2008/06/30

سري جدا

نقلا عن جريدة ناصريون اون لاين
أخبار الساحات
أخبار مصر
وكمان جاي تمتحن.. طب قوم.. إنت مفصول 09/06/2008 جريدة البديل المصرية
تسليم طالبين ناصريين بحقوق أسيوط قرارين بالفصل أثناء تأديتهماالامتحان
كتبت: دعاء عبدالمنعم
فوجئ الحسينى أبوضيف ومحمد فاضل الطالبان الناصريان بكلية الحقوق بجامعة أسيوط بقيام المشرفين علي أداء امتحانهم الأحد 1 يونيو ـ مادة إجراءات جنائية ـ بقيامهما بتسليمهما قرارين بالفصل لكل منهما أثناء تأدية الامتحان، وذلك لمدة أسبوعين.

وقال محمد فاضل لـ«البديل»: إن القرار حمل الرقم 244 لسنة 2008 وأنه صادر بتاريخ 22 مايو الحالي إلا أنه تم تسليمهما لهما 1 يونيو دون تحديد بداية مدة العقوبة أو نهايتها إضافة إلي أن العقوبة وقعت دون إجراء تحقيق معهما.
وأضاف أن القرار تم توقيعه من د. محمد صلاح الدين ـ رئيس الجامعة بالإنابة ـ وأن القرار نسب إليهما القيام بتوزيع منشور يدعي إلي إضراب عام من أجل مصر ومذيل بتوقيع الطلاب القوميين الناصريين ومنشور بنص الحكم الذي حصل عليه الحسيني أبوضيف بتسديد المصروفات الدراسية القانونية وإلغاء القرار بزيادتها، كما نسب إليهما القرار توزيع بيان بعنوان «حصاد حكم مبارك» يوم 4 مايو في أعقاب تنظيمهما محاكمة رمزية لمبارك علي ما وصفوه «بجرائم حكم مبارك»، كما نسب إليهما الاشتراك في حركة «طلاب من أجل التغيير »واستخدام جدران الكلية لتعليق لوحات كتب عليها: «لا للفساد»، «لا للتوريث».
يذكر أن الطالبين تعرضاً للعديد من قرارات الفصل الوقتية بعد المحكمة الرمزية لمبارك إلا أن القضاء أصدر حكمه بأحقيتهما حضور امتحانات نهاية العام .


أخبار العراق

رغم التعتيم الاعلامي الكبير تناقلت بعض المواقع الالكترونية خبر تكون كتائب الثورة العربية بالعراق التي اصدرت بيانا توضيحيا في ما يلي نصه:
المصدر: موقع المؤتمر الناصري العام
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}المؤمنون52
المقاومة العربية طريقنا الى التحرير والوحدة
يا أمة العرب انتم امة لا امم...
في هذه اللحظة الحرجة من الزمن العربي الرديء ، وفي ظل سطوة قوى الاستعمار والتفتيت والهيمنة الغاشمة الزاحفة لالتهام ما تبقى من مقدرات امتنا
العربية وثرواتها ومواردها واراضيها استكمالا لمؤامرة سايكس - بيكو التي مزقت خارطة الوطن العربي الأكبر وحولته إلى سجن اقليمي لحركة التحرر القومي وقواها الفاعلة ، وصادرت ارادة الشعب العربي المعبرة عن وحدة مصالحه الحيوية في سياق الاستحقاق التاريخي الحتمي لانجاز اهدافه والانتصار للقوى التحررية في اطار المشروع القومي التحرري. في هذا الزمن العربي الرديء حيث تنتهك حدود الامة وامنها القومي وتلغى حقوق المواطن العربي في تقرير مصيره ورسم مستقبله ، وحقوقه في الحياة والحرية والكرامة والتمتع بثرواته ، تحت شعارات بائسة تؤسس لنزع هويته وتشويه قيمه واستلاب عقائده وسجنه داخل اسيجة الهويات القطرية والطائفية الضيقة لتزرع الفتنة في صفوفه وتسوقه إلى الاقتتال خدمة لمصالح الاعداء. في زمن الضياع هذا وفوضى الاحتلالات في الأرض العربية في العراق وكل فلسطين والصومال والسودان والجولان والاحواز وطنب الصغرى والكبرى وابو موسى وفي سبتة ومليلة وغيرها مما تحقق ومما سيتحقق ما لم تنبثق مقاومة شاملة في كل الأرض العربية كمعادل موضوعي في اطار ثنائية الاحتلال والمقاومة لتسهم في إعادة التوازن النفسي واعادة تاهيل شباب الامة لاخذ زمام المبادرة في إستعادة مشروعنا التحرري بأفقه القومي بجميع مرجعياته وتياراته وتفعيل الحراك التحرري في ارجاء الوطن العربي الأكبر. وادراكا منا لمازق منظومة الحكم العربية وازمتها المستديمة وعجزها عن انجاز مشروع الامة ، بل انصياعها لارادة قوى الهيمنة العالمية وتبعيتها لها إلى الحد الذي باتت شريكا محليا لها في سياسة عزل حركة التحرر العربي وتكريس سياسة التخلي الشعبي العربي بابشع وسائل القمع والمنع والمصادرة ، بل امعانها في خدمة مشروع سايكس بيكو والتبعية له والمساهمة الفعلية في استكمال احتلال فلسطين والغاء حق ابنائه في ارضه من النهر إلى البحر ، ثم فتح الحدود لانجاز احتلال العراق ودعم العدو الأمريكي البريطاني لوجستيا وماديا وحتى بشريا ، والدخول معه في اتفاقيات أمنية للاجهاز على المقاومة في العراق. وانطلاقا من نبض الشارع العربي الذي تحدى انظمته واستجاب لحاجات المشروع القومي التحرري النضالية اذ دفع ثمن موقفه هذا هتكا وتجويعا وقمعا ومصادرة وقتلا وتقتيلا ، لهذا نجد ان هذه اللحظات بتحولها النوعي إلى زمن الشعوب تقتضي من التيارات القومية والوحدوية بكافة فصائلها الاستجابة دون تردد لاعادة صياغة قيم الثورة العربية وتاصيلها ، والانطلاق نحو تحرير الامة وتحقيق مشروعها النهضوي وكسر حاجز العزلة بينه وبين النضال من اجله. اننا ندعو الاحرار في كل بقاع وطننا العربي من التيارات القومية والوحدوية إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية في استعادة قيم الامة والتأسيس لأطر المشروع التحرري العربي تحقيقا لاهدافنا المباشرة في تحرير الأرض العربية من براثن المستعمرين والطامعين ، والتطهر من سياسات التجزئة والتبعية سعيا للنهوض بمشروع الامة الذي يجسد وحدة مصالح الشعب العربي الحيوية . واليوم والمقاومة في العراق وفلسطين والصومال تتعرض لاعتى واشرس هجوم من معسكر الاعداء وقوى التجزئة لتقويضها ، يأتي انبثاق بؤر الثورة العربية في عموم الوطن العربي الأكبر منطلقة من العراق لارباك المشروع المعادي وتشتيت قواه وتدمير مرتكزاته والتاسيس لخارطة النضال العربي كما نريد ان نكون عليه وليس كما يريد الاخرون. اننا لا نريد توجيه خطاب عاطفي يلامس مشاعر ابناء الامة ، بل نحن الان بصدد القبض على اللحظة الراهنة التي تصلنا باللحظة التاريخية في مسار التحول النوعي لنصنع حالة اشعاع بديلة عن حالة الانطفاء التي نعيشها في المرحلة الراهنة ، على الرغم من ادراكنا ان الاستبداد ليس قدرا كما ان هزيمة العدو الأمريكي البريطاني ليست قدرا لا يرد وان الصهيونية ليست قدرا لا يهزم ، لذلك فان الفرصة التاريخية بين ايدينا لهزيمة سايكس - بيكو والمشروع الصهيوني الأمريكي وذيوله من الشعوبيين الطامعين ، وان المقاومة في العراق اثبتت قدرتها على استيلاد القدرات الكامنة القادرة على القبض على اللحظة الراهنة والاعلان عن ان قدر الارادة الحرة هو المواجهة والتصدي والانتصار ، وان النتيجة المحققة التي يجب ان نستخلصها هي إنهّ لم يعد هناك ثمة طريق للخروج مما نحن فيه إلا ّ ان نشق طريقنا عنوة وبالقوة فوق بحر من الدم وتحت افق مشتعل بالنار ، ومهما بدت هذه النتيجة قاسية بما تحمله معها من تكاليف وتضحيات ، فاننا لا نجد غير ذلك بديلا نصون به الشرف والحرية والحياة الحرة الكريمة والمستقبل معا ، فالذين يقاتلون بحق لهم ان ياملوا في النصر ، اما الذين لا يقاتلون فحري بهم ان لا ينتظرون شيئا سوى القتل على يد الاعداء ، فالخائفون لا يصنعون المستقبل الواعد والمترددون لن تقوى ايديهم المرتعشة على البناء. نعم اما ان ننتظر ونرى كيف تصادر أمريكا وحلفائها القرن الواحد والعشرين لتطيل من امد بقائها كامبراطورية كونية استعمارية ، واما ان نقاتل ليكون القرن الواحد والعشرون مقبرة لمشاريعها وهيمنتها ومشروعها الصهيوني العنصري وكل المشاريع الامبرياليه، إنهّ خيارنا الاوحد لتستعيد امتنا حقها الطبيعي في الوجود ودورها في صنع الحضارة الانسانية ، فلنعلنها منذ اللحظة مقاومة عربية شاملة تحت راية كتائب الثورة العربية التي تعلن عن نفسها من بغداد بلد الرشيد ومنارة المجد التليد من قلعة الاسود من بغداد عاصمة الخلافة العربية الإسلامية.وبمناسبة الذكرى الخمسين لقيام اول وحدة عربية في التأريخ الحديث . لم تكن كتائب الثورة العربية وليدة الساعة بل انها مارست عملها الجهادي المسلح منذ الايام الاولى للعدوان الأمريكي على العراق عبر مجاميعها التي بلورت نفسها تحت مسميات قيادة جيش محمد الفاتح في العراق وقيادة جيش عمر المختار إلى جانب الفصائل الجهادية الأخرى في ساحة العراق ، وهي اليوم تعلن عن هيكلة نفسها من جديد استجابة للضرورات الميدانية والتنظيمة وكما يلي:اولا: قيادة جيش محمد الفاتح ويضم الكتائب التالية:1. كتيبة جمال عبدالناصر2. كتيبة عبدالله السلال3.كتيبة احمد بن بيللا4. كتيبة المهدي بن بركة5. كتيبة أحفاد المعتصم6. كتيبة عمر المختار7. كتيبة اسود العامرية ثانيا: قيادة جيش عمر المختار ويضم الكتائب التالية:1. كتيبة جميل جمال2. كتيبة رشيد عالي الكيلاني3. كتيبة حفيدات جميلة بوحيرد4. كتيبة عزالدين القسام5. كتيبة صالح بن يوسف
يا جماهير امتنا العربية ، ان كتائب الثورة العربية ليست إلا ّ نواة لتحرير امتنا ومنطلقا لتحقيق وحدتها والدفاع عن مصالحها الحيوية وسورا حاميا متصديا لاطماع الغاصبين والغزاة حيثما وجدوا على الأرض العربية ، مستمدة عزمها في المسير نحو التحرر والوحدة من النواة الاولى التي اسسها نبينا العربي الكريم محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة واتم التسليم في المدينة المنورة ولَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.
2كتائب الثورة العربية - شباط – فبراير 2008

