2008/10/31

ما بين مؤمن وكافر تعتصرُ الآهات



لم تكن الشمس قد أطلت برأسها بعد، كان الظلام ينحصر والفجر يتململ منتظرا شمسه التي تمنحه الحياة، الكل سيودع السكون بعد قليل، ألمَّا تنتظري؟ فلربما كنتُ مهيئا أكثر لمعانقتك، كيف تقضين مضجعي هكذا؟ ألا تخشين رقيبا؟ الرقيب هذه المرة ليس كما تتصورين، إنه الصبا بكل ما يحمله من رحيق الذاكرة، الذي احلم بأن يعود ليلبسني ثوب الحياة من جديد، أجل أنت صباي، وأنت أغنية الشباب التي تداعب خاطري، علي أن أودع أحزاني أو أضعها جانبا كي استقبل طيفك الذي حطم أسطورة الموت، ها نحن نجتمع، ها نحن نتعانق، شفتاك ما ذبلت رغم القبلات، ونسيم النهد برونقه كم يطفئ حر والآهات، ولكن هل كان لقاء أم شرود ذهن أم دمعة خيال؟

لم تموتي؛ فأنت تتربعين على كل خيالي، وإنْ غضب القدر فهذا شأنه، أما أنا فأقسم أنني ما استنشقتُ هواء بعدكِ إلَّاكِ، وإنْ قبَّلتُ شفاها أخرى غير شفتيكِ وإن عانقتُ ألف امرأةٍ أخرى فأنت بين يدي ما بقيت نرجسةٌ تنبتُ فوق صخرةٍ يعانق نسيمها عبير زهرة ليمون تتفتح.

الطيف يصنع ما لا يصنع يا حبيبتي، بالأمس أتيتُ القبر خجلا من دمعاتي، كانت ليلة تعصف بهواء قارص وكان طيفك قد حملها لي؛ لتطفئ حرا كاد يحرقني. ما بكيت إلَّاكِ، ولم أشرب هذه الليلة خمرة؛ لأنك كنت دائما تدفعيني لتركها، وما لبست كوفية؛ لأنك أردتي مني ذلك، لقد أتيتك كما ترغبين مختلسا وفي الليل البهيم، ولم يرني أحد، أو تذكرين عندما تقابلنا والخوف يلفنا بخفقات قلب تروي مدى تعلقنا ببعض؟ ها أنذا خائف تماما كما لو كنا سنتقابل من جديد، حتى القبر لم أستطع زيارته نهارا.

يا أيتها السماء الجائرة المجردة من كل المشاعر، بل ويا أيتها العادات السوداء، لن يلف الصمت والخوف قلبي بعد اليوم، نفذ صبري، أحبها أحبها ولتحكم محكمتكم ولتجرمني؛ فأنا متمرد ومرتد في حكمكم، خذوا لحمي لتحرقوه، خذوا جسدي لتقتلوه، لكن لن تأخذوا قلمي وخيالي، لن تملكوا قلبي لتسيِّروه. من يقتل حبا ليحيي بغضا، ثم يدعي أن الله أراد ذلك، أي إله هذا الذي يصنع بغضا؟؟ هل عبد الأجداد إلاها للشر حتى تعبدوه؟ من يعبد إله الشر فقد كفر بإله الحب، إذن فهو كافر، ومن يؤمن بأفكاركم فقد كفر بأفكار غيركم؛ إذن فهو كافر، وانتم كفرة، فهل سنظل ندور في هذه الحلقة أيها المتخلفون؟؟؟

ما بين مؤمن وكافر هناك تعتصر الآهات، هناك الكثير الكثير من الكلمات، فماذا تسمونها؟ هل الفكرة تكفر؟ أوَتُكَفِرُ صاحبها!!!؟ إذن فلتحاكموا الأفكار والعقول وصانعها، ولتكمموا الأفواه كما تشاؤون، ولكن انتبهوا فأنا أول الكافرين والثائرين، والسماء ثائرة مثلي عندما تمطر بعد كل صيف، والزهرة أيضا عندما ترتدي حلَّتها الربيعية.

وأخيرا أجدد العهد يا حبيبتي ولن تموتي فأنا أحبك رغم الموت، وما زلت ثائرا على التخلف والجهل والشر وكل من يحرم الحب أن ينمو ويعم البسيطة.

بقلم: خالد حجار

فلسطين



دعوة



المؤتمر الناصري العام

ساحة مصر

يتشرف بدعوتكم للمشاركة فـي اللقاء السياسي والفكري

وموضوعه

الأزمة المالية العالمية

وتأثيرها على الاقتصاد المصري

ويتحدث فيها الأستاذ الدكتور/ صلاح الدين دسوقي

رئيس المركز العربي للإدارة والتنمية

وذلك فـي تمام الساعة السادسة والنصف مساء يوم السبت الموافق 1نوفمبر 2008

وذلك بمقر المركز العربي للإدارة والتنمية

أمين ساحة مصر

علي عبد الحميد علي



2008/10/30

بيان الوحدويون الناصريون بتونس حول العدوان على سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

بـــــــــــــــــيان

تونس في 30 أكتوبر 2008

في الوقت الذي تتهاوى فيه بورصاتها المالية ويترنح نظامها المالي والاقتصادي ومعه كل النظام الرأسمالي، وبالتزامن مع فشل مشروع احتلال العراق وإخضاع المنطقة لما يسمى " الشرق الأوسط الجديد" بفعل صمود المقاومة وتصاعد وتيرتها، وفشل إخضاع شعبنا في الصومال وتمرير مشروع تفتيت السودان العربي والعجز عن الخروج من المأزق الأفغاني، ومع قرب موعد تبادل المسؤوليات بين الشركاء على رأس الدولة، تصعّد الإدارة الأمريكية من وتيرة عدوانها على الأمة العربية والشعوب الإسلامية؛ فبعد الهجمات المتكررة على التراب الباكستاني، تضرب بوحشية أهالي السكرية ببلدة أبو كمال شرق سورية من خلال عملية قتل متعمد وبم بارد قامت بها وحدات خاصة من جيش الاحتلال الأمريكي الجاثم على صدور شعبنا في العراق، فتسقط ثمانية شهداء وعدد من المصابين.
إن الوحدويين الناصريين بتونس وإذ يتقدمون بخالص العزاء والمواساة إلى أهالي الشهداء والجرحى فإنهم:
1/ يدينون هذا العدوان الأمريكي الغاشم على شعبنا العربي في سورية ويعتبرونه إرهاب دولة دأبت الإمبريالية الأمريكية على ممارسته ضد الشعوب المسالمة وتلجأ إليه كلما تردت في مأزق سياسي أو اقتصادي لتلفت الأنظار عن فشلها وعن عمق أزماتها المتتالية، وأنه إشارة مهمة على قرب نهاية الاحتلال.
2/ يهيبون بجماهير أمتنا العربية بتكثيف الجهود لشد أرز المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان وتضييق الخناق على المحتلين وحلفائهم فساعة النصر آتية لا ريب فيها.

المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية المجاهدة
عاش نضال جماهير الأمة العربية من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة.


الوحدويون الناصريون بتونس

بَيَان صَادر عَن حَرَكة القوْمِيين العَرَبْ



الإقليم السوري – دمشق
*إدانة للاعتداء الأمريكي الوحشي على الحدود السورية؟
يا جَماهير شعبنا العربي الصابر المُكافِح
أيها الأخوة في كلّ مكان
*في كل يوم تتوضح لدى شعوب العالم توجهات الرأس المال الكوني في استعباد الشعوب مقدمة لجعلها وأوطانها مجالات استثمار لمراكمة رأسماله، وفي كل يوم يتأكد لشعبنا العربي ولشعوب العالم بأن دولة الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها بما تمتلك من أدوات الإخضاع، أداة هذا الرأسمال في تنفيذ توجهاته، وأن منطقة الشرق الأوسط بما فيها المنطقة العربية والجمهورية العربية السورية في المقدمة، لما تمتلك - من إمكانات وكمنطقة جيوسياسية استراتيجية- على حواف البؤر المشتعلة، لم تزل على لائحة مخططات هذا الرأسمال.
فليس احتلال أفغانستان ثم العراق سوى مقدمتين لتطلعات هذا الرأسمال الاستثماري، وإن احتلال العراق لن يعني له شيئا، إن لم يتبعه احتلالا لسوريا استكمالا لمُخططه في إخضاع المنطقة.
إن الفشل في تقويض الوضع الداخلي السوري عقب احتلال العراق 2003 بالطرق التآمرية (بحجج إسقاط الديكتاتورية) من خلال القوى الهجينة في الداخل وردفائها على الحدود بكل الأدوات الضجيجية الإعلامية الدولية الداعمة، وانهيار أدواتها ومؤثراتها أمام حالة استنفار الشعب في سوريا والتفافه دفاعا عن الوطن، قد جعل الإدارة الأمريكية والقوى المتحالفة معها تعيد النظر في أساليبها (الديمقراطية) المندرجة في باب المحاصرات - القانونية والاقتصادية والسياسية- الدولية، ومن خلال تقويض الوضع من الداخل بعناصر محلية، إلى العودة لاستخدام الأساليب العلنية العنيفة التي اعتادت عليها – تفجيرات في الداخل واعتداءات على الحدود - والتلويح بالاحتلال خاصة بوجود سابقة جورجيا وتداعياتها،
إن استخدام الأساليب العنيفة المتدرجة الجديدة كانت بدايتها على ما يظهر في حرب إسرائيل على لبنان وشعبه ومقاومته في تموز 2006، وفي إبقاء البؤر التآمرية المتوَضعة في الداخل اللبناني، لتشكيل حالة انفلات أمني دائمة وإبقاء لبنان ساحة تآمرية لا رقابة عليها، يمكن أن تمتد عناصرها المخربة إلى الوضع الداخلي السوري لزعزعة استقراره، وأيضا في إبقاء حالة النزاع الفلسطيني مشتعلة بين فصائله المتعددة، واعتداءات الجيش الإسرائيلي المتكررة على شعبنا الفلسطيني في غزة، وتضييق إسرائيل الخناق على عناصره الرافضة في كل فلسطين، وكذلك في جعل العراق عبر مسار الحكومة المفترضة ساحة للتوتير الطائفي والأثني والمذهبي لتضييع المسار، وسحب البساط من تحت المقاومة المسلحة العراقية في مواجهة الاحتلال وبلبلة أجواء دول الجوار، كل ذلك وسط موجة من السياسات النشطة تتحرك على المستوى الإقليمي والعالمي في سلسلة لقاءات تعقد مع الأطراف اللبنانية والفلسطينية والعراقية والعربية، ليس لاحتواء الوضع المتفجر في المنطقة، وإنما لإعطاء الشرعية لعناصر تفجيره.
*إن حركة القوميين العرب من منطلق ثوابتها الوطنية والقومية ومن استقرائها للأحداث، لا يمكن أن تعتبر حادثة الاعتداء الهمجي على قرية الحدود السورية العراقية حادثة عابرة، وإنما تندرج مع كل ما يحدث في المنطقة في خانة استهداف الشعب السوري ووطنه، لتقويضه وخراب عمرانه.
*إن حركة القوميين العرب إذ لم تزل تؤكد عبر أدبياتها وممارساتها أن التجزئة القطرية، واستلاب فلسطين وتشريد شعبها كان المقدمة في المخطط العالمي ضد شعبنا العربي، فإن قياداتها التاريخية لم تقنع يوما بأن قضية العرب مع إسرائيل هي قضية تسويات سياسية سكانية ومناطقية، كما أن الصراع العربي ليس قضية تسويات على حدود متنازع عليها بين دول قطرية، كما أنها ليست صراعات ثقافات وأثنيات وطوائف، إن قضية العرب الأساس: هي قضية قومية لشعب له إرادة التوحد والتحرر في مواجهة الإلغاء، أداة إلغائه: الولايات المتحدة والدول الحليفة والقوى التابعة.
*إن حركة القوميين العرب ومنذ الغزو الأمريكي للعراق قد اعتبرت أن نكبة العراق قد جعلت من العراق قضية العرب الأساس إلى جانب قضية فلسطين، الأولية فيهما للمقاومة والكفاح المسلح، وأن الصراع العربي العالمي قد بدأ منعطفا خطيرا، منعطفا يستهدف وجود الشعب العربي، وأن المعركة ضد الاحتلال الأمريكي للعراق والمعركة ضد الدولة الصهيونية في فلسطين، هما معركة الشعب العربي في كل مكان ومعركة الشعوب في العالم ضد التوحش الأمريكي في إيغاله بقتل واستعباد أبناء العالم.
*إن حركة القوميين العرب إذ تدين بشدة العدوان الوحشي على الحدود السورية، فإنها تؤكد للشعب العربي ولشعوب العالم وتحذر، أن هذا العدوان ليس مُوجها ضد الشعب العربي في سوريا فقط، وإنما هو موجه ضد الشعب العربي على امتداد الوطن، لذا فهي تطالب كل الشعوب في الدول العربية التحرك الاحتجاجي لإدانة هذا العدوان، كما تطالب كافة الأحزاب السياسية والمنظمات والهيئات الحكومية والأهلية العربية والدولية الوقوف على أسباب هذا العدوان وغاياته والتحرك بحزم لإيجاد الروادع الدولية والإقليمية الكفيلة بعدم تكراره، وإننا لمقاومين حتى النصر.
*عاشت العُروبة، عاش الوطن، عاشت المقاومة العربية المسلحة في العراق وفلسطين ولبنان وفي كل مكان لتحرير الأرض والإنسان، عاش الشباب القومي العربي رافع راية العدالة والكفاح ضد الهيمنة المتوحشة لأمريكا وإسرائيل سبيلاً إلى تحقيق التحرر والوحدة والديمقراطية.
حركة القوميين العرب / مكتب الارتباط

