمة ( تشجيع الحوار بين الفلسطينيين والصهاينة ) ورايتم كيف يتم ابعاد أي جهد لاي طرف دولي من التدخل في الشئوون الداخلية لقرار ( أنابولس ) هذا القرار الذي انسجم مع طبيعة الانظمة العربية وحكامها المتخاذلون والذي يهدف الى عزل قضيتنا المقدسة عن بعدها الشعبي العربي..

ان ليل الظالمين طويل وانت مقمر يا وطني المقدس .. ان لك من اولى الالباب صابرون مؤمنون محتسبون مجاهدون وسينبلج فجر امة تحت رايات محمد رغم انف كل انفصالي عفن .. وكل انكفائي متخاذل .. ورغم كل الفتاوي التي يتفنن فيها رجال دين تعايشوا تحت ظل عمائمهم مع مظاهر الاجتياحات العسكرية وتعايشوا مع الاحتلال الصهيوني الامريكي للعراق واصدروا الفتاوى التقسيمية المشينة اثناء مواجهات شباب مؤمن في جنوب لبنان..

لقد ذكرنا تلك المحاولات والجهود التي تهدف الى ترتيب اوضاع الظهير العربي في بعديه الاجتماعي الشعبي والتنظيمي المقاوم بكل ما تعنية كلمة مقاومة في ابعادها المختلفة .. وخاصة فيما يتعلق بمسألة التطبيع مع العدو الصهيوني وعندما نما وترعرع هذا التيار وبدأت تظهر نتائج اعماله المثيرة في بعض المناطق العربية وكذلك بروز فعالياته في مناطق عربية معينة شعرت قوى الردة والكفر وعلى رأسهم اجهزة مخابرات الكيان الامريكي الصهيوني واتباعه في اوروبا وفي وطن الامة المقدس بالخطر .. وبناء على الشعور بالخطر تم تكليف انطمة عربية بمتابعة الظاهرة ورصد عناصرها واجراء تقييم شامل كامل في جميع المناطق العربية وذلك حدث بعد اجتماع جهات امنية في ( برلين ) حيث تقرر تصفية هذا التيار بامتداداته الشعبية والمقاومة ولا اريد هنا ان ادخل في تفاصيل لها صلة بالعرب الذين اشتركوا في قرار التصفية لانها ستشكل فاجعة اخرى لقراء هذه الحلقة ولكن هذه التفاصيل في اطار سرد هذه التراجيدية في ايدي امينة .. وهذا بعد ان اتخذ القرار الامني بتصفية وكنس هذا الاتجاه بدأت الاجراءات الفعلية التي تهدف الى كنس هذا التيار وازاحته من الوجود ان استطاعوا .. ولكي تتجسد امام اعيننا نتائج هذه التصفية اورد الارقام التالية :-

مجموع الذين تم اعتقالهم في تسع مناطق عربية هو ( 4182 ) ، اما الذين تم اعدامهم مقسمين على تلك المناطق هم ( 109 ) ، .. ومن بين الذين اعدموا في بعض المناطق قيادات بارزة يتمتعون بالحكمة والايمان ويحملون اماني امة تسعى لاعادة امرها الطبيعي الى ما كانت عليه ،، ويحملون جميعاً شعوراً طيباً نحو قضيتهم المقدسة فلسطين التاريخية ويعملون من اجل ارساء نظام حكم قائم على العدل والحرية وتكافؤ الفرص .. وكانت أحاديثهم في مجملها تعبر عن رؤية التيار التي تتخوف من حالة التمادي في التبعية والارتهان والتي نشاهد في وقتنا الحاضر ملامحها بينة واضحة ..

لقد تحدثنا باختصار شديد عن تلك المرحلة التي خاض فيها مناضلون شرفاء بأفكارهم الملهمة نضالاً شرساً تخللته أنماط متعددة من المعاناة التي كان سببها في دائرة الفعل أوامر خارجية وتصرفات صبيانية من طرف أتباع أنظمة الحكم التي أصيبت بعمى البصيرة حيث فقدت بوصلة الصواب واختفى العقل وراء ظاهرة الذل والتفريط ... لكن