المدرسة الفكرية الناصرية في العراق
بقلم ياسين الدليمي

ان ما شهده العراق من وقائع سياسية أعطاه تميزاً قومياً واقعياً بابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية وسمت به أبناء العراق انعكست بصورة جلية بمظاهر متعددة ووجود الأحزاب والجمعيات والمنتديات السياسية
لكن ظهور المدرسة الفكرية الناصرية قد أعطت بعداً فكرياً متجدداً للفكر القومي العربي باستلهام الموروث الحضاري والفكري للعروبة والإسلام والمناداة بالاشتراكية العربية المستندة أساساً على تحالف قوى الشعب العامل (عمال
( ان حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية وسيادة القانون هو الضمان لها )
وعليه فأن الحركة القومية العربية والناصرية في القطر العراقي ستبقى مثيرة للإعجاب والجدل والنقاش بامتياز الدور الريادي للعراق ماضياً وحاضراً ومستقبلاً في الوطن العربي عامة والمشرق العربي خاصة كون العراق يمثل ضلعاً مهماً في أضلاع مثلث مصر وسوريا والعراق بحكم تأثيره في محيطه العربي والجغرافي ولهذا نجد القوى الاستعمارية الطامعة بالوطن العربي ارضاً وخيرات وموقع استراتيجي قد ساندت قوى الثورة المضادة (المحلية وحتى الإقليمية) لحركة الثورة العربية ومنهجها التحرري الوحدوي واستجمعت كل قواها ورصدت كل إمكانياتها لمهاجمة وإفشال أي مشروع عربي تحرري وحدوي ونهضوي وحاولت إفشال أية مشاريع تنموية حتى داخل الكيانات القطرية وما قمع الثورات والانتفاضات التي قامت على امتداد مساحة الوطن العربي ( ثورات 1920 ) وثورة مايس 1941م التحررية في العراق والثورة السورية والثورات الفلسطينية وانتهاء بثورة 1952م في مصر بزعامة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر والعدوان الثلاثي على مصر إثر قرارات التأميم واهمها تأميم قناة السويس 1956م فكان هدف العدوان الثلاثي (بريطانيا
فقام تحالف بين القوى القومية الناصرية وحزب البعث وقيام ثورة 8 شباط 1963م الا ان انفراد البعثيين بالسلطة واقصاء القوميين العرب الوحدويين (الناصريين) عن السلطة وإبعادهم عن الساحة العراقية قد ولّد صراعاً جديداً دفع بانشقاق حزب البعث على نفسه. مما سهل على الضباط القوميين باسقاط قيادة وسلطة البعث في 18 تشرين 1963م.
الا ان خيبة القوميون الوحدويون جاءت ثانية على يد عبدا لسلام محمد عارف فبدأ الصراع بينهما مما كلف التيار القومي العربي الكثير الكثير وخاصة الناصريين وتعطيل المشروع النهضوي والوحدوي إن انتكاسة اول مشروع توحيدي للامة العربية باعلان قوى الردة انفصال سوريا عن مصر واحتدام الصراعات بين القوى القومية العربية دفعت الجماهير القومية العربية الثمن غالياً عامة والشعب العراقي خاصة وتميزت فترة الستينات في العراق بإنكفاءة قومية وسقوط حلم التيار العروبي بالوحدة العربية لاسباب متعددة منها :-
انتهازية العسكر وارتدائهم العباءة القومية العربية وعدم ايمانهم بسلطة الشعب .
تداخل القوى الخارجية والإقليمية مع قوى الردة والاقليمية في المشهد السياسي العراقي
عدم الايمان بحتمية الوحدة العربية من قبل أنظمة الحكم والمحسوبين على التيار القومي العربي قادة
انعدام البرنامج الاستراتيجي بمدياته القصيرة
غياب البرنامج الديمقراطي المنتج لنظام سياسي يتسم بالشرعية على اسس علمية أخذة بخصوصية المجتمع العراقي .
انعدام برامج التنمية الاقتصادية
نجاح الخطط الاستعمارية الخادمة للوجود الصهيوني في فلسطين بإثارة الصراعات داخل قوى الثورة العربية بحكم استحقاقات الوحدة العربية وأمن الكيان الصهيوني وإبعاد العراق بقدراته البشرية والاقتصادية والاستراتيجية عن لعب أي دور عربي وإقليمي وهذا ما ادخل العراق في دوامة الانقلابات والصراعات الداخلية.
نعم لم يعرف العراق وقواه القومية العربية الاستقرار السياسي والاقتصادي منذ ثورة 1958م إلى ان جاء حزب البعث إلى السلطة عام 1968م ليبدأ فصل جديد من المرارة والعذاب والحرمان والحروب الطويلة والمتعددة انتهت بالاحتلال الامريكي ووقوع العراق العربي إقلمياً واقعاً تحت الاحتلال . ولتبدأ قوى التحرر الوطني العراقية فصلاً جديداً من النضال وعلى عدة جبهات وهنا لا بد لنا الوقوف على عجالة عند القوى القومية العربية بمدرستها الناصرية .
ان الفكر القومي العربي بمدرسته الناصرية تحمل مسؤولية بناء استراتيجية نضال وثورة وفي نفس الوقت مطالب بقرارات تنفيذية للتطبيق تفاعلاً وتجارباً من واقعنا العربي بظروفه المعقدة من خلال الممارسة والمعاناة وبالجهد المستمر بحكم خلفيات الموروث القومي العربي الإسلامي التراكمية ، من وحدة العرب القومية التي تحققت تحت لواء الإسلام الحنيف لينطلق العرب بالإسلام مبشرين بوحدانية الخالق والخلق وبنزعة الوحدة الإنسانية ووحدة البشر ومفاهيم الأخلاق (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) فتفاعل العرب تفاعلاً ايجابياً مع الأمم والشعوب عبر تلاقح حضاري إنساني عبر أفكار الدولة الحديثة الأمة
– الثقافية – الاجتماعية الهادفة لنشر الوعي السياسي رغم التزاحم الفكري . الا ان الفكر القومي العربي قد تلاقح تلاقحاً ايجابياً مع الاتجاهات الفكرية سواء كان ذلك بالمدرسة التنويرية / المدرسة الاشتراكية / واتجاهات حزب البعث في سوريا .. – فلاحين – طلبة – مثقفين) وتحقيقاً للعدالة الاجتماعية (كفاية في الإنتاج وعدالة في التوزيع) . فانتقى مفهوم الصراع الطبقي وتحجيم سلطة وتراكم رأس المال. فرسمت المدرسة الفكرية الناصرية للعرب مشروعهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والوحدوي من خلال البرنامج التحرري من كل أشكال السيطرة الاستعمارية السياسية والاقتصادية والثقافية والانتقال السلمي لبناء دولة الوحدة العربية بعيداً عن الاستقطاب الإقليمي والتحالفات الدولية من خلال تحرر القرار السياسي والاقتصادي عن الهيمنة والوصاية الأجنبية والإقرار بالنهج الديمقراطي وبناء المؤسسات الديمقراطية – فرنسا – إسرائيل) إفشال البرامج التحررية الاقتصادية وتعطيل قيام وبناء السد العالي واسقاط اول تجربة وحدوية بين مصر وسوريا استعانت بقوة الثورة المضادة والردة الانفصالية. ومن ثم بمباركة قيام إسرائيل بعدوانها على مصر وسوريا والأردن 1967م ولنا شاهد القول مقولة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر (أمريكا لن تغفر لي حياً وميتاً) . لدليل على ان القوى القومية العربية الوحدوية ستبقى محاربة من قبل القوى الاستعمارية وستبقى في الخط الاول والخنادق المتقدمة في ساحة النضال التحرري والوحدوي على امتداد ساحة الوطن العربي . لقد استفادت القوى القومية العربية في العراق من تراكم الخبرة في المجال السياسي ومن أخطاء ونتائج ثورة مايس 1941م وكيف تعاملت القوات البريطانية مع ثوار الجيش العراقي والشعب في قمعها وإخماد هذه الثورة الوطنية التحررية. فأتجهت القوى القومية العربية بتشكيل نواة سرية داخل الجيش العراقي الباسل عبر تنظيم الضباط الأحرار على غرار حركة الضباط الأحرار التي قامت بثورة 23 تموز 1952م مستفيدة من المد القومي العربي وصمود مصر البطولي مواجهة العدوان الثلاثي 1956م وقيام الجمهورية العربية المتحدة (مصر – سوريا) فانبثقت ثورة 14 تموز 1958م في العراق واعلان العراق جمهورية مستقلة ومنهية الاحتلال البريطاني . الا ان القاعدة السائدة في الثورات (الثورة تأكل رجالها) قد اخذت بالثورة ونهجها الوطني التحرري باقامة نظام جمهوري ديمقراطي اخذت بها نحو الاحتراب والاقصاء والتهميش وعجر العسكرتارية من اقامة نظام سياسي يؤمن بالتعددية الحزبية والسياسية واحتراف العسكر للسياسية قد قطع الطريق امام القوى القومية العربية والديمقراطية والوطنية بالاسهام الفاعل في بناء واقامة النظام السياسي المنتج لحكومة تحضى بالشرعية والرضا من قبل كل مكونات واطياف الشعب العراقي فبدأ الصراع بين رجالات الثورة واستحواذ الضباط الاقليميين على مسارات الثورة ونهجها الاساسي التحرري القومي الديموقراطي فتجسد الصراع بين القوى القومية العربية ومشروعها التحرري الوحدوي والقوى الرافضة للتقارب الوحدوي مع الجمهورية العربية المتحدة تجسد بالصراع السياسي – العقائدي وبالدموية والاعدامات وتعليق الجثث على اعمدة الكهرباء والسحل لرجالات التيار القومي بالسيارات احياءاً في الشوارع وشواهد مدينة بغداد والموصل وكركوك ولم تزل ذاكرة المشهد السياسي العراقي تحفظ الكثير الكثير من هذا وذاك .– زعماء – بعض رجال السياسة .– والبعيدة في حكم العراق والفهم الموضوعي لمحركات المجتمع العراقي بتكويناته الأساسية.– الاجتماعية الموظفة لإمكانيات وقدرات وثروات العراق الهائلة لتحقيق بناء اقتصاد عراقي مزدهر يحقق العدالة الاجتماعية.– القومية – الصراع الثوري – النضال الطبقي والاجتماعي وترابطهما بحركة التحرر السياسي والاجتماعي على اعتبار ان الشعوب هي صانعة تاريخها بنضالها فالناصرية قد أدركت ادراكاً واعياً ان قدرها هو تحدي الواقع المتخلف والمأزوم بإختلالات عسكرية – اقتصادية برسم تحديات العصر الحديث . فالناصرية تريد التطور والتجديد . فهي فكر جدلي تريد الوصول للكلية المتجاوزة للاجزاء في منظور واحد عبر عملية تفاعلية تجاوزية ومن خلال ربط الفكر بحركة الواقع وهو يتغير من خلال الفعل في هذا الواقع ومواجهة صراعاته في موقف ثوري يتطلع دائماً للهدف . ان الناصرية هي حركة متجددة غير جامدة . فالمتغيرات عديدة تستجوب حركة استيعاب جديدة عبر تحالف قوى الشعب العامل وليس الصـدام الطبـقي وهـذا يتطلب وجود الأداة الثـورية الموحدة .. فنجد
في السياسة / يكون لوعي الجماهير دوراً كبيراً في رسم وتحديد الاولويات من خلال توحيد القوى الوطنية والقومية مرحلياً ومستقبلاً بإيجاد الخط الناظم لحركة القوى والجماهير وفق الهدف الاستراتيجي .
التحرر السياسي والاقتصادي / نجد التحرر السياسي والاقتصادي ركيزة للتحرر الوطني وهما مقدمات للوحدة العربية . هذه الوحدة التي لم تعد بحاجة لإثبات ضرورتها في مستجدات الأمن السياسي والقومي الداخلي والخارجي والأمن الاقتصادي ومنغصات الأمن الغذائي.
الاقليات في الوطن العربي / نجد الناصرية قد عالجتها علاجاً إنسانياً وبروح إيجابية بعيداً عن الاقصائية والوصاية والتهميش بل بالاعتراف بوجودها واقرار حقوقها على مبدأ المساواة القومية على قواسم العيش المشترك والتاريخ والمصالح المشتركة
الديمقراطية / فالناصرية قد وضعت رؤية استراتيجية لبرنامج قومي عربي تحرري وتنموي باداة قومية ثورية تعتمد الديمقراطية بشعارها (ديمقراطية كل الشعب) من خلال رفض الناصرية اخضاع النظام السياسي للمذاهب الشمولية والجاهزة أوالنظرية. والرفض المطلق لمذهبية الدولة ورفض ديكتاتورية أي طبقة. بل اكدت على التلاحم الجماهيري واندفاعها الى دائرة الصراع التاريخي باعتبار ذلك من مقومات الثورة الناصرية فالثوري يناضل من اجل التغيير والتقدم ولا يقدر ان يظل بدون منظور تاريخي ومنهجية واضحة في الفكر والممارسة وان يمتلك كذلك برنامجاً مرحلياً واستراتيجياً .
الجدلية / الناصرية تقر عبور المراحل وتجاوزها في المراجعة ووضعها على محك الواقع وفي الوعي بحركة التاريخ الفعلي وكشف تناقضات المرحلة وفي الإصغاء بعمق للجماهير وفي الدفع عن طريق تحالف القوى الوطنية والقومية وتوحيدها جهداً وعملاً خلاقاً لصالح هذه الجماهير وتحقيقاً لمصالحها السياسية والاجتماعية في الحياة الحرة السعيدة وأهدافها في الوحدة العربية ، وعبر مسارات ارتكازية وأدوات أساسية تمثلت في التحرر الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية .
فالناصرية ترى لما بعد التحرر الوطني ما يأتي:
المسار الديمقراطي باعتباره مرتكز أساسي بل وضروري لبناء الوحدة القومية .
الديمقراطية هي نزعة إنسانية هدفها تحقيق الشروط اللازمة في الدولة والمجتمع وتفتح حرية الشخصية الإنسانية وقدراتها المبدعة من خلال إرسائها لقواعد الاندماج الوطني للفئات الاجتماعية المختلفة كي تأخذ أبعادها وتوجهاتها في الإطار القومي الكامل للامة . فالديمقراطية من حيث كونها نظام سياسي في الحكم وبناء الدولة ومؤسساتها المختلفة فهذا النظام المستند على الدستور والمحتكم إلى إرادة الغالبية الكبرى لجماهير الشعب ومظاهره الفصل بين السلطات وحصانة القضاء وسيادة القانون العادل على الحاكم والمحكوم على خلفية قيام الدولة القانونية . فالناصرية تؤمن بأن الديمقراطية السياسية لا تتأكد ولا تصان إلا بتعزيزها بالديمقراطية الاجتماعية بخلق الدولة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين كل المواطنين دونما استثناء او استئثار وبخلق ظروف التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتحرير الانسان من كل عوامل القهر والحرمان الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي .
التعددية السياسية مطلب اساسي واستراتيجي من خلال المفهوم الناصري لتحالف قوى الشعب العامل فيمكن ان يعبر عنها اكثر من حزب او تنظيم سياسي ولهذا ترفض الناصرية مسميات الحزب القائد للشعب او الدولة . فقاعدة التحالف الوطني والقومي تبقى القاعدة الثابتة غير الجامدة في بناء النظام السياسي بل قاعدة مرنة تتغير وفق متغيرات وتطورات الخارطة الاجتماعية والسياسية للمجتمع في مساره الثوري نحو تحقيق مهامه الديمقراطية والقومية وفق خصوصية الأمة العربية وحركتها التاريخية بجوهر حصيلتها التحررية المحققة للرفاه الاجتماعي والوحدة القومية للعرب .
قاعدة التحالف لقوى الشعب العامل لا تمجد الدولة او النظام السياسي او الدولة القطرية او السلطان لانها بالاساس تقوم استناداً على قاعدة اجتماعية واسعة وفق برنامج جبهوي
التصدي لحركة الثورة المضادة
– استراتيجي ركيزته الجماهير وفعلها الثوري. وبتلاحم وطني بتصدي لقوى الاستبداد والثورة المضادة والتهديدات المحيطة الساعية لافشال مهام التغيير السياسي والاجتماعي والوحدوي .– والاستعمار بكل اشكاله والوانه هو من مهام واوليات الناصرية واصبح سمة من سماتها الجوهرية وعلى قاعدة تحالف قوى الشعب العامل ومن خلال تنويع الأدوات وتجسد في :
الاعتماد على حرية الاستحكامات احتلالاً لمواقع في قلب الشعب عبر مؤسسات النفع العام . وكما استخدمتها القوى الاستبدادية في الوطن العربي من خلال احتلالها لموقع بعد موقع وتحكمها واستحكامها بها سواء كان في مؤسسات الدولة الرسمية وشبه الرسمية فلا بد من خلع الهيمنة الاستبدادية عن القوى الاجتماعية المتحكمة برغيف الخبز .
الممارسة الديمقراطية المنشودة داخل أُطر القوى الوطنية العربية نفسها لتكون نموذجاً للمجتمع الديمقراطي المنشود قبل ان تدخل في الجدل السياسي والاجتماعي .
الاستمرار على درب العمل النضال ضد الاستعمار وكل اشكال الهيمنة العسكرية / السياسية / الاقتصادية / الثقافية / . وان تدرك كل القوى القومية الناصرية والوطنية والساعية للديمقراطية ان الازمة الراهنة التي تمر بها حركة الثورة العربية والتقدم هي ازمة تعثر لا مرحلة انهيار. وان قدر الجماهير العربية هو محاربة الاستعمار الذي ما انفك يتكالب على الأمة العربية مستهدفاً وجودها ومستقبلها .
ان المشروع القومي الناصرية النهضوي قد تكالبت عليه كل قوى الردة الداخلية وكل القوى الاستعمارية الخارجية على نفس نسق المواجهة لاي مشروع نهضوي تحرري وايجابي بين العروبة والاسلام وبتحفيز حضاري تغييري للثورة ضد الظلم والاستغلال والاستبداد والتجزئة عبر الضرورة التاريخية لبناء دولة الوحدة العربية. كون الإسلام قد اعطى للامة العربية منحى حضاري وثقافي وفلسفي عام في الحياة فتحت راية الإسلام نهض العرب نهوضاً حضارياً مغنياً البشرية علماً ونوراً ومقدماً الإسلام للبشرية دينٌ ودولة فيه الشورى والمساواة والعدل والايمان والمواطنة.
ومن الفهم القومي العربي بمدرسته الناصرية للإسلام في صياغته للادارة السياسية والقيادة السياسية وبمعيار الاستيعاب التاريخي وفهم المتغيرات وفي الارتباط بالثوابت والاخذ بالإسلام إيمان أخلاقي ومنظور حضاري .
إن واقعنا العربي اليوم وحركة النزوع للاستيلاء على السلطة من قبل الحركات والتيارات باسم الإسلام ومذهبة الدولة اولاً والمجتمع ثانياً بصورة قسرية فهي في منهجها تقفز من الفئوية الصغيرة المنزوية في زوايا المجتمعات إلى ما فوق الأمة بل ويتعداه بشمولية اممية مطلقة عبر تصورات طوبائية بعيدة عن واقع العالم ومتغيراته فتارة نجدها نماذج بين القومية
كشف المستور وفضح كل من لبس العباءة القومية العربية او من اعتمر العمامة زيفاً باسم الإسلام وما ظهر في العقود الماضية من القرن الماضي من تيارات وانظمة وزعامات مبرقعة بالقومية العربية واللاهجة بالوحدة العربية خداعاً للجماهير العربية فأسفرت عن وجوهها الكالحة فلم تكن عربية ولا وحدوية ولم تستطع حتى من توحيد نفسها وعندما وضعت العمامة والبراقع والعباءات جانباً انكشف المستور فلم تكن مؤمنة بالاسلام فاذا بها توظف الإسلام سياسياً تكفر هذا وتهدر دم ذاك باسم الإسلام وفق الهوى السياسي بحسابات المال السياسي المدفوع من خارج الحدود .
رصد ظاهرة تصادم الثقافات والتيارات السياسية منها او الثقافية وما قدمته الناصرية في كتاب فلسفة الثورة وفي الميثاق لاحقاً له دليل عمل متجدد للفكر القومي العربي على امتداد ساحة النضال التحرري الوحدوي. وتحويل هذا الصدام والصراعات إلى العدو الرئيسي (الاستعمار / والقوى المضادة / والمعادية للعرب والاسلام / والتبعية / والتخلف) عبر الجدلية التأليفية بين العناصر الإيجابية في الأفكار والأيديولوجيات الأساسية في الساحة العربية .
وعوداً على بدأ ..
فان بروز زعامة جمال عبدالناصر وترسخ ثورة 1952 في مصر في مواجهة التحديات الاستعمارية وصمودها بعد إعلان تأميم قناة السويس أمام العدوان الثلاثي العسكري (بريطانيا
الصراع العربي
الوحدة العربية .
حركة التحرر العربية .
أصالة شعب العراق وإيمانه الصوفي بالعروبة والوحدة العربية وإسهاماته في المعارك القومية (الثورة العربية الكبرى 1916م
تجسد ذلك في قيام ثورة 14 تموز 1958م كنتيجة حتمية لمسار الحركة التأريخية لشعب العراق بحصيلة وجوهر هذه الحركة الاستقلال الكامل من كل أشكال السيطرة الاستعمارية
إن التيارات والأحزاب القومية والناصرية في العراق هي مكون مستمر ودائم من مكونات الوعي الحاضر للعراقيين وان اشتدت الهيمنة الاستعمارية
ما للعراق من ريادة قومية بقوة شعبه وإمكانياته الهائلة (بشرياً - اقتصادياً
العمل على تفكيك هيكلية دولة العراق .
تعويم السيادة العراقية .
إلغاء الشخصية المعنوية لدولة العراق .
تفكيك الجيش العراقي والقوى الأمنية .
تفكيك شعب العراق الواحد المتوحد تحت مسميات متعددة وصولاً إلى تقسيم المقسم وتفتيت المفتت (عرب
استحقاقات المشروع الإمبراطوري الامريكي (القطب الواحد) ومشتقاته المرئية وغير المرئية وراس رمحه متمثلاً بمشروع الشرق الأوسط الكبير .
شطب العروبة اولاً في الذاكرة وكأنها قرار حكومي او دمغة حاكم وسمت أبناء العروبة بسمة القومي تزال بفرمان او تقديم صكوك البراءة منها وكما يراد له اليوم بالاستقالة القومية للعرب .
محاربة الإسلام بحجة مكافحة الإرهاب والإصلاح وإرساء الديمقراطية زيفاً بغطاء الهيمنة وإرساء دعائم ديمقراطية الرعب واختلاف المنظمات الإرهابية والفرق الهدامة باسم الإسلام وصولاً للاستقالة الإسلامية طوعاً وقسراً .
محاربة وإقصاء الأحزاب والتيارات والقوى القومية العربية بل والسعي لاحتوائها فكرياً ومادياً والسعي لتصنيع تيارات سياسية واعداد النخب السياسية باسم القومية والإسلام وتغييباً للهوية القومية العربية الإسلامية .
تحميل القومية العربية والإسلام ما عليه العرب والمسلمين من حالة التردي والتخلف والسعي بإيجاد البدائل عبر النخب المؤهلة أمريكياً.
ولكل هذه المعطيات ينبري من يقول ان التيار العروبي في العراق متمثلاً بالأحزاب والتيارات والقوى القومية
– والديمقراطية فهي بالمطلق لا قومية ولا ديمقراطية ولا قادرة على فهم وهضم الإسلام كدين ودولة وايمان اخلاقي وحضاري متجدد . نعم ان التمسك بالدين والعودة للإسلام في شعائره وتعبيراته الانسانية الثقافية منها والاجتماعية والاقتصادية بالفهم الواعي للاصل والفرع من قواعد الإسلام الشرعية. وعبر الممارسة الحياتية والسلوكية باستلهام واعٍ للإسلام وتأصيل الدور الحضاري للامة العربية هو اغناء للمضامين الاخلاقية والروحية للفكر القومي العربي من حيث كون اولى مقدمات وحدة العرب هو الإسلام . وهو الثقافة المشتركة للعرب .. والاسلام أهم مشتركات وحدة الأمة العربية بجوهره الموحد للعرب في بدايات الدعوة الإسلامية فلم يكن ابداً ضد وحدة العرب فبهذه الوحدة اصبح الإسلام قوة ضاربة قارعت كل الهجمات والغزوات العسكرية – الثقافية التي اردات لهذا الدين ان ينطفئ (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) فبالعرب المتسلحون بالاسلام انهارت امبراطورية الروم في الغرب وامبراطورية فارس في الشرق. وبالعرب انتشر الإسلام شرقاً وغرباً بالقلم وبالخلق العربي الرفيع والانساني وبالتجارة وبالسيف والقدوة الحسنة وهنا لايمكن فصل العرب عن الإسلام فرغم ما أُختلِقَ من تصادمية بين العروبة والاسلام افتعالاً وفق اجندة اعداء الإسلام اولاً والعرب ثانياً حتى وان كانت بايدي عربية او إسلامية فالعروبة والاسلام منهما براء . فهذه التصادمية المفتعلة ما جاءت الا وفق اجندة القوى الاستعمارية والحاقدة على الإسلام والعرب تنفذ وفق مواقيت زمنية محسوبة بعناية وتحت مصطلحات متعددة تارة باسم الاصلاح السياسي وتارة باسم الاصلاح الديمقراطي وباسم مكافحة الارهاب تارة اخرى .– فرنسا – إسرائيل) والتفاف الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي بتفاعل واعٍ وبروح نضالية قومية مع مصر عامة والشعب العراقي خاصة تجسد في انتفاضة أبناء العراق تضامناً مع مصر العروبة أواخر 1956م جاءت رداً على موقف السلطة الحاكمة في العراق الداعم لقوى العدوان على مصر والمتخاذل في شجب هذا العدوان وهذا قد أعطى قوة دفع للتيار القومي العربي في العراق نشاطاً متميزاً داخلياً وانفتاحاً قومياً خارجياً من خلال التلاقي مع حركة التحرر العربية تفاعلاً مع معطياتها السياسية واستلهاماً نضالياً لدروسها النضالية وهذا ما اكسب قادة ورجال الحركة القومية العربية في العراق الثقة بالنفس وبالقدرات وبإمكانيات الأمة العربية في نيل استقلالها وتحقيق وحدتها الشاملة بإرادتها. ومن هنا أدركت القوى السياسية العراقية والقومية العربية تحديداً ان ارتباط العراق بالعروبة وانتمائه العربي كلاً لا يتجزأ . فمع تطور الأوضاع العراقية (الاجتماعية – الثقافية – السياسية) ازداد وعي أبناء العراق وارتباطهم بالقومية العربية وتجسد في إسهاماتهم المتزايدة ودورهم المتميز عراقياً وقومياً في تنظيمات وأحزاب وفي حركة التحرر العربية رافضين القطرية والإقليمية والتجزئة واستحقاقات (خرائط سايكس – بيكو) وهذا مما قد أعطى للعراق دوراً محورياً في محيطه العربي والإقليمي بحكم استحقاقات :– الصهيوني .– الثورة السورية – الثورات الفلسطينية المتعددة- حرب التحرير 1948م فلسطين وشواهد معارك جنين لم تزل حية – نصرة شعب مصر 1956م – مناصرة ثورة الجزائر التحررية 1954 – ثورة اليمن / الإسهام الدولي في استقلال ليبيا – تونس / وحدة واستقلال المغرب 1951 – استقلال سوريا – لبنان 1946م– الشعوبية في عالم ذي قطب واحد ومتغير عبر منظومة العولمة السياسية – الاقتصادية – الثقافية وامتلاك أعداء العروبة والإسلام لوسائل الإعلام والإمكانات . فتاريخ شعبنا العراقي المجاهد هو سلسلة مترابطة فالتاريخ أبداً لم يعرف الفراغات وما محاولات سد الفراغات التاريخية عبر حملات التدجين او الافتراء والتضليل الشرس المنظم ضد العروبة وتحديداً الفكر القومي العربي في العراق قد اخذ بُعداً خطيراً ما بعد وقوع العراق اقليماً محتلاً من قبل القوات الأمريكية بحكم استحقاقات :– حضارياً) وتجسد ذلك في :– أكراد – تركمان – طوائف أخرى ) . فنجد العرب لم يتسع المصطلح السياسي في المشهد العراقي لهم فأسس لمشروع تكريس انفصالي بمسمى الشيعة – السنة ومن ثم تقسيم الشيعة حسب الانتماء التقليدي للمجتهد وصولاً إلى الملل والنحل وكذلك الحال إلى السنة وحسب التعددية المذهبية المتوالدة والمستنسخة لاحقاً ويقال في الآتي من الأيام بالنسبة للإخوة الأكراد و التركمان .–الناصرية قد انحسر انحساراً بإنكفاءة سلبية في المشهد السياسي العراقي. فكيف لهذا التيار والأحزاب القومية الناصرية ان تتعاطى بايجابية وعملية الشطب والإقصاء والتغييب قد وضعت في اوليات المشروع الاحتلالي الامريكي مع سبق الاصرار سواءاً كان عبر مؤتمر لندن والمؤتمرات اللاحقة المعلن عنها او المستترة خلف الكواليس ؟ فكيف ؟ وكيف تتعاطى مع هذا المشروع الماس لهويتها بل وجودها من خلال مشاريع مسح وسلخ الهوية القومية للعرب جميعاً والعراقيين خاصة في باكورة هذا المشروع المهدد للوجود القومي اصلاً وقد تمثل ذلك عبر تقسيم عرب العراق (شيعة – سنة) وسلخ الجلود – وشطب الانتماء العربي – والتأسيس لمرتكز خطير عبر المناداة بالقومية العراقية – والامة العراقية ما هو الا الحلقة الاولى المبشر بها في سلسلة حلقات مترابطة لالغاء القومية العربية وابعاد عرب العراق عن اهم مميز وأصعب مكون من مكونات واشتراطات التكوين القومي والانتماء للأمة العربية بحكم الترابط القومي نسباً متسلسلاً أباً عن جد برباط صلة الدم والأصل الواحد المميز واللغة الواحدة والتاريخ …
ولن يتم ذلك إلا بتجسيد :
تقسيم عرب العراق إلى سنة وشيعة وإشعال نار الفتنة عبر التخندق المذهبي احتراباً بين اهل العراق بحسابات مذهبية ونزع الرابط القومي العربي اولاً ومن ثم تغذية مسارب الفرقة والتجزئة والعزل الاجتماعي
إضعاف الأحزاب القومية العربية الناصرية وتغييبها وإقصاءها عن المشهد السياسي العراقي وبذر روح الانشقاق والتشرذم قيادات وقواعد واختلاق روحية العداء تحت مسميات ولافتات متعددة والإبقاء على روحية الانقسامات عبر تكريس الانا الحزبية الضيقة (أسماء وقيادات).
إبعاد الأحزاب والقوى والشخصيات عن المشهد السياسي
التكثيف الإعلامي عبر منظومة العمل السياسي بإقصائية منظمة للفكر الفكر القومي ورموزه وإلغاءه كفكر قومي عربي إنساني من خلال الطعن والانتقاص من معطياتها الحضارية فكراً وممارسة بل وصل الحال بالدعوة بالبراءة منه وصولاً إلى الاستقالة القومية الطوعية
إنَّ ما يواجهه العراق من مسلسل خطير شاطباً وملغياً لوحدته الأزلية أرضاً وشعباً ومهدداً لوجود عرب العراق المكون الرئيسي للعراق الدولة والشعب عبر إنكفائية قطرية ملغية بل ومبعدة للعراق عن انتمائه العربي وامتداده الطبيعي الجغرافي عربياً وإسقاطات ذلك قد وقعت على الأحزاب والتيارات القومية الناصرية ولم تزل تتلقى ذلك من خلال إقصائية متعمدة ومدروسة جيداً سياسياً
إنَّ ما طرحه ويطرحه التيار القومي العربي من مشروع وطني يستند بالأساس على رؤية قومية وحدوية بعقلانية التعاطي لما هو عليه عراق اليوم المأزوم إحتلالاً ومستقرءاً لواقع حال العراق الشعب والدولة وما يحيط به من استهداف عبر أجندة محددة مسبقاً وبتداخل أوراق دولية وإقليمية المتطابقة والمتضاربة يدفع أبناء العراق ثمنها انهار دماء وتفتيت لكل البنى الأساسية والارتكازية للعراق ارضاً وشعباً.
وهنا نجد المسؤولية التاريخية تقع على أبناء العراق جميعاً تستوجب الجهد والعطاء الاستثنائي بوحدة وطنية بتغليب المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح الضيقة في مرحلة تاريخية استثنائية تستوجب الوقفة الاستثناء من لدن كل أبناء العراق للخروج من هذه المحنة ليعود العراق واحداً متوحداً فاعلاً متفاعلاً في محيطه العربي والإقليمي والدولي . فعسى ان نعي ذلك ولو متأخراً .. ولنا وقفة ثانية مع دراسة لاحقة للحركة القومية العربية والناصرية في أقطار المشرق العربي الشقيقة لاحقاً ان شاء الله تعالى .
– والمناطقي وتحديد كانتونات مذهبية بين عرب العراق على أساس المذهب .– والإعلامي وخلق شخصيات باسم القومية عبر تصنيعها إعلامياً ودعمها مادياً .– او الإرغامية للعرب في عالم القطبية الواحدة تحت خيمة العولمة.– إعلامياً عبر صدمات متوالدة ومتناسخة كونها جامعة لعرب العراق بحكم الانتماء القومي العربي بعيداً عن الانتماء المذهبي المراد له اصطفافاً لعرب العراق تخندقاً (سنة – شيعة) .