2008/10/28

رأي حر فيما يسمى بالاتفاقية الأمنية بين أمريكا وحكومة المالكي المنصبة



بقلم: النفطي حولة بتاريخ 22 أكتوبر 2008

كثر الحديث هذه الأيام بمناسبة وبدون مناسبة على ما يزعم الأمريكان والحكومة التي نصبتها إدارة بريمر طبقا لقوانينها وزادوا في إيهام الرأي العام العالمي والعربي خاصة بتقديمهم لهذه الاتفاقية في الساحة الإعلامية وكأنه خلاف بين وجهتي نظر الحكومتين .ومما يزيد المشهد مهزلة هو القرار الذي وجهه- الأميرال مايكل مولن – رئيس هيئة الأركان الأمريكية لما يسمى بالحكومة العراقية بوجوب الموافقة على الاتفاقية الأمنية وإلا ستتعرض لتهديد صريح يعرض وجودها للخطر . كما جاء في وسائل الإعلام العالمية أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس حذر من العواقب الوخيمة لفشل بلاده والعراق في التوصل إلى اتفاق امني حول استمرار وجود القوات الأمريكية بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة نهاية العام الحالي وأشار إلى أن القوات الأمريكية ستكون عاجزة عن القيام بأي مهام في حال عدم التوصل إلى اتفاق . ونحن نقول أن كل هذا التضخم الإعلامي الذي تروج له أمريكا فيما يخص الاتفاقية الأمنية هو مقصود لأنه يرمي

: أولا : إلى تقديم حكومة المالكي التي نصبها المحتل الغازي الأمريكي وكأنها طرف مستقل في حد ذاته يستطيع رفض الصيغ المملاة من طرف المستعمر –بفتح الميم – وما التأكيد على المفاوضات الجارية بين الأطراف السياسية العراقية التي قبلت المستعمر بل فيها من جاءت به أمريكا على دباباتها كرئيس الوزراء السابق إياد العلاوي الذي احتضنته أمريكا هو والجلبيين بغاية ما سمته في خطتها الإستراتيجية -تحرير العراق – والذي لم يعدو في الواقع إلا أن يكون عدوانا آثما على شعب امن في ظل استقرار اجتماعي وامني واحتلالا لدولة ذات سيادة في ظل القيادة الوطنية العراقية التي كان يمثلها الشهيد القائد صدام حسين باعتباره كان يمثل رمز صمود وكبرياء الأمة العربية في دفاعها عن حريتها وحرية قرارها المستقل النابع من سيادة الشعب العربي وفق رؤية للنهضة العربية التي لا يمكن أن تتحقق إلا في إطار التحرر من الهيمنة والاستعمار.إذا هذا الحرص على إجراء الحوار وإبراز نقاط الخلاف على مسائل تبدو شكلية بين أمريكا وعملائها هو لإضفاء الشرعية العربية الوهمية على حكومة المالكي العميلة والقوى السياسية التي التقت مع المحتل من اجل مصلحتها في السلطة والمال والجاه .

ثانيا : إلى التغطية على جريمة الاحتلال الأمريكي وما قام به ولا يزال من اعتداءات وحشية على أبناء شعبنا في العراق الأبي طالت الرجال الشيوخ والنساء والأطفال فمن جريمة سجن أبو غريب العنصرية الحاقدة التي نددت بها كل المنظمات الإنسانية وكل القوى التقدمية وشعوب العالم قاطبة بما فيها الشعب الأمريكي وتلتها عدة جرائم كانت أبشعها جريمة حديثة حيث يقوم الجيش الأمريكي بإبادة أكثر من عشرين عراقيا في مشهد إنساني رهيب وهم يقيمون عرسهم ولا ننسى جرائم الفلوجة وتهديم البيوت على رؤوس أصحابها من أطفال ونساء وشيوخ وباختصار لم تبق مدينة أو قرية عراقية لم ترتكب فيها مجازر رهيبة بتخطيط وتنفيذ الجيش الأمريكي أو بالاعتماد على عصاباته من فرق الموت التي زرعها في بغداد وفي كامل أنحاء العراق كما لا ننسى جرائم الاغتصاب وهي كثيرة وأبرزها جريمة اغتصاب وقتل الفتاة عبير قاسم حمزة 15 عاما مع قتل والديها وأختها الصغرى , هذه الجريمة التي ارتكبت من قبل خمسة جنود أمريكيين .

ثالثا : إلى إعادة النظر في طريقة الاحتلال من احتلال مباشر بالعسكر والجندرمة المدججين بكافة أنواع الأسلحة بما في ذلك المحظورة دوليا إلى الاحتلال الغير مباشر بعد أن غرقت في المستنقع العراقي وكبدتها المقاومة الوطنية أفدح الخسائر في الأرواح والعتاد وهذا باعتراف ابرز قادتها السياسيين والعسكريين. وإذا أرادت أمريكا إعادة النظر في شكل الاستعمار فان ذلك يعود إلى الاستفادة من التاريخ المعاصر في القرن الماضي عملا بقاعدة الاستعمار الجديد الذي اعتمدته الامبريالية العالمية المتمثلة في تلك المرحلة بكل من فرنسا وبريطانيا بعد ما عرفت أن الشعوب لا تستسلم لإرادة جحافلها العسكرية وان ما ستأخذه بالقوة يمكن أن تتحصل عليه بالمعاهدات والاتفاقيات ما دامت هي التي صنعت الحكومة العميلة . هذا ما تخطط له الامبريالية الأمريكية و ترمي إليه لكن القوى الممانعة المناهضة جوهريا للاحتلال لها مخططها هي أيضا والذي يتناقض جذريا مع الاستعمار وأدواته وهي لا ترضى دون أن تحقق الاستقلال والسيادة كبرنامج استراتيجي تؤمن به . وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عمق وعي المقاومة و وضوح أهدافها في التحرر. وإذا كان لا بد من أولويات في برنامجها فهي تعمل على : أولا : إسقاط هذه الاتفاقية الأمنية المهزلة التي تزيد في إذلال الشعب العربي في العراق حيث تعطي الجندي الأمريكي الحق في ملاحقة المقاومة المشروعة في كل مكان حتى في دول الجوار دون استشارة عملائهم في الحكومة المنصبة . ومثالنا على ذلك الجريمة النكراء التي اقترفتها أمريكا و التي لا زال دمها لم يجف بعد في الحدود السورية العراقية حيث تدعي القوات الأمريكية أنها تلاحق من تسميهم بالإرهابيين في حين أن كل المعطيات المصرح بها في الإعلام العالمي تثبت أنها اعتدت على المدنيين العزل وأردتهم قتلى زيادة على أنها تعطي المحتل الحق في نهب خيرات الشعب وفي بند من بعض بنودها التي تضرب سيادة العراق هو السماح بنزول الطائرات الأمريكية سواء كانت مدنية أو عسكرية في العراق دون تفتيش ولا حسيب ولا رقيب .

ثانيا – وهو في الواقع مرتبط بالعنصر الأول: تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي البريطاني بالحرب المسلحة أسلوبا كما هو مشرع لها في كل القوانين بما فيها قوانين الأمم المتحدة المصادق عليها دوليا في حق الشعوب في تحقيق مصيرها بنفسها

ثانيا : المحافظة على الوحدة الترابية للعراق ومقاومة كل نزعة طائفية أو عرقية أو مذهبية من شانها أن تعرض وحدة العراق لخطر التقسيم والفتنة

ثالثا: محاسبة المحتل على جرائمه البشعة والتعويض على الضرر الكبير الذي حصل من جراء العدوان على الوطن والشعب وإرجاع كل المسروقات التي لحقت بالمتحف الوطني ببغداد وبكل المتاحف للحفاظ على الذاكرة القومية والتاريخ العربي المشرف الذي ساهمت به الأمة العربية من موقعها في بناء الحضارة الإنسانية

ثالثا : محاسبة العملاء والخونة من جلبيين و وكرزيين سنة كانوا أو شيعة أو أكراد لان الخيانة ليس لها لون أو جنس أو دين فالخيانة هي الخيانة فشيمتها الغدر والجبن والاستقوا ء بالأعداء على الوطن والشعب والذاكرة والتاريخ .هذا هو في اعتقادي برنامج المقاومة الوطنية والقومية لا تنازل عنه حتى تحقيق التحرر الوطني والوحدة الترابية للعراق.

وفي الختام نقول كما قال جمال عبد الناصر:- ما افتك بالقوة لايسترد بغير القوة– وان كل الاتفاقيات الأمنية أو الاقتصادية آو التجارية أو العسكرية وكل المعاهدات التي يتم إبرامها مع المحتل هي في حل من الشعب العربي في العراق وان مالها الفشل والسقوط بفعل وحدة الشعب وراء المقاومة الوطنية والقومية .



2008/10/25

ولفوفيتز يعترف


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ولفوفيتز: لست انا من قرر اجتياح العراق، رامسفلد هو المسؤول
ويعترف ان نظام الرئيس صدام حسين كان اعد لهذه الحرب منذ وقت طويل
شبكة البصرة
مسؤولون سابقون في البنتاغون ينتقدون الحرب في العراق ويقولون انها جاءت بنتائج عكسية واضعفت صدقية أميركا.
اقر مستشارون ومسؤولون سابقون في وزارة الدفاع الأميركية لصحيفة "داي زايت" الالمانية في عددها الذي سيصدر الخميس بان الولايات المتحدة ارتكبت اخطاء عدة في العراق، وبين هؤلاء مساعد وزير الدفاع السابق بول ولفوفيتز.
وقال ولفوفيتز انه قبل الاجتياح الاميركي للعراق العام 2003 "لم نكن نعرف العدو"، مضيفا ان الحكومة الاميركية "لم يكن لديها ادنى فكرة عن حرب المتمردين" التي واجهتها لاحقا، لافتا الى ان نظام صدام حسين كان اعد لهذه الحرب منذ وقت طويل.
من جهته، قال ريتشارد بيرل المستشار السابق في البنتاغون والذي يعتبر على غرار ولفوفيتز احد "الصقور" ومن ابرز المدافعين عن اجتياح العراق، "اردنا ان نكون المحررين، لكننا اصبحنا بعد خمسة او ستة اشهر القوة المحتلة والمستهدفة".

واضاف "لم اتصور يوما اننا سنقوم (في العراق) بعملية اصلاح بهذا السوء".
وعلق دوغلاس فيث، وهو مستشار اخر من المحافظين الجدد، "دفعنا ثمنا باهظا ليس ناتجا من الحرب فقط بل من خوضها في هذا الشكل السيئ. واليوم، لا كوريا الشمالية ولا ايران يعتقدان للحظة واحدة ان دبلوماسيتنا تواكبها تهديدات ذات صدقية".
واعتبر ولفوفيتز ايضا ان وزير الدفاع السابق دونالد رامسفلد كان المسؤول الفعلي في البنتاغون عن قرار اجتياح العراق.
واضاف "بخلاف ما قرأتموه في كل مكان، لم اكن انا من اتخذ القرار".
واوضح بيرل انه وزميليه لم يكن لهم اليد الطولى في قرار اجتياح هذا البلد.
وقال "رامسفلد هو الذي اتخذ كل القرارات. لم يكن لنا نحن الثلاثة تأثير فعلي".
ميدل ايست اون لاين

صراع الأمل .. مع الجاهلية والجهل

* صبحي غندور

تعيش الجالية العربية في أميركا محنة ارتجاج وضعف في الهويتين العربية والأميركية. فالمهاجرون العرب، أينما وُجِدوا، ينتمون عملياً إلى هويتين: هوية أوطانهم العربية الأصلية ثمّ هوية الوطن الجديد الذي هاجروا إليه. وقد تفاعلت في السنوات الأخيرة، خاصّة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، جملة تطوّرات انعكست سلبياً على الهويتين معاً. ففي الحالة الأميركية أصبح المواطن الأميركي ذو الأصول العربية موضع تشكيك في هويته الأميركية وفي مدى إخلاصه أو انتمائه للمجتمع الأميركي. وقد عانى الكثير من العرب في عدّة ولايات أميركية من هذا الشعور السلبي لدى معظم الأميركيين حيال كل ما يمتّ بصلة إلى العرب والعروبة والإسلام.
أيضاً، ترافق مع هذا التشكيك الأميركي بضعف "الهوية الأميركية" للأميركيين ذوي الأصول العربية، تشكّك ذاتي حصل ويحصل مع المهاجرين العرب في هويتهم الأصلية العربية، ومحاولة الاستعاضة عنها بهويات فئوية بعضها ذو طابع طائفي ومذهبي، وبعضها الآخر إثني أو مناطقي أو في أحسن الحالات إقليمي.
وإذا كان مردّ التشكيك الأميركي ب"الهوية الأميركية" للمهاجرين العرب هو "الجهل"، فإنّ سبب ما يحدث من تراجع وضعف في مسألة "الهوية العربية" على الجانب الآخر هو طغيان سمات مجتمع "الجاهلية" على عموم المنطقة العربية وانعكاس هذا الأمر على أبنائها في الداخل وفي الخارج.
وحينما تصل سيدة أميركية إلى حدّ توصيف مرشح الرئاسة الأميركي باراك أوباما بأنّه "عربي" ومن أجل ذلك لا تثق به، فإنّ ذلك خير دلالة على مدى الجهل المهيمن على معظم الأميركيين في مسائل الشعوب الأخرى وثقافاتها، وفي الخلط الذي يحدث داخل المجتمع الأميركي بتعميم التسمية بين كل عربي ومسلم، وفي عدم التمييز بين الدين والجماعات السياسية والهويات الثقافية والوطنية.
هو جهل أميركي مشحون منذ عشرات السنين في التشويه والسلبية ضدّ العرب والإسلام، ثمّ جاءت الأعمال الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 لتعطيه زخماً كبيراً من الخوف والحذر وعدم الثقة بكل ما هو عربي وإسلامي.
هذا "الجهل الأميركي" استفادت منه ولا تزال القوى والجماعات الدينية والسياسية الأميركية الحاقدة على العرب، وهي توظّفه في أجنداتها الداخلية وفي مسائل السياسة الخارجية.
ورغم الدور الهام الذي تقوم به مؤسسات وجمعيات ومراكز عربية وإسلامية في الردّ على هذا التشويه وفي نشر المعرفة السليمة عن العرب والإسلام، فإنّ هناك انعداماً لتوازن القوى والإمكانات والعدد بين ناشري "الجهل" وبين الساعين لتعميم المعرفة السليمة.
في الجانب الآخر، فإنّ ضعف الهوية العربية يساهم حتماً في ضعف دور الجالية العربية وفي مسؤوليتها عن نشر المعرفة الصحيحة بالعرب والإسلام وبالقضايا العربية. و"فاقد الشيء لا يعطيه"، ولا يمكن أن ينجح العرب في الغرب بنشر الحقائق عن أصولهم الثقافية القومية والحضارية الدينية إذا كانوا هم أنفسهم يجهلونها، بل ربّما يساهم بعضهم من المتأثّرين سلباً بما هو سائد الآن من تطرّف بالمفاهيم الدينية والإثنية في نشر مزيد من الجهل في المجتمعات الغربية، وفي تأجيج المشاعر السلبية بين الشرق العربي والإسلامي وبين الغرب العلماني والمسيحي.
ثمّ إنّ انعدام التوافق على "الهوية العربية" لدى المهاجرين العرب سيجعلهم يتحرّكون وينشطون في أطر فئوية محدودة تقللّ من شأنهم وتأثيرهم، كما تغشي بصيرتهم عن أولويّات العمل المطلوب، فينحصر الهمّ لدى بعضهم ب"الآخر" من أبناء الوطن أو الدين الواحد المشترك. وفي الأحوال هذه، لا يمكن أن تكون هناك جالية عربية واحدة، أو جالية مسلمة واحدة، أو عمل مشترك مؤثّر في عموم المجتمع الأميركي أو الغربي عموماً.
الملامة هنا لا تقع على المهاجرين العرب أنفسهم وحسب بل على المناخ الانقسامي السائد في معظم البلدان العربية، وعلى سيادة الأفكار والتصريحات التي تفرّق بين أبناء المنطقة العربية ولا توحّد. فاللوم أوّلاً وأخيراً على الأوطان الأصلية التي يهاجر الشباب العربي منها بكثافة كبيرة، والتي تظهر فيها وتنمو جماعات التكفير والرفض للآخر، والتي تتحمّل أيضاً الحكومات القائمة فيها مسؤولية تردّي الأوضاع والنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ممّا يزيد من توفير البيئة المناسبة لجماعات التكفير في الداخل، وللتشجيع على الهجرة إلى الخارج.
هي ظواهر "المجتمع الجاهلي" ما نرى الآن يحدث في عدّة بلدان عربية من قضايا ذات صلة بالعصبية ومن جرائم قتل الأبرياء وتقسيم الناس وأبناء الوطن الواحد إلى جماعات وفرق طائفية ومذهبية وإثنية متصارعة.
فالفهم الخاطئ للعروبة والدين هو أيضاً حالة مرضية قائمة الآن في المجتمعات العربية كما هي علّة مستديمة في المجتمعات الغربية.
ولنتخيّل آثار هذا المزيج من "الجاهلية" العربية و"الجهل" الغربي على مستقبل العرب وأوطانهم. فبمقدار ما تسود "الجاهلية" في أوطان العرب، بمقدار ما يسهل هوانهم واحتلال أراضيهم وتدخّل الآخرين في شؤونهم. كذلك الأمر في مخاطر تواصل وزيادة "الجهل" الغربي عن العرب والإسلام والذي سيفرز حكومات وأيديولوجيات كالتي قامت عليها إدارة بوش وما مارسته من أجندة سياسية وعسكرية في البلاد العربية والإسلامية.
هناك حتماً مؤشرات خير تنبثق الآن في الجانبين العربي والغربي، لكنّها ما زالت في طور النموّ أو بأشكال محدودة. والأمل طبعاً أن ترتفع أكثر أصوات الدعوة إلى التضامن الحكومي وإلى التوحّد الشعبي في المنطقة العربية، كما هو الأمل أيضاً بأن تكون الانتخابات الأميركية القادمة بداية نهاية عهد إشعال الفتن وتغذية الأحقاد، والذي لم تسلم أميركا نفسها من مصائبه!
إنّ الساحة الأميركية (كما هي كل ساحات دول الغرب) مفتوحة لبثِّ السموم والأحقاد على الإسلام والعرب، لكن أيضاً هي ساحة مفتوحة (ولو بظروفٍ صعبة) على العرب والمسلمين لكي يصحّحوا الصورة المشوَّهة عنهم وعن أصولهم الوطنية والحضارية. وكما هناك العديد من الحاقدين في الغرب وأميركا على العرب والمسلمين، هناك أيضاً الكثيرون من أبناء أميركا والغرب الذين يريدون معرفة الإسلام والقضايا العربية من مصادر إسلامية وعربية بعدما لمسوا حجم التضليل الذي كانوا يعيشونه لعقود. فالغرب تحكمه الآن حالة "الجهلوقراطية" عن الإسلام والعرب والقضايا العربية، وهي الحالة التي تجمع بين مجتمع ديمقراطي تسهل فيه الحركة السياسية والإعلامية، وبين تجهيل يمارسه البعض لمسائل تتعلّق بالعرب وبالمسلمين وبقضايا المنطقة العربية.
لذلك، من المهمّ أن يعمل العرب والمسلمون في أميركا والغرب على تعميق معرفتهم بأصولهم الحضارية والثقافية وأن يقوموا بالفرز الفكري بين ما هو "أصيل" وما هو "دخيل" على الإسلام والثقافة العربية. كما سيكون من الأجدى أن يعمل المهاجرون العرب على بناء النماذج الصحيحة لأنفسهم ولأوطانهم الأصلية من خلال اغتنام فرصة وجودهم المشترك في أوطان جديدة تسمح أوضاعها الدستورية السليمة بتفاعل إيجابي خلاّق فيما بينهم، ينتج عنه تصحيحٌ لا للصورة المشوّهة عنهم وعن أصولهم الثقافية والحضارية فقط، بل تصحيحٌ وتقويمٌ لأنفسهم أيضاً ولما يمكن أن يشكّلوه من نموذج مطلوب لتكامل وتضامن كل الأمّة العربية.
* مدير مركز الحوار العربي في واشنطن.


المقاومة.. والإرهاب.. بين السياسة والتاريخ

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
جيش المعتز بالله
الهيئة الإعلامية لجيش المعتز بالله

شبكة البصرة
إن المزيد من الإصرار على مقاومة المحتلين الغزاة هو وحده الكفيل بحمل الناس الأقارب والأباعد في الداخل والخارج على الارتفاع بوعيهم بما يسمونه ((إرهابا)) إلى ما يسمى مقاومة.
ولو نقلنا المسألة من السياسة إلى التاريخ وقلنا : ترى لو سئل الذين يصفون المقامة اليوم بالإرهاب إلى زمن آخر تحقق فيه المقاومة تحرير العراق من براثن الاحتلال فهل سيتردد هؤلاء بوصفها بالمقاومة؟ أم أنهم سيظلون مصرون على وصمها بالإرهاب؟ لا أظن ذلك طبعاً، وربما سيزايد بعضهم على المقاومين الحقيقيين فيدعون بأنهم قاوموا الاحتلال في وقت كانوا جزءاً من أدوات الاحتلال ومسوغيه، لأن النصر عادة يولد وله ألف أب أما الهزيمة فتولد يتيمة، ذلك لأن التحرير يكون قد أصبح حقيقة تاريخية لا غبار عليها وواقعاً ملموساً فرض نفسه على الأعداء قبل غيرهم.
نظير ذلك لو سألناهم عن مقاومة صلاح الدين للصليبيين، أو مقاومة العراقيين للاحتلال البريطاني في ثورة العشرين، أو مقاومة الجزائريين للاستعمار الفرنسي، أو مقاومة النيتكونغ للاحتلال الأمريكي، أو مقاومة اللبنانيين للاحتلال الإسرائيلي، أو غيرها من المقاومات الوطنية التي استطاعت تحرير أوطانها من الاحتلال الاستعماري في أرجاء المعمورة، هل يجروء أحد على وصمها ب ((الإرهاب)) رغم إنها اتهمت في حينها بهذه الصفة؟ بالطبع لا، ذلك لأنها أصبحت حقائق تاريخية فرضت نفسها، وحقائق تم صنعها واكتمل أمرها ولم تعد تحرج أحد، أما المقاومات التي تتصدى للاحتلال هنا وهناك فإنها لا تزال حقائق في مرحلة الصنع، لذلك يتم النظر إليها ووصفا من زاوية المصالح أو من زاوية النفاق السياسي في الغالب لتجنب التقاطع أو الاصطدام بحقائق سياسية تفرض نفسها على الواقع، فالاحتلال الصهيوني في فلسطين والاحتلال الأمريكي في العراق وهما وجهان لعملة واحدة هي حقائق سياسية موجودة على الأرض وبالضد منها تقف المقاومة الفلسطينية والعراقية كحقائق في مرحلة الصنع ومعرضة لشتى الاحتمالات لذلك يتجنب معظم الساسة العرب وغير العرب التعامل معهما أو الاعتراف بهما كحقائق سياسية خوفاً من غضب الصهاينة والأمريكان وطمعاً برضاهم وبركاتهم، ويتعاملون فقط مع الواجهات الرسمية الفلسطينية والعراقية المقبولة لدى الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، وسيظل الحال على هذا المنوال حتى تكتسب المقاومة الفلسطينية والعراقية صفة الحقائق السياسية التي لا يمكن تجاوزها، لتشكل حقائق تاريخية كاملة الصنع بعد تحقيق النصر وتحرير الأرض شأنها شأن كل المقاومات الوطنية الشريفة في التاريخ.
أما الحقائق التاريخية فإنها لا تحرج الخصوم وحدهم بل تحرج أهلها أيضاً، فما صنعه صلاح الدين والعراقيون والفيتناميون واللبنانيون حقائق تحرج وتتحدى كل الذين جعلوها رموزاً لماضيهم ومعالم مضيئة في تاريخهم، وعندما العراقيون اليوم للتحدي الموجه إليهم من تاريخهم ونضالات آبائهم وأجدادهم ضد الاستعمار، وعندما تحقق المقاومة الوطنية اليوم ما حققه أولئك الآباء والأجداد سيرفعون الحرج ليس عن أنفسهم فحسب بل أيضاً عن كل الذين يجدون أنفسهم مترددين أو محرجين لسبب أو لآخر أمام السؤال المطروح : هل أعمال المقاومة الوطنية في العراق اليوم ضد الاحتلال الأمريكي هي أعمال مقاومة أم ((إرهاب))؟.
أما الانسياق الساذج والغبي وراء اتهامات المحتلين للمقاومة بالإرهاب عبر لصق العمليات الإرهابية المشبوهة التي تستهدف المدنيين الأبرياء بها فانه لا يدل على فطنة سياسية وبعد نظر إن لم يكن انسياقاً مقصوداً يستهدف الحصول على مكاسب سياسية خاصة ليس لها علاقة بمصالح الشعب العراقي وتطلعه نحو التحرر من نير الاحتلال، كما انه يعتبر إهانة لوطنية الشعب العراقي وتاريخه وقيمه، كما انه يقع ضمن مخطط الاحتلال الهادف إلى خلط الأوراق ورفع الغطاء الشرعي والوطني والأخلاقي عن المقاومة الوطنية ضد الاحتلال.
إن المقاومة الوطنية الرشيدة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تلطخ يدها بدماء أبناء جلدتها من المواطنين الأبرياء أو استهداف ممتلكاتهم الخاصة والعامة كالمدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات ودور العبادة والمساجد والجوامع والحسينيات ومراقد الأئمة الأطهار ومنشآت الماء والكهرباء والخدمات المدنية الأخرى وزرع الخوف والرعب في نفوس الناس وترويع الأطفال والنساء لأنها بذلك تقطع الحبل السري الذي يربطها بالشعب وتجفف كل مصادر الدعم والإسناد المعنوي والمادي واللوجستي الذي تتطلبه أية مقاومة وطنية شريفة، ويعرضها للموت البطيء والانتحار دون أن تحقق أي من أهدافها النبيلة في تحرير الأرض وحماية العرض من دنس الاحتلال البغيض.
وأقول لكل الذين يشككون بالمقاومة من أبناء الشعب العراقي العظيم بسبب التضليل الإعلامي وحملات التشويه لسمعة المقاومة جراء اتهامها بالإرهاب، انه ما من مقاومة وطنية في أي مكان بالعالم إلا وقد تعرضت إلى ما تتعرض له المقاومة الوطنية العراقية الحالية من تشويه وتشويش وخلط للأوراق عبر وسائل غاية في الانحطاط الأخلاقي، ويأتي في المقدمة منها تجنيد المرتزقة الأجانب والمحليين من ضعاف النفوس المتاجرين بدماء الأبرياء للقيام بأعمال إرهابية منظمة تستهدف المدنيين والمؤسسات المدنية وترويع الناس الآمنين وإلصاقها بالمقاومة إلى جانب ممارسة التعتيم الإعلامي الصارم على نشاط المقاومة وما تلحقه من خسائر بشرية ومادية حقيقية بقوات الاحتلال بهدم إيهام الرأي العام في الداخل والخارج بعدم وجود مقاومة حقيقية أو عدم جدواها طالما يذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين ولا تغير شيئاً من الواقع.
ولا شك إن العمليات الإرهابية المشبوهة التي ذهب ويذهب ضحيتها الآلاف من المواطنين الأبرياء والتي تستخدم كذريعة لبقاء قوات الاحتلال تحت شعار ((مكافحة الإرهاب)) قد أساءت كثيراً الى المقاومة الوطنية الشريفة والحيلولة دون انتشارها في عموم الساحة العراقية في ظل إعلام أحادى الجانب وتضليل إعلامي وتحذير طائفي وتغييب لوعي الغالبية من أبناء العراق وما تمارسه قوات الاحتلال من قمع للإعلام النزيه وحضر للإعلام المقاوم. إلا إن ذلك التضليل الإعلامي لم يمنع من وصول وسائل المقاومة الى الرأي العام الأمريكي عبر الآلاف من نعوش القتلى والجرحى والمعاقين نفسيا وبدنياً والإحجام الواسع عن التطوع في الجيش الأمريكي بما وضع الإدارة الأمريكية في مأزق حقيقي جعلها تفتش عن مخرج ينقذها من هذه الورطة والحفاظ على ما تبقى من ماء وجهها بأي ثمن.
واليوم وبعد فشل مشروع الاحتلال جملة وتفصيلاً، واكتشاف الشعب العراقي زيف شعارات المحتلين في ((الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان)) على خلفية الدمار والخراب واعمال القتل والاعتقال والتعذيب وتدمير المدن والقرى والقصبات على رؤوس سكانها من الأطفال والنساء والشيوخ، والفساد الاداري والمالي والمحاصصة الطائفية والعرقية وسياسة الإقصاء والتهميش والعمليات الإرهابية المشبوهة، لم يبقى في جعبة الاحتلال سوى جر المقاومة إلى معارك جانبية وإغراق البلد في اتون حرب أهلية بعد أن هيأت أمراء الحرب وعمقت الخنادق وساحات القتال بانتظار ساعة الصفر لاندلاع هذه الحرب الكارثية التي أعلن وزير الحرب الأمريكي رامسفيلد عن عدم التدخل فيها والتخلي عن المسؤولية القانونية والأخلاقية التي أقرتها المواثيق الدولية، والوقوف موقف المتفرج على ما يجري حتى يأتي أمراء الحرب صاغرون زاحفون على بطونهم يستجدون الحماية من سيدهم ((المطاع)) لتبدأ صفحة جديدة من الامتلاءات والمساومات على مصير الشعب المثخن بالجراح ليباع عبيداً في أسواق واشنطن ولندن، ومصير الوطن الذبيح ليباع أشلاءاً وأنقاضاً وأرض محروقة، وسيجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...

حاتم الطائي

صادر عن التيار القومي العربي في فلسطين الشرعية للمقاومة ووحدة الوطن والشعب




الشرعية للمقاومة ووحدة الوطن والشعب

يا جماهير امتنا العظيمة
يا جماهير شعبنا البطل
تعيش القضية الفلسطينية هذه الأيام أسوأ حالاتها وتتعرض للتآمر ليس من الأعداء والغرباء فقط، بل ومن أبنائها بدراية أو بدون دراية، فالنتيجة واحدة ويتعرض الوطن للنهب علنا وتحت سمعنا وأبصارنا، ونحن قبل غيرنا دون أن يحرك أحد أيا كان ساكناً لإنقاذ القضية والوطن والشعب من الضياع. وتشير كل التطورات إلى تسارع حثيث من قبل الأعداء لتصفية قضيتنا برمتها وتحويلها إلى قضية إنسانية تنحصر في لقمة العيش ومواصلة الحياة دون وطن ودون كرامة، ضاربين بعرض الحائط كل الثوابت وكل التضحيات ومسيرة الكفاح الطويل لشعبنا من اجل حريته واستعادة أرضه المسلوبة.
نحن الموقعين على هذا البيان في فلسطين ومعنا كل الأحرار والشرفاء من أبناء شعبنا وامتنا العربية والبلدان الإسلامية وشعوبها نرى أن من واجبنا أن نضع الأمور في نصابها وان ندعو الجميع في فلسطين والبلدان العربية والإسلامية أمام مسئولياتهم داعين إياهم وفي المقدمة فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطينية إلى قيام بالتزاماتهم تجاه القضية التي يعلنون أنهم يمثلونها أو فليفسحوا الدرب ويتنحوا بعيدا أفضل مليار مرة من أن يضيع الوطن، لنحمي مراكز وكراسي وهمية لا وجود لها على الأرض.
يا جماهير امتنا العظيمة
يا جماهير شعبنا البطل
لقد شكل العقدين الأخيرين منعطفا حادا في تاريخ القضية الفلسطينية كقضية قومية وقضية وطنية، فمن جانب تم إعفاء البلدان العربية برمتها من مسئوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، ومن جانب آخر تم وضع الشعب الفلسطيني في مواجهة مباشرة مع العدو الصهيوني منفردا في ظل أسوأ موازين للقوى عرفه التاريخ الحديث لصالح قوى العدوان والاحتلال، ونهب وقهر الشعوب وقد شكلت اتفاقيات اوسلو سيئة الذكر اللبنة الأساس في الحالة الكارثية التي يعيشها والتي يمكن تشخيصها بما يلي:-
1- يمكن القول أنهـا الحالة الفريدة فـي التاريخ التي يقوم بهـا شعب من الشعوب بالتنازل عن الغالبية
العظمى من أرضه لصالح أعدائه، ويخضع ما تبقى من ارض بلاده للتنازع والتفاوض حولها مع قاهريه
ويبقى على ثلثي شعبه مشردا بعيداً عن وطنه.
2- انقسام حاد لم يشهده الشعب الفلسطيني عبر تاريخـه الطويل بل ولم تشهده أية امة من الأمم ولا أي
شعب من الشعوب بمثل تركيبة شعبنا وبمثل حالته فنحن شعب لا زلنا مشتتين فـي كل بقاع الأرض
ولا زالت أرضنا ترزح تحت الاحتلال بكل أشكالـه فـي حين نكرس نحن التمزيق والتقسيم والتدمير
لقضيتنا وشعبنا، ومن خلال نفس القوى التي من المفترض أن تشكل الرافعة الحقيقية لتحرير الأرض
والشعب من المحتلين ويعملون على ترسيخ حالة الانقسام.
في حالة الانقسام هذا تحاول بعض الأنظمة العربية إدامة الحصار لإخضاع قوى المقاومة لصالح المشروع
المعادي، وفي نفس الوقت يحاول من بغزة ترسيخ سلطتهم متناسين الانقسام وخطورته على القضية برمتها.
إننـا علـى قناعة تامـة أن التنازلات المجانية التـي بدأتاهـا من جانب واحد بدءا من الإعلان المسبق من
جانب منظمة التحرير بتنازلها عن الأراضي المحتلة عام 1948، وقبولها بدولة فلسطينية في حدود عام 1967
دون إقرار من العدو بذلك هو الذي أسس للحال الذي نحن عليه مروراً بشعار القرار الوطني الفلسطيني المستقل
الذي أعفـى العرب من واجبهـم بناء علـى طلبنـا وبات اليوم مطلب المشاركـة العربيـة منحصر بإخضـاع
غزة بدل المشاركـة بتحريـر الأرض وبدا واضحـا حرص الرسميين العرب علـى تنفيذ ذلك دون أن يتذكـروا
حتـى أن هناك احتلالا صهيونيـا لكل ارض فلسطين، وينسحب ذلك أيضا علـى البلدان الإسلامية إلا ما ندر بل
ويسعى البعض منا إلى تأجيج الصراع مـع بعض العرب والمسلمين علـى نفس القاعدة التي تعاديهـم عليهـا
أمريكا وإسرائيل وأصبح الحوار الفلسطيني مع المحتلين أسهل من الحوار الفلسطيني الفلسطيني.
3- لقد دفعت اتفاقيـات اوسلو سيئـة الذكر بالبلدان العربيـة لان تقيـم علاقـات طبيعيـة مـع كيان الاحتلال
الصهيوني، بل ولان تلعب دور الوسيط المحايد بيننا وبين الاحتلال و قدمت اتفاقيات اوسلو خدمة مجانية للكيان
الصهيوني ليمارس أطماعـه فـي الدول العربية وليطور علاقات سياسية واقتصادية وثقافيـة علنية وسرية
بحيث بقيت البلدان التي تقاطع هذا الكيان قليلة جدا وتخضع هي أيضا لحصار عنيف وجائر.
4- أصاب الشلل والترهل والفساد والشيخوخـة مؤسسات منظمة التحريـر الفلسطينيـة ولـم تنجح كل
المحاولات للم الشمل أو تنفيذ أدنى برامج أو اتفاقيات للإصلاح رغم الحاجة الملحة إليها.
5- الغالبية العظمى من فصائل منظمة التحرير أعلنت أو مارست بصمت حل أجهزتها العسكرية وغاب كليا
الحديث عن الوجود الفعلـي للمقاومـة المنظمـة سلوكا وفكراً واختار المعظم طريق المفاوضات غير
المتكافئة سبيلاً لإثبات حقهم بالوجود ولم يعد احد يطلب شرعيته من دوره في المقاومة بل دوره فـي
المؤامرة سواء علم ذلك أم لم يعلم.
6- تـم وبشكل مبرمج إفقار الشعب وتدمير بنـاه وتحويله إلـى نموذج فريد من المتسولين وحل الراتب
والمخصص ولقمة الخبز المرتبة الأولى في اهتمامات المواطنين الفلسطينيين.
7- ترك شبابنا نهبا لكل التيارات الثقافية والفكرية ومن كل الجهات واستفحلت ثقافة الاستسلام وغابت كليا
الثقافة الوطنية والقومية وتجذير الانتماء الوطني والقومي وروح المقاومة والتضحية واندفع شبابنا وتحت
ستار كثيف من الصمت المشبوه إلى البحث عن كل السبل الشرعية وغير الشرعية للهجرة من الوطن بحثا
عن مواطنة بديلة أيا كانت وارتفعت كثيراً أرقام رعايا الدول الأجنبية فـي أوساطنا دون أن نتنبـه لخطورة
ذلك.
8- يجري علنا تهويد الأرض الفلسطينية وشطب حق العودة وتحويل القدس إلى مدينة يهودية وتوسيعها
لتصبح القدس الكبرى وعزل الضفة الغربية عن عمقهـا العربية بالإبقاء علـى الأغوار تحت قبضة
جيش الاحتلال.
وبناء على ما تقدم فإننا نعلن لشعبنا رؤيتنا للخروج من هذا المأزق على النحو التالي:
1- البد فوراً بحوار وطني شامل وعلني وبمشاركة كافة القوى والفصائل والأحزاب إلـى جانب شخصيات
وطنية مستقلة فلسطينية وعربية وإسلامية للوصول إلى برنامج وطني شامل.
2- لا شرعية لأحد فـي فلسطين على جزء من الأرض أو من جزء من الشعب فالشرعيـة أساسهـا وحدة
الشعب والوطن، وبناء عليه فإننا ندعو إلى إدارة موحدة لرعاية شؤون مواطننا وحياتهم اليومية فقط لا غير
وحل حكومتي غزة ورام الله بالكامل وإعادة تشكيل إدارة واحدة تحصل علـى ثقتها من المجلس التشريعـي
شريطة أن تتكون من وطنيين مستقلين شاركوا فـي مسيرة الكفاح الوطني لشعبهم.
3- البدء فورا بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينيـة واستعادة دورهـا الكفاحي علـى أسس مؤسسية
ديمقراطية وعبر إجراء انتخابـات للمجلس الوطني الفلسطيني حيثما أمكن ذلك فـي الوطن وأقطار
اللجوء ومحاربة كل محاولات تكريس ما هو قائم.

التيار القومي العربي في فلسطين

2008/10/19

الصحون اللاقطة تحرر الأحوازيين !

عادل العابر*
المصدر : جريدة العرب اللندنية
تبث الحكومة الإيرانية فى تلفزيونها المحلى فى الأحواز برامج لمدة ساعة أو ساعتين باللغة العربية، وتتضمن هذه البرامج المسائل الشرعية من الفقه الشيعى الصفوى وحوارات عن الأسرة والمجتمع ولقاءات مع الشريحة الموالية للنظام التى استطاع ان يشترى ضمائرها، أو مع الأميين البسطاء الذين لا رؤية سياسية لديهم نتيجة الفقر المادى المدقع الذى ينتج ولا شك فقراً معنوياً منه ثقافى وسياسي.

ورداً على التفاعل الأخير الذى قامت به بعض القنوات الفضائية كـ قناة ANN الإخبارية مع القضية الأحوازية، فقد دعا تلفزيون إيران المحلى الذى يبث فى الأحواز بعض العرب المثقفين فى برنامج يسمى "حوار الأسبوع" يتكلمون من خلاله عن قضايا المجتمع الأحوازى وهو برنامج يعتقد الأحوازيون انه طرح قضايا كانت تعتبر حتى وقت قريب من المحظورات كـ "دور المرأة الأحوازية فى المجتمع".

والحقيقة ان الأخوة الذين فتحت لهم السلطة هذا البرنامج الأسبوعى ليسوا موالين للنظام، وقد برروا حضورهم فى تلفزيون إيران الذى يعتبره البعض انه حضور يرسخ جذور الاحتلال الإيرانى لقطرنا الأحواز ويعطيه الشرعية ذلك لان الحاضرين يتمتعون بصيت طيب فى المجتمع الأحوازي، برروه قائلين:

لقد غيبنا النظام عن شعبنا منذ انتفاضة 15 نيسان 2005 وهذه فرصة لنتكلم معه دون ان نمدح النظام الإيراني، وقد شكوا أكثر من مرة ان الحلقات التى يبثها التلفزيون ليست مباشرة وانما مسجلة ويحذف القائمون على التلفزيون بعض الجمل التى لا تعجبهم وهى التى قد توحى إلى القومية العربية أو الحق العربى فى الأحواز ضمنياً.

فهم يعتقدون ان الحضور فى الساحة من أى زاوية كانت هو أمر مهم، وان الغياب عن الشعب سيترك للنظام فرصاً يستطيع ان يقضى فيها على شعبنا بسهولة.

ولا ننسى ان المتابعين لهذه البرامج قليلون جداً حيث ان الفضائيات العربية قد أغنت الشعب الأحوازى من متابعة محطات إيران الفارسية والعربية وشكراً لله.

والجدير بالذكر ان الستلايت دخلت جميع بيوت الأحوازيين وان النظام الإيرانى لا يصعب الأمور كما كان فى السابق على من امتلكها، ولو انك صعدت سطح البيت لرأيت الصحون اللاقطة على جميع السطوح فاتحة أفواهها تلتقط الأمواج ودون ان تستر أو تغطى كما فى السابق.

وهذه فرصة من ذهب للاحزاب الأحوازية فى خارج البلاد كى تبث تلفزيوناً على قمر نيل سات، فلو فعلت "وأدرى انها مهمة صعبة جداً" لغطى إعلامها جميع الأسر الأحوازية.
وبالنسبة للسؤال الذى يطرح على الساحة العربية دائماً وهو: ماذا يريد الشعب الأحوازى من نضاله ضد النظام الإيرانى بالتحديد؟ فنقول:

ان شعبنا بأكمله يحلم بالاستقلال التام من الحكومة الإيرانية، ويؤيد الأعمال النضالية والثورية بوجه الطغاة الفرس، ومعظم المثقفين والسياسيين الأحوازيين فى الداخل يلمحون بالعمل الثورى والنضالى أو يصرحون به.

وهناك فئات ثورية درست الواقع الأحوازى دراسة صحيحة وعلمت بان الاستقلال أمر صعب لا يدرك إلا بالتضحيات وقد تقبلت هذه التضحيات واختارت طريقها النضالي، وكونها تسير فى الطريق الصحيح جذبت معظم الشباب الثورى إلى نهجها، واعنى بالتضحيات هو السجن والإعدام والتشريد، ولا يعتبر هؤلاء المناضلون ان هذه التضحيات خسارة فى الصف الأحوازى كما يعتبرها البعض، بل هى ضريبة ضئيلة لغاية عظيمة ألا وهى الاستقلال.

ومنهج هؤلاء المناضلين يسير على إيديولوجية درست الواقع الأحوازى من عام 1925 ولحد الان وعرفت ان السير على خطوط تتقاطع والخط النضالى انما تؤخر قضيتنا الأحوازية بدل ان تقدمها. وقد اعتبرت من نضال الشعوب الأخرى كالشعب الجزائرى ان السبيل الوحيد للخلاص من قيود الاحتلال هو النضال بشتى طرقه ومنه الخروج إلى الشوارع، لا التعاون مع المحتل بحجة ان هذا التعاون يخدم شعبنا الأحوازي.

والصحيح ان التعاون مع المحتل وكسب بعض الامتيازات منه، ليس إلا محاولة فاشلة تخدم العدو أكثر من شعبنا، ودون أى شك انه يرسخ جذور احتلاله فى أرضنا ونحن نعترف به ونتعاون معه، فالعدو لا يخسر ان أعطيته عشرة وأخذت منه واحدة.

أى إن اشتركت فى الانتخابات الإيرانية، وسجلت فى قواه التعبوية "أى البسيج"، وخرجت فى مظاهراته ومسيراته الاستعراضية، وقرأت وكتبت بلغته، وأدنت النضال الأحوازى كى ترضيه، وقلدت الخامنائي، ودافعت عن برنامجه النووى فى الداخل، وعن سياساته التوسعية فى الخارج،وأجبرت أبناءك ان يتكلموا لغته فى البيت كى لا يشك انك لست موالياً له، واعتقدت بان القومية العربية شطر من الكفر،ثم بالمقابل يسمح لك ان تقيم أمسية شعرية! أو يعطيك صحيفة معظم صفحاتها فارسية! فلا شك انك الخاسر وهو الرابح.

وان هذه الفئة "واعنى الثورية" قد لا تؤمن بالحصول على الاستقلال فى ليلة وضحاها ولكنها تؤمن بان نهج النضال يجب ان يسير على خطه المستقيم لا على خطوط تقاطعه ولا حتى على خطوط توازيه، فإذا لم نحصل على ما نبتغيه ونجتهد من أجله عاجلاً، كنا قد قدمنا القضية إلى الأمام آجلاً ليسير أبناؤنا ما تبقى من الطريق إلى الاستقلال ولا يبدأون من الصفر ثانية.

ولا أريد ان أقدم أمثلة من المناضلين الذين سجنوا وأعدموا وهم سائرون على هذا المنهج الثورى علماً بانهم كانوا من حملة الشهادات العليا، والحقيقة ان معظم شهدائنا وسجنائنا هم من حملة الشهادات العليا وليسوا أميين تأثروا من بيت شعر حماسى أو نشيد ثورى ثم خرجوا إلى الشارع هاتفين بشعارات مناهضة للنظام.

ولا يتعارض نهج هؤلاء الأبطال الثوريين مع الفئات الأخرى كالفئة التنظيرية أو البرغماتية بل انهم يناضلون بشتى الطرق من جهة ويدعمون عوائل الشهداء والسجناء من صناديقهم التى تمول ذاتياً من جهة أخرى، كما ان لديهم برامج بعيدة المدى وهى فى الحقيقة استمرار لبرامجهم الحالية مع فارق فى الأساليب، وليس فى الهدف.. ولا يتعارض عمل هؤلاء المناضلين مع النشاطات الثقافية، فهناك مناضلون ثقفوا انفسهم من خلال المطالعات والدراسات المكثفة وثقفوا الآخرين من خلال عقد جلسات علنية وسرية.

وبالنسبة للاحزاب الأحوازية الناشطة فى الخارج، فكل الأحوازيين فى الداخل يدعونهم إلى الوحدة وينتقدون ويذمون تشتتهم بقوة، ولا أرى توحيد كلمتهم أمراً صعباً لا يمكن حله، بل الأمر يحتاج إلى واسطة عربية أم أجنبية يسعى إلى توسيطها بعض السياسيين الذين تهمهم القضية الأحوازية لا المصالح الشخصية وحب الذات.

* كاتب من أسرة العرب

19 - 10 - 2008

التغيير نحو التطور أم التخلف؟



أبو المثنى الأحوازي (الأحواز المحتلة)

إن الشعوب تتغير نحو التطور يوما بعد يوم ولحظة بعد لحظة وتبحث عن طريق الإصلاح والتغيير في المجتمع وتحاول أن تصلح كل الأخطاء التي تحدث كي تستطيع أن تملئ الفراغ الذي يحدث وإن التاريخ شاهد على أن الدول الأوروبية كانت متخلفة وتتصارع في ما بينها على أمور لم تجلب لشعوبها إلا الدمار. وكان التخلف سائد في المجتمعات الأوروبية ولكن المثقفين والعلماء والثوريين في ذلك الوقت حاربوا الجهل وقد استطاعوا أن يبنوا دولا راقية استطاعت في ما بعد أن تخدم شعوبها.

لكن في العالم الثالث لم نرَ مثل هذه الأمور إطلاقا. بل إن الحكومات تحاول بشتى الطرق أن تجعل الشعوب متخلفة كي تستطيع أن تبسط سيطرتها عليها وكما اعتقد طبيعة الأنظمة الديكتاتورية والرجعية تفرض عليها أن تجعل الشعوب متخلفة.

إذن ما هو دور المثقفين في هذه الحالة كي يستطيعوا أن يصلوا إلى أهدافهم السامية ؟ إن المثقفين في هذه الأحوال عليهم أن يقفوا في وجه الحكومات الرجعية من خلال توعية الناس وتعليمهم وتفهيمهم حقوقهم المسلوبة كي يستطيعوا أن يطالبوا الحكومات بها. إذن في الوقت الراهن على المثقفين المتواجدين في الداخل أو الخارج أن يقوموا بتأدية الواجب المطلوب منهم بصورة صحيحة وأن يطوروا أنفسهم نحو الأفضل لأنهم مثلما يريدون أن يقوموا بتوعية شعبهم فأن الاحتلال من ناحية أخرى سيحاول أن يقمع ويدمر كل شيء بأسرع وقت ممكن كي يستطيع أن يقضي علينا. وعليهم أن لا يتلفوا الوقت في مجادلات غير مجدية لم تأتنا بخير بل لم تجلب لنا إلا الدمار والتفرقة وإطالة عمر الاحتلال.على سبيل المثال(المجادلات حول الشيعة والسنة)وكأن الهم الوحيد لدى الشعب العربي الأحوازي هو الصراع حول الخلافة ما بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو بكر الصديق رضي الله عنه. وأعتقد إن الذين يقرؤون التاريخ بصورة صحيحة ودون انحياز لن يفوتهم أن الصراع حول الخلافة قد مضى عليه أكثر من أربعة عشر قرنا وأن النتيجة مازالت كما هي. إذن علينا أن نعرف ماذا جلب الصراع حول الخلافة أو المذهبين للأمة الإسلامية غير التخلف والحروب والاستسلام للاستعمار وللطامعين الذين استخدموا هذا الاختلاف في الدين الإسلامي غطاء كي يبسطوا سيطرتهم.

علينا نحن الأحوازيين أن نعي أن الفتنة الواقعة في العراق ولبنان والبحرين والكويت والسعودية واليمن خير دليل على ذلك الصراع حول الخلافة والأخبار التي تنقلها القنوات الفضائية أو الصحف والجرائد أيضا ما هي إلا دليل واضح لكافة الناس وعبرة لمن يعتبر.

إذن اليوم ما يجب علينا أن نفعله هو تقوية الحس الوطني والقومي لدى شعبنا كي يعرف ما هي حقوقه المغتصبة وما هو الاختلاف بينه وبين الفرس وهل حقوق الشعب العربي الأحوازي هي حرية المذهب فقط أم حصوله على السيادة الكاملة على أرضه؟؟

إن جميع المثقفين الأحوازيين بل حتى عامة الشعب الأحوازي يعلمون أن الصراع الأساسي الذي يدور بيننا وبين الفرس هو صراع قومي وأن القضية القومية هي أساس كل الأحداث والتطورات التي تحدث وما القضية المذهبية إلا جزء من القضية القومية.

ولكن علينا أن نسترجع حقوقنا الوطنية والقومية من الاحتلال الفارسي ثم إذا بنينا دولتنا بأيدينا واستلمنا السيادة الكاملة على أرضنا سيكون المجال مفتوحا لكل الديانات وسيكون الإنسان الأحوازي حر في انتخاب المذهب أو الدين الذي يريد.

نحن نعلم جيدا أن الاحتلال الفارسي استطاع من خلال ارتدائه لباس الدين أن يفرض سيطرته على الشعب العربي الأحوازي والأحداث التي كتبها المؤرخون ونقلها التاريخ دليل على ذلك. إضافة على هذا استطاع الاحتلال الفارسي من خلال إعلامه الكاذب أن يكون الحامي أو المدافع عن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ومن خلال إعلامه استطاع أن يغطي على كل تدخلاته في شؤون الدول العربية وعلى احتلاله للأحواز والجزر الإماراتية. في حين أن القوانين الدولية تعطي الحرية الكاملة لكل الشعوب التي تطالب بالحرية أو بحقوقها والشعب العربي الأحوازي ليس استثناء إطلاقا. ولكننا اليوم نرى أن الكثير من المثقفين الأحوازيين تجاهلوا القضية القومية وقضية الاحتلال وبدؤوا يتلفون أوقاتهم في مجادلات عقيمة كالصراع بين المذاهب وكأنهم لا يعلمون أن السبب الرئيسي لكل هذه الاختلافات ومنشأ التخلف وتدمير الشعوب والدين الإسلامي هو النظام الفارسي والمدافعون عن هذا النظام وفئة البسطاء الذين راحوا ضحية الدعايات المغرضة التي يستخدمها النظام . إننا اليوم نرى الاختلافات حول المذهبين في الأحواز بدأت تزداد يوما بعد يوم لو بالحوار فقط وقد استطاعت الأجهزة الأمنية والمخابرات الفارسية أن تستغل هذا الصراع من اجل اعتقال الكثير من الناشطين الأحوازيين واتهامهم بالتسنن من أجل سجنهم أو فرض قيود ظالمة عليهم كي تمنع كل تحركاتهم التي كانت مؤثرة في توعية الشعب العربي الأحوازي.

في الوقت الراهن يجب علينا أن نقوي الإحساس القومي والوطني لدى كافة أبناء شعبنا بالرغم من كل الضغوط التي فرضت علينا وأن نضحي من أجل الوطن أولا من ثم نبدأ بأمور أخرى. إضافة إلى كل ما ذكر فإننا إذا أردنا أن نحصي جميع الشهداء والمعتقلين وندرس وضعيتهم ونسألهم لأي أمر ضحوا بحياتهم وأرواحهم فسنعرف أن تسعة وتسعين في المائة من المعتقلين قد ضحوا بحياتهم وعوائلهم من أجل الأحواز أرضا وشعبا ومئة بالمائة من الشهداء قد استشهدوا من أجل القضية الأحوازية ولم نسمع بأي شهيد قد استشهد من أجل تغيير المذهب لحد الآن لأنه يعرف أن هذا الأمر علاقة بين الفرد وربه ولا داعي لبذل الجهد من أجله إلا النصيحة.

نتمنى لو كان هناك دعم من قبل الأحزاب الاسلامية في الدول الأخرى كي نستطيع أن نستخدمه من أجل ديننا ولكن ومع الأسف الشديد أن كل هذه الدعوات دخلت إلى مجتمعنا دون أي برنامج منسق من قبل أحزاب أو رجال ليس لهم الدراية الكاملة بالأمور الدينية والدعوة المفرطة في الأمور الدينية ستجرنا إلى مأزق لن نحسد عليه أبدا والخروج منه سيكلفنا أرواحنا وتدمير شعبنا ووطننا.. إذن على المثقفين الأحوازيين أن يعوا وأن يعرفوا نوايا الاحتلال وأن لا يكونوا ضحية للاحتلال أو لمصالح دول أخرى مثلما كان الكثير من إخواننا ضحية لمصالح دول أخرى وكانوا لعبة في أيدي الحكومات التي تختلف مع النظام الفارسي في المصالح فقط ولم نر خلال كل الفترات الماضية أي دولة حاولت أن تساعد الشعب العربي الأحوازي بل أن القضية الأحوازية كانت منسية و لم ترض أي دولة أن تذكرها أو تتكلم عنها,لأن المصلحة تحتم على الدول الأخرى أن تضحي بالاحوازيين ثانيا إننا نعلم أن الشعب العربي الأحوازي كباقي الشعوب يتشكل من سنة وشيعة,من مسلمين وصابئة ومسيحيين,من علمانيين وليبراليين وشيوعيين ومتدينين إذن إذا كنا نطالب بحقوق السنة والشيعة فقط وننسى الديانات أو التوجهات الأخرى,فأي حرية هذه التي نطالب بها وأي ديمقراطية ونحن نعلم أن الشعوب في العالم تطورت نحو الأفضل .

في النهاية نقول أن هناك أسئلة تطرح وتحتاج أجوبة صحيحة وشفافة دون أي كذب أو نفاق.

1 - هل المثقفين الأحوازيين ليسوا جديرين أن يكونوا كباقي مثقفين العالم ليبحثوا عن تطور شعبهم ؟

2 - هل سيبقى المثقف الأحوازي متجاهلا جميع الحقائق التاريخية ومازالت أفكاره مشوشة متجهة نحو الخلافة التي مضى عليها أكثر من أربعة عشر قرنا وسيبقى ضحية لخطط الاحتلال الفارسي وألاعيبه التي راح ضحيتها الكثير؟

3 - هل سيبقى المثقف الأحوازي يتجاهل قضيته القومية ولا يلعب الدور المطلوب منه أمام مجتمعه؟

4 - هل مازالت ضمائر الكثير من المثقفين الأحوازيين نائمة تنتظر المخلص ولا تصحو من نومة أصحاب الكهف؟

ثم إذا كان المثقف الأحوازي راضيا عن كل الأحداث التي تحدث حوله ولم يستطع أن ينجز شيئا لشعبه أو يصنع تاريخا حافلا بالانجازات سيخرج من هذه الأحداث خاسرا فاشلا مثل الأجيال التي فشلت في كل القرارات التي اتخذتها مما سبب في إطالة عمر الاحتلال .

19 – 10 – 2008

يا مثقفي العرب انهضوا للثورة كي تنهضوا بأمتكم وسراب الحداثة هو أحد أساليب الخنوع للغزو الثقافي

أحداث تتوالى على الساحة العربية , معارك و صدامات , أنظمة تتحرك في جمود , شعوب تأكل و تشرب و تسهر و تنام و هي ميتة، الهزيمة تلو الهزيمة , و كلما مرّ عقد من الزمن حمل في طياته سقوط عاصمة عربية أو هرولة زعيم عربي لتقبيل عصا الغزاة ؛ خوف أن تجلده و مع اختلال ميزان القوى على الصعيد الاجتماعي أصبح المواطن لا يثق بأحد، و يخاف من نفسه على نفسه , فقبطان السفينة لا يعرف عن غرفة القيادة إلاّ مكان الإختباء عن أعين الناس و من يستطيع قيادة السفينة يمنع من فتح فاه , و الإعلام العربي المباشر يعمل ليل نهار لتجميل القبيح و تقبيح الجميل من أجل تسويغ سمومه .

و في خضم هذه الأجواء المتراكمة تسقط الثقافة في براثن الغزو الثقافي و ينقطع غصنها عن شجرتها المثمرة و التي نبتت و سقيت بأمجاد و حضارة هذه الأمة, فلا يتجه العربي نحو مستقبل أمته بقدر تفكيره بحياة يومه , المهم أن يقضي هذا اليوم و قد أمّن فيه المأكل و المشرب , و أمَن من مخابرات نظامه التي إن وقع فيها أنسته حليب أمه و أماتته و أحيته ألف مرة في نهار لا يعرف النور.

فماذا سيكون حال الأدب في أمة هذا حالها ؟ و ما هي ثقافة هذه الأمة ؟

لا بد من تقديم الشكر للغزو الإستعماري لأنه أوجد البديل عن ثقافة أجدادنا الثقيلة التي لا نستطيع حملها , فأتى لنا بثقافة خفيفة سريعة الهضم في عقولنا المستسلمة للواقع , و بهذا لا نعاني من وخز الضمير في ثقافة تنزع منا ضمائرنا و تضع بديلاً عنها مصطلح اللهم نفسي و تعلمنا كيف ننجو برؤوسنا و إن قطعت كل الرؤوس أمامنا فاللهم أن يسلم رأسي .

و لكي نسلط الضوء على أدب هذه المرحلة , يجب أن نركز في الأديب و مدى تعاطيه مع مجتمعه , و مدى تقبل المجتمع من الأديب على الساحة العربية .

الأدباء العرب ينقسمون إلى عدة أقسام هي :

1- أديب هارب إلى إحدى العصور السالفة و لا يتدخل في واقعه .

2- أديب هارب إلى بلد أوروبي و لا يستطيع العودة إلى بلده , فهو مطلوب لمخابرات نظامه لأنه

خارج عن القانون و التهمة أنه قرأ واقعه و شخصه بعيون أمته و ليس بعيون ذاك الزعيم

المعظم .

3- أديب هارب من أفكاره , و يبحث عن أفكارٍ تبعد عنه السوء و القمع .

4- أديب و هو ليس بأديب , فهو عبارة عن بوق للأنظمة تستخدمه لتضليل الجماهير .

5- أديب مقموع لا يستطيع أن يبوح عما في نفسه , شرب المذلة واتجه للمجون و التغزل

بالنهود ليثبت رجولته المفقودة من كافة الصفات إلاّ الصفة الذكرية .

6- أديب ثائر تلقاه في ساحات الوغى أو منسي في إحدى زنازين الأنظمة , أو أُعدم و أُعدمت

أوراقه و لم يتبق منه شيء , و ربما شذ عن هذا الواقع فترى له مقالة هنا أو قصيدة هناك و

طبعاً ممنوعة و كل من يحملها مطلوب لعدالة الأنظمة الظالمة .

7- أديب فقد أدبه في طريق البحث عن رغيف الخبز ليأكل كي يعيش .

8- حمار الأدباء وهو من يلهث وراء كل ما أتى به الغرب ويعتبره صحيحا ويلعن تراثه وحضارته وهو كالوعاء الفارغ تملأه الثقافة الغربية بسراب الحداثة اللامع الذي يحسبه الجاهل ماء

إذن فنحن نتحدث عن أدب مفقود , و هنا يعني وجود فراغ في الساحة الثقافية , و بما أن الطبيعة تكره الفراغ , تم تغطية هذا الجانب بأي شيء , لهذا وجدنا التقليد , فاليوم يتحدث أدباء هذه المرحلة عن قصيدة النثر و عن الشعر النبطي , بعد أن استطاع معلمو هؤلا تسويغ الشعر الحر أو ما أسموه بشعر التفعيلة , الذي حملوه في حقائب سفرهم من باريس و لندن .

قد يقول البعض أنني أبالغ , و ها هم الشعراء يحلقون في سماء العروبة، و يتحدثون عن همومها و يتغزلون بليلى و لبنى و يهيمون في كل وادٍ , و قد رأينا بالأمس القريب مئات الآلاف يبكون الشاعر الفلسطيني الثائر محمود درويش , و هذا نزار قباني تخلد بأشعاره، ودواوينه تملأ المكتبات العامة , و كم من قصيدة أصبحت أغنية , فلماذا هذا اليأس و النظرة التشاؤمية التي تطرحها ؟

أقول و بكل صراحة ، هذا لأن الطبيعة تكره الفراغ؛ و لكي يتضح ذلك مليّا، علينا أن نفتح الأبواب على مصراعيها و نتساءل كم من الدواوين الشعرية بيعت في الوطن العربي ؟ كم عدد المواطنين الذين يقرأون؟ ما هو حال الشعراء و الأدباء اليوم ؟

لا شك أنكم تعترفون بالهزيمة , فما من أحد ينكر أن هناك عدم إتصال بين فكر الكاتب – سواء كان كاتبا أو شاعرا- و فكر القارئ سواء كان مثقفا أو من عامة الناس، و أن بعض القصائد تُهرب إلى عقول الناس لا لبلاغتها و جمالها الفني، بل لإنها تحاكي واقعاً فيه؛ فنزار قباني عندما كتب قصائده الغزلية الفاحشة انتشرت مثل النار في الهشيم , و درويش عندما كتب عن معاناة الشعب , غنّاها الشعب دون أن يفهم معانيها الملايين . و عندما تُكتب قصيدة شعرية بلغة الفن، نجد الآلاف يتأتؤن في قراءتها و لا يتذوقون بلاغتها و جمال تصويرها , و الجمهور يهيم بالغناء الراقص الذي تبدو معانيه في خصر يتلوى و نهد يتعرى أو فخذ يُكشف , أذن نحن لا نقرأ الشعر أو نستمتع بسماعه , بل نستمتع بأجساد الراقصات و المغنيات على الشاشات الفضائية .

و لو عرجنا بنظرة على قراء الأمم الأخرى لوجدنا أنهم يقرأون قصائد درويش و نزار قباني المترجمة و يحللونها أدبياً أكثر منا , فأين تكمن المعضلة هنا ؟

أقولها وبكل ثقة : شجرة النهضة الثقافية لا تنمو بلا جذور , لذلك لن نشهد نهضة ثقافية عربية دون التمسك بتراثنا , و نطوره لينمو فينضج و يثمر , أما أن نستورد المفاهيم و نحاول زرعها في تربة ليست تربتها فلن تنمو هذه النبتة و سنبقى نلهث وراء سراب اسمه الحداثة .

إن ما يحدث على الصعيد الثقافي هو جزء من واقع الهزيمة على الصعيد العسكري و السياسي و الإجتماعي , و يصب في بوتقة التشرذم و التجزئة التي يحياها الوطن العربي الحبيب .

فالقوى الإستعمارية استطاعت أن تزرع فينا ثقافة الهزيمة في كل شيء , و ليس لنا إلاّ ثقافة تقليد المهزوم للمنتصر، و بقيود يفرضها المنتصر على المهزوم , كي يبقى وطننا العربي سوقاً إستهلاكيا هذا من جهة، و يبقي استغلاله و امتصاصه لخيرات هذا الوطن من جهة أخرى .

إذن لا بد من تطبيع العربي على الهزيمة و ثقافة الاستسلام وعدم الثقة بالنفس و يجب أن يشعر دائماً بالنقص و الخضوع أمام عظمة الغرب؛ فيهزم من داخله قبل هزيمته في ساحات المعركة .

كل هذا يجعلنا لا نستغرب في هذا الزمن تشويه المصطلحات و تسخير الطاقات العربية لتدمير أي نهضة عربية في كل المجالات و خاصة الثقافية , و هذا ما تعمل الأنظمة العربية من أجله ليل نهار .

لقد آن الأوان لمثقفي هذه الأمة أن يخرجوا من بؤرة الخوف والخذلان لشعوبهم إلى مواجهة هذه الأنظمة فكريا وتعريتها وعدم الركوع لها لآن مستقبل هذه الأمة أمانة في أعناقهم، ويكفي تضليلا ونفاقا لهؤلاء الزعماء؛ فقد أصبح النضال بالقلم قبل السيف فرض عين من أجل أجيالنا القادمة التي ستلعننا ليل نهار ؛ لأننا صمتنا طويلا أمام هذا الظلم ولم نمهد لها الطريق للمستقبل.

خالد حجار

فلسطين

لعنة العراق تطارد بوش



بقلم:عادل الجوجري

رئيس تحرير مجلة الغد العربي

القاهرة.

في منتصف أربعينات القرن الماضي كتب مصطفى أمين كتابا مثيرا بعد عودته من الولايات المتحدة بعنوان "أمريكا الضاحكة" شرح فيه بإسهاب واعجاب أنماط الحياة المرفهة في المجتمع الاميركي ،وكان الكتاب وقتها جزءا من الماكينة الاعلامية الرأسمالية في مواجهة المد الشيوعي السوفيتي الزاحف الى المنطقة العربية،وكان هناك طابور خامس يسعى الى تزويق وترويج الرأسمالية الجديدة القادمة أيضا الى المنطقة لترث الاستعمار البريطاني والفرنسي القديم، ماذا يمكن أن يكتب مصطفى أمين إذا عاد إلى الحياة اليوم؟

أغلب الظن أنه لن يستطيع أن يضع ماكياجا على الوجه الاميركي المأزوم ،ولاأن يمسح بالكلمات مافعله جنرالات البيت الابيض من جرائم في حق العرب والمسلمين ،فأمريكا التي شاهدناها في السينما كفتاة مدللة تعيش في رغد لم تعد كذلك ،فهي لا تمر بأزمة مالية خانقة وحسب بل إنها وبدون مبالغة تشهد إنهياراًَ إقتصادياًَ شاملاًَ يعد الاسوأ منذ سبعة قرون، وإذا إستمرت الازمة بمعدلاتها الحالية فإن الامبراطورية الاميركية ستصبح في خبر كان ،ودورها السياسي العالمي سينكمش ولن تكون قادرة على دخول حروب جديدة أو حتى المنافسة في حرب باردة مع الروس الذين استردوا عافيتهم واستفادوا من زيادة أسعار النفط وادخروا مليارات النقد الاوروبي،كما أن الصين باعت مخزونها الدلاري مقابل شراء ذهب بما يعادل تريليون دولار،واشترت الهند ب50مليار دولار ذهبا وكذلك فعلت الهند الامر الذي ضرب "كرسي في الكلوب" واصاب الدولار بالسكتة القلبية،

هل يصدق أحد أن الامبراطورية الاميركية لم تعد تجد السيولة النقدية لاصلاح بعض الجسور الحيوية في مدن رئيسية كنيويورك وسان فرانسيسكو تشارف على السقوط ؟

هل يتخيل أحد أن الجامعات الحكومية كذلك الخاصة قلصت نسبة تمويل المشاريع البحثية بنسبة 50%-70% لعدم وجود ميزانيات كافية؟

هل ورد إلى ذهننا مرة أن البطالة يمكن أن تصل الى مستويات قياسية فهناك 15 مليون عاطل عن العمل, اضف إلى ذلك 4-5 مليون مشرد ؟

الشاهد هو أن لعنة العراق -لاتقل عن لعنة الفراعنة- وهي طاردت بوش حتى في أيامه الاخيرة،وطاردت رامسفيلد وريتشارد بيرل ودوجلاس فيث ومن قبلهم كولين باول وبول وولفوفيتز ،جميعهم اعتراهم المرض ،وكل الجنود والسياسيين الذين شاركوا في جريمة غزو بلاد الرافدين أصيبوا بلعنة العراق،حيث آلاف الجنود تركوا الخدمة العسكرية ويبيتون حاليا في مستشفيات الامراض العقلية والنفسانية ،ولعنة العراق تطارد حاليا المرشح الجمهوري ماكين وهو كان احد ابرز مؤيديها ومنظريها ،لأن الحروب والغزوات العنترية التي خاضتها عصابة بوش أرهقت الخزانة بشكل لم يسبق له مثيل, فالحرب على العراق وحدها إستنزفت أكثر من تريليون دولار (ألف مليار) ونحو ثلاثين ألف حندي مابين قتيل وجريح ،وتكلفة الحملة في أفغانستان تقدر بمائتي مليار,والحرب في افغانستان هي لعنة المستقبل،التي ستاكل جيش اميركا والناتو بعد ان تزايدت عمليات حركة طالبان وتنوعت، وهناك مئات المليارات الأخرى التي صرفت لدعم مهمات تجسس على المقاومة العربية وضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية ودول اميركا اللاتينية الثورية ،أو لتمويل حملات دعائية مضادة أو لدعم بعض الأنظمة الرسمية الموالية وفي أحيان أخرى بعض القوى المعارضة في أنحاء شتى من هذا العالم.

كل هذه الاموال التي انفقت بغير حق ساهمت في ارهاق الاقتصاد الاميركي وبالتالي الاقتصاديات التابعة له، وانتهى الامر بهذ الخراب الموحش وليس الخراب الجميل مثلما كان يردد زوربا اليوناني في رائعة كازانتزاكس فلاجمال في غزو افغانستان ولابهجة في حرب العراق ،ولاميزة اخلاقية في دعم العصابات الصهيونية بطائرات اف 35التي لم تحصل عليها دول الناتو الحليفة فضلا عن دعم مالي سنوي 3مليارات دولار يدفعها الشعب الاميركي من حصيلة الضرائب من دون ان يفهم الدافع الحقيقي وراءها،والشاهد ان الايديولوجيا السوداء التي جرفت المحافظين الجدد الى مغامرات بائسة كلفت الشعب الاميركي رجاله وأمواله ثم أخيرا سمعته التي باتت ملطخة بالعار ،علما بأن كل ماجرى ليس الا الجزء المرئي من جبل الثلج.