( الضربة التي لا تقصم الظهر تقويك ) فقد كان الاثر العظيم الذي خلفه دم شهداء الامة قد نبت في الارض من جديد مزهراً رافعاً رايات المقاومة والآباء بعقل تنويري جديد وتأثر اللاحقون بتجارب السلف المناضل واعدوا ما استطاعوا من قوة على نسق جديد واع وقد تشكل تيار الامة المقاوم ورفعت وتيرته مرحلة بعد اخرى وبفعاليات هذا التيار المجاهد قصم ظهر الجيش الامريكي في العراق ولن يخرجوا بإذن الله من هذا الفخ الا ذليلا مهانا ... كما حطم تيار النبتة البعد المعنوي للعدو الصهيوني وجعل هذا الكيان لأول مرة يشعر بحالة ( ازمة كيان ) .... وبما ان الامر مرتبط بمراحل المواجهة مع الأعداء يتوجب الحديث وبشكل مختصر عن ( الهيصة ) التي جرت منذ ايام حول الانتخابات الأمريكية حيث تبين ان عددا من العرب مازالوا يعيشون تحت ضغط مفردات إعلامية تمثل لغة لا تنتمي الى عصر المواجهة هذا وبالتالي لا تستطيع هذه اللغة ان تقيم نهجا واعيا يسمي الأشياء بمسمياتها وينفذ مباشرة الى مصدر العلة خاصة فيما يتعلق بطبيعة نظام الحكم في الولايات الصهيونية الامر يكية ولم تقدم أي قراءة حقيقية بطبيعة المجموعة ( التدبيرية ) التي تحكم المسار السياسي والعسكري في هذا البلد و قد ظهر علينا عدد من ( المطبلين ) والذرائعيون الذين قدموا تقارير صحفية ساهمت في حالة التضليل للمواطن العربي وبكل ود نقول لهؤلاء أرجو أن نعمل جميعا من اجل ارتقاء الحالة الذهنية التي تمكننا من فهم حقيقي لطبيعة ما جرى في أمريكا منذ أثنى عشر عاما وعند الحديث عن ( اوباما ) يمكن فهم المشاعر العاطفية لدى البعض للونه ومرحلة الغبن والاضطهاد والعنصرية التي عاش فيها الزنوج في امريكا ... لكن العواطف والتعاطف لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤدي الى فهم حقيقي لطبيعة الصراع ولا نريد هنا ان نسبق احداثا رهيبة ستحدث في ظل المرحلة القادمة وخاصة في وطننا العربي .... ان المناورة الخطرة التي قام بها ( التدبيريون ) الحاكمون الان في الولايات المتحدة والذين سيحكمون سوف تنجم عن هذه المناورة اساليب جديدة من أهمها إطلاق العنان لمنظمات مسيرة استخبارياً وقد ذكرت أسماء هذه المنظمات في حلقة ( الغاسقون ... وحبل الركاس ) وستبدأ حروب منسجمة مع مع طبيعة المخطط التدبيري الصهيوني العالمي الذي دخل الان في مرحلته العقائدية مرحلة التنفيذ النشط وذلك في تغلغله في بنية بعض القبائل الإفريقية المحيطة بالمجال الحيوي العربي وخاصة في بؤر التوتر المعروفة ... اما الكيان السياسي الأمريكي سوف ينشئ فريقا صهيونيا متكامل العدد والعدة يختص في الحوار مع صهاينة الارض المحتلة وسيكون الحوار ليس حوارا بين الفلسطينيين والصهاينة بل بين الصهاينة والصهاينة ... وسيبقى اوباما ( حسين ) أسيرا لهذا الإخطبوط الحاكم وسترون بالعين المجردة كيف تميع قضايانا المقدسة في ( غرف ) الألعاب القذرة وخاصة امام حالة التردي والمهانة التي يعيشها المساكين حكام هذه الأمة . وسنعود بالتفصيل في حلقة اخرى لشرح المكونات الكامنة في النظام الصهيوني الأمريكي ... كما نشير الى معطية عقائدية تختص هذه المرة فقط بتيار المقاومة الباسل الذي ستتصاعد وتيرة جهاده نحو تحقيق أهداف امتنا المجيدة ... وسنعود كما عادت من الليل شعلة تضيء وجه الزمان وتنفر ... وسيهتف من الشرق العظيم صوت يعيد العدل الى مناصبه وسيستل سيف ذو الفقار مرة أخرى ليطال اعناق من غدروا بامة الرسالة وسينبلج فجرها وسيتحقق امال شرفاءها وذلك كله تحت صوت نداء يتمثل في وعدها ... وعد الله فان الله لا يخلف وعده ...

* كاتب ومفكرمن القطرالعربي ليبيا

2008/12/04

تعزية







صدام ..باق في القلوب

بقلم:عادل الجوجري
رئيس تحرير مجلة الغد العربي
القاهرة
----------------
تأتي الذكرى الثانية لإستشهاد الرئيس العراقي السابق صدام حسين في وقت يمر فيه العراق والأمة العربية بظروف غاية في الصعوبة والتعقيد لكنهاتبرهن على صحة المنهج العروبي والمواقف القومية التي انتهجهافي مواجهةالتحديات من فلسطين ولبنان إلى العراق والجولان.
إن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صبيحة عيد الأضحى المبارك لن تمر في الذاكرة العربية بل ستبقى شاهدا على الخونة -عملاء الاحتلال -الذين اغتالوه غدرا ،وهو الذي ظل يقاوم العدو بالسلاح في أرض المعركة الواسعة قائدا نبيلا للمقاومة ،ودافع نجلاه،عدي وقصي وحفيده مصطفى عن تراب العراق حتى استشهدوا جميعا في معركة غير متكافئة من جهة السلاح لكنها بينت المعدن النفيس الذي صيغ منه هؤلاء الرجال ،وكشفت عن الصلب الذي ولدوا منه،هم رجال من صلب رجل عربي أشم ،وبطل في زمن حكام الطوائف الذين تآمروا- ولازالوا- عليه وعلى العراق والأمة بأسرها.
لقد استشهد البطل وهو واقف وقفة الأشجار السامقة،وقفة حضارة بابل وآشور،وقفة صلاح الدين وعبد الناصر،وقفة كل مقاوم عربي شريف،وقفة الشهداء الذين هم عند ربهم أحياء يرزقون ..فماذا عن حكام بغداد الاحياء؟
انهم كالجرزان يختبئون في المنطقة الخضراء،لايجرؤ عميل واحد منهم أن يخرج إلا في حراسة أسياده الامريكان،لذلك نجدهم يصرون على بقاء الاحتلال ،ويهرولون لتوقيع اتفاقية العار،ويزعمون أن رحيل القوات الغازية سيؤدي إلى الفوضى..هم طبعا يعرفون أنه لو انكشف عنهم غطاء أسيادهم لفتك بهم شعب العراق،مثلما فتك العرب بكل العملاء،وهم لذلك يحتمون بالعدو ،ويتوارون خلف دبابات الصهاينة الاميركيين الذين حاولوا غير مرة هتك عرض ماجدات العراق ،وارتكبوا جرائم بشعة ضد اهلنا،و نهبوا النفط ودمروا 7آلاف مصنع كانت تمتلكها العراق هي ثروة عربية وليست ثروة عراقية فقط،ثماهدروا الجيش العراقي الذي كان درة الجيوش العربية.
أيها الخونة في المنطقة الخضراء،نحن لاننتظر ان يصحو ضميركم،فزمن المعجزات انتهى،ولكن نطرح عليكم السؤال:
قلتم أن صدام كان ديكتاتورا فهل أنتم ديمقراطيون ام بددتم الوحدة الوطنية التي كانت البلاد تتمتع بها ،ولم يكن هناك تمييز بين شيعي وسني،فإذا بكم تحولون العراق إلى ساحة حرب طائفية،وإذا بكم تخترعون فرق الموت المنبثقة من ميلشيات حاقدة هي التي تحكم اليوم؟
هل وفرتم محاكمة عادلة لبطل الفرات إذا كنتم دعاة عدالة وحقوق انسان؟
ألم تغتالوه صبيحة يوم العيد وهو مالم يفعله كفار قريش؟

ألم ترقصون على جثته بينما دمه الشريف لازال ساخنا؟ألم تحتسون الخمر في احتفالية بالمنطقة الخضراء بينما صواريخ المقاومة تنهال عليكم؟
وقلتم إن صدام كان مغامرا،ودخل الحروب مع جيرانه..فهل هؤلاء جيران أم هم طامعون في أرض العراق ونفط العراق؟ألم نكن هناك اطراف اجنبية تغذي الصراع وتزكيه؟
ثم ماذا فعلتم أنتم أيها العاقلون..ألم تسلموا البلد للاحتلال والصهاينة،وللمرتزقة في حفلة عهر جماعية.؟
ألم تتحول العراق بكل جلالها وتاريخها ووضعها في قلوبنا العربية الى مركز للاستخبارات متعددة الجنسيات وأولها "الموساد"؟ألم تصل طلائع الموساد إلى دهوك واربيل للتجسس وامداد المعلومات لجيش الاعداء؟
إن مايسمى رئيس العراق جلال طالباني لم يطلق رصاصة واحدة ضد العدو الذي غزا بلاده بل أنه فتح لهم الباب واستقبلهم،ولو كانت هناك عدالة لجرت محاكمته-هو والبرزاني والمالكي - بتهمة الخيانة العظمى؟
إذا أردتم ان تعرفوا قدر صدام ومكانته في قلوب العرب اسألوا أي طفل في مصر ،أي شيخفي تونس ،أي شاب في الشام،اسألوهم جميعا :لماذا أحببتم الرجل الذي قاوم المشروع الصهيوأميركي، وتعاطف مع العمال المصريين والعرب وفتح لهم كل فرص العمل في الوقت الذي كانت دول الخليج تضع المتاريس أمام المصريين،وهو لم يكن يمن عليهم بل هو كقومي عربي مؤمن بأن الثروة العربية ملك للشعب العربي كله؟
اسألوهم عن النهضة التي شيدت في عهد صدام،عن الجامعات والعلماء ونهضة الادب والفن وعن تأسيس الجيش القوي،والمشروع النووي،وتأكدوا أن الغرب الصهيوني لم يكن يدعه يعمل ولايدعه يمر؟
لقد تربصوا في الماضي بمشروع الزعيم عبد الناصر وتكالبوا عليه في عام 67ووجهوا له ضربة قاسية هي ضربة موجهة لكل عربي بحيث لايفكر اطلاقا في مشروع نهضوي جديد،لكن صدام فعلها ،ففكر ونفذ وكان طبيعيا أن يتحالف محور الشر وأن يحرك أزلامه قبل أن يحرك جيوشه للانقضاض على نهضة العراق؟
لم يكن الزعيم صدام ملاكا ولكنه كان رجلا عربيا شريفا وضعته الاقدار في مهمة كبيرة فكان لها وليس تحالف الأشرار والصهاينة ضده إلا دليلا على صحة مواقفه،ولو كان صدام قد قبل مشروعات الاستسلام للعدو أو على الأقل غض الطرف عنها لكان مدللا عن اميركا وأخوتها ،وكان الاعلام الاميركي وصفه برجل السلام ومنحوه جائزة نوبل التي حصل عليها ذات يوم انور السادات مناصفة مع من ؟
مع بيجين الارهابي القاتل عضومنظمة ارجون والهاجاناه والشتيرنالذي شارك في قتل العرب الفلسطينيين في مذابح جماعية.
لقدرفض صدام معاهدة كامب ديفيد فكانت بداية التربص الصهيوني به،وسعى لإقامة مشروع نووي بدلا من دول الخليخ الخانعة التي لديها الاموال مكدسة في بنوك الغرب فضربوا مشروعه النووي ،وقدم صدام الكثير لشعب فلسطين حتى ايام الحصار دعم انتفاضة الاقصى وقدم للشهداء والمقاتلين ملايين الدلارات فيما المرتعشون لاتقوى أيديهم على توقيع قرار فتح الحدود مع غزة لانقاذ الاطفال والشيوخ والحوامل؟
لقد ذهب صدام إلى ربه،وهو سبحانه الحق العادل،ندعو له أن يتغمده برحمته،ونلفت نظر شعبنا العربي إلى أن التقييم الحقيقي للزعماء لايكون في الحال، وانما بعد انقشاع الغبار ،وبعد ان تتغير المرحلة كلها،وانظروا الى عبد الناصر كيف انصفه الشعب العريبي عندما رأى بأم العين نتائج سياسات الردة التي قادها السادات ولاتزال مستمرة فمصر عبد الناصر كانت عنوانا للكرامة مثل عراق صدام وليذهب زمرة المنطقة الخضراء الى مصيرهم المحتوم في التاريخ ..مصير أبو رغال وابن العلقمي.