أخبار سورية

محكمة النقض ترفض الطعن المقدم من قبل هيئة الدفاع عن الدكتورة فداء الحوراني و ورفاقها

بيان

ترى المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية في قرار محكمة النقض السورية رقم 1258 أساس المتعلق بالدعوى رقم 2568"والمتضمن رفض الطعن المقدم من قبل هيئة الدفاع عن كل من الدكتورة فداء الحوراني رئيسة المجلس الوطني لإعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي المعارض ورفاقها", خير دليل على تبعية القضاء وعدم استقلاليته, وتأكيد صارخ على استمرار سياسة الهيمنة الأمنية , وسيطرتها على كافة مفاصل مؤسسات , وسلطات الدولة .
ان المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية وهي تدين قرار محكمة النقض الأنف الذكر ’
تناشد السيد رئيس الجمهورية العربية السورية , التدخل العاجل , بما يضمن الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين في السجون السورية, وعلى رأسهم معتقلي إعلان دمشق, والبروفسور عارف دليلة , وطي ملف الاعتقال , وإيقاف العمل بقانون الطوارئ , وإلغاء القانون رقم /49/لعام 1980 / وفصل السلطات الثلاث ’ واصدار القوانين التي أمست سورية أحوج ما تكون إليها وعلى رأسها , قانون للأحزاب, والجمعيات , والمطبوعات.
دمشق في 24/6/2008
مجلس الإدارة
أخبار تونس

ملف خاص يتابع أحداث الحوض المنجمي وفريانة الواقعتين وسط وجنوب تونس العربية.

1- كانت نتائج المناظرة التي أجرتها شركة فسفاط قفصه النقطة التي أفاضت الكأس في تحركات الأهالي في الحوض المنجمي . وكان معها منطلق الإحداث في كل مناطق المناجم حيث كان المطلب الأساسي هو توفير الشغل و لقمة العيش الكريم .وفي قرية- تبديد- بالذات من عمادة الرديف التي تبعد 10 كيلومتر والتي تعيش في أتعس الظروف المادية والاجتماعية من حالة جوع وتفقير تحرك الأهالي رافعين نفسي المطالب فقاموا بتجمع يوم الثلاثاء 5 ماي 2008 في الموقع المعد للمولد الكهربائي بعد أن عطلوه احتجاجا على الشركة إلا أن معتمد الرديف نزل بنفسه مع قوات البوليس صبيحة اليوم الموالي 6 ماي 2008 ليس بقصد إجراء حوار مع المحتجين وإيجاد الحلول المناسبة بل بغاية إرجاع التيار الكهربائي بالقوة . فسقط على اثر تدخل قوات الأمن بإذن من معتمد الرديف من اجل إرجاع التيار الكهربائي بالقوة القتيل الأول هشام العلائمي بصعقة كهربائية . وكان يوم حداد وغضب على السلطة المتسبب الرئيس في موت الشاب وطالبوا بفتح تحقيق ومحاكمة المتسبب الرئيسي وهو معتمد المنطقة .
وقد طالبت منظمة العفو الدولية في وقت لاحق السلطات التونسية بفتح تحقيق جدي في الموضوع .

2- مازال الوضع في مدينة الرديف من ولاية قفصه في الجنوب الغربي لتونس يخيم عليها التوتر الأمني بسبب مواصلة قوات البوليس البحث عن مزيد من الإيقافات في وسط الأهالي وخاصة الشبان منهم وذلك على خلفية الاحتجاجات الأخيرة ليوم الخميس 5 جوان 2008 المنددة بالاهانات والإيقافات التي تعرض لها أهل المدينة وسقط على إثرها يوم الجمعة 6 جوان 2008 الشهيد الثاني وهو حفناوي بنعثمان مغزاوي يبلغ من العمر 18 سنة وأكثر من20جريحااثنان وصفت صفت حالتهم بالخطيرة.

3-نزلت قوات الجيش الى الشوارع لأول مرة في عهد الرئيس الحالي الليلة الفاصلة بين 6 و 7جوان 2008 بعد تطور الأحداث في الرديف وأدت إلى سقوط الشهيد عثمان بن عثمان و عديد الجرحى .

4- وقعت محاكمة أكثر من 20 شابا موقوفا في أحداث الحوض المنجمي يومي الأربعاء والخميس الموافقين ل 11 و 12 جوان 2008وحضرها العديد من المحامين يترأسهم عميد المحامين الأستاذ بشير الصيد في لجنة وطنية شكلت للغرض فأطلق سراح 5 في اليوم الأول و 3 في اليوم الثاني وأجلت المحاكمة ليوم 3 جويلية 2008.
5- وفي مدينة المتلوي جنوب غرب تونس على اثر فصل 5 عملة من شركة الفسفاط بقفصه بطريقة عشوائية قام العمال المطرودون عن العمل منذ 15 ماي 2008 بإضراب عن الطعام في الاتحاد المحلي . وساندهم الأهالي وعلى رأسهم النسوة اللاتي قمن بمظاهرة تضامنية واجهها البوليس بالقمع والإيقافات


6- مدينة أم العرائس من منطقة الحوض المنجمي هي التي شهدت أول التحركات على خلفية المطالبة بالتشغيل ومحاسبة المسئولين عن الفساد والمحسوبية والمحاباة في الانتداب للتشغيل منذ شهر جانفي 2008. وفي المدة الأخيرة تصاعدت حدة التوتر بعد تدخل قوات الأمن بالقمع الاهانة الأهالي . وفي الأسبوع الخير من ماي اندلعت التحركات بوتيرة أكثر وتدخل كالعادة أعوان البوليس للضرب والتنكيل بالمتظاهرين و البحث عن المطلوبين .
متابعة لمحاكمات الحوض المنجمي في تونس

أصدر قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الإبتدائية بقفصة(400 كلم جنوب غرب العاصمة التونسية) السيد مختار سعود يوم السبت 21 جوان 2008 بطاقة إيداع في حق كل من :1/ محمود ردادي2/ عصام فجراوي 3/ رضا عزالديني4/ معاذ أحمدي5/ عبد السلام هلالي6/ فيصل بن عمر 7/ حفناوي بن عثمان8/ علي الجديدي 9/ عدنان المغزاوي10/ ثامر المغزاوي11/ الهادي بوصلاحي12/ غلاب كرامتي .،بعد التحقيق معهم دام يوم كامل بحضور الأساتذة المحامين : خالد الكريشي (عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين)،سالم السحيمي ،عادل الصغير،عبد الحميد بوبكر ،حسين التباسي ، فيصل التليجاني إلياس قوادر وإبراهيم سؤودي .
وكانت النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بقفصة قد أذنت بفتح بحث تحقيقي ضد المذكورين أعلاه على إثر الأحداث التي شهدتها مدينة الرديف أيام 4 ،5 ، 6 جوان 2008 من أجل: الإنخراط في عصابة والمشاركة في وفاق وقع بقصد تحضير وإرتكاب إعتداء على الأشخاص والأملاك والمشاركة في عصيان صادر عن أكثر من عشرة أفراد وقع بالسلاح وتم أثناء أثناءه الإعتداء على موظف أثناء مباشرته لوظيفه وتعطيل الجولان بالسبل العمومية والمشاركة في عصيان دعي إليه بخطب ألقيت بمحلات عمومية وإجتماعات عامة وبمعلقات وإعلانات ومطبوعات ،والإضرار عمدا بملك الغير وصنع وحيازة آلات ومواعين محرقة بدون رخصة ورمي مواد صلبة على أملاك الغير وإحداث الهرج والتشويش بمكان عام وتوزيع وبيع وعرض ومسك بنية الترويج لنشرات من شأنها تعكير صفو النظام العام لغرض دعائي وجمع تبرعات بدون رخصة وإعداد محل لإجتماع أعضاء عصابة مفسدي وإعانتهم بالمال وجمع التبرعات بدون رخصة طبق الفصول 32- 131 و132 و 133 و 119 و 118 و 121 و 121 ثالثا و 304 و320 و316 من المجلة الجنائية وأمر 21/12/1944 وأمر 18/06/1894 وأمر 02/04/1953.
وأفاد المتهمين للسيد قاضي التحقيق بحضور محاميهم تعرضهم للتعذيب والمعاملة القاسية والإهانات وكانت آثار العنف والتعذيب باقية على أجساد البعض منهم وصرح الحفناوي بن عثمان أن أعوان الأمن وضعوه موضع "دجاجة روتيّ" بعد أن قاموا بتعريته تماما من ملابسه وضربه على أعضاءه التناسلية ومحاولة إدخال عصا بمؤخرته وهددوه بحرق عضوه التناسلي بالولاعة إن لم يعترف بأنه هو المحرض عن أحداث الرديف مما دفع المحامين إلى التمسك بضرورة عرضه على الفحص الطبي حالا لتحديد الأضرار اللاحقة به والمسؤولين عنها.

أحداث مدينة فريانة يوم 02/06/2008

مثل يوم 17 جوان 2008 أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بالقصرين كل من :قيس التواتي ،مختار الشعباني ،عزالدين رحيمي ،عبد الله الرحيمي وماهر السويلمي لمقاضاتهم من أجل الإضرار بملك الغير ،الإعتداء على موظف حال مباشرته لوظيفه ،الإعتداء على الأخلاق الحميدة ورمي مواد صلبة في إطار القضية عدد11141 على إثر الأحداث التي شهدتها مدينة فريانة يوم 02 جوان 2008 .
وبعد مرافعات - الأساتذة خالد الكريشي (عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين)،آسيا الحاج سالم ،محمد الرحيمي ،ناجي الغرسلي ،عماد القاهري ،منتصر السلامي،الحنيفي الفريضي وعلي العلواني تعرضوا فيها للخروقات الشكلية التي صاحبت الإيقافات وتحرير محاضر شكلية وإنعدام الأركان القانونية لجرائم الإحالة نظرا لأن الأفعال المشار إليها وقعت أثناء مظاهرة سلمية إحتجاجا على أوضاعهم الإجتماعية السيئة ومطالبتهم بحق التشغيل– قضت المحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح يوم 24/06/2008 .
وفي نفس الإطار قضت نفس الدائرة بالمحكمة المذكورة يوم 17/06/2008 بإدانة كل من حسين السلامي - نورالدين الرحيمي - محمد وجدي السعداوي ، محمد الصالح التليلي و سفيان اللطيفي وسجن كل واحد منهم مدة سنة كاملة مع النفاذ من أجلالإضرار بملك الغير ،الإعتداء على موظ تونس في 7 بسم الله الرحمن الرحيم
جوان 2008 ف حال مباشرته لوظيفه ،الإعتداء على الأخلاق الحميدة ورمي مواد صلبة في إطار القضية عدد 11142 والمؤخرة من جلسة 10 جوان 2008 ،على إثر الأحداث التي شهدتها مدينة فريانة يوم 02 جوان 2008

وقد اصدرت منظمات المجتمع المدني والنقابات والتيارات السياسية بيانات مساندة لهذه التحركات نورد بعضها
1-
تونس في 7 بسم الله الرحمن الرحيم
جوان 2008
بيــــــان
"... أنّه لم يعد هناك طريق للخروج مما نحن فيه إلا أن نشق طريقاً نحو ما نريده عنوة وبالقوة، فوق بحر من الدم وتحت أفق مشتعل بالنار. ومهما بدت هذه النتيجة قاسية بما تحمله معها من تكاليف وتضحيات، فإننا لا نجد أمامنا غير ذلك بديلاً نصون به الشرف والحرية والحياة والمستقبل جميعاً." جمال عبد الناصر
بينما كانت جماهير شعبنا وأهلنا في الحوض المنجمي وهي تخوض احتجاجها السلمي، تتطلع إلى إجراءات تخفف عنها وطأة الحياة وإلى مواطن شغل لآلاف المعطلين عن العمل تضمن لهم أدنى مستلزمات العيش الكريم، فإذا بها تواجه بضراوة بالغة، فسقط من المواطنين العزل شهيد وعدد من الجرحى.
إن الوحدويين الناصريين، وهم يتابعون بقلق شديد الأحداث المتواصلة منذ أشهر بمنطقة الحوض المنجمي بقفصة وأخيرا بكل من فريانة وماجل بالعباس من ولاية القصرين :
1. يدينون عمليات القتل العمد التي أقدمت عليها وحدات البوليس يوم الجمعة 6 جوان 2006 والتي سقط فيها الشهيد حفناوي بن رمضان المغزاوي وأكثر من عشرين جريحا ناهيك عن المعتقلين، كما يستنكرون عمليات النهب والعنف والإرهاب التي يتعرض لها المواطنون العزل في الرديف والمتلوي وفريانة وماجل بالعباس.
2. يؤكدون على أن دور الدولة هو تدبير شؤون المواطنين والعمل على حل مشاكلهم وتوفير فرص الحياة الكريمة لهم.
3. يطالبون بفتح تحقيق جدي للكشف عن القتلة والمعتدين ومحاسبتهم وإحالتهم على القضاء.
4. يعتبرون أن الوضع الاجتماعي المتوتر هو مآل طبيعي للخيارات الرأسمالية والسياسات الليبرالية والانغلاق الإقليمي والتهميش المتعمد لمنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية التي انتهجها نظام الحكم منذ ما يزيد عن نصف قرن.
5. يؤكدون على أن عجز النظام الحاكم على حل مشكلة البطالة يعود إلى الأزمة الهيكلية التي تعيشها الإقليمية، وأنه لم يعد أمام الجماهير العربية إلاّ أن تشق طريقها عنوة وبقوة لتصوغ مستقبلها على النحو الذي يحقق لها عزتها وكرامتها ولتبني دولتها العربية الواحدة من الخليج إلى المحيط.
• المجد والخلود للشهداء الأبرار
• عاش نضال جماهير أمتنا العربية على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة.
الوحدويون الناصريون / تونس

2-

بيان الهيئة الوطنية للمحامين بتونس حول أحداث الحوض المنجمي

الهيئة الوطنية للمحامين
قصر العدالة –تونس

الحمد الله.تونس في 9 جوان 2008
بيــــــــان

إن مجلس الهيئة الوطنية للمحامين المجتمع بمقر الهيئة بقصر العدالة يوم الإثنين 9 جوان 2008 في جلسة طارئة وبعد إستعراضه للأحداث الأليمة التي جدت بمنطقة الحوض المنجمي بالجنوب الغربي والناتج عنها وفاة أحد المواطنين وجرح آخرين وإيقاف العديد من المواطنين :
فإن مجلس الهيئة الوطنية للمحامين:

1- يدين إستعمال السلاح والعنف ضد المواطنين بالجهة.
2- يعبر عن مساندته لأهالي الجهة في مطالبهم المشروعة المتمثلة في الحصول على شغل وفي العيش الكريم.
3- يطالب السلطة بتوخي منهج الحوار والتفاوض كحل لمعالجة المشاكل عموما عوضا عن إتباع الأسلوب الأمني.
4- يطالب بفتح تحقيق إداري وقضائي حول الأحداث الأخيرة .
5- يعلن عن تكوين لجنة للدفاع عن المحالين على القضاء يترأسها العميد وتضم مختلف هياكل المحاماة وهي مفتوحة لعموم المحامين.
6- يطالب بإطلاق سراح جميع الموقوفين.


الهيئة الوطنية للمحامين بتونس
العميد البشير الصيد
أخبار نقابية :
1- بعد الدخول في مفاوضات القطاع الخاص مع اتحاد الصناعة والتجارة والسلطة وبعد أن سجل الاتحاد العام التونسي للشغل التعثر الحاصل وخاصة في البنود المتعلقة بحرية العمل النقابي و مرونة وهشاشة التشغيل والعمل بالمناولة هدد الاتحاد العام التونسي للشغل بمقاطعة المفاوضات . واستجابت الحكومة لمطلب الاتحاد وتواصلت المفاوضات في الجانب المالي .
كما انطلقت المفاوضات في القطاع العام والوظيفة العمومية وهي لا تزال في بدايتها وبالرغم من ذلك فهي تشهد اختلافات حادة في وجهات النظر بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل .



2- ألغت النقابة العامة للتعليم الأساسي الإضراب الإداري المزمع القيام به في آخر هذه السنة الدراسية 2007 - 2008 بعد أن أمضت اتفاق تم بموجبه الاستجابة جزئيا لمطالب القطاع 3-اصدر الاتحاد العام التونسي للشغل بيانا تعرض فيه لأحداث الحوض المنجمي وأشار إلى وجوب انتهاج أسلوب الحوار عوضا عن الحل الأمني الذي لا يزيد الواقع إلا تعقيدا كما اعتبر أن ا قضية التشغيل هي من الأسباب الرئيسية وخاصة تشغيل أصحاب الشهادات ودعا الحكومة إلى التوزيع العادل في مشاريع التنمية وضرورة المعالجة الجادة لملف التشغيل .

أخبار المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب :

1-أشار السيد مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في حديث أدلى به للصحافة الوطنية أن الحوار مع السلطة افضى إلى فتح المقر المركزي في وجه المنخرطين على أن ينعقد المجلس الوطني في أواخر هذا الشهر جوان 2008بحضور أعضاء الفروع الذين قدموا قضايا بصفتهم ملاحظين ويبحث المجلس عن حل توفيقي يرضي الرابطيين ويتوج بمؤتمر وطني في مفتتح سبتمبر القادم

2- عقد كل من الحزب الديمقراطي التقدمي و التكتل الديمقراطي وحركة التجديد ندوات في مقراتها في الأسبوعين الأخيرين كان موضوعها انتفاضة الحوض المنجمي


3- يعيش الحزب الديمقراطي التقدمي خلافات حادة بين أعضاء المكتب السياسي بين محمد القوماني من جهة والأمينة العامة مية الجريبي وبقية أعضاء المكتب من جهة أخرى على خلفية مشاركة هذا الأخير في مؤتمر الدوحة الذي حضرته وزيرة خارجية الكيان الصهيوني . وسيمثل محمد القوماني أمام لجنة النظام التابعة للحزب بتهمة عدم انضباطه الحزبي وفي التصريحات والبيانات المضادة التي ادلى بها للصحافة .

4- أطلق الاتحاد الديمقراطي الوحدوي –حزب موالي للسلطة- دعوة في المدة الأخيرة سماها دعوة الحوار القومي و يزعم انه يريد من خلالها وحدة الصف القومي في تونس إلا انه مني بعدم الاستجابة لدعوته من الأطراف القومية المستقلة وخاصة الوحدويون الناصريون الذين عبروا في وقت سابق بأن هذا الحزب لا يمثل القوميين في القطر ويعتبرونه من أحزاب الديكور وقد أنشأته السلطة لضرب الشرعية النضالية للقوميين في تونس.
وفي تصريح لمراسل ناصريون اون لاين عبر مصدر مقرب من الوحدويين الناصريين بتونس عن استغرابه من هذه الدعوة قائلا :متى كانت السلطة في تونس حريصة على وحدة القوميين وأكد أنها تأتي في اطار الدعوة التي أطلقها الحزب الحاكم في تونس" للحوار مع الشباب" في محاولة فاشلة لامتصاص غضبه المتصاعد من أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية الصعبة .
5-من جديد النظام التونسي يعمل على التطبيع مع العدو الصهيوني، وهذه المرة من بوابة الجغرافيا، حيث تستضيف تونس المؤتمر الدولي للجغرافيين بحضور من ممثلي العدو الصهيوني.وهو ما أثار موجة من السخط لدى الجماهير والنخب لما يحتويه من استفزاز للمشاعر القومية للشعب العربي في تونس .وقد اعلنت الجمعية الجغرافية الفلسطينية مقاطعتها لهذا المؤتمر الذي يحضره الارهابيون الصهاينة وراسلت نضيرتها التونسية في الغرض.
6- من جهة أخرى أثارت مشاركة فريق كرة القدم الخاص بالمجمع الكيميائي التونسي في دورة ببلغاريا يحضرها فريق صهيوني موجة من الاحتجاج الشديد خاصة داخل أوساط الاتحاد العام التونسي لللشغل، حيث يطالب النقابيون باحالة المشاركين في هذه الدورة على لجنة النظام الداخلي وعزلهم، كما أكبر النقابيون رفض اربعة من اللاعبين المشاركة في مقابلة ضد العدو الصهيوني لما فيها من تطبيع واعتراف بالعدو الصهيوني،وذلك التزاما منهم بالموقف القومي للاتحاد العام التونسي للشغل.
أخبار المغرب الاقصى
الصحف المغربية تنقل معاناة نساء سيدي إيفني ومحاكمة مدير مكتب الجزيرة بالرباط - نقلا عن موقع الجزيرة نت.

أوردت الصحف المغربية الصادرة خلال الفترة الأخيرة شهادات لنساء من مدينة سيدي إيفني جنوب المغرب قلن فيها إن رجال أمن جردوهن من ملابسهن وهددوهن بالاغتصاب أثناء التحقيق معهن على خلفية الأحداث العنيفة التي شهدتها المدينة في السابع من الشهر الجاري. كما نقلت هذه الصحف تصريحات لدفاع قناة الجزيرة طالب فيها بوقف المتابعة القضائية ضدها، واعتبر هذه المحاكمة "سياسية".
تهديد بالاغتصاب
أسبوعية الأيام المستقلة نقلت عن نساء من سيدي إيفني شهادات يتهمن فيها رجال الأمن بمحاولة اغتصابهن وبتعذيبهن، وقد قررن البوح بما تعرضن له رغم أن آخر "وصية" تلقينها في مخفر الأمن –حسب الصحيفة- هي أن يكتمن الأمر ولا يحدثن به أحدا.
وقالت إحداهن عن أحد رجال الأمن "أمسكني من شعري وجذبني بقوة نحوه فحملني كالشاة ورماني بقوة داخل سيارة كانت فيها مجموعة من قوات التدخل السريع يعتدون على مواطنين بعنف".
وتابعت "بدؤوا يضربونني واقتادوني إلى مفوضية الشرطة فأدخلوني إلى غرفة فيها شخص يضع قناعا على وجهه وآخر أخفى جزءا من ملامحه وراء نظارة شمسية كبيرة، طلب مني الأخير أن أنزع ثيابي بالكامل فرفضت، وحينها بدأ يصفعني ويضربني بعصا في مختلف أنحاء جسدي ورأسي حتى سالت الدماء، امتثلت لأوامرهم فنزعت عني ثيابي لكنني احتفظت بملابسي الداخلية فأمرني ثالث التحق بهم للتو بأن أنزعها كلها".
وختمت المرأة شهادتها بالقول إن ما يؤلمها الآن حقا هو أن الشخص الذي أشرف على "تعذيبها عارية" قال لها إنها والأخريات مهما فعلن واشتكين "فلن تكون هناك نتيجة" لأن ما تعرضن له جاء بتعليمات عليا.
أما ضحية أخرى فقالت للصحيفة "قاموا بجري مثل كلبة وبدؤوا يضربونني ويلكمونني ويصفونني بالعاهرة ويهددونني بالاغتصاب" وتابعت "جردوني من كل ملابسي بما فيها ملابسي الداخلية وبدؤوا يداعبون أعضائي الحساسة".
وأضافت "تعمدوا أن يظهرونا عاريات أمام العديد من شباب المدينة الذين تم احتجازهم في مفوضية الأمن، كنت أبكي بمرارة وأتوسل إليهم، لكن لم تعد في قلوبهم شفقة، كانوا يهددوننا بالاغتصاب الجماعي".
وفي شهادة ثالثة قالت امرأة أخرى "تم احتجازنا في مرحاض مفوضية الشرطة، هناك جردونا من ملابسنا، مزقوا الملابس فوق جسدي، وقد وجدتهم يضربون خديجة وهي عارية كما ولدتها أمها، كانوا يضربوننا ويبصقون على وجوهنا".
محاكمة سياسية
وفي موضوع محاكمة مدير مكتب الجزيرة بالرباط حسن الراشدي أوردت يومية الجريدة الأولى المستقلة أن المحامي المغربي خالد السفياني قرر الدفاع مجانا عن الراشدي الذي قدمته السلطات المغربية للقضاء وسحبت اعتماده الصحفي على خلفية تغطية الجزيرة للأحداث التي شهدتها المدينة منذ أسبوعين.
وقال السفياني للصحيفة إن محاكمة الجزيرة "تدخل في إطار مسلسل تضييق الحريات على الصحافة بالمغرب" مضيفا أن "من تابع ما قدمته الجزيرة أثناء تغطيتها لأحداث سيدي إيفني سيتأكد أنها قامت بعمل مهني، إذ نقلت خبر وفاة عدد من الأشخاص بناء على بيان صادر عن إحدى الجمعيات دون أن تغفل معه نفي السلطات".
وأكد المحامي المغربي أن سلطات بلاده، التي تتابع الجزيرة بتهمة "نشر خبر زائف، لا يحق لها التدخل في التوجه العام للقناة، ولا يحق للدولة أن تكون ضد هذا المنبر الإعلامي".
وفي السياق ذاته علقت الجريدة الأولى على البيان الصادر عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية الذي يطالب بوقف محاكمة الراشدي، وقالت إنه "يحمل في طياته إدانة له عندما اتهمه بأنه ارتكب خطأ جسيما حتى قبل أن يمثل أمام القضاء".
وأضافت الصحيفة أنه "كان حريا بالنقابة أن تقف إلى جانب حرية الصحفي وأن تؤجل دروسها في أخلاقيات المهنة إلى ما بعد صدور الحكم".
السفياني قال أيضا لأسبوعية لوجورنال (الصحيفة) المستقلة الصادرة باللغة الفرنسية إن "السلطات المغربية نفت ما بثته القناة وهذه الأخيرة بثت النفي، وهذا أقصى ما يمكن أن يطلب من أي صحفي".
وأضاف أن قانون الصحافة المغربي الذي يتابع بموجبه الراشدي يشترط توفر سوء النية في من يتم اتهامه بـ"نشر خبر زائف".
وأورد السفياني أن من قدموا الراشدي للقضاء عليهم أن يثبتوا "سوء النية" ويبينوا أن الجزيرة كان هدفها هو "زعزعة استقرار المغرب" مشيرا إلى أن خبر القتلى الذي استنكروا على الجزيرة بثه تصدر الصفحات الأولى لكثير من الصحف.
وتابع السفياني قائلا في مقابلة مع لوجورنال إن "استعمال القضاء لتصفية مشاكل وحسابات سياسية أمر خطير" مؤكدا أنه إذا أراد المغرب أن يلتزم بخط استقلال القضاء فإنه من اللازم تبرئة الراشدي لأنه متابع في "قضية سياسية".
انتفاضة جديدة
أما صحيفة الأحداث المغربية المستقلة فقد نشرت خبرا يقول إن السلطات المغربية عمدت بعد أحداث سيدي إيفني إلى إقالة القائد الجهوي للقوات المساعدة (أحد أجهزة الأمن) بجهة سوس التي تنتمي إليها المدينة.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالموثوقة أن أغلب رجال الأمن في سيدي إيفني قدموا طلبات انتقال إلى جهات ومدن أخرى من المملكة خوفا من أن يتعرضوا للانتقام بعد "التجاوزات والانتهاكات" التي نجمت عن التدخل الأمني ضد السكان في الأحداث الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن إدارة الأمن المغربي المركزية تدرس طلبات هؤلاء، وإن الكثير منهم نقلوا أسرهم من سيدي إيفني خوفا عليهم.
وذكرت أن بعض أسماء رجال الأمن تتردد بقوة بين سكان سيدي إيفني ويتهمهم الناس بأنهم "أشرفوا على اقتحام بعض البيوت وعلى تعذيب العديد من المعتقلين".
صحيفة الصباح المستقلة نقلت عن مصادر من حركة الشباب الاشتراكي التابعة للحزب الاشتراكي المعارض تحذيرها من احتمال اندلاع "انتفاضة جديدة" في سيدي إيفني نهاية يونيو/حزيران الجاري، مشيرة إلى أن "الوضع ما يزال متوترا، وأن بعض شباب المنطقة ما يزال رهن الاعتقال وأن آخرين في سراح مؤقت".
وطالبت الحركة برفع "الحصار الأمني المضروب على المنطقة بشكل كلي، وبالعمل على إطلاق سراح كل المعتقلين وإيقاف المتابعات القضائية وفتح تحقيق في الأحداث ومحاكمة كل المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان".
http://groups.google.com/group/bayan400/files?hl=fr

2008/06/28

هل اصبحت الأمانة العامة للجامعة العربية مفوضية رقابة على اعلام الامة

معن بشوّر

21/6/2008



بعد أنْ "انهى" النظام الرسمي العربي كلّ واجباته، و"اضطلع" بِكُلّ مسؤولياته و"نفذ" كلّ قراراته، توجه اليوم، عبر وزراء إعلامه، إلى تنظيم الإعلام المرئي والمسموع، كما إلى تنظيم التواصل الإلكتروني بين أبناء الأمة.

لقد "اجبر" النظام الرسمي واشنطن على الانسحاب من العراق، و"فرض" على تل أبيب الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران، و"نجح" في إقامة السوق العربية المشتركة على طريق الوحدة الاقتصادية العربية، و"تأكد" من حسن تطبيق معاهدة الدفاع العربي المشترك التي تنصّ على اعتبار العدوان على أي بلد عربي هو عدوان على الأمة برمتها، "ووضع خطوات عملية" لصيانة وحدة السودان و"حماية الأمن القومي والمائي العربي" من المخاطر الآتية من القرن الأفريقي ومنابع النيل.

لا بل لقد "عالج" هذا النظام مشكلة الصحراء في المغرب، و"تمكّن" في إخراج لبنان من ازمته المتمادية، و"عالج" الهواجس والاشكالات في العلاقات بين إيران وبعض الدول العربية، لا بل "نجح" في مواجهة ازمة الغذاء المتفاقمة عبر مشاريع زراعية كبرى في السودان وغيره من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ولا ننسى أيضاً أنَّ النظام قد "وضع" خطّة يشترك فيها العرب جميعاً في الفوائد من الارتفاع الخيالي في أسعار النفط، "فساعد" الدول المحرومة من الإنتاج النفطي على تخطي أعباء هذا الارتفاع، كما "ساعد" الدول المنتجة صاحبة الفوائض النقدية الضخمة على أنَّ تجد مشاريع تكاملية لاستثمار هذا الفائض في الأرض العربية على قاعدة التكامل بين وفرة الموارد، وتوفر العمالة، وسعة السوق، فلا تغزو العمالة الأجنبية دولنا النفطية فيما شبابنا يغرقون وهم يهاجرون إلى السواحل الأوروبية، ولا نخسر أموالنا في أسواق أسهم العقار العالمية فيما أرباحها مضمونة في أي استثمار في بلادنا، ولا تبقى أسواقنا مفتوحة للصناعات الأجنبية فيما صناعتنا العربية ممنوعة بسبب ضيق الأسواق.

نعم لقد "أنجز" النظام الرسمي العربي كلّ هذه المهام، فلم يبق عليه سوى الإعلام المرئي والمسموع، (والممول بالمناسبة بأغلبيته الساحقة من أركان هذا النظام) لكي يضع ميثاقاً لتنظيمه، بل يطالب الأمين العام للجامعة بإعداد مشروع لتشكيل "مفوضية عربية" للإشراف عليه، ويكلف أيضاً اتحاد الإذاعات العربية لإعداد مشروع مماثل لتنظيم الإذاعات الخاصة والمواقع الإلكترونية.

لقد "حصل" المواطن العربي هذه الأيام على لقمة الخبز بسهولة، وعلى حقّه بالعلم والدواء والكساء بيسر، وعلى حرية وطنه وسيادة دولته بِكُلّ اعتزاز، فلم تبق سوى تلك الشاشة "الفوضوية" تقلق راحته، وتهدر موارده، وتعيق تنميته، وتشوش على الديمقراطية التي تنعم بها، فلتشمر السواعد ولتحشد الطاقات من أجل ضبط الصورة، كما ضبط الصوت المنطلق من المذياع الخبيث الذي كان مرة سلاح جمال عبد الناصر في مواجهة العدوان الثلاثي وفضح المتواطئين معه.

أليس من حقّ المواطن العربي أنْ يتساءل وهو يرى مجلس وزراء إعلامه، إلاّ قلّة منه نذكر لهم بالخير مواقفهم المتحفظة على هذه الإجراءات، يتحول إلى مجلس آخر لوزراء الداخلية العرب ليؤكّد ان حكامنا يختلفون في كلّ شيء إلاّ على أمن كراسيهم وعروشهم وعلى قمع شعوبهم وتقييد حرية مواطنيهم.

وهل يجوز أنْ تنطلق مهمة وزراء الإعلام العرب في تقييد حرية البث الإعلامي المرئي والمسموع في الأجواء ذاتها التي نجد فيها العدو الصهيوني يصب جام قذائفه لتعطيل فضائية "المنار" وإسكات صوت "النور"، خلال حرب تموز العدوانية قبل عامين، بعد أنْ عمد حليفه الأمريكي والأوروبي إلى إغلاق فضائه - نعم إغلاق الفضاء في زمن العولمة وفتح الأجواء والأسواق والحدود - أمام هذه الفضائية.

وهل يجوز أنْ تنطلق جهود وزراء الإعلام العرب للتضييق على العدد المحدود من وسائل الإعلام غير الممسوكة عملياً من الأنظمة، فيما عرف العالم بأسره كيف ان بوش بحث مع حليفه المنسي طوني بلير موضوع قصف قناة "الجزيرة"، بل يشهد العالم بأسره تزايد عدد الشهداء من أهل الصحافة - مراسلين ومصورين - لا سيّما في فلسطين والعراق والصومال من أجل اغتيال الحقيقة نفسها بعد الاجهاز على الشهود عليها وتحويلهم إلى شهداء.

ألا يعتقد معنا أمين عام جامعة الدول العربية الأستاذ عمرو موسى أنّه كان من الاجدى على وزراء الإعلام العرب تكليفه بإعداد مشروع لمفوضية عربية للإعلام العالمي تسهم في إيصال صوتنا وتوضيح قضايانا إلى رأي عام عالمي بدأ يتحسس معاناة امتنا بفضل مقاومة أبنائها لا بفضل "مفوضية" انظمتها.

صحيح ان موقع النظام الرسمي العربي، وتفكك العلاقات بين أركانه، ورضوخ العديد منهم لإملاءات خارجية، قد حال دون أن تتمكن جامعة الدول العربية وامينها العام الأستاذ عمرو موسى من تحقيق إنجازات تذكر، ولكن المطلوب من موسى اليوم الا يسمح بتحقيق "إنجازات" بالاتجاه المعاكس لمصلحة الأمة وحرية أبنائها.

فلتكن الخطوة الأولى بصرف النظر عما يسمّى "المفوضية العربية للإعلام المرئي والمسموع"، والخطوة الثانية هي اعتبار ما صدر من وثيقة لاغياً أو استرشادياً غير ملزم بالحدّ الأدنى، ثمّ الخطوة الثالثة هي وضع إستراتيجية عربية لإعلام قادر ان يصل إلى كلّ أرجاء المعمورة.

وليتذكر الأستاذ عمرو موسى أنّه بدأ عهده في جامعة الدول العربية بإنشاء ما يسمّى مفوضية عربية للإعلام، وكلف بها السيدة حنان عشراوي، ودعا عبرها إلى ندوات خبراء ومختصين، فهل يعقل أنْ تتحول اليوم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى مفوضية رقابة وجهاز تضييق.

سباق مع الزمن في العراق

بقلم : نقولا ناصر*


(لا ينبغي ان تكون للعرب أي مساهمة في انجاح مشروع الاحتلال الاميركي للعراق حتى لو كان "النفوذ الايراني" هو المسوغ الذي يساق لتبرير ذلك كون هذا النفوذ زائل لا محالة حالما يزول الاحتلال)

فيما يشبه سباقا مع الزمن تخوضه الادارة الاميركية في واشنطن والادارة المحلية التي انشاتها وكيلة لها في بغداد شهد العراق مؤخرا ثلاث تطورات كشفت نفاد صبر كلتيهما للخروج ب"انجازات ملموسة" قبل ان يسقط عنهما قناع شرعية الامم المتحدة الذي يتستران به عندما ينتهي تفويض مجلس الامن الدولي لهما في نهاية العام الحالي من اجل ترتيب اوضاع الاحتلال بطريقة تؤمن اسر العراق كدولة تدور في فلك الولايات المتحدة الى امد عير منظور ، نفطيا وعسكريا وسياسيا ، بفرض حقائق على الارض لا تترك امام أي ادارة اميركية جديدة اوائل العام المقبل سوى مواصلة مشروع الاحتلال وفي الوقت نفسه تمنح بوش بعض "الجوائز" التي تمكنه من انهاء ثماني سنوات عجاف من عهده بادعاء تحقيق نصر حرمته من اعلانه حتى الان المقاومة الوطنية العراقية وصراع القوى المحلية والاقليمية المؤتلفة تحت مظلة الاحتلال المتكالبة على النفوذ والمصالح والمغانم والمناصب والثروة العراقية المستباحة .

وفي حمى السباق مع الزمن لم تعد حكومتا البيت الابيض والمنطقة الخضراء تابهان ب"ستر" تحديهما لمعارضة الشعبين الواسعة للحرب العدوانية غير العادلة على العراق ولا باظهار الحد الادنى من الاحترام لاي غطاء كانتا تحرصان حتى الان على تامينه من الشرعية الدولية او من القوانين الوطنية حتى تلك التي سنوها هم انفسهم بقوة السلاح وحكم الامر الواقع .

وينبغي لمن ما زال من العراقيين والعرب والايرانيين في قلبه وعقله بعض شك في ان واشنطن بجمهورييها وديموقراطييها تسعى الى وضع العراق في فلك الولايات المتحدة الى امد غير منظور طمعا في نفطه وفي تحويله الى قاعدة انطلاق عسكرية لفرض شروط شركات النفط العملاقة الاميركية والاوروبية على صناعة انتاج النفط في الجوار العربي والايراني على حد سواء وللانطلاق من العراق كجسر عسكري نحو افغانستان لتعزيز قاعدة مماثلة لها هناك تنطلق منها لفرض شروطها النفطية نفسها في اسيا الوسطى على ثاني اكبر مستودع لاحتياطيات النفط في العالم بعد الشرق الاوسط .. ينبغي لمن ما زالت تراوده شكوك في ذلك ان يتوقف عند ثلاثة اخبار في الاسبوع الماضي .

فطبقا للنيويورك تايمز يوم الخميس الماضي قامت حكومة المنطقة الخضراء ببغداد بمنح اربع شركات نفطية كبرى اميركية وبريطانية وفرنسية ، هي اكسون – موبيل وشل وبريتش بتروليوم وتوتال ، عقودا "غير عادية .. من المتوقع اعلانها في 30 حزيران / يونيو" الجاري تمت صياغتها ، على ذمة تايمز ، باعتبارها "اتفاقيات خدمات" للالتفاف على مسودة قانون النفط التي اقرته هذه الحكومة ،عملا بنصائح المستشارين الاميركيين الذين ما زالوا قابعين في وزارة النفط ، لكنها ما زالت عاجزة عن الوفاء يوعودها لراعيها الاميركي بتمريره عبر البرلمان . وقد ابرمت هذه الصفقات "دون مناقصات" مما حرم من المنافسة (46) شركية نفطية عالمية منها روسية وصينية وهندية موقعة على مذكرات تفاهم مع هذه الحكومة التي وافقت في العقود الجديدة على ان تدفع للشركات الاربع نفطا لا نقدا مقابل "خدماتها" مما يحول هذه الشركات الى منافس غير عضو في منظمة "اوبيك" للدول الاعضاء المنتجة للنفط ، ومما دفع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى القول ل"فوكس نيوز": "لقد بدا الامر يصبح مثيرا للاهتمام في العراق" . لكن الامر كما يبدو ما زال غير "مثير للاهتمام" للمحيط العربي والايراني لكي تستنفر هذه الانعطافة النفطية الاستراتيجية في العراق جهدا موحدا يتصدى لمبادرة عودة الشركات الغربية الى السيطرة مجددا على الثروة النفطية في المنطقة ، ولاول مرة في العراق منذ طردت منه اوائل سبعينيات القرن العشرين الماضي ، بعد التضحيات الجسيمة التي قدمتها شعوبها للتحرر من سيطرتها بوضع هذه الثروة تحت سيطرة الدولة الوطنية بالتاميم او بوسائل اخرى .

اما الخبر الثاني فكان اقدام القيادة "الديموقراطية" لمجلس النواب في الكونغرس الاميركي في اليوم نفسه الذي نشرت التايمز خبرها ، الخميس الماضي ، على تمرير قانون جديد لتمويل الحرب العدوانية التي يقودها منافسوهم "الجمهوريون" في العراق وافغانستان بمبلغ (165) مليار دولار يغطي تكاليفها للعام المقبل ليزيد اجمالي ما اقره الكونغرس على (600) مليار دولار لتمويل هذه الحرب التي تعارضها الاغلبية الساحقة من الشعب الاميركي . ومثلما لم تنتظر لا حكومة المنطقة الخضراء ولا الشركات النفطية التي تعاقدت معها اقرار أي قانون للنفط العراقي لم ينتظر الكونغرس الاميركي ولا الحكومة الاميركية التي اقترحت مسودة مشروع القانون الجديد أي غطاء قانوني عراقي او من الامم المتحدة لوجود قواتهم في العراق خلال العام المقبل معتبرين الموافقة المضمونة للحكومة التي انبثقت عن احتلالهم وغزوهم في المنطقة الخضراء امرا مفروغا منه وغطاء شرعيا كافيا سواء ابرمت او لم تبرم "الاتفاقية الامنية" الاميركية العراقية المامولة في الموعد المحدد لها قبل نهاية الشهر المقبل لتوفير الغطاء المطلوب وسواء مدد او لم يمدد مجلس الامن الدولي تفويضه للقوات الغازية المحتلة بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة عندما ينتهي هذا التفويض في (31) كانون الاول / ديسمبر المقبل .

وكان الخبر الثالث هو لحاق الشريك البريطاني الصغير في غزو العراق واحتلاله بالقيادة الاميركية للاحتلال للمطالبة بابرام اتفاق امني يشرعن لوجود عسكري بريطاني "طويل الامد" في العراق وتوقع وصول وفد بريطاني الى بغداد لهذا الغرض في تموز / يوليو المقبل ، كما قال الناطق ياسم الحكومة البريطانية جون ويلكس لصحيفة الصباح في السابع عشر من الشهر الجاري ، ويبدو ان لندن قد تشجعت بتهاون حكومة المنطقة الخضراء امام المطلب الاميركي المماثل وتاكدت من اصرار واشنطن على هذا المطلب لكي تحذو حذوها .

وتكشف التطورات الثلاث المدى الذي وصل اليه هوان السيادة العراقية والاهانة الوطنية التي الحقها بها اولئك الذين يحاصرهم شعبهم في المنطقة الخضراء ممن يسعون الى منح "شرعية عراقية" لا يملكونها لاستبدال الاحتلال الاميركي المباشر تحت الوصاية محدودة الاجل للامم المتحدة باحتلال اميركي مباشر لا نهاية لاجله ودون وصايتها ، وهم انفسهم الذين نصبهم الاحتلال الاميركي حكاما للعراق بعد ان بحت اصواتهم لسنوات قبل ذلك وهم يتهمون حكم البعث الوطني والقومي السابق ب"العمالة" لاميركا لسببين اولهما انحيازهم لدولة معادية في حالة حرب مع وطنهم خلال الحرب العراقية الايرانية وثانيهما الاتفاقية الامنية العراقية السعودية لينكشف الان حقيقة ملموسة على الارض صحة ما كان يتهمهم به ذاك الحكم من "عمالة" لاميركا وايران معا .

غير ان هناك تطورا رابعا لا يقل اهمية يتمثل في انتهاء شهر العسل الاميركي الايراني في العراق ويؤشر الى ذلك تاجيل الجولة الرابعة للحوار الى اجل غير مسمى كما ان المعارك الاخيرة في البصرة والكوت والعمارة ومدينة الثورة في بغداد وقبلها معارك النجف الاشرف وكربلاء بقدر ما تعكس الصراع بين الطرفين فانها بالقدر نفسه تؤكد ان اللعب على الحبلين الايراني والاميركي في ان معا لم يعد ممكنا بعد الان بعد ان اتقنه المتكالبون على خدمة مشروع الاحتلال وتوفير غطاء "عراقي" له طوال خمس سنوات لان واشنطن لم تعد تقبل شركاء بل تابعين لها في العراق وان وصفت تبعيتهم لها بالشراكة لاسباب لا تخفى على احد .

وهكذا فان الاوضاع في العراق تتجه نحو خلق ارضية مشتركة لجهد عربي ايراني مشترك من ناحية ولوحدة وطنية عراقية من ناحية ثانية للحيلولة دون الاحتلال واسر العراق كدولة تدور في الفلك الاميركي الى امد غير منظور . غير ان الدلائل والقرائن تشير الى اتجاه معاكس ، حيث ينحني العرب امام ضغوط العاصفة الاميركية التي تجتاح المنطقة ، بينما ما زال الايرانيون اسرى الوهم بانه ما زال في وسعهم التسلل تحت عباءة الاحتلال لتحقيق مصالح اقليمية ما كانت لتتوفر لهم لولاه ليغيب عنهم وعن جوارهم العربي معا ان عواصمهم جميعا ستكون المحطة التالية للاجتياح الاميركي ان مكنوه من تامين محطته العراقية . ومما لا شك فيه ان انعدام التنسيق العربي الايراني على قاعدة مقاومة مشروع الاحتلال ما زال ينعكس سلبا على الوحدة الوطنية العراقية وعلى نجاعة المقاومة العراقية للاحتلال واذا ما استمر انعدام التنسيق هذا فانه لن يدخل التاريخ الا باعتباره كان تسهيلا حاسما لنجاح الاحتلال .

وعلى سبيل المثال تضغط الحكومة الاميركية على العرب بمطلبين تلح عليهما بشان العراق اولهما ارسال سفرائهم الى بغداد وثانيهما اعفاء العراق مما لا يقل عن (67) مليار دولار يدين بها للسعودية والكويت والامارات وقطر اضافة الى (28) مليار دولار تعويضات حرب للكويت تقوم لجنة تعويضات تابعة للامم المتحدة من مقرها في جنيف بحسم خمسة بالمائة من عائدات العراق النفطية لصرفها .
وفيما يتعلق بالمطلب الاول يلاحظ انه بينما ما زالت دولة حليفة لواشنطن مثل كندا تدير مصالحها في العراق عبر سفارتها في الاردن ابلغ وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان نظيره هوشيار زيباري في بغداد قبل اسبوعين تسمية سفير للامارات العربية المتحدة في العاصمة العراقية ، كما قال زيباري مضيفا للشرق الاوسط اللندنية في الحادي عشر من الشهر الجاري ان الكويت والبحرين والاردن قررت تسمية سفرائها ايضا لكن القاهرة ابلغته بعزمها ارسال وفد للكشف على السفارة المصرية تمهيدا لاعادة فتحها بينما كانت الرياض قد ارسلت وفدا الى بغداد لفحص امكانية فتح السفارة السعودية فيها التي لم تفتح منذ الغزو الاميركي عام 2003 . وقال زيباري ان منظمة المؤتمر الاسلامي وافقت على فتح "مكتب تنسيق" لها في بغداد . ولا يوجد حتى الان سفير عربي واحد في بغداد لكن توجد خمس سفارات لسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وتونس يديرها قائمون بالاعمال . وكانت الامارات قد علقت اعمال سفارتها في العاصمة العراقية في الشهر السادس من عام 2006 بعد اختطاف قنصل لها لكنها لم تغلقها بينما اغلقت مصر سفارتها بعد مقتل القائم باعمالها عام 2005 ومثلها فعلت الجزائر اثر اغتيال اثنين من دبلوماسييها في العام نفسه ومثلهما فعل الاردن بعد تفجير سفارته في سنة 2003 .

وكان انعدام الامن وليس الاحتجاج على الاحتلال الاميركي هو الدافع الرئيسي لعدم فتح السفارات العربية او لاغلاقها ، باستثناء العربية السعودية التي قدمت لاستنكافها عن التبادل الدبلوماسي مع عراق ما بعد الاحتلال سببين سياسيين اضافة الى العامل الامني اولهما استفحال النفوذ الايراني كما كرر القول وزير الخارجية الامير سعود الفيصل وثانيهما ما وصفه ملك العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين عبد الله في 29 اذار / مارس 2007 بانه "احتلال اجنبي غير شرعي" . والملاحظ ان هذا "الانفراج الدبلوماسي" بين الدول العربية وبين عراق ما بعد الاحتلال لم يات لان "الوضع الامني" قد شهد انفراجا نوعيا في العاصمة العراقية ولا لان العراق قد استرد سيادته وتحرر من الاحتلال ، بل هو انفراج ينسجم اكثر مع الضغوط الاميركية على الدول العربية الحليفة او الصديقة قبل غيرها من اجل اضفاء شرعية عربية على الوضع العراقي المنبثق عن الاحتلال والمستمر فقط بفضل استمرار الاحتلال . وفي هذا السياق يمكن رصد بداية الانفراج الدبلوماسي العربي تجاه العراق بدعوة حكومة المنطقة الخضراء لاول مرة لحضور اجتماع وزراء خارجية الدول العربية ال (6 + 2) مع وزيرة الخارجية الاميركية رايس الذي انضم فيه زيباري الى نظرائه من دول مجلس التعاون الخليجي الست والاردن ومصر في البحرين نهاية شهر نيسان / ابريل الماضي .

ويتضح من ذلك ان قوة الاحتلال الاميركية تدرك جيدا ان شرعية أي نظام تقيمه في العراق سوف تظل شرعية مطعونا فيها ولا مصداقية لها طالما ظل الاعتراف العربي بها غائبا من جهة وطالما المقاومة الوطنية العراقية لها مستمرة من جهة اخرى وان امن هذه الشرعية المفقودة سوف يظل رهنا بهذين العاملين ، وهي تدرك ايضا ان افضل طريقة لحصار المقاومة هي حرمانها من عمقها الجيوبوليتيكي العربي ، فهذا هو الدرس الاهم للاحتلال الاميركي بعد اكثر من خمس سنوات على الغزو ، اذ بالرغم من شرعية الامم المتحدة والشرعية الغربية والشرعية الايرانية التي اغدقت عليه ما زال النظام المنبثق عن الاحتلال والمستمر بحمايته محاصرا في المنطقة الخضراء ببغداد .

وفيما يتعلق بالمطلب الثاني بادر رئيس الوزراء نوري المالكي في مؤتمر الامم المتحدة الذي افتتحه الامين العام بان كي – مون في السويد اواخر ايار / مايو الماضي لبحث الديون العراقية الى مناشدة: "اخواننا واصدقاؤنا وشركاؤنا .. الالتزام بدعم سيادة العراق .. واعفائه من ديونه" . لكن الدول العربية المعنية التي حضرت المؤتمر بمستوى منخفض من التمثيل لم تستجب بالرغم من الضغوط الاميركية ، وكيف لها ان تستجيب وهي ترى بان السد العراقي الذي دفعت كل تلك الاموال الطائلة ليبقى صامدا حتى يقيها مد "تصدير" الثورة الاسلامية في ايران قد انهار فجاة وحل محله ما دفعت ملياراتها كي لا يحدث ! ومما يلفت النظر في هذا السياق ان القانون الذي اقره مجلس النواب الاميركي لتمويل الحرب على العراق الخميس الماضي ينص ايضا على تقاسم تكاليف اعادة اعمار العراق بين البلد المحتل وقوة الاحتلال مما قد يفسر الضغط الاميركي على الدول العربية الدائنة للعراق لاعفائه من ديونه .

ان السباق الذي يخوضه بوش مع الزمن لانقاذ مشروعه لاحتلال العراق يخوضه المالكي ليساهم في انجاحه في محاولة يائسة لانقاذ النظام الذي حاول الاحتلال اقامته في بغداد دون ان ينجح حتى الان ، ولا ينبغي ان تكون للعرب أي مساهمة في ذلك حتى لو كان "النفوذ الايراني" هو المسوغ الذي يساق لتبرير ذلك كون هذا النفوذ زائل لا محالة حالما يزول الاحتلال ، طالما ان رمزا عربيا للاعتدال والوسطية وقائدا لبلد هو الاعرق في الصداقة والتحالف مع الولايات المتحدة مثل خادم الحرمين الملك عبد الله يعتبر الوجود الاميركي في العراق "احتلالا اجنبيا غير شرعي" ، دون ان يصدر عنه حتى الان ما يشير الى انه قد غير موقفه .

* كاتب عربي من فلسطين

nicolanasser@yahoo.com*

رجل ولا كل الرجال

بقلم : خالد منصور

كان اسمه يتردد كثيرا في بيتنا وينال ذكره في كل مرة عظيم الهيبة والاحترام.. سالت عن ذلك الرجل، ووددت لو أتعرف أكثر على شخصيته.. وأثناء بحثي اكتشفت أن اسم عبــّــود الذي حمله وعرفه به كل الناس-- ما هو إلا اسم حركي لازمه طوال سنين العمل الثوري المقاوم.. أما اسمه الحقيقي فكان محمد إبراهيم أبو خليل ( أبو إبراهيم )، وهو زيناتي ولد في العام 1931وعاش أولى سنين شبابه في بلدة أم الزينات على سفوح جبل الكرمل، حيث كان منزل عائلته هناك مجاورا لمنزل عائلتنا، وقد أفادني عمي أبو منصور الذي كان صديق الصبا لعبود وزميل دراسته انه ( أي عبود ) كان ذكي بامتياز وانه وإياه قد أكملا الدراسة في مدارس أم الزينات حتى الصف السابع.. لكن حصول النكبة في العام 1948 حرم عبود من فرصة إكمال الدراسة كما حرمه العيش في ارض آبائه وأجداده.

وكان أول لقاء لي به في العام 1995، وذلك بعد توقيع اتفاق اوسلو، الذي بموجبه دخل إلى ارض الوطن آلاف من العائدين.. وفي ذلك العام جاء عبود لزيارتنا في مخيم الفارعة كصديق لعائلتنا.. وكان برفقته رجل آخر اكبر منه سنا عرفت فيما بعد انه مقاتل فلسطيني قديم اسمه عمر الديسي.. يومها كانت فرصتي للجلوس مع هذا الرجل العملاق لأتمعن في وجههه واستمع لأحاديثه بشغف.. عندها وجدت بعبود رجلا ولا كل الرجال يفرض عليك الاستماع إليه ويأسرك ببساطته وحكمته .. ريفي قوي الشكيمة تجاعيد وجهه تدل على عظم الأهوال والخطوب التي مر بها في حياته.. كان بسيطا جدا بتعامله، وكنت الحظ انه يستمتع في الجلسة أكثر عندما يكون الحديث منصبا على الماضي البعيد، وعن ذكريات الحياة ما قبل حصول النكبة.. كان قليلا ما يتحدث عن ثلاثة عقود من حياته ( 65 – 95 ) أمضاها مقاتلا وقائدا ومسئولا.. لم يكن يتحدث عن علاقاته بقيادات مرحلة ما بعد اوسلو، ويقوم وبشكل واضح بتغيير الحديث كلما توسعنا في النقاش حول الوضع السياسي الراهن وعن المستقبل وفرص إقامة الدولة..

بعد تلك الزيارة التي قام بها عبود لمنزلنا التقيت به العديد من المرات-- سواء في منزله ببلدة برقين جنوبي مدينة جنين، أو في مكتبه في مقر محافظة جنين-- حيث كان مكتبه هناك يعج دوما بالزوار، وسالت فعرفت أنهم جميعا من أصدقائه القدامى أو من أبناء أصدقائه.. فعبود عاش بعد النكبة في منطقة جنين، وكون فيها علاقات وثيقة بمعظم وجوه المنطقة وزعاماتها.. فقد كان رجلا يحسب الجميع له ألف حساب، ويدركون قدراته ويسعون إلى كسب صداقته.. فهو كان يكره الظلم ويمقت الظالمين-- وخصوصا بعد أن طاله ظلم الصهاينة وحوله إلى لاجئ وافقده وعائلته كل ما كانوا يملكون.. عبود كان وطنيا بالفطرة ويكره الاحتلال والصهاينة من أعماق أعماقه، وكان مستعدا لفعل أي شيء ليرد للغاصبين الطعنة التي طعنوه وشعبه بها، باحتلالهم أرضه وتشريدهم أهلها.. كان رجلا شجاعا، قلبه من حديد، لا يعرف الخوف أبدا.. لدرجة انه كان يغامر دوما بحياته ليعبر الحدود والأسلاك الشائكة ويتجاوز كمائن المحتلين، ليصل إلى عمق الأراضي المحتلة.. ويصل حتى إلى مسقط رأسه أم الزينات، وقد قال لي يوما خلال رحلة لي معه قادتنا إلى أم الزينات : اسمع يا عمي أنا كنت آتي إلى أم الزينات دوما.. وأبيت في أوديتها ومغائرها وأحراشها وحيدا وامضي فيها أيام وأسابيع..

وما أن بدا الثوار يجمعون صفوفهم ليطلقوا الثورة الفلسطينية المعاصرة إلا وكان عبود في مقدمتهم، حيث التحق بهم في حركة فتح ليوظف معهم كل قدراته ومواهبه ويضعها كلها في خدمة الثورة ومن اجل تدعيمها.. وبذلك يكون قد حدث تطور كبير في حياة هذا الرجل الكبير، جعله يغادر مرحلة العمل الفردي، ليصبح جزء من جسم ثوري وعمل جماعي أكثر تنظيما، وينخرط مباشرة في كل المعارك والمواجهات التي خاضتها الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال، ( وقد علمت انه كان مشاركا فعليا في أولى العمليات التي نفذتها حركة فتح ).. وبسبب شجاعته وإقدامه وجرأته المنقطعة النظير.. وبسبب استقامته ونزاهته وأخلاقه العالية جدا.. اكتسب أبو إبراهيم ( عبود ) محبة كل المقاتلين الذين عملوا معه وتحت إمرته، وكان اسمه مرعبا لكل الأعداء والانتهازيين..

عاد عبود مع العائدين وكان اختياره للسكن والإقامة في بلدة برقين ذو دلالات كثيرة.. أهمها رغبته بالابتعاد عن السياسة التي كان يقول عنها أنها تلوث الإنسان وتفسده، وكان يعتبر أن هذه المرحلة ( اوسلو ) مرحلة جديدة ليس لمثله مكان في قيادتها، وهو الذي اعتاد أن يحاور العدو بالسلاح في ميدان المعارك.. وقد حاول أبو إبراهيم قدر استطاعته عدم الاقتراب من لاعبي السياسة في تلك المرحلة ( أي بعد اوسلو ) لأنه وكما قال لي يوما مقتنع بان اوسلو جاء كممر إجباري، وهو غير واثق بان ذلك الممر الإجباري سيوصل شعبنا إلى بر الأمان، حيث تتحقق له أهدافه التي ناضل وضحى من اجلها.. لقد أراد عبود الذي عاد إلى ارض الوطن وهو قد تجاوز أل 64 من عمره أن يمضي ما تبقى من عمره قريبا من الناس الذين أحبوه ويحاول مساعدة كل من هم بحاجة للمساعدة.. وابتعد كثيرا عن المظاهر رغم انه حمل رتبة عسكرية قد تكون من أعلى الرتب العسكرية في حينها ( عميد ومن ثم لواء ) وظل رجلا شعبيا يفتح مكتبه وبيته في وجه كل الناس..

رحل أبو إبراهيم-- عبود-- بصمت وهدوء، نعته الصحف، وفتحت له الرئاسة بيت عزاء في رام الله، وفتح له أبناؤه بيت عزاء آخر في منزله ببرقين، وذهبت أنا وعائلتي إلى برقين لتقديم واجب العزاء، وهناك رأيت بيت عزاء مهيب جدا.. حيث الوفود تأتي إليه من كل أرجاء الوطن، إكراما له ولتاريخه الحافل بالنضالات، وكان الحزن باديا جليا على كل الوجوه..

وهكذا تنطوي صفحة رجل يجب أن يخلد اسمه في سجلات الشرف، وان تحفظ ذكراه وتكتب سيرته وتعمم لتعرف الأجيال القادمة، شيئا عن حياة رجل مكافح وطني مخلص نزيه نظيف اليد والقلب.. رجل أحب فلسطين وكان مستعدا لدفع حياته ثمنا لها، وخاض في سبيلها عشرات المعارك، ( واعتقد أنا جازما أن عبود كان يتمنى لو نال الشهادة في القتال بدلا من أن يموت صريع المرض الذي داهم قلبه ولازمه لعدة سنين ).



مخيم الفارعة

20/6/2008

علاقة الصهيونية بالإمبريالية والنظام العالمي الجديد (الجزء الاول)

بقلم : د. عادل سمارة


(ورقة مقدمة لمؤتمر البرلمانيين الدوليين للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بروكسل 13-15-2008)


"ليس شأن هذه الورقة كتابة تاريخ الصهيونية، بقدر ما هو تتبع علاقاتها بالنظام العالمي من جهة وإثبات أبوته لها، في مواجهة مزاعم تنسب اختراعها إلى يهود من جهة ثانية."


ما هو النظام العالمي الجديد1؟


ليست الصهيونية وليداً يهودياً، بل مشروعاً راسمالياً غربياً وجد في اليهود أدوات تنفيذه في الوطن العربي. كما ليس الكيان الصهيوني نتيجة للمذابح ضد اليهود بما في ذلك المحرقة النازية التي سرَّعت الهجرات وسهَّلتها، لكنها لم تخلق المشروع الإستعماري الإستيطاني اليهودي في فلسطين . لقد باعت الصهيونية إلى ألمانيا الرسمية دماء اليهود بالمال، أما نحن، فدفعنا ثمن المحرقة دماً ووطناً. لكن ما لم يتوقعه عُتاة المركز الإمبريالي وأدواتهم الصهيونية أن الفلسطينيين، بخلاف كثير من الشعوب الأصلانية المبادة ربما كلياً، سيقاومون ليس قرناً بل إلى الأبد. وعليه، "لم تُنجز المهمة" ولن تُنجز.

تتطلَّب تسمية النظام العالمي، التي تشير غالباً إلى أنه إقتصادي وحسب، تدقيقاً أكثر، كما هي كذلك تسميات الإمبريالية، الغرب، الراسمالية...الخ. وليس هذا لأجل تغيير التسميات، بل التدقيق فيها لا سيما في حقبة أمكن لرأس المال إلحاق ضربات موجعة بالعمل، اي النخب المالكة والطغم الحاكمة بالغالبية الساحقة من البشرية، وصلت درجة احتلال المصطلح وحتى جزءاً من الخطاب مما يخلق تشويهاً في وعي الطبقات الشعبية والشعوب المضطَهَدة والمحتلة2. كما ان حصره في المستوى الإقتصادي يُغفل تمفصلاته الثقافية والطبقية، وحتى، ولو نسبياً، السياسية.


صحيح أن نمط الإنتاج الراسمالي مهيمن على معظم الكرة الأرضية بمعنى انتشار علاقات الإنتاج الراسمالية مما يسهل استخدام مصطلح "النظام الراسمالي العالمي"، ولكن من التمويه موازاة راسمالية ساحل العاج، على سبيل المثال، براسمالية الولايات المتحدة، وإن كان لكلًّ نصيب فيه. كما أن تسمية مركز النظام الراسمالي العالمي فيها تضليل كذلك، فليس دور اليابان كدور الولايات المتحدة رغم كون البلدين من ضواري الإمبريالية بمعنى أن الإمبريالية الأميركية هي متحكمة بدرجة أو أخرى بالإمبرياليات القديمة3، ناهيك عن درجة أو قوة هجوم كل منها على محيط النظام العالمي بغض النظر عن تسميات الهجوم: هجوم على "الإرهاب"، الإرهاب العربي، الإرهاب الإسلامي، الخطر الصيني...الخ. إن عدم الإشارة إلى هذه التباينات لا بد أن تغطي على بعض بطش الولايات المتحدة "التي هي اليوم النظام العالمي الجديد، أو على الأقل اساسه"، والدول الوظيفية في خدمتها، وخدمة أنفسها بالطبع، كالكيان الصهيوني الإشكنازي4. لذا، يُجيز التحكم الأميركي بالنظام العالمي أخذ دور أميركا فيه، وعلاقات الأنظمة الأخرى بها، كمدخل لدراسة النظام العالمي نفسه إلى درجة تكون معها محاكمتنا للنظام العالمي هي محاكمة لأميركا. وهذا أحد مقومات هذه الورقة.


كما لا بد من أخذ تطور مراكز راسمالية أخرى بالإعتبار سواء من حيث خلق توازن قطبي محتمل، وكذلك، وهذا الأهم، من حيث ضياع فقراء العالم في صفقات بين القطبيات، المهيمنة والقديمة والصاعدة أقصد الصين5، روسيا، الهند مثلا. باختصار، ليس النظام العالمي ولا حتى مركزه لوحة واحدة، وإن كان بمعناه العدواني ما زال غربياً.


النظام العالمي وجود مادي، مصطلح يعبر عن وجود مادي مبلور بالضرورة، وهذا ما يكسبه معناه، في المبنى الإجتماعي الطبقي على صعيد الدولة القومية والعالم مجسداً في مصالح الطبقات المالكة/السائدة وخاصة في المركز. لكن نَسْبَه بشكل اساسي للمركز لا ينفي وجود تمفصلات طبقية على صعيد عالمي تخدم، تُوظف، وتتقاسم مع الطبقات الراسمالية في المركز/المراكز الإمبريالية. وإلا، فما معنى كل هذا الدعم للكيان الصيهوني الإشكنازي في جانب ودوره العدواني على صعيد عالمي، وتقديم دولة قطر ثلث أرضها كقاعدة للولايات المتحدة الأميركية من جانب آخر، ومشاركة أنظمة عربية وإسلامية وعالمثالثية وأنظمة هامشية في أوروبا في احتلال أفغانستان والعراق وتحطيم صربيا، وتزكية الإحتلال الأميركي/الأثيوبي للصومال وإرسال قوات باسم الأمم المتحدة إلى الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني، وكلها تحركات معادية للشعوب!


ماذا نسمي انتشار مصالح الولايات المتحدة في مختلف بقاع العالم، وقيام أنظمة مختلف هذه البلدان بتكريس هذه المصالح والدفاع عنها وإشراف الإدارة الأميركية على معظم حكومات العالم كما لو كانوا موظفين أميركيين هناك؟ قد يجوز لنا القول أن النظام العالمي مجسداً بقيادة الولايات المتحدة قد انشأ قطاعاً معقداً نسميه: "القطاع العام الدولاني الراسمالي المعولم". هو قطاع عام لمختلف الدول تتشارك فيه، وإن بتفاوتات هائلة، الدولة/الطبقة الحاكمة/المالكة في المركز والطبقة/الدولة الكمبرادورية والوظيفية في المحيط. لكنه على كافة الأحوال، ليس اقتصادياً بحتاً.


نقطتنا هنا هي وجود حالة من تشارك الهيمنة الطبقية للبرجوازية على صعيد عالمي كما لو كانت طبقة واحدة رتبت نفسها قيادياً ووظيفياً إلى حد كبير. قيادها الإداري، وتركزها المالي هو اساساً في الولايات المتحدة، على شكل الشركات الكبرى والدولة، التي لم يمت دورها بعد لكنه دور في خدمة الطبقة، واي طبقة، طبقة على نطاق عالمي، ومن هنا نقول "قطاع عام دولاني رأسمالي معولم". وتحت هذا الوضع القيادي مالياً وإدارياً، تتسلسل تمفصلات طبقية على صعيد عالمي ايضاً إلى درجة مدهشة، متجاوزة بالطبع السيادة، ومزاعم الكرامة القومية والسيادة الوطنية...الخ.



يعد نشاط الشركات عابرة القومية محصوراً في المركز، بل نقلت جزءاً من قاعدتها الإنتاجية، وإن الأقل تطوراً، إلى محيط النظام العالمي ولا سيما المتضخم بعمالة رخيصة الأجر، فاختصر استيراد المواد الخام، وإعادة تصديرها ثانية إلى المحيط، اختصر الجغرافيا جيئة وذهاباً. ولم يكن لهذا أن يحصل، لأنه لم يتخذ شكل احتلال، إلا لأن هناك أنظمة حاكمة وطبقات اجتماعية استقبلت ذلك بابتهاج في نطاق ما يسمى "إستدعاء راس المال الأجنبي المباشر والحفاوة به". وبهذا أسس لطبقة راسمالية عالمية متفاوتة في الدرجة، ومحمية من انظمة الحكم في هذه البلدان. وهذا خلق تناقضاً مع البلدان التي تحاول الخروج ولو النسبي من تحت عباءة المركز، بإقامة بنى إنتاجية مدنية محمية ببنى تسليحية. وكأن الدولة القومية في هذه البلدان في اشتباك محتمل مع المركز، وتوابعه في الأطراف.



نشأت في المركز وامتدت إلى الأطراف طبقة الفقاعة المالية، المضاربين، التي نشرت وهم الربح السريع وغير المتعب. فقد نفخت عبر المضاربات قيم اسهم الشركات في الولايات المتحدة مما جعل قيمة الإقتصاد الحقيقي الأميركي قرابة ثلث قيمة اسهمها في سوق المضاربات المالية. كما أن لهذه الطبقة تمفصلاتها على صعيد عالمي تساعدها في وضع اليد على مدخرات الطبقات الشعبية على صعيد عالمي. ففي آذار 2006 خسر المستثمرون الصغار في السعودية معظم استثماراتهم في السوق المالي6، أما في المناطق الفلسطينية المحتلة 1967 التي تعيش على حقن التمويل الأجنبي، فقد خسر اصحاب الأسهم نصف ما دفعوه، اي أكثر من 2 مليار دولار. فالنهب الرأسمالي لا يعرف الحدود ولا يرحم الأيتام!



أدى الإنتقال إلى "الإقتصاد الجديد" إلى تغيرات في مبنى الطبقة العاملة على صعيد عالمي. لقد تم تقسيم الطبقة العاملة في مركز النظام العالمي، أميركا خاصة، إلى طبقة عمال الإقتصاد الجديد في قطاع المعلومات الإلكترونيات والإنترنيت...الخ، وطبقة عمال الصناعة التقليدية، وطبقة عمال الخدمات بشكل عام.7 أما في المحيط، فأدى هذا الإنتقال إلى تقسيم الطبقة العاملة إلى قسمين على الأقل:

o العاملون لدى الشركات الأجنبية، والذين، رغم ضآلة أجورهم مقارنة مع نظرائهم في المركز، يشكلون طبقة عليا مقارنة مع عمال المشاريع المحلية في بلدانهم

o وطبقة العمال في مختلف قطاعات الإقتصادات المحلية

والنتيجة لهذا التقسيم هي تأكيد انتصار ما لراس المال على العمل، وإضعاف تماسك الطبقات الشعبية في مواجهة تغّوُل رأس المال على صعيد عالمي، مما قاد ويقود إلى تدهور شروط الحياة للسواد الأعظم من البشرية والمتجلي في تزايد من هم تحت خط الفقر، وانتشار الأمراض وارتفاع نسبة الأمية، وتسهيل قيام المركز بالحروب.



وهكذا، لم يعد فهم النظام العالمي على اساس قومي صرف أمراً ممكناً، ولا على اساس تصنيف طبقي بحت عابر كلياً للقوميات أمراً ممكناً كذلك. هو تحالف طبقي عالمي أساسه راسماليات المركز. وفي حين أن راسماليات المركز هي قومية بامتياز، أما مصالحها فعالمية بامتياز ايضاً، فإن راسماليات المحيط هي جزء منه، لكن ارتباطاتها وتبعيتها وتفريطها بالمصالح القومية لأممها، تطرح جدياً حدود ولائها القومي متنافسا مع تخارجها (externalization) العالمي/الطبقي. صحيح ان بعض الأنظمة المحيطية تحاول الخروج عليه، ولكن بالإجمال، هو نظام الطبقات الراسمالية في تحالفها ضد الطبقات الشعبية على صعيد عالمي. لذا، يعيش هذا النظام ويستمر بمقدار قدرته على التلاعب هيمنياً بالطبقات الشعبية عالمياً، وحين لا تفلح الهيمنة قد تُفلح الدبابة.



أمركة النظام العالمي



سمح تفكك الإتحاد السوفييتي للإمبريالية 8 الأميركية بالعودة للإستعمار المباشر، وبهذا نقلت الحرب الباردة بين القطبين إلى حروب ساخنة في المحيط. على أن من جملة معاني هذه الحرب الساخنة هي إشعار الدول الطامحة في التحول إلى اقطاب، بأن دونها القوة العسكرية الأميركية المانعة لذلك. لذا، لا تلبث أميركا تؤكد أنها لن تسمح بتطور اي تحدٍ لها اقتصادي او عسكري. فطالما أكدت الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة أنها لا "تتسامح" مع نشوء اية قوة عسكرية أو اقتصادية يكون بوسعها تحدي السيطرة الأميركية (إقليمياً: العراق، كوريا الشمالية ثم إيران)، وهذا لا ينحصر فرضه على أنظمة الحكم بل يُطال الشعوب كذلك، إنه ضد الحركات السياسية المقاومة للإمبريالية سواء مباشرة أو لا مباشرة وخاصة في فلسطين، والعراق وأفغانستان وصربيا، وقوى المقاومة داخل بلدان الأنظمة العميلة لأميركا، وخاصة حزب الله في لبنان ذي النظام الحالي العميل بصراحة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني9، مجسداً هذا في شعار "لا مقاومة في حقبة العولمة".



فعلى الرغم من التكوين المتسارع للإتحاد الأوروبي بتعدد إمكاناته الهائلة، فإن الولايات المتحدة ما تزال متحكمة بالمركز الأوروبي الغربي. فقد بينت وقائع عدة في العقود الثلاث الأخيرة عمق هذا التحكم الأميركي لدرجة يمكن القول، بدون مبالغة كبيرة، بأن أميركا هي الدولة المستقلة الوحيدة في العالم، وبأن أوروبا واليابان مناطق حكم ذاتي، في حين أن بقية العالم مثابة مستعمرات مستباحة. وإلا فما معنى ذلك الإصطفاف الأوروبي وراء السياسة الأميركية سواء في التخطيط أو التنفيذ العسكري أو التمويل، سواء في فلسطين فالعدوان على العراق (1991)، وقصف يوغسلافيا (1999)، واحتلال أفغانستان (2001) والعراق (2003)10 وحصار كوريا وكوبا وإيران، وبالطبع في دعم الكيان الصهيوني ورعايته المتواصلة.



وحتى حين تدهور الإقتصاد الأميركي إلى درجة عالية من الطفيلية، ووصل الأمر بالولايات المتحدة درجة تمويل عجزها وسيطرتها وحروبها واستهلاكية مواطنيها على حساب الأمم الأخرى، كان ذلك بسبب ومن أجل قوتها العسكرية. فقد قفز العجز في الولايات المتحدة من 100 بليون دولارعام 1989 إلى500 بليون عام 2002. كما نضبت المدخرات القومية الأميركية نظراً للإنفاق الحربي الهائل والإنفاق الإستهلاكي الذي تربى عليه الأميركي. فالمواطنون الأميركيون يستهلكون ما ينتجه العالم، ويمولون ذلك بما يتدفق إليهم من مدخرات واستثمارات العالم. تجدر الإشارة إلى ان الإستثمارات اليابانية في أميركا التي اعتبرت غزوا لأميركا هي في الحقيقة تمويل ياباني وأوروبي لأميركا.



ينطبق الأمر نفسه، وإن بقدر اكبر من التبعية على بلدان الخليج العربي التي استوردت اسلحة من الولايات المتحدة بما قيمته 73 بليون دولار في الفترة من 1981-2006، وقدمت قائمة طلبات تسليح مؤخراً ب 13 بليون دولار، ورغم ذلك فهي تصرخ مستغيثة من "الخطر الإيراني" وتثير فتنة (الشيعة والسنة) كي تبرر للولايات المتحدة احتلال الوطن العربي وضرب إيران. فإذا كانت كل هذه الأسلحة عاجزة عن حماية مشتريها، فما لزوم شرائها؟ أليست هذه المشتريات مثابة "ريع" اقتصادي لعلاقة سياسية جوهرها حماية الولايات المتحدة لأنظمة هذه البلدان من شعوبها؟



كما أن الصين الشعبية تدعم الدولار طالما تمول وارداتها بالدولار الذي تكسبه من فائضها التجاري الملموس مع الولايات المتحدة، مما يدعم الدولار. لذا، تواصل المؤسسات المالية الدولية والأنظمة البرجوازية في العالم دعوة الصين وبلدان النفط العربية لدعم الدولار. إن من مصلحة الولايات المتحدة الإصرارعلى الإحتفاظ بهيمنتها العسكرية لإخضاع الأسواق العالمية، وصناعة الحروب كي يتواصل استيراد منتجاتها من الأسلحة.



ما هو معروض على الطبقات الحاكمة في مختلف بلدان العالم هو التذيل للطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة. وهذا يعني انه كي تتمكن الشعوب من إحداث تغيير فإن عليها فك الإرتباط مع مشروع الطبقات الحاكمة وهذا يفتح على أهمية الحركات الشعبية المناهضة للحروب والعولمة، وهي، رغم كونها مخاليط هائلة من الإتجاهات، هي جوهرياً وإن دون إعلان بعد، مناهضة للصهيونية لأنها ماكينة حروب من جهة، ووليد وظيفي للنظام العالمي من جهة ثانية.



الصهيونية راسمالية غربية قبل تهويدها



بخلاف سائر المستوطنات البيضاء، وجميعها راسمالية، ينفرد الإستيطان الصهيوني، وهو ابيض كذلك، بعدة خصائص، منها أن وطنه الأم هو المركز الرأسمالي الغربي11 من حيث دافع الإستيطان، ناهيك عن الأصول القومية المتعددة للمستوطنين اليهود في فلسطين التي تتجاوز مركز النظام إلى محيطه ايضاً. وعليه، فإن الحركة الصهيونية معولمة منذ بدايتها، بعكس الدين اليهودي هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن الصهيوينة قد صهينت ورسملت الديانة اليهودية ومن هذا المنطلق تحديداً يمكن التعامل معهما مندمجتين اي بقدر صهينة الدين وتوظيفه وإلحاقه وليس بقدر تهويد الصهيونية.



يفتح هذا الحديث على خلاف مع كثرة من الدراسات التي تنسب الصهيونية كوليد للإمبريالية، بل وطرح المسألة بحالة رمادية تشي بتناقض الصهيونية مع الراسمالية، حتى رغم نسبها إلى حقبة تأزُّم الراسمالية في شرق وغرب أوروبا. ويجادل هؤلاء بأن ولادة الصهيونية ترافقت مع توسع الراسمالية من النطاق القومي وتحولها إلى حقبة الإمبريالية مما قد يوحي بأن الإمبريالية حقبة أخرى مقطوعة عن الرأسمالية من جهة ومع دورها الإستعماري من جهة ثانية. (أنظر لاحقاً)



وهذا يقربنا من أطروحة محمد ولد إلمي، بأن جذور الصهيونية نفسها ليست يهودية، وهو أمر يلقى تفسيره المقبول ويتقاطع إلى درجة كبيرة مع علاقتها المتواصلة، أي الصهيونية، مع النظام الرأسمالي العالمي في حقبتيه الإمبريالية ومن ثمَّ العولمة. ناهيك، وربما هذا الأهم، عن أن هذا الطرح يستكشف بأن الصهيونية كانت ضرورية للراسمالية الغربية في تخارجها الإستعماري، وبأن زرع هذا الكيان في فلسطين، كان سيحصل سواء نادت به الصهيونية السياسية لاحقا أم لا، وهذا الأساس الموضوعي والمنطقي وراء التوليد الراسمالي للصهيونية.



"... منذ عهد الإصلاح الديني فإن العديد من مخططات الإستيطان الصهيوني لفلسطين قد رأت النور وتطورت على أيدي اوربيين غير يهود (متدينين وملحدين على حد سواء) كانوا قد سبقوا كلا من يهودا القالاي (1798-1868)، وموسس هيس (1812-1875) وثيودور هرتسل (1860-1904) الذين صادف ظهورهم مجرد بداية صهينة اليهود أنفسهم وانخراطهم المباشر في فكرة الصهيونية والتي كانت في اساسها فكرة غير يهودية12".



كما يرد ولد إلمي الإهتمام السياسي واللاهوتي باليهود إلى مارتن لوثر (1483-1546) حيث رأى في اليهود حلفاء مرشحين ضد الكاثوليكية ومهتدين احتياطيين للديانة البروتستانتية الجديدة. هذا على الرغم من تراجعه عن موقفه لاحقاً تحت التهديد (نفس المصدر). على أن الأكثر أهمية أن بريطانيا الميركنتيلية في القرن السابع عشر، وخاصة بعد أن تمكن كرومويل من محاكمة وإعدام الملك تشارلز الأول، قد رحب باليهود لأنه كان مصمماً على استقدام التجار اليهود من امستردام، المنافِسة، إلى لندن بغية تقوية التجارة الإنجليزية في وجه البرتغال وإسبانيا حيث تقيم جاليات يهودية عرفت بالثراء والمهارات التجارية وشبكة العلاقات التجارية الخارجية13.



على أن افول نجمي إسبانيا والبرتغال لصالح بريطانيا وفرنسا، وانتقال أوروبا الغربية باتجاه الراسمالية الحديثة ممثلة في الثورة الصناعية، يعطي لكشف الجذور والأسس غير اليهودية للصيهونية، اي الجذور الرأسمالية، أدلَّة اقوى. يتضح هذا من تنافس كل من بريطانيا وفرنسا على كسب ود اليهود، وبالطبع على اساس وظيفي/استخدامي. فإبان محاولته الفاشلة لاحتلال عكا والقدس، توجه نابليون إلى اليهود بإعلان يقول:

" إن فرنسا تعرض عليكم (أي على اليهود) في هذا الوقت، وخلافاً لكل التوقعات، إرث إسرائيل...إن فرنسا لا تناشدكم احتلال هذا الوطن، كلا، بل مجرد الإستيلاء على ما تم احتلاله وبضمانات ودعم تلك الأمة، والمحافظة عليه ضد كل الغازين"14. وأضاف نابليون داعياً اليهود للسير تحت رايته "لإعادة تأسيس القدس القديمة واصفا اياهم بأنهم امة فريدة وصاحبة حق مشروع في وراثة فلسطين15".



قد لا يكون هناك عرضاً أكثر سخاء من هذا! ولكن لا يمكن لهذا السخاء من إمبراطور راسمالي توسعي أن يكون بلا ثمن، وليس هذا الثمن سوى إقامة قاعدة يهودية في فلسطين لخدمة فرنسا في صراعها مع بريطانيا على المنطقة وطرق التجارة إلى الهند. أما وقد عجز نابليون أمام أحمد الجزار وأسوار عكا، ولاحقاً انتهى في معركة واترلو 1815 فقد انتقل توظيف اليهود من الرأسمالية الإستعمارية الفرنسية إلى الراسمالية الإستعمارية البريطانية.(سنلاحظ لاحقاً، أنه بقدر انتقال الإهتمام الراسمالي الإستعماري بتوظيف اليهود، كانت قرون الإستشعار الصهيونية تتابع ايضا تغير ميزان القوى لتُلحق هي نفسها بموجبه بالقوة الإمبريالية الجديدة الأقوى).



ولا شك أن هذا العرض الفرنسي هو الذي كررته بريطانيا بعد أكثر من قرن سواء بوعد بلفور 1917، واحتلال فلسطين ورعاية الإستيطان الصهيوني في فلسطين حتى اليوم. لذا، عارضت الصهيونية البريطانية اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون داخلها وحرضت على انفصالهم بحجة انهم متميزين.



"...أمر شافتسبري جمعية لندن لتعزيز المسيحية بين اليهود ببناء كنيسة إنجيلية في القدس، "على جبل صهيون نفسه إن أمكن ذلك16، كما انه اكد لبالمرستون ان الصهيونية ستكون الوسيلة الأسرع والأقل كلفة لاستعمار سوريا وبأنه لن يطلب من الضامنين ان يقدموا اية مبالغ مالية وان المنافع الناجمة عنها (أي الصهيونية) ستعود إلى العالم المتحضر بأجمعه17".



بعث الفيكونت بالمرستون إلى السلطان العثماني برسالة يشرح له فيها المنافع المادية والسياسية التي تعود على السلطان من جراء تشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين: "ان عودة الشعب اليهودي الى فلسطين بدعوة من السلطان وتحت حمايته تشكل سدا في وجه مخططات محمد علي او من يخلفه18". لذا، كان التحالف البريطاني العثماني في الإعتداء على مصر وتصفية تجربة محمد علي لبناء دولة عربية حديثة. وهذا يفسر التفكير الإستعماري البريطاني والفرنسي المبكرين لإقامة كيان صهيوني في فلسطين كقاعدة لضرب الأمة العربية، وليست من أجل "ملجأ" يعيش فيه اليهود "المساكين"19!.



كان القناصل الأوروبيون قد عملوا على فصل فلسطين عن دمشق منذ ثلاثينات القرن التاسع عشر بهدف خلق دولة مسيحية في فلسطين وفصلها عن الدولة العثمانية. اما فريدريك ولهلم الرابع فكتب في أمر اداري لمجلس الوزراء مؤرخ في 31-8-1839 قائلا في استسلام: " انني اشاطركم الراي فيما افصح عنه التماسكم...من رغبة في رفع القدس الى دولة مسيحية. وأرجو ان لا تخطئوا بهذا الصدد في تقدير الصعوبات التي تعترض هذه الرغبة20".

هل المسألة خدمة المسيحية أم تسابق دول المركز على المنطقة؟ يذكرنا هذا بحروب الفرنجة، واستخدام الدين لأغراض بحث فائض أمراء الإقطاع عن إمارات. ترتكز محاولات تأسيس دولة مسيحية في القدس بالمشروع الأكبر وهو تفكيك العثمانيةن التي ترنحت طويلاً قبل أن يُجهزوا عليها.



كان انتقال اوروبا الغربية من الإقطاع إلى الراسمالية ونشوء المصارف المسيحية ودخول الراسمالية الى الريف مثابة حراك اجتماعي شامل طال بدوره اليهود الذين فقدوا دورهم كصيارفة للنبلاء والحكام وكسماسرة ايضا. فانتقلوا إلى المدينة بما هي مركز الإنتاج في التشكيلة الإجتماعية الإقتصادية الطالعة. وهناك أنشأوا معازلهم الطوعية، "الغيتو"، التي يعني وجودها رفض الإندماج او العداء للمجتمع المحيط.

نلاحظ انه بالتوازي مع رسملة أوروبا الغربية، كان يتم انعزالا أوسع لليهود، قرارهم الذاتي بالإنعزال ليس على أسس دينية، وإنما لأنهم أكثر ارتباطاً بنمط الإنتاج الإقطاعي (أعمال الربا، والسمسرة، والصيرفة) هذا رغم انتقالهم إلى عالم المدينة الأرحب. بعبارة أخرى، كانوا من المواطنين الأوروبيين الذين أعيق ترسملهم مقارنة مع برجوازيات تلكم البلدان.

يقول الكيالي: " وأدى نشوء الراسمالية الصناعية في أوروبا الغربية إلى انهيار وظيفة اليهود الإقتصادية والإجتماعية، مما اضطرهم لمغادرة بعض البلاد أو إلى طردهم من مدن أوروبا الغربية فنزحوا إلى أوروبا الشرقية، حيث استمروا في لعب دور التاجر والمرابي والخمار ووكيل الإقطاعي في استغلال الفلاح مباشرة إلى أن برز في القرن التاسع عشر فجر الراسمالية الصناعية في روسيا وبولندا فاهتز وضع اليهود اهتزازا تاما...واسهمت ازمة الراسمالية في تغذية اللاسامية...وفي ظل اشتداد وطأة اضطهاد اليهود إثر المجازر الروسية عام 1882، وفي ضوء رغبة المتمولين الغربيين في توجيه هجرة يهود أوروبا الشرقية إلى خارج أوروبا، نشأت الحركة الصهيونية وحددت هدفها في إيجاد دولة يهودية خارج أوروبا21".



تشكل هذه التطورات المناخ الذي طوَّر رؤية الصهيونية السياسية لمستقبلها. فلا شك أن حصافة ما توفرت لهرتسل ومؤيديه بأن مستقبل العالم منوط هذه المرة بالطبقة الراسمالية في اوروبا الصناعية، شريطة أن يكون هؤلاء "اليهود" مطواعين لمتطلبات أوروبا الراسمالية، وأن على يهود أوروبا أن يغيروا موقعهم الجغرافي بقيادة حركة ذات إيديولوجيا برجوازية صغيرة وجدت نفسها في مأزق بين إقطاع يتهاوى وراسمالية مأزومة22، وطالما لم تعد أوروبا مؤاتية لدورهم الإقتصادي كما ان عليهم تجليس دورهم المالي ضمن الإنتقال الراسمالي ألأوروبي إلى مرحلة الإمبريالية. وعليه، كان تفكير هرتسل مثابة نقل الصهيونية الأوروبية (البحث الأوروبي عن أداة في الوطن العربي) إلى الصهيونية اليهودية (بحث البرجوازية الصغيرة اليهودية، عن موقع استثمار اقتصادي ضمن مشروع سياسي بالطبع) ولكن ضمن تطورات النظام الراسمالي العالمي وليس لما قد يبدو تناقضاً بين اليهود والرأسمالية في أوروبا في تلك الفترة، بقدر ما هو توظيف الراسمالية الأوروبية لليهود. كانت الصهيونية السياسية/البرجوازية إذن بصدد البحث عن موقع جغرافي لمشروعها الإقتصادي. ومن هنا زاوجت بين علمانيتها، وهي علمانية تمتعت ولا تزال بمرونة تصل حد التنازل عن العلمانية نفسها! وبين الديانة اليهودية كي تجند الكثافة الديمغرافية لمشروعها. وعليه، فهذا يبين المشترك الامبريالي وتلاقي المصالح بين الصيهونية والرأسمالية الأوروبية الغربية بمعنى أن كليهما أخذ يبحث عن استعمار مناطق خارج الوطن الأصلي، الأولى بحثاً عن مكان لاستعمار استيطاني، والثانية بحثاً عن مستعمرات. وهذا يفتح على حقيقة هامة هي أن الصهيونية لم تجد لمشروعها مكاناً مناسباً في أوروبا، وبما أن مناخ الإستعمار الإستيطاني كان سائداً في أوروبا في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فالصهيونية كحركة استيطانية، عانت من أزمة الراسمالية في تلك الفترة، وجدت أن خلق مشروع استيطاني هو حلاً لطموحها الراسمالي. أما اعتماد اليهود كمكون بشري لها، فقد دفعها لإحياء مزاعم التوراة بشأن أرض الميعاد وزعم تواصل ما يسمى بتاريخ إسرائيل!



لقد بينا بأكثر من ملاحظة أن دولة غير عربية، أي أوروبية، يهودية/مسيحية غربية في فلسطين ليست فكرة يهودية صهيونية بل استعمارية أوروبية. وعليه، قد تكشف التنقيبات البحثية ان الحركة الصهيونية استقرت على فلسطين تحت رغبة وضغط الدول الكبرى، وهي، رغبة بل مصلحة التقطها هرتسل وطالب أن يكون هذا الإستيطان بحماية "الدول الكبرى مجتمعة، وقد اجتمعت ولا تزال!. لذا، وبعد أن فهمت الحركة الصهيونية ما ارادته الدول الغربية التي هدفت إلى خلق دولة وظيفية في فلسطين، وليس دولة لليهود كيهود في اي مكان يختارونه، تحدث هرتسل عن "الدول الكبرى مجتمعة" وبالتالي رفض عرض السلطان عبد الحميد الذي كان سيئاً للعرب والأتراك، وغير سخي لليهود:

"... إن السلطان عبد الحميد قد وافق عام 1902 بعد مفاوضات طويلة مع هرتسل الذي عرض عليه مبلغ 1,600,000 جنيه استرليني على منح اليهود حق الإستيطان الإستعماري في العراق وسوريا والأناضول واستثنى فلسطين مما دفع هرتسل إلى رفض العرض23". وبالطبع، لا يمكن لهرتسل أن يقبل بغير ما حددته الدول "الكبرى مجتمعة" أو متفرقة.





الهـوامــش



1- تَشي تسمية النظام العالمي الجديد بوجود خلفية تلاعبية من نَحَتَها. لعل قراءة لهذا النظام تؤكد انه هو نفسه النظام الراسمالي (داخل البلد الواحد من حيث علاقات الملكية والإنتاج الراسمالية) وهو نفسه نظام التبادل اللامتكافىء، وبالطبع تخليد التطور اللامتكافىء عبر الإستقطاب، على صعيد عالمي، اي بما يتجاوز الدولة القومية. لعل ما أغرى بوش الأب بتبني تسمية "الجديد" هو الدور المتفرد نسبياً الذي مارسته الولايات المتحدة وهو القيام باحتلال بلدان في المحيط، وربما الإيحاء بانه جديد من حيث أنه قام على "إنقاض" القطب الاشتراكي . ولكن هذا ليس جديداً، ففي حقبة ما قبل الثورة البلشفية وتبلور القطب السوفييتي كان احتلال المستعمرات أقل كلفة من المناورات العسكرية لجيوش الدول العظمى. وعليه، فإن عودة المركز للإحتلال والإستعمار المباشر لا يعني اختلاف النظام "الجديد" عن القديم، بل استدعاء تراثه الإستعماري المباشر. وهذا يفتح على انتقال راسمالية المركز نفسها من حقبة الإمبريالية إلى حقبة العولمة بمعنى أن التغيرات في النظام العالمي هي في علاقات مركز/محيط اكثر مما هي في القوانين التي تحكم نمط الإنتاج الراسمالي أو عموما التي تشكل التشكيلة الإجتماعية الإقتصادية الرأسمالية. إن تسمية "النظام العالمي الجديد" بالإعتماد أو الحصر في مسالة وحدانية القطبية يعطي النظام العالمي سمة عسكرية وقد يؤدي إلى تغييب أو وضع جوهره الإقتصادي الطبقي في حالة رمادية، مما يقلل من وحشية هذا النظام وأحياناً يبرر إلى حدما عدواناته. فحين تعلن القطبية الواحدة أنها ضد الإرهاب، يتهيىء لكثيرين أن المسألة ليست أكثر من "حفاظ" على أرواح البشر!. وهنا يصبح النقاش في القطبية وعلاقات القوة وليس في الإستغلال ومصالح الطبقات، وهذا يقرَّب من يعتمد هذا المنحى من أطروحة "الإمبراطورية" لدى هارت ونيجري.



2- يستخدم البنك الدولي مثلاً مصطلحات التنمية المستدامة والتنمية البشرية، وهي في الاساس مصطلحات اشتراكية، أو على الأقل ليست من خطاب البنك الدولي.



3- بتفكك الإتحاد السوفييتي وتراجع الإمبرياليات القديمة "العجائز" إلى الدرجة الثانية، لم يعد تقاسم العالم وإعادة تقاسمه بالحرب أو غيرها هو ما يحكم علاقات الإمبرياليات، بل اصبحت الإمبريالية الأعظم هي التي تقسم ما بين الإمبرياليات وحتى توزع الأدوار. هل ينسجم هذا مع أطروحة كاوتسكي، ما فوق الإمبريالية ؟ لهذا حديث آخر.



4- الاشكنازية: حسب التعريف القاموسي فالاشكنازية هي وحدة من فرقتين من اليهود، وهي الفرقة االقادمة من شرق اوروبا والتي تتحدث الييدش. لقد هاجر الآلاف من هؤلاء للاستيطان في فلسطين. ان الاشكنازيين هم اليهود الاوروبيون البيض، وخاصة الشرق أوروبين، الذين لعبوا دورا رئيسيا في اقامة "اسرائيل". ان الاشكنازية هي التي بلورت الايديولوجيا الصهيونية الاستيطانية. على ان استخدامنا لهذا المصطلح مقصود به الاشارة الى ان الطائفة الاشكنازية هي النخبة الحاكمة في الدولة الصهيونية، وهو امتياز لها على طائفة اليهود الشرقيين (المزراحيم).

5-

China is still a debatable case, it seems that class struggle is still taking place. If China is evolving towards a stable form of capitalism, its position towards peripheral countries will be different from its position if its recent developments are in a socialist orientation. The Nepalese Maoists consider the recent developments in China as democratic, but Slavoj Zizek (in his “China’s Valley of Tears Is authoritarian capitalism the future? December 3, 2007 http://www.inthesetimes.com/article/3425/chinas_valley_of_tears) asks if China maintain any form of ‘socialism’ it will deeply influence the WO.

على أن الأمر لم يحسم بعد في الصين، بمعنى ان حراك صراع طبقي ما زال يعتمل فيها. قد يؤكد هذا الجدل الإيديولوجي الذي يتجدد في الحزب الشيوعي هناك أنظر:

Also see Stephen Green, China's "New Socialist Countryside, Standard Chartered Senior Economist” where Green explores how China should proceed to raise rural residents out of a cycle of poverty. BusinessWeek March 9, 2006



6- أهي ماساة أم ملهاة أن نسبة عالية من المستثمرين في السوق المالي السعودي من النساء، فالمرأة ممنوعة من قيادة السيارة، لكن مسموح لها بالمضاربة؟



7-

See:

(1) Adel Samara, “Epidemic of Globalization: Ventures in the World Order, Arab Nation and Zionism”, Palestine Research and Publishing Foundation, USA, 2001.

(2) Adel Samara, “Beyond De-Linking: Development by Popular Protection vs development by State:, Palestine Research and Publishing Foundation, USA, and Al-Mashriq Al-A’amil for Cultural and Development Studies, Ramallah, 2007



8- لا يعني ذكر الإتحاد السوفييتي هنا أنه كان بعيداً عن النظام العالمي. فهو نظام انتهى إلى راسمالية بلا راسماليين، ليولَّد النومنكلاتور التي "أزالت" التناقض وحولته إلى بلد راسمالي برأسماليين. ولذا، فهو، منذ الخمسينات القرن الماضي، على الأقل جزء ما بدرجة ما من النظام الراسمالي العالمي، ومعارضته للإمبريالية "الأصلية والأصيلة" كانت من باب التناقض القطبي الدولاني.



9- يلاحظ المتتبع أن الولايات المتحدة تترصد لحزب الله كما لو كان قوة عظمى. وهذا يفتح في حقيقة الأمر ليس على عدوانية الولايات المتحدة، بقدر ما يفتح على الموقع المتميز للكيان الصهيوني لدى هذا المركز الراسمالي المعولم.



10- بموجب اتفاقية نافتا، تُرغم كندا على تصدير مليون برميل نفط يومياً إلى الولايات المتحدة، وبما أن هذه الكمية إضافة إلى حاجة كندا تفوق إنتاج كندا من النفط، فإن كندا مضطرة لاستيراد هذه الكمية من السوق الدولي لسد حاجة أميركا بناء على الإتفاقية المذكورة!. لمعلومات إضافية، أنظر "العطش إلى النفط" تأليف ايان رَتليدج، ترجمة مازن الجندلي، منشورات الدار العربية للعلوم ومكتبة مدبولي، 2006.



11- في دراسته عن الإمبريالية أشار لينين إلى دفاع "المليونير وملك الأموال والمسؤول الأول عن حرب البوير 1895" سيسل رودس، دفاعه عن الإمبريالية بقوله: "كنت أمس في شرق لندن (حي العمال) وحضرت اجتماعًا للعاطلين عن العمل. وعندما عدت إلى المنزل بعد الخطب الرنانة التي استمعت إليها هناك، والتي كانت في أساسها صرخة تطالب بالخبز...إنني ما فتئت القول إن الإمبراطورية هي قضية مَعدة. إن لم ترغبوا في الحرب الأهلية، فعليكم أن تصبحوا إمبرياليين."لكن رودس لم يقل كما قال هرتسل إن على "الدول الكبرى مجتمعة أن تحمي الإستيطان اليهودي في فلسطين" أن تقوم بالإستيطان في ما اسمي لا حقاً باسمه ، ردويسيا الجنوبية، فالإستعمار يغير الأسماء كذلك. وبقي هذا الإسم الرديىء ملصقاً بذلك البلد إلى أن تحررت واصبحت زيمبابوي.





12- انظر محمد ولد إلمي، الأصل غير اليهودي للصهيونية، في كنعان، العدد 113، نيسان 2003، ص ص 29-60.



13-

Sharif. R. Non-Jewish Zionism: Its Roots in Western History. London Zed Press, Quoted in El Mai, (ibid) p. 40.



14-

Kobler, F. Napoleon and the Jews, Jerusalem: Massada Press, p. 55.

لكن، حماية فرنسا للكيان الوارد في رسالة نابليون لن تكون بلا دور وظيفي لهذا الكيان، وهو ما أدركه عُتاة الصهيونية اليهودية لاحقاً وخاصة هرتسل. على أية حال، فإن فرنسا المعاصرة هي التي زودت الكيان الصهيوني بأول مفاعل نووي في بداية خمسينات القرن الماضي، "مفاعل ديمونا".



15- الكيالي عبد الوهاب، تاريخ فلسطين الحديث، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة العاشرة، 1990: 24



16-

Tuchman, B. W. 1984, Bible and Sword: England and Palestine from the bronze age to Balfour. New York: Ballantine Books, p.192.



17- Ibid., p. 192.



18- مذكرة بالمرستون الى بونسونