2008/12/18

التيار الناصري يعلن المبادرة في التصدي للعدو الصهيوني ومنع دخول الصهاينة لضريح ابو حصيرة


لن يمروا فوق ارضي

بسم الله الرحمن الرحيم
"ولتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا"
صدق الله العظيم
باسم دماء شهداء العروبة في الصراع مع العدو الصهيوني.
باسم دماء شهداء دير ياسين والقدس وغزة وجنين وقانا والجولان وبحر البقر.
باسم دماء الاسرى المصريين المقتولون غدرا.
نحن الموقعون ادناه من ابناء الشعب العربي نعلن اننا نرفض استقبال الصهاينة على اي ارض عربية، وانننا نعتبر هذا الفعل حيانه لن يتسامح في حقها شعبنا العربي، ومن هذا المنطلق فاننا نطالب بتنفيذ الحكم التاريخي للقضاء المصري الشامخ والقاضي بمنع اقامة مولد ابو خصيرة ومنع استقبال الصهاينه في قرية دمتيوة (بدلتا مصر) ، تقديرا منا لدماء الشهداء، وتعبيرا عن الاحترام لاحكام القضاء، وتأكيدا على اننا شعب عربي واحد ودم عربي واحد.
( الموقعزن على البيان 150 من الشخصيات العامه + 3150 عن طريق النت)
مقدمة
ماذا تفعل إذا كنت تملك قطعة أرض.. وفجأة يدق على بابك زائر غريب ... بالطبع سترحب به... وبدون أدنى مقدمات يعرض عليك مالا وفيرا مقابل أن تبيع له أرضك ...فتجيب طلبه بالرفض لان أرضك في الأساس غير معروضة للبيع .... وقبل أن يغادر منزلك تكتشف أن هذا الغريب صهيوني ؟!
هذا بالتحديد ما يحدث كل عام على أرض مصر ، حيث ينتهز بعض اليهود فرصة السماح لهم بإقامة مولد حاخامهم المزعوم "أبو حصيرة" ويطرقون أبواب المصريين ويغرونهم بالمال ، طالبين شراء الأرض التي تحيط بقبر الحاخام اليهودي "أبو حصيرة" في دمنهور مقابل خمسة ملايين جنية (حوالي مليون دولار بينما ثمن الارضالحقيقي لا يزيد عن حوالي اربعون الف دولار) للفدان ... ورغم أن الأهالي يقابلون هذا العرض بالرفض ،معبرين عن فهم عميق للكيان الصهيوني، فالصهاينة من أبرع الناس في إختلاق الجذور لهم في كل أرض يحلون بها وافتعال الأساطير في ذلك, فوجودهم المصطنع بفلسطين المحتلة أو ما يطلقون عليه "إسرائيل" ناشئ أصلاً من مزاعم أن لها جذور تاريخية هناك, كما أن الصهيانة بارعون في عمليات التوسع, حيث تظهر تجاربهم التاريخية كما حدث في فلسطين أنهم يبدؤون بشراء الأراضي بشكل بريء بدون جذب انتباه الناس, ثم يتوسعون وبعدها يقيمون مستوطنة وهكذا .وتبقى أسئلة عديدة تبحث عن إجابات لها

قصة ابو حصيرة

في نهاية شهر ديسمبر من كل عام ومنذ ما يزيد على ربع قرن يستعد الصهاينة للاحتفال بمولد حاخامهم المزعوم "أبو حصيرة" حيث يتوافدون إلى قرية "دمتيوه" بمحافظة البحيرة المصرية ، في محاولة منهم لتثبيت أقدامهم على أرض مصر، وما يصاحب ذلك من إجراءات أمنية مشددة تعرقل سير الحياة في تلك القرية الهادئة لصالح إسعاد الصهاينة وحمايتهم فمنذ عام 1978 عقب توقيع "اتفاق كامب ديفيد" اتفاقية الخيانة والعار،بدأ الصهاينة يطلبون رسميًا تنظيم رحلات دينية إلى قرية "دميتوه" الشهيرة الواقعة في محافظة البحيرة شمال مصر للاحتفال بمولد أبي حصيرة المزعوم أنه "رجل البركات"، و الذي يستمر قرابة 15 يومًا بين 26/12 ولغاية 2/1 من كل عام، وبدأ عددهم يتزايد من بضع عشرات إلى بضع مئات ثم بالآلاف يفدون كل عام من الكيان الصهيوني وأمريكا وبعض الدول الأخرى، حتى بلغ عددهم قبل عامين من بداية انتفاضة الاقصى قرابة أربعة آلاف، برغم احتجاجات الأهالي على تصرفات الزوار الصهاينة، وتحويلهم حياة الفلاحين في هذه القرية إلى جحيم، بسبب إجراءات القرية إلى مدينة مغلقة بسبب إجراءات الأمن المصرية المكثفة لحماية الزوار.
يبدأ الاحتفال غالبا يوم 25 (ديسمبر) فوق رأس أبي حصيرة، حيث يُقام مزاد على مفتاح مقبرته، يليها عمليات شرب الخمور أو سكبها فوق المقبرة ولعقها بعد ذلك، وذبح تضحيات غالبًا ما تكون خرافًا أو خنازير وشي اللحوم، والرقص على بعض الأنغام الهودية بشكل هستيري وهم شبه عرايا بعد أن يشقوا ملابسهم، وذكر بعض الأدعية والتوسلات إلى البكاء بحرقة أمام القبر، وضرب الرؤوس في جدار المبكى للتبرك وطلب الحاجات، وحركات أخرى غير أخلاقية.
شهدت المقبرة بعض التوسع مع تزايد عدد القادمين، وتم كسوة الضريح بالرخام، والرسوم الهودية، لاسيما عند مدخل القبر، ثم بدأ ضم بعض الأراضي حوله وبناء سور، ثم قيام منشآت أشبه بالاستراحات، وهي عبارة عن غرف مجهزة، وقد سعوا أيضًا إلى شراء خمسة أفدنة مجاورة للمقبرة بهدف إقامة فندق عليها؛ لينام فيه الصهاينة خلال فترة المولد، بيد أن طلبهم رفض..
وبدأت التبرعات الصهيونية تنهال لتوسيعها وتحويلها إلى مبكى جديد للهود الطالبين الشفاء أو العلاج من مرض، حتى أن حكومة الكيان الصهيوني قدمت معونة مالية للحكومة المصرية طالبة إنشاء جسر يربط القرية، التي يوجد بها الضريح بطريق علوي موصل إلى مدينة دمنهور القريبة، حتى يتيسر وصول الصهاينة إليها، وأطلقوا على الجسر أيضًا اسم أبو حصيرة، ومع الوقت تحول أبو حصيرة إلى مسمار جحا للصهاينة وحكومتهم في مصر.
فيما يحرص الكيان الصهيوني على لفت الأنظار إليهم، وتضخيم الاحتفال إلى درجة استقدام طائرة خاصة إلى مطار الإسكندرية تحمل وفدًا كبيرًا من حاخامات الصهاينة، ومعهم أحيانا وزير الأديان والعمل، وأعضاء من "الكنيست".

الحكم القضائي

وفي عام 2001 عمت قرية "دميتوه" قرب مدينة دمنهور شمال مصر الأفراح, وخرج أهالي القرية وهم يهنئون بعضهم بعضاً, في أعقاب إزاحة محكمة مصرية عبئا كبيرا عن صدورهم, تمثل في وقف احتفالات سنوية يقوم بها يهود قادمون من إسرائيل وأوروبا, ويرتكبون فيها الموبقات، والحكم برفض قرار لوزير الثقافة المصري بجعل مكان الاحتفال، وهو مقبرة أبي حصيرة، أثرا إسلاميا, واعتباره كأن لم يكن.
فبتاريخ 9/12/ 2001م أصدرت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية دائرة "البحيرة" حيثيات الحكم بوقف قرار وزير الثقافة باعتبار ضريح أبو حصيرة والمقابر التي حوله بقرية دميتوه بدمنهور من الآثار الإسلامية والقبطية ووقف الاحتفالية السنوية لمولد أبو حصيرة.
وقالت المحكمة إن مما سبق يتضح أن الهود خلال إقامتهم في مصر لم يشكلوا حضارة بل كانوا قوماً متنقلين يعيشون في الخيام ويرعون الأغنام ولم يتركوا ثمة أثر يذكر في العصر الفرعوني وبالتالي فإن القرار الذي أصدره وزير الثقافة باعتبار ضريح الحاخام الـيهودي أبو حصيرة بقرية دميتوة بمدينة دمنهور والمقابر الهودية التي حوله ضمن الآثار الإسلامية والقبطية رغم أنه مجرد قبر لفرد عادي لا يمثل أي قيمة حضارية أو ثقافية أو دينية للشعب المصري حتى يمكن اعتباره جزءاً من تراث هذا الشعب وهو الأمر الذي يكون معه قرار وزير الثقافة باعتبار الضريح والمقابر الهودية ضمن الآثار الإسلامية والقبطية مخالفاً للقانون لانطوائه علي مغالطة تاريخية تمس كيان الشعب المصري الذي هو ملك لأجيال الأمة وليس للأشخاص، كما ينطوي علي إهدار فادح للمشرع المصري الذي لم يعترف بأي تأثير يذكر للهود أثناء إقامتهم القصيرة بمصر.
وقد لفتت حيثيات الحكم, الذي أصدرته المحكمة المصرية بمنع الاحتفال بمولد أبي حصيرة, والذي يأتي قبل شهرين فقط من الاحتفال الأنظار بسبب تضمنها ما يشبه عريضة اتهام ضد الدولة العبرية والمجازر التي تقوم بها ضد الفلسطينيين.
فقد أكد طاقم المحكمة برئاسة المستشار مهند كامل عباس, نائب رئيس مجلس الدولة, أن ما يفعله اليهود في احتفالات أبي حصيرة يتعارض مع "وقار الشعائر الدينية وطهارتها"، و"يتعارض مع التقاليد الإسلامية والآداب العامة, الأمر الذي يشكل مساساً بالأمن العام, والسكينة العامة, وينطوي على إيذاء الشعور الإنساني للمسلمين والأقباط في مصر, لا سيما وهم يرون مقدساتهم الإسلامية والمسيحية تنتهك في القدس, دون مراعاة لما احتوته الأديان السماوية من قيم واحترام".
وضربت المحكمة عشرات الأمثلة على انتهاك المقدسات في فلسطين, مثل "اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحة المسجد الأقصى, وما سبق من قيام المتطرفين اليهود "جماعة أمناء الهيكل" بوضع حجر الأساس بشكل رمزي لبناء المعبد اليهودي الثالث المزعوم, بالقرب من باب المغاربة, بحكم من المحكمة الإسرائيلية العليا رغم أن القدس أرض محتلة".
وأشار القرار الصادر عن المحكمة إلى "المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في تشرين الأول/أكتوبر 1990 بإطلاق النار علي المصلين, ومحاولة إحراق الأقصى عام 1969", و"الاعتداء الوحشي, الذي لم يسبق له مثيل من قتل المدنيين والأطفال بقذائف الدبابات والصواريخ وطائرات الاباتشي وأف 16 وأف 15، وهدم المنازل فوق رؤوس أهلها".
وخلصت المحكمة بعد سرد جرائم الاحتلال الإسرائيلي للقول إن "الأمر الذي يكون معه إقامة تلك الاحتفالية في تلك الظروف والملابسات, مما يمس الأمن العام والسكينة العامة, ويتعين معه الحكم بوقف إقامة تلك الاحتفالية

عودة الاحتفالات

وبتاريخ 2/10/2004: يخرج وزير الخارجية الصهيوني (سيلفان شالوم) بطلب غريب من نظيره المصري (أحمد أبو الغيط) خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في القدس المحتلة، يدعو فيه مصر بالعمل على رفع قراراها السابق بشأن منع الصهاينة من زيارة ضريح أبو حصيرة، حيث كانت مصر قد أصدرت قراراً سابقاً بأن لا تزيد الاحتفالات الصهيونية وعمليات التأبين للحاخام المزعوم عن 75 شخصاً، وكان القرار رداً على المجازر الصهيونية في الأراضي الفلسطينية، فيما طالب الوزير المصري نظيره الصهيوني بأن يتم العمل على التوصل لنقطة اتفاق حول هذا الأمر عن طريق الطائفة الهودية في مصر.
لا تنتهي المسألة عند هذا الحد، فبتاريخ 11/2/2005 يجدد الوزير الصهيوني طلبه من (أبو الغيط) بالسماح للكيان الصهيوني بترميم مقبرة أبو حصيرة وزيادة عدد التأشيرات الممنوحة للصهاينة المحتلين بهدف زيارة المقبرة، مقابل تنفيذ الكيان الصهيوني للطلب المصري الخاص بإجراء عمليات الترميم اللازمة لدير السلطان بالقدس.
وعاد الصهاينة من جديد للاحتفال بمولد الحاخام المزعوم عام 2006 وسط مشاعر السخط والغضب لأهالي دمنهور بالبحيرة وصلت الأربعاء الوفود الإسرائيلية بالسيارات السياحية إلى قرية دمتيوه لحضور الاحتفال بمولد أبو حصيرة وسط إجراءات أمنية مشددة على الطريق الزراعي ـ مصر الإسكندرية وحول الضريح، حيث بلغ إجمالي الحضور 700 سائح معظمهم من مرتدي القبعات اليهودية الذين حضروا مباشرة من "إسرائيل" إلى مطار النزهة بالإسكندرية.
وقام معظم السياح الإسرائيليين عند دخولهم القرية بالتقاط المناظر عبر كاميراتهم الحديثة لمداخل القرية والقرى المجاورة ونالت أكوام القمامة النصيب الأوفر من المناظر التي التقطت وذلك وسط حالة من الغضب الشديد الذي سيطر على الأهالي. وفرضت قوات الأمن حظر التجول على سكان القرية بينما راح أعضاء الوفود الإسرائيلية يطلقون صيحات الاستهزاء بالشعب المصري ويعتبرون إعادة انعقاد المولد نصر عظيم مهم وانتصار للخارجية الإسرائيلية وسط حسرة وألم شديدين على انتهاك الأحكام القضائية التي حصل عليها الأهالي بعدم انعقاد المولد من خلال الحكم القضائي الذي صدر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية وكانت الحكومة الإسرائيلية والجمعية اليهودية بالإسكندرية قد مارستا ضغوطاً مكثفة على الحكومة المصرية لإقامة الاحتفال في موعده وهو الأمر الذي أدى إلى ارتباك الحياة في محافظة البحيرة حيث حاصرت مدنها وقراها قوات الشرطة التي جاءت لحماية الصهاينة المشاركين في الاحتفالات وتم إعداد خطة أمنية شارك في إعدادها قيادات وزارات الداخلية ومديري الأمن بمحافظة الإسكندرية والبحيرة تمثلت الخطة الأمنية في حماية الصهاينة القادمين من مطار النزهة بالإسكندرية عن طريق إسكندرية - القاهرة الزراعي حيث تابعتهم سيارات الشرطة واصطف جنود الأمن المركزي على مداخل مدن وقرى محافظة البحيرة، وأصدر مجلس المدينة تعليمات بإغلاق المحال التجارية والمقاهي بالإضافة إلى تعليمات مديرية التربية والتعليم بإغلاق مدرسة القرية لمدة ثلاث أيام وتعطيل الدراسة بها وفرض حظر تجول على سكان قرية دمشيوه الذين وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل رجال الأمن.
وفي إطار الإجراءات الأمنية ذاتها تم إغلاق الطريق الموصل بين عزبة سعد ودمتيوه لأنه يمر بجوار مقبرة أبو حصيرة، وبدأ الاحتفال برقصات ماجنة وأجساد عارية وقبلات متبادلة بين المشاركين في الاحتفال وذرف اليهود الدموع متوسلين للمدعو أبو حصيرة أن يشفيهم من أمراضهم .. ووقف اليهود عند باب المقبرة يتحدثون عن تاريخهم وبركات أبو حصيرة وكيف انقطعت هذه البركة على مدار السنوات الخمسة الماضية والتي لم يقيم بها الاحتفال وقاموا بسكب الخمور على رؤوسهم وتوزيع الفستق المغربي واللوز السوداني ونحروا الخراف وبرز خلال احتفال هذا العام حضور بعض السيدات من كبار السن والعجزة وراحوا يتوسلون إلى أبو حصيرة لشفائهم ولحماية أبنائهم من المقاومة الفلسطينية. وفي العام الماضي جاءت مغادرة اليهود الذين حضروا الاحتفال بمولد "أبو حصيرة" في قرية "ديمتوه" بمركز دمنهور وسط إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة، تحسبًا لاستهدافهم في طريق عودتهم إلى بلدانهم. وبلغ عدد اليهود الوافدين من إسرائيل ودولاخرى شخصًا
حيث استقلوا 17 أتوبيسًا سياحيًا من قرية "دمتيوة"إلى مطار القاهرة الدولي ترافقهم أعداد كبيرة من القوات الخاصة المصرية. وقد تم نقلهم مباشرة على ثلاث رحلات شارتر على خطوط شركة العال الإسرائيلية مباشرة إلى تل أبيب.
وحسب مصادر أمنية بالبحيرة، طلبت أجهزة الأمن من السفارة الإسرائيلية اختصار مدة الاحتفال لليلة واحدة فقط وذلك لدواع أمنية، تحسبًا لاستهداف المحتفلين في أية هجوم، خاصة وأن المنطقة المحيطة بقبر "أبو حصيرة" هي منطقة زراعية مفتوحة، وإمكانية وقوع أي عمليات وارد بشكل كبير.
وقوبل اختصار الاحتفال على ليلة واحدة بارتياح شديد من أهالي قرية "ديمتوه" حيث أطلقت النساء الزغاريد أثناء تحرك أتوبيسات اليهود بالتحرك والرحيل،
وذلك بعد أن كانت القرية أعلنت إضرابًا شاملاً طيلة تواجد اليهود بها، حيث أغلقت المحلات ورفض أصحابها التعامل مع اليهود أو البيع لهم احتجاجًا على مجازرهم الدموية ضد الشعب الفلسطيني.
لكن فرحتهم هذه نغصتها عليهم أجهزة الأمن بعد أن وعدت بإقامة الاحتفال في العام القادم







الرأي التاريخي

يعلق الدكتور عبد الله كامل رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية السابق بالمجلس الأعلي للآثار علي قرار ضم ضريح " أبو حصيرة " للآثار الإسلامية والقبطية في عام 2001 قائلا : بصراحة ضم الضريح للآثار كان خطأ ومجرد (مجاملة) لـ"إسرائيل" لذلك عندما قضت محكمة القضاء الإداري بمنع إقامة الاحتفالات قضت أيضا في نفس الحكم باستبعاد الضريح من دائرة الآثار.
ويشير الدكتور عبد الله كامل في هذا السياق إلي أن قرار المجلس الأعلي للآثار بإنشاء إدارة للمقتنيات اليهودية في مصر هو الآخر قرار غير علمي ومجرد (مجاملة) سنعرف خطورتها فيما بعد حيث يفتح القرار الطريق أمام الصهاينة للمطالبات التي تبدأ بالمشاركة في عمليات ترميم جبانات اليهود ولا تنتهي بإنشاء متحف للمقتنيات اليهودية وغيرها من المطالبات التي نعرفها جميعًا.
أما عن الاحتفال بمولد "أبو حصيرة" فيقول د. عبد الله كامل : إلي جانب غضب الأهالي في البحيرة ورفضهم لوجود الصهاينة علي أرضهم أو الحفلات الراقصة التي لا تليق بالقرية المصرية نحن أمام حكم قضائي واضح يقضي بمنع الاحتفالات التي تقام كل عام ، أي أن الأمر لا يجب أن يخضع للنقاش.
أما الدكتور علي حسن الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلي للآثار فيشير إلي خطورة إقامة هذا الاحتفال السنوي ويقول: إن التهاون في هذالأمر يفتح علينا أبواب جهنم.
ويضيف: هذا الإصرار غير العادي من جانب " إسرائيل" لإقامة الاحتفال كل عام له ما يبرره فهم كيان سرطاني توسعي سينطلقون من "أبو حصيرة " لأماكن أخري وربما نجدهم يطالبون بإقامة الاحتفالات في قرية "قنتير" بالشرقية التي يدعون أنها مسقط رأس سيدنا موسي، خاصة أنهم يزيفون الحقائق ويريدون أن يثبتوا أن لهم دورا في الحضارة المصرية القديمة..
لكن سماح السلطات المصرية بهذا الاحتفال رغم حكم القضاء ليس له ما يبرره فالاحتفال الذي يقام كل عام لا يقبله أحد لأنه ينطوي علي تطبيع صريح للعلاقات ويتضمن أفعالا لا يقبلها المواطن المصري ولا تنسجم مع التقاليد المصرية الإسلامية والمسيحية ، وهو ما جعل المصريين بشكل عام مسلمين ومسيحيين يرفضون مثل هذا الاحتفال.
وبالنسبة لجنسية " أبو حصيرة " وديانته ــ والكلام ما زال للدكتور علي حسن ــ فالأمر لا يعنينا في شئ سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا مغربيًا أو مصريًا فنحن أمام حكم قضائي يمنع الاحتفالات ويجب تنفيذه.

مولد أبو حصيرة تطبيع سياحي

وهذه المقبرة المشبوهة كانت تستغلها إسرائيل للتطبيع السياحي مع مصر؛ حيث تتخذها ذريعةً لدخول آلاف اليهود الصهاينة سنوياً للأراضي المصرية، والتغلغل في إحدى قراها، وممارسة كافة أشكال الشذوذ والفجور والرقص وتناول المخدرات، مما يسبب أضراراً كثيرة لأهالي القرية وشبابها، الذين يرفضون هذا (التطبيع) الصهيوني.
ومن المعروف أن السياحة الصهيونية نشطت في مصر عقب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل في عهد الرئيس السادات، فبعد التوقيع مباشرةً، قامت شركة (العال) الإسرائيلية بإعداد دراسة عن تطوير رحلاتها للشرق الأوسط، وخاصةً مصر، وذلك بالتعاون مع شركات في الولايات المتحدة، وقد ساهم ذلك في تنشيط حركة السياحة؛ حيث بلغ عدد الرحلات الجوية التي قامت بها شركة (العال) الإسرائيلية بعد سنة فقط من تشغيل خطِّها مع القاهرة حوالي 253 رحلة في الاتجاهين، ونقلت (34927) راكباً، في حين بلغت رحلات شركة (نفرتيتي) المصرية 117 رحلة في الاتجاهين، ونقلت (26354) راكباً، وبِيعَ 38% من التذاكر في إسرائيل، و33% في الولايات المتحدة، و19% في مصر
ولنفس الغرض حرصت إسرائيل على توقيع اتفاقية تعاون بين مطارَي (إيلات) و(عتسيون) كشرط لتسليمه لمصر في 25 أبريل 1982م، للسماح للطائرات المتجهة إلى (إيلات) و(رأس النَّقَب) باستخدام المطارَيْن بصورة متبادلة
ولتنشيط السياحة والمواصلات بين البلدين أيضاً، اتُّفقَ على تشغيل النقل البحري بين (أشدود) و(بورسعيد)؛ لنقل السياحة الشعبية بين البلدين، ووقع مديرو وزارات السياحة في كلٍّ من مصر وإسرائيل في فندق (هيلتون القدس) في 17 مايو 1981م على مذكرة تفاهم؛ استمراراً لاتفاق وُقِّعَ في 24 مارس 1980م بشأن تبادل المعلومات عن قوانين ومشاريع السياحة المستقبلية، مما سيتيح للشركات الإسرائيلية التدخل والاستفادة والمشاركة في المشروعات السياحية المصرية، ومن ثمَّ توسيع حصيلة الصادرات السياحية غير المنظورة.
وعلى الرغم من تحفظ الحكومة المصرية على السياحة البرية بين مصر وإسرائيل، التي تقتضي فتح الحدود؛ فإن الإصرار الإسرائيلي - وفق اتفاقية مارس 1980م - استطاع أن يحصل على حق دخول السيارات السياحية من إسرائيل إلى مصر، وفق المادة الثانية من الاتفاقية، والتي تنصُّ على ذلك.

الموقف الحكومي

ومن أخطاء المسئولين الفادحة تجديد شوارع القرية وأعمدة الإنارة وإقامة كوبري أبوحصيرة قبل إقامة المولد بأسابيع فقط !! وذلك بجانب كوبري يدعى " كوبري اليهود" ، حيث يروي الأهالي كيف تتحول قريتهم أثناء احتفالات اليهود بمولد أبو حصيرة من مكان لتراكم القمامة والإهمال إلي مدينة أوروبي حيث التجهيزات و تقوم أجهزة الأمن المركزي المصرية والقوات الخاصة بإجراءات أمنية مشددة حول قرية ديميتوه، الأمر الذي يؤدي إلى ضجر الأهالي من تلك الإجراءات ، حيث تنتشر على جانبي الطريق الزراعي وحتى مقبرة "أبو حصيرة" وتفرض حظر التجوال على الأهالي لتوفير الأمن لمئات اليهود.. كل ذلك يؤدي إلى أرباك الحياة في محافظة البحيرة وأصدر مجلس المدينة تعليمات بإغلاق المحال التجارية والمقاهي، بالإضافة إلى تعليمات مديرية التربية والتعليم بإغلاق مدرسة القرية وتعطيل الدراسة بها ..... فيجد أهالي القرية أنفسهم محاصرين.

الموقف الشعبي

سبق لأهالي القرية أن طالبوا أجهزة الحكم المحلي المصرية في كانون الثاني/يناير الماضي 2001 بتغيير اسم القرية إلى "قرية الشهيد محمد الدرَّة"، حتى تُذَكِّر اليهود الذين يزورونها كل عام بجرائمهم في انتفاضة الأقصى, ورفعوا دعاوى قضائية يطالبون فيها بتغيير اسم القرية إلى محمد الدرة.
يرفض أهالي وتجار القرية دائماً فتح محالهم للبيع لليهود كما يرفضون التحدث إلى وسائل الإعلام التي تصاحب المحتفلين .كما رفضوا عرضاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك الذي قام بزيارة إلى دمنهور سرًا في سبتمبر 2005م

مصدّ الأحذية



جاسم الرصيف

من البديهيات في عالم العمالة أن يوظّف رب ّ العمل أحدا ، تخلّى كل كل القيم ، ليحميه إمّا يتوفير المعلومات عمّن يعتبرهم رب ّ العمل أعداء له ، حتى لو كانوا من ذوي المرتزق فاقد القيم نفسه ، أو ليحمل السلاح دفاعا عمّن إستأجره ضد أيا كان ، حتى لو كان من ذوي حامل السلاح الأجير ،، ويوجز الحالتين مايراه المراقب في عراق اليوم ، حيث تتألق الحالتان في حلّة المضبعة الخضراء على أوضح الصور .

قبيل غزو العراق درّبت إدارة عميد تجار الحروب الخاسرة ، مجرم الحرب بوش ، عراقيين وايرانيين واكرادا من الفئتين المذكورتين في معسكرات في اوربا لأداء وظيفة مصدات محلية إستصحبتها على دباباتها الغازية ، و ( أبدعت ) هذه المصدات في أداء دور ( حصان طروادة ) العراقي حتى وصلت بغداد ، وروّجت ( لديمقراطية ) ولحياة ( سعيدة ) ستكون ( مثالا ) في الشرق الأوسط ، حتى ان بعضهم ( بشّرنا ) بيابان جديدة تبين فيما بعد أنها هيروشيما بثوب ووجه جديد في مستهل هذا القرن .

ومع ان هذه المصدات إتسعت ، وازداد ( حصان طروادة ) سمنة من علف العراق ، حتى أن نوري المالكي تباهى قبل أيام بأن عديدها تجاوز المليون ، ومع عديد قوات الغزو الأجنبي المسلحة وغير المسلحة صار عديدها اكثر من مليون ونصف ، الا ّ أنه وثق صراحة بتباهيه هذا أبشع نسبة من رجال الأمن المسلحين قياسا الى عدد المواطنين العزل من السلاح ، في أبشع دكتاتوريات الأرض ، تكاد تصل رجل أمن مسلح واحد لكل ( 20 ) مواطن ، حتى لو كان طفلا رضيعا ، ولكن كل هذه المصدات الماشرة وغير المباشرة عجزت عن حماية المضبعة الخضراء من المدّ الوطني الرافض للإحتلال وتبعاته .

حسنا !! .

هل رأيتم نوري المالكي في لحظة إطلاق فردة الحذاء الثانية نحو مجرم الحرب بوش ؟!. حاول الرجل بكل أمانة صد ّ فردة الحذاء . تلقفها بحذاقة لاعب ماهر ، جيّد التدريب ، وجيّد الأداء ، ووضعها كأي مستمسك ( إرهابي ) هام على المنصّة ، لذا ذكر بوش أن القذيفة : عراقية وطنية من عيار ( 44 ) عابر للقارات، معنى ومبنى ، او نمرة ( 10 ) تدمير شامل هادر للعنجهيات ،، ومن هنا إستعادت ( القنادر ) أبّهتها مع بعض معانيها ووظائفها المنسية ، وهي تقذف ، وهي تصد ، عبراعلام ووعي العالم كله .

أدّى نوري المالكي واجبه ، إذن ، كمصد أحذية عراقية بإمتياز يحمد عليه أمريكيا ، وفاء عمّا أتاحه له رب ّ عمله الآيل نحو نهاية خدمته ، بعد أيام ، في زيارته ( الوداعية ) المفاجئة الأخيرة التي نال فيها أكبر مفاجأة تأريخية ، لن ينساها حتى في قبره لأن التأريخ لن ينساها قط ، مثل حذاء خروتشوف ، او حذاء أبو القاسم الطنبوري في حكاياتنا الشعبية ،، ولكن نوري المالكي لم يتلق حمدا من شريف عراقي واحد ، مذ جاء على دبابة غزو اجنبية حتى اليوم ،، ولكأني بقبيلة بني مالك العربية أصيب بكارثة تأريخية فيمن يستعير اسمها لقب خيانة له وحده .

وأراهن أن جلال الطالباني والحكيم والهاشمي والبرزاني والمشهداني والدليمي ، وكل اصحاب الصحوة والغفوة ، ومن معهم في المضبعة الخضراء ، قد حسدوا نوري على براعته وجودة أدائه لواجبه الإرتزاقي كمصد أحذية ذودا عن ( المحرر ) ، ( هدية الله ) ، كما يقول الطالباني ،، وقد تحل بالمسكين نائبة من شدّة الحسد من رفاقه في سلاح مصدّات الأحذية ،،

ولكن رهاني أن المفارقة الكبرى قد وقعت بين الورود التي رشها سلاح مصدات الأحذية على أحذية الجنود الغزاة يوم وصلوا العراق ، في مبناها ومعناها ، وبين مبنى ومعنى قصف منتظر الزيدي لمجرم الحرب بوش بفردتي حذائه ، وفي زيارته الوداعية المفاجئة الأخيرة ، وبعد اكثر من خمس سنوات من عمر الإحتلال ،، لأن التأريخ سيقارن من المبنيين والمعنيين ، بين مصد أحذية ، وبين قاذف حذاء .

يقول المنطق : لاتقف بين الرامي والهدف .

ويقول عراقيو اليوم : لاتقف بين ( القندرة ) والهدف .



العراصنة

بقلم: جاسم الرصيف*

... ولا خطأ في (العراصنة)، لأنني نحتّها من مفردتي: عرب وقراصنة،، لمناسبة حربهم العالمية الأولى ضد قراصنة العالم الكبار في عالمنا المقرصن من قطبه الشمالي الى قطبه الجنوبي على أيادي الدول المزدوجة المعايير التي قرصنت لنفسها تسمية الدول (دائمة العضوية) في مجلس (الأمن!؟) الدولي، حيث قرصنت لنفسها فقط (حقّين) من أخطر الحقوق الدولية التي سوّغت كل مآسي الإنسانية في تأريخها الحديث مذ تأسست الأمم المتحدة وحتى اليوم، وهما: (حق) الفيتو، و(حق) السيطرة على (قناص) البند الحربي السابع .
حيثما تشاء، ومتى شاءت، تقرصن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ما تشاء، عنوة أو بالترغيب، وقد غاب (حق) الاستعباد هذا عن منظري العبودية الذي تنشره الأمم المتحدة عبر مجلس (أمنها) في العصر الحديث. لا أحد، دولة او فردا او شعبا، يستطيع مقاومة (حق) الآلهة الخمسة التي تتحكم بالعالم وفق مصالحها علنا ومن دون لف ولا دوران، وقدّمت دول القرصنة الدولية الكبرى للإنسانية بحارا من الدماء الإنسانية البريئة في آسيا وافريقيا، مرورا بالشرق الأوسط، في الدول التي استعمرتها، من دون ان تعتذر للشعوب التي ألحقت بها كل هذه الدمارات البشرية المخزية التي وثقها التاريخ الإنساني للدول الخمس الكبرى صاحبة (الحق) في القرصنة الدولية .
ولو نظرنا الى خريطة (الفيتوات) التي استخدمت ضد شعوب آسيا وافريقيا والشرق الأوسط لوجدناها اضعافا مضاعفة عمّا استخدم ضدّ ما يسمى العالم (المتحضر) الخاضع لأمريكا وبريطانيا وفرنسا، اذا ما اعتبرنا الصين وروسيا من خارج هذا العالم، الذي (يحق) له ما لا يحق لغيره من حقوق بشرية. ونصيب عالمنا العربي من الفيتوات المانعة لأبسط حقوقه الإنسانية، حق الدفاع عن أرضه ضد الاحتلالات الأجنبية، هي الحصة الكبرى والأكثر حقارة (أممية) في التأريخ المعاصر من القرصنة الأمريكية والبريطانية والفرنسية، والموضوع هذا بحدّ ذاته يطول الى كتب في تحليل أسباب المعايير المزدوجة للقراصنة الكبار في عالم اليوم .
حسنا ! .
عراصنة الصومال هم حصيلة الجوع والقهر في عالم الغنى والرفاهية الذي تقوده عواصم القرصنة الدولية الكبرى، بالتعاون مع قراصنتها في عواصم الدول الأصغر المحلّقة في ريحها. ويوم احتلّت أمريكا الصومال لم تستخدم الدول الكبرى (حقّها) في الفيتو ضد هذه القرصنة، ولم يقم مجلس (الأمن) الدولي باستخدام حقه الحربي في البند السابع لحماية فلسطين والصومال والعراق من قرصنة سافرة أسفرت عن قراصنة محليين يراهم المرء يسرقون كل ما تطوله أيديهم من ثروات ثلاث دول عربية في آن، وفي أوضح أعمال القرصنة المعاصرة، هذا اذا تناسينا عدد الفيتوات الأمريكية ضد اي قرار يمنح الفلسطينيين حقهم الطبيعي وحقهم الشرعي في استعادة بلادهم المحتلة .
بزوارق، أراهن أنها ليست (حديثة)، وأسلحة لا تقع في خانة (متطورة) أقلق عراصنة الصومال كل دول العالم. بضع بنادق وقاذفات محمولة على الكتف وزوارق شبه بدائية غيّرت موازين الأمان من بحر (العرب)، الذي كان للعرب، الى مدخل البحر الأحمر، الذي احمر خجلا من تبعيته للقرصنة الدولية الكبرى العاجزة عن حمايته وحتى قناة السويس، لا بل أعلنت المضبعة الخضراء في بغداد أنها قلقة هي الأخرى من احتمال ان تمتد العرصنة الى مضيق (هرمز) فتقطع رزقها .
الجميع مرعوب من هذه العرصنة خوفا على أموالهم، المارّة من هناك نحو مصارف دول القرصنة الدولية الكبرى، من دون أن يفكر أحد من المرعوبين في أسباب هذه العرصنة التي انتشرت كنتيجة طبيعية للجوع وفقدان الأمان من جرّاء القرصنة الأساسية التي شرعنتها دول القرصنة الدولية الكبرى على شكل حروب احتلال مباشر أو حروب بالنيابة كما يحصل الآن في الصومال المحتلة من قبل اثيوبيا بتكليف أمريكي، مع سكوت عربي مخز، عن مآسي (أولاد العم) الذين يتضوّرون جوعا في عالم الثراء العربي والأجنبي الفاحش، فما الذي ينتظره العالم من جياع؟! .
أعاد القراصنة الدوليون فلسطين والعراق والصومال الى (العصر الحجري) لأنهم يمتلكون (حق الفيتو) و(حق) استخدام البند الحربي السابع لمجلس الأمن الدولي، فما عاد من بدّ لعرب هذه الدول غير استعمال البند الأوّل من قانون الإنسانية: ردّ الصاع بصاعين وأكثر، ووضع العرصنة حقا إنسانيا مقابلا وندّا حربيا للقرصنة الدولية التي أسست لها دول ذات معايير مزدوجة لا ترحم أحدا مادام خارجا عن عرقها الجيني، أو خارجا عن الأجندات التي تديم عجلات قرصنتها الدولية من قطب عالمنا الشمالي حتى قطبه الجنوبي .
يا عراصنة الصومال !
عرصنوهم، سيفهمون انكم أيتام في مأدبة لئام ! .

* كاتب عراقي مقيم في أمريكا

ملاحظات على المبادرة الأخيرة للدكتور خيرالدين حسيب

سنحاول في هذا المقال المتواضع القيام بمناقشة بسيطة للمبادرة الأخيرة التي طرحها الدكتور حسيب باسم ( اللقاء الوطني العراقي للتحرير والديمقراطية ) ولكن قبل ذلك علينا إلقاء نظرة سريعة على بعض المشاريع التي طرحتها قسم من المؤتمرات واللقاءات وكذلك على تلك التي قام بطرحها الدكتور المذكور أعلاه سابقا .

الفصل الأول : تعليق عام على فكرة طرح المبادرات لتحرير العراق .

الفصل الثاني : مناقشة المبادرة الأخيرة .

الفصل الأول : تعليق عام على فكرة طرح المبادرات لتحرير العراق .

في هذا الفصل سنعرض بعض المشاريع المطروحة من عدة جهات بعدها نناقش عملية تعدد مبادرات الدكتور حسيب .

أولا : نظرة عامة لبعض المشاريع والجهات التي طرحتها .

عندما ننظر إلى العدد الكبير من هذه المبادرات علينا أن ننطلق من مبدأ حسن النية أي من تصور أن أغلب الذين قاموا بطرح تلك المبادرات كان غرضهم هو خدمة العراق .

ولكن يجب أن لا ننسى أن قسما من هذه المشاريع تم طرحها لغرض آخر وهو محاولة إيجاد مخرج للقوات الغازية من المستنقع العراقي .

ودون الخوض في المؤتمرات واللقاءات الكثيرة التي عقدت سنشير بصورة سريعة :

1 – المشاريع والمبادرات التي قدمت من المقاومة العراقية أو من الرافضين للاحتلال.

أ – لقد سبق وأوضحت المقاومة العراقية شروطها التي حددها ميثاق القيادة العليا للجهاد والتحرير في أيلول 2007 وبرنامج المقاومة للتحرير والاستقلال أواخر 2006 ( ممثل البعث يرد على الداعين لمؤتمر القاهرة المشبوه .د. أبو محمد : لهذه الأسباب نحذر من الانجرار وراء مشاريع العدو المحتل. شبكة البصرة . 8/1/08 )

ب - صدر في لندن يوم 9/3/2007 بيانا لشخصيات عراقية يطرحون فيه تصوراتهم المشتركة لمعالجة الأوضاع المزرية في بلدهم .. ( شخصيات عراقية ترفض الاحتلال وتدعو لتشكيل مجلس استشاري وحكومة انتقالية . القدس العربي . 9/3/2007 )

علما بأن ما تضمنه البيان المذكور لا يختلف عما طرح في مشروع اللقاء الذي نحن بصدد مناقشته ، وذلك لكون الدكتور حسيب أحد اللاعبين الرئيسيين فيه .

- المشروع الذي تبنته الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية لتحرير العراق والتي عقدت مؤتمرها الأول بداية شهر تموز ( يوليو ) 2007 . ( د فيصل الفهد : رؤية وطنيه لتحرير العراق . شبكة البصرة . 12/8/2007 )

- كان لدى الشيخ حارث الضاري نية لعقد مؤتمر القوى الوطنية الرافضة للاحتلال ، ولكنه لم يتم . ( الشيخ حارث الضاري : خسرنا من تأجيل مؤتمر القوى الوطنية الرافضة للاحتلال اكبر فرصة ممكن . شبكة أخبار العراق 11/8/2007 )

- مشروع طرحه الشيخ حسين المؤيد في الشهر الثامن من عام 2007 . ( سعد داود قرياقوس : مبادرة الشيخ .. شبكة البصرة 24/8/2007)

- مشاريع كثيرة أخرى نذكر منها : مشروع أية الله فاضل المالكي و مشروع أو رؤيا طرحها المؤتمر التأسيسي. و مشروع طرحه حزب البعث العربي الاشتراكي وفصائله المجاهدة. ( د. فيصل الفهد : رؤية وطنية ... مشار له )

- الجبهة الوطنية للمستقلين دعت رموز العراق المتمسكين بوحدة العراق وعروبته والرافضين للاحتلال ومشاريعه التقسيمية والطائفية من الشخصيات الوطنية من كافة مكونات الشعب العراقي العربية والكردية والتركمانية ، كذلك دعت رجال الطيف الديني العراقي ، كما دعت الجبهة الشخصيات السياسية والاجتماعية ورجال الفكر والسياسة والأعمال وعدد من الشخصيات النسائية الناشطة، لحضور مؤتمرها السنوي الذي سينعقد في عمان للفترة من13الى 14 من كانون الأول 2008 . ... علما بأن نفس الجبهة ستعقد مؤتمرا ثانيا في بغداد / قاعة نادي العلوية يوم17و 18/12 . (فعاليات مؤتمر وحدة العراق/دعوة للتمسك بوحدة العراق وعروبته . شبكة أخبار العراق . 4/12/08 )

نقول أن عقد المؤتمر في بغداد لن يؤدي إلى مشاركة فعلية للقوى والشخصيات الداعمة للمقاومة ولذا نشك بنجاح مثل هذه المؤتمرات التي ممكن أن تكون مدعومة من قبل حكومة المنطقة الخضراء العميلة .

2- مؤتمرات ( المصالحة الوطنية العراقية ) وهذه المؤتمرات تم الدعوة لعقدها من قبل المساندين لسلطات الاحتلال حيث تمت برعاية منظمة إيبالمو الإيطالية التي تعنى بشؤون أميركا اللاتينية والشرق الأوسط ومنظمة مدنية أميركية تدعى مبادرة الحوار الدائم من أجل العراق.

ونحن نعلم جيدا بأن هاتين المنظمتين لم يقوما بهذه المبادرة لولا حصولهما على الضوء الأخضر من السلطات الأمريكية ، والغرض من هذه المؤتمرات ، وفق تصورنا ، هو محاولة إخراج قوات الاحتلال من المستنقع العراقي . ولذا فإن هذه اللقاءات يحضرها مسئولون كبار من ممثلي دول الاحتلال وبالأخص أمريكا وبريطانيا كما يشارك بها بعض عملاء سلطات الاحتلال مما يطلق عليهم ظلما حكام العراق . ونذكر من هذه المؤتمرات :

أ– المؤتمر الأول عقد في اسطنبول عام 2006 والثاني في بيروت عام 2007 ولكن هذين المؤتمرين عقدا ولم يهتم احد بهما أو يتناولهما في وسائل الإعلام أيا كانت ( د عبد الرزاق الدليمي: هذا ما جرى في البحر الميت . صحيفة العراق .

25/11/07 )

ب – المؤتمر الثالث والذي عقد في البحر الميت – في الأردن – وقد حضره كثير ممن يساندون المقاومة العراقية وحدثت فيه مناقشات طويلة لا مجال لذكرها ( د.عبدالرزاق الدليمي : هذا ما جرى ... مشار له و كاظم حسن عبدالرحمن : نعيق غراب البين في البحر الميت . مدونة رائد الحامد . 18/11/07 )

ج – المؤتمر الرابع والذي عقد في بيروت في الشهر الأول من هذا العام : وهذا المؤتمر عكس سابقه لم يشارك به أي شخص أو جهة عراقية خارج ما يطلق عليه ( العملية السياسية ) أي لم يحضره سوى العملاء . (الكربولي: مؤتمر بيروت عقد من دون مشاركة أطراف من خارج العملية السياسية . سوا . 20/1/08 )

د – أما المؤتمر الأخير الذي عقد في بغداد فهو بمثابة صفعة كبرى لمنظميه ، ليس لأنه لم يحضره أي شخص من معارضي الاحتلال ، ولكن حتى الكثير من الأطراف الداخلة في لعبة ( العملية السياسية ) قد انسحبوا من هذا المؤتمر أو قاطعو المؤتمر إذ قاطعته جبهة التوافق والقائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، بينما أعلن التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدي الصدر انسحابه من المؤتمر . ( الضاري: لن نشارك في مؤتمرات مصالحة تحت راية الاحتلال . الخليج الإمارتية 2008-03-18. و الصدريون انسحبوا واعتبروه صوريا .والتوافق رأته واجهة إعلامية

المالكي: لا حوار مع حزب البعث. والبعثيون يحملون عقولا مريضة .القدس العربي .19/03/2008 )

ثانيا : المبادرات السابقة التي طرحها السيد حسيب .

قبل أن نقوم بعرض عدد المبادرات ومبرراتها التي قدمها السيد المذكور نرى أن نذكر للقارئ الكريم بأننا سبق وقمنا بدراسة إحدى هذه المبادرات والتي أقرها ( المؤتمر القومي العربي ) وهي المبادرة الثانية . ( الدكتور عبدالاله الراوي : ملاحظات على مبادرة المؤتمر العربي . شبكة البصرة . 8/1/2006 )

والتي أوضحنا في مقدمتها (ليس لدي أية معرفة شخصية بالأستاذ خيرالدين حسيب ولكن من خلال قراءة بعض المقالات التي نشرها في القدس العربي ومداخلاته في الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية والتي نشر ما دار فيها بكتاب بعنوان (احتلال العراق وتداعياته عربيا وإقليميا ودوليا) ومن خلال مشاهداتي له على بعض الفضائيات العربية تولدت لدي القناعة بأنه رجل وطني ومخلص ، ولهذا السبب لا أريد أن أشكك بوطنيته وإخلاصه كما فعل بعض الأخوة الذين اطلعنا على رسائلهم ومقالاتهم ، منطلقين من توسمنا بأنه طرح مبادرته بنية حسنة ...... )

والآن من حقنا أن نوضح بأن الدكتور المذكور : الظاهر أنه مولع بتقديم المبادرات ، وأغلبها متشابهة من حيث المضمون كما نرى في الفصل الثاني من هذا البحث ، لأن المبادرة التي نقوم بدراستها هي الخامسة حسبما ذكر أحد الزملاء ( د. نوري المرادي : مبادرة حسيب ( الجديمة ) .. ( انتفاضة القماسيس ) . كتاب من أجل الحرية . 25/11/2008 )

أي أن السيد خيرالدين ضرب رقما قياسيا في هذا المجال .

ولذا من حقنا أن نتساءل عن الدافع وراء تعدد هذه المشاريع لأنه وفق قناعتنا لم نجد إلا دافعا وحيدا ، نتمنى أن نكون مخطئين في ذلك ، ألا وهو : محاولة الحصول على مساعدات لمؤسسته - مركز دراسات الوحدة العربية - .

ولنكن منصفين نقول : بأن هذا المركز قام بطبع ونشر عدد كبير من الكتب القيمة وأغلبها تتضمن بحوث ومناقشات لندوات قان بعقدها المركز المذكور مثل ( احتلال العراق وتداعياته عربيا وإقليميا ودوليا . بيروت .2004 ) .

أو مقالات مترجمة لبعض الكتاب أو مستقاة من مراكز بحوث مثل ( العراق : الغزو – الاحتلال – المقاومة . شهادات من خارج الوطن العربي . بيروت . 2003 )

ونشير أخيرا إلى كتاب يتضمن مقابلات على الفضائيات . ( الدكتور خيرالدين حسيب : مستقبل العراق : الاحتلال – المقاومة – التحرير والديمقراطية . بيروت . 2004 )

ولكن للأسف ، وحسب ما ذكر لي مسئول الدار التي تقوم بعرض وبيع هذه الكتب في دمشق ، وهي دار حكومية ، فإن الإقبال عليها قليل جدا لسببين الأول : ارتفاع أسعارها بالمقارنة مع دخل المواطن السوري دون أن نذكر الأزمة المادية لأغلب العراقيين المقيمين في سوريا .

والثاني : ندرة القارئ العربي والعراقي بصورة خاصة ، الذي كان يلتهم الكتب ومختلف المطبوعات في الستينات والسبعينات من القرن الماضي عندما أطلقت المقولة المشهورة : المصريون يكتبون واللبنانيون يطبعون والعراقيون يقرءون .

ولذا فيس أمام مركز الدراسات والدكتور حسيب إلا اللجوء إلى الإكثار من الندوات والمؤتمرات والمشاريع لإقناع الجهات العربية والأجنبية بأن المركز يقوم بدور رائد لإيجاد صيغة لخروج قوات الاحتلال وتحرير العراق ، ولذا فإن المركز يحتاج إلى دعم مادي .

وربما هذا ما دفع دولة قطر للتبرع ، بمبلغ ثلاث ملايين دولار وإليكم الخبر كما نشر (حولت الحكومة القطرية بقرار من أمير دولة قطر مبلغ ثلاثة ملايين دولار أمريكي على سبيل المساعدة ل"مركز دراسات الوحدة العربية " ، وكان رئيس المركز الدكتور خير الدين حسيب ، قد بدأ بالإعلان عن " أزمة ماليه " يعانيها المركز وذلك عقب مجموعة من النشاطات والمؤتمرات والمشاريع قام بها المركز باسم "المقاومة العراقية " ، ووصل الأمر إلى حد الانتقال بمقر المركز إلى بناية أخرى .

غير أن الأزمة قد حلت أخيرا ، ويتساءل مراقبون بهذه المناسبة : ترى هل المبلغ المقدم هو ثمن سيؤدي بالسيد حسيب إلى نسيان شؤون المقاومة العراقية ، أم انه سيقوم بمزيد من النشاطات والتحركات والمؤتمرات والاقتراحات المعهودة ؟ ذلك ماسيحدد بالضبط الدافع الأصلي من وراء التحركات التي قام بها المركز خلال السنوات الماضية !!!. ( الحكومة القطرية تحول مبلغ ثلاثة ملايين دولار لحساب خير الدين حسيب/ خاص البديل العراقي . البديل العراقي . 11/11/2007 )

الفصل الثاني : مناقشة المبادرة الأخيرة .

لقد أصدرت المجموعة المساهمة ب ( اللقاء الوطني العراق ) منهاج سياسي وخطة عمل وبيان ختامي وسوف نقوم بإبداء بعض الملاحظات على ما ورد في المنهاج السياسي ولكن قبل ذلك سنطرح موضوع يتعلق بإحدى الجهات المشاركة في هذا اللقاء . (اللقاء الوطني العراقي للتحرير والديمقراطية المنهاج السياسي ... شبكة أخبار العراق . 2/12/08 و« اللقاء الوطني العراقي للتحرير والديمقراطية » يدعو المقاومة العراقية .. القدس العربي .4/12/08 )

أولا : نظرة عامة عن المشاركين في اللقاء .

علينا أن نؤكد بمعرفتنا ببعض من حضر اللقاء الأخير ولا نشك بوطنيتهم ولا بحبهم للعراق ورغبتهم الحقيقية لتحريره والحفاظ على وحدته .

ولكننا نقول أن بعض هذه اللقاءات قد تؤدي إلى عكس النتيجة المرجوة منها وبالأخص خلق الخلافات أو تعميقها بين بعض الأطراف العراقية.

ورغم كوننا غير مرتبطين بأي تنظيم حزبي .

ودون الإطالة في هذا المجال سنثير إلى حالة واحدة ألا وهي حضور اللقاء الأخير لعراقيين أطلق عليهما ممثلين عن ( حزب البعث العربي الاشتراكي – جناح محمد يونس الأحمد )

ولذا من حقنا أن نتساءل : هل تم دعوة ( الجناح الآخر للحزب ) والذي ، حسب معلوماتنا ووفق المقالات التي نقرأها على مختلف المواقع الحاسوبية ، يمثل الغالبية العظمى من المنتمين لهذا الحزب ، بينما لم نقرأ ولم نسمع بجناح الأحمد نهائيا اللهم إلا في بداية تشكيله والاتهامات المتبادلة حول موضوع المبالغ المالية .

ومن المؤكد فإن أي بيان يطبع باسم هذا الحزب في أي مطبوع أو مقروء فإن المقصود به ليس هذا الجناح الذي حضر هذا اللقاء .

وهذا يدفعنا لنتساءل : هل أن الدكتور حسيب ، والذي قام بتوجيه الدعوات ، يعلم بصورة شبه دقيقة بعدد المنتمين لهذا الجناح ؟

حسب معلوماتنا الشخصية ، ومن خلال معلومات ذكرها بعض من حضروا الاجتماع الأول والذي أطلق عليه مؤتمر ، والذي قام بالدعوة له الجناح المذكور ، لم يحضره أكثر من ثمانين عضوا حزبيا وإن الغالبية العظمى منهم قرروا الانسحاب من هذا الجناح بعد أن علموا بأن هذا المؤتمر لا يمثل حزب البعث العربي الاشتراكي ، بل يمثل مجموعة منشقة عن هذا الحزب .

ولذا من حقنا أن نتساءل أيضا : هل أن هذا اللقاء كان أحد أغراضه إعطاء الشرعية لهذا الجناح ؟

ثانيا : الجوانب الايجابية في ما طرحه اللقاء الأخير .

من المؤكد فإن هذه المبادرة تتضمن بعض النقاط الايجابية منها :

1 - لم يدع المشاركون في هذا اللقاء " بكون مبادرتهم " وطنية عراقية تعبر عن آراء وإرادة المقاومة الوطنية العراقية والقوى السياسية الوطنية الرئيسية المناهضة للاحتلال ، لإنهاء احتلال العراق وانسحاب قواته دون شرط. "

أي أن السيد حسيب لم يتورط بادعائه بأن مبادرته تعبر عن أراء المقاومة العراقية بعد أن قرأ مقالنا المشار له أعلاه .

2 – ركزت المبادرة على وحدة العراق ورفض المحاصصة الطائفية والتأكيد على هوية العراق العربية والإسلامية ... الخ

3 - اعتبار ثروات العراق حق للشعب العراقي .. الخ

ثلثا : مناقشة سريعة لبعض فقرات المبادرة .

1 – المدة الممنوحة لقوات الاحتلال لغرض الانسحاب .

لقد نصت الفقرة الخامسة ( أولا ) من المبادرة على " تحديد جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال من العراق كلياً ومن دون أية شروط في مدةً لا تزيد على سنة، ووضع جدول زمني قصير لذلك لا تزيد مدته على ستة أشهر كحد أقصى لانسحابها إلى قواعد عسكرية مؤقتة ومحددة يتفق عليها مع الحكومة المؤقتة. ويتم بعد الاتفاق إعلان انسحاب القوات الأمريكية وقوات الاحتلال الأخرى، ولا يكون لتلك القوات أي دور أمني أو عسكري خلال الفترة الزمنية لانسحابها، وتنسحب القوات الأمريكية وقوات الاحتلال الأخرى من تلك القواعد في نهاية مدة الستة أشهر كحدٍ أقصى. "

علما بأن المدة التي منحت لهذه القوات لنفس الغرض ، في المبادرة التي قمنا بمناقشتها في مقالنا المذكر ، أن لا تتجاوز ستة أشهر .

وقد اعترضنا في حينها وقدرنا أن ثلاثة أسابيع تكفي لانسحاب هذه القوات ، والغريب أن المبادرة الأخيرة منحت لهذه القوات مدة سنة كاملة . دون معرفة السبب .

ونحن نقول يجب في كل الأحوال أن لا تمنح أكثر من شهر أو شهرين كحد أعلى . وتبريرنا ينطلق من أن هذه القوات استطاعت ، سواء أثناء التحضير لما أطلق عليه " تحرير الكويت " أو للغزو الأخير ، فإن الولايات المتحدة استطاعت نقل كافة جنودها ومعداتها الحربية ومتطلباتها الأخرى في مدة لا تزيد عن المدة التي نقترحها .

إذا ما هو سبب منحهم سنة كاملة لغرض الانسحاب ؟

2 - المقاومة والجيش العراقي .

نصت الفقرة السادسة من نفس الفقرة على " أن تعلن المقاومة الوطنية العراقية وقفاً لإطلاق النار، مع الإبقاء على سلاحها، إلى حين الانتهاء من انسحاب القوات الأمريكية وقوات الاحتلال الأخرى كلياً. "

نحن نرفض بقاء القوات الغازية لمدة ستة أشهر في المدن والقرى العراقية ، مع إعلان المقاومة وقف إطلاق النار ، وهناك احتمال أن تقوم هذه القوات ببعض الجرائم التي اعتادت على القيام بها .

أما سحب سلاح المقاومة فنحن لا نؤيد بأن يتم قبل إعادة تشكيل الجيش العراقي والذي سيضم ، من المفروض ، أغلب إن لم نقل جميع المناضلين العراقيين في هذه المقاومة الباسلة .

3 – الحكومة المؤقتة والمرحلة الانتقالية.

اقترحت هذه المبادرة كسابقتها مدة سنتين كمرحلة انتقالية كما أنها منحت صلاحيات واسعة للحكومة التي تكلف بأعباء هذه المرحلة ، وسبق وقمنا رأينا في هذا المجال ولا داع للتكرار .

4 - العقوبات والتعويضات .

ذكرت المبادرة نصوص متباعدة حول هذا الموضوع ، ونحن مضطرون على ذكرها ثم مناقشتها .

- الفقرة 16 – 8 نصت على " تلتزم الحكومة الانتقالية تعويض جميع المتضررين من الاحتلال، بأشكاله المختلفة من أرواح وممتلكات وغيرها، ودون انتظار الحصول على التعويضات المترتبة على قوات احتلال العراق، ودون إسقاطها."

- نصت نفس الفقرة " 11- العمل بِكُلّ الوسائل القانونية والسياسية والدبلوماسية والدولية السلمية، المتاحة والممكنة، لتعويض العراق عمّا لحقه من أضرار وخسائر مختلفة من قوات الاحتلال.

12- تشكيل هيئة وطنية قانونية عليا، لإعداد ملف حول الحصار والحرب والجرائم المقترفة بحق الشعب العراقي، لتحصيل الحقوق القانونية والاعتبارية لشعبنا ودولتنا العراقية. "

وأخيرا كلفت المبادرة الحكومة العراقية المؤقتة بنص الفقرة 20 –4 ، 6 على " متابعة الحصول على الأموال العراقية المنهوبة والمهدورة وفق القانون الدولي.

وتعمل بموجب القانون الدولي على تحصيل حقوق العراق المتنوعة التي يكفلها القانون المذكور. ونتوجه إلى وكالات المنظمة الدولية المتخصصة ولجانها القانونية والإنسانية تقديم العون للعراق في هذا المجال، وفقاً لأحكام ميثاق منظمة الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان واتفاقيات لاهاي وجنيف وتعديلاتها. "

في الوقت الذي نؤيد فيه قيام الحكومة العراقية بدفع التعويضات للمواطنين قبل الحصول ..... الخ

ولكن بالنسبة لطاب التعويضات من دول القوات الغازية ومن ساندها فهذه قضية ناقشناها بصورة مفصلة في مقالنا المشار له .

علما بأن المبادرة السابقة طلبت أن تمنح الولايات المتحدة وبريطانيا 70 مليار دولار . وقد اعترضنا على ذلك .

ونحن نصر هنا بأن يتم الاتفاق مع سلطات الدول التي قامت بالغزو ، وقبل الانسحاب ، بالتعهد بدفع كافة التعويضات وليس بالتوسل بمجلس الأمن ، المحكوم من قبل الصهيونية العالمية والولايات المتحدة ، للحصول على التعويضات ، لأننا ورغم كوننا أصحاب حق ، وبعد اعتراف كافة المسئولين الأمريكيين بخطأ غزو العراق ، فإننا سوف لا نحصل على أي تعويض إذا اعتمدنا هذه الآليات . أما ما يطلق عليه " القانون الدولي " فهو ليس إلا مواد جامدة لا قيمة ولا احترام لها ولو تم التقيد بمواد هذا القانون لما تم غزو العراق أصلا .

والشعار الحقيقي هو ليس القانون الدولي بل كن قوي واعمل ما تشاء أي قانون الغابات .

5 – فيما يتعلق بإيران .

لم نجد في المبادرة سوى فقرة يتيمة وهي فقرة 7 من أولا والتي نصت على " رفض وإدانة التدخل والنفوذ الإيراني في العراق الذي ساعد في احتلال العراق وتثبيته، والإخلال بتوازن الدولة العراقية بدعمها لقوى نافذة في العملية السياسية. "

وطبعا فلم تتم مناقشة الكتائب والأحزاب التابعة لإيران ولا محاسبتهم .

وقد سبق وطرحنا في مقالنا السابق بطلب إلغاء كافة الوثائق المتعلقة بمنح الجنسية العراقية أو إعادة الجنسية للعراقيين الحاصلين على الجنسية الأجنبية ....

واقترحنا أن يطلب منهم مغادرة العراق فورا .

ويجب أن نوضح هنا بأنه لا يسمح لأي منهم متهم بالقيام بأية جريمة مغادرة العراق بل يتم توقيفه لحين إحالته إلى المحاكم المختصة .

وفي هذه الحالة فإن كافة هذه الكتائب ( مليشيات ) والأحزاب وبصورة خاصة قادتها سيحالون للمحاكم المختصة عن الجرائم التي اقترفوها .

6 – القوانين والعقود ومحاسبة المجرمين.

بالنسبة للجرائم هناك نص عام وغير تفصيلي ينص على محاسبة المجرمين منذ ثورة 1958 ، وقد بينا رأينا في مقالنا السابق .

أما بالنسبة للقوانين والأوامر والعقود فهنالك عدة نصوص في المبادرة :

- الفقرة أولا – 1 " رفض الاحتلال الأجنبي رفضاً تاماً؛ ورفض كل ما ترتب عليه من نتائج وما أفرزه من ظواهر."

- الفقرة أولا : 9 – 8 " - إلغاء أية قوانين تنص على تهميش أو تغييب أو إلغاء دور أية فئة سياسية أو شعبية. "

- الفقرة سادسا - 2 " تعد الاتفاقات والعقود التي أبرمت أو وقعت بين الدول والشركات خلال مدّة الاحتلال والضارة بمصالح العراق غير قانونية وغير ملزمة، مع الاستعداد لضمان حقوق الأطراف في تلك الاتفاقات والعقود وفق قاعدة تفاوضية جديدة. كما ندعو الدول والشركات المعنية إلى التوقف عن تنفيذ المشاريع تلك كتعبير عن حسن نيتها تجاه الشعب العراقي. "

لا نريد أن نطيل على القارئ لتوضح له الفرق بين " رفض " وإلغاء " .، لكون المشروع لا ينص على الإلغاء إلا في حالتين " إلغاء أية قوانين ... " وهو يقصد طبعا ما أطلق عليه أخيرا قانون المساءلة والعدالة .

والثانية تخص العقود والاتفاقات .

أي عدم إلغاء ما أطلق عليه الدستور والقوانين والأنظمة والأوامر .. الخ

ولذا ذكرنا في مقالنا السابق " هناك قاعدة فقهية تقول ( إن كل ما بني على الباطل فهو باطل )

ولذا نرى ضرورة إلغاء كافة القوانين والأنظمة والأوامر والعقود والاتفاقات التي أبرمت أو صدرت من قبل سلطات الاحتلال ومن قبل مجلس الحكم السيئ الصيت أو ما يطلق عليه حكومة إقليم كردستان و من قبل كافة الحكومات المتعاقبة منذ احتلال العراق إلى يوم استلام السلطة من قبل الحكومة الانتقالية التي تشكل بعد توقيع الميثاق الوطني المقترح.

يستثنى من ذلك العقود والاتفاقات التي ترى الهيئة ، المذكورة أعلاه ، ضرورة استمرارها لكونها تمس الاحتياجات الحيوية للمواطنين. "

ونرى الاكتفاء بهذا القدر .

وختاما نقول : في الوقت الذي نؤيد فيه عقد اللقاءات والمؤتمرات لتقديم دراسات وبحوث عن الوضع في العراق وتقديم الاقتراحات الشخصية ، فنحن لا نؤيد عمل لقاءات أو مؤتمرات لطرح مشاريع مفصلة حول مستقبل العراق .

لأن تعدد المشاريع سوف لا يؤدي إلى وحدة صف الفصائل والشخصيات المساندة للمقاومة بل على العكس سيؤدي إلى شرذمتها .

ولنترك هذه الطروحات للمقاومة العراقية الباسلة صاحبة الحق بالقول الفصل .

والله من وراء القصد.

الدكتور عبدالإله الراوي

دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا



2008/12/14

بيان الوحدويون الناصريون بتونس حول الوضع المنجمي



بسم الله الرحمن الرحيم

تزامنا مع الذكرى الستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعلى إثر محاكمة شكلية غابت فيها كل الضمانات القانونية لحقوق المتهمين ولسان دفاعهم، أقدمت السلطة مرة أخرى على توظيف القضاء لمحاولة لملمة ملف الحوض المنجمي دون أن تعالج أسبابه الموضوعية والمتمثلة أساسا في انعدام التنمية بتلك المنطقة وعجز مؤسسات الدولة وقصورها في القيام بدورها التنموي والإجتماعي وتغييبها المتعمد لقوى المجتمع المدني والحيلولة دون تشريكه بفاعلية في أهم الملفات الوطنية.

وإذ يستنكر الوحدويون الناصريون توظيف القضاء في المحاكمات النقابية والسياسية يؤكدون على :

1. أن أسلوب العصا الغليظة الذي تعاملت به السلطة مع الأحداث منذ اندلاعها يوم 5 جانفي 2008 وإلى غاية أمر محكمة قفصة ليلة 11 ديسمبر 2008 بإصدار أحكام قاسية في حق ثلة من خيرة شباب المنطقة عبروا كغيرهم من آلاف المحرومين والفقراء عن آلامهم وعن آمالهم في الإستفادة من عوائد خيرات بلدهم وتطلعاتهم المشروعة نحو حياة أفضل دفع آباءهم وأجدادهم من قبل في سبيلها الغالي والنفيس، يدفع الأمور إلى مزيد التوتر والتصعيد لا أحد يستطيع أن يتنبأ بمآلها.

2. أن التوزيع غير العادل لعوائد الثروات الوطنية وغياب المشاريع التنموية ذات الطاقة التشغيلية العالية في منطقة تشهد تكدس سكاني منذ مطلع القرن العشرين وتعاني أصلا من قساوة الطبيعة الصحراوية بالإضافة إلى سياسة تهميش معظم فئات المجتمع وخصوصا الشباب منهم وخفض حيز الحريات الفردية والعامة في أدنى مستوياتها ومحاولة الحزب الحاكم توظيف مؤسسات الدولة لاحتواء الجميع وفق ثنائية الخوف والطمع وما نتج عن ذلك من اختلال تكافئ الفرص أمام طالبي الشغل الذين بلغت أعدادهم الآلاف خصوصا من حملة الشهادات الجامعية، هي العوامل التي كانت وراء انفجار الأحداث الاجتماعية في منطقة الحوض المنجمي، وتجاهل هذه العوامل الموضوعية والقفز عليها ومهما كانت الذرائع والمبررات لن يزيد الوضع إلاّ تعقيدا والأزمة إلاّ تفاقما.

3. أن إطلاق سراح جميع المعتقلين وإعادة العاملين منهم إلى سالف وظائفهم وتعويضهم عما لحق بهم من تعذيب وإهانة ، والكف عن سياسة ترويع الأهالي واعتقال المشاركين في التظاهرات السلمية وتشريك كل مكونات المجتمع المدني بفاعلية ودون شروط مسبقة لمعالجة ملف الحوض المنجمي وكل الملفات الوطنية الشائكة، هو الطريق الأقصر والأسلوب الأفضل للحد من تفاقم الانفجاريات الاجتماعية التي تندلع بين الحين والآخر بمختلف مدن وقرى القطر، وما أحداث عيد الإضحى بقرية البئر الأحمر بولاية تطاوين إلاّ آخر الشواهد ولن تكون الأخيرة.

لا للظلم ..لا لتوظيف القضاء

عاش القضاء حرا مستقلا

عاش نضال جماهير الأمة العربية من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة.

الوحدويون الناصريون / تونس في 14 ديسمبر 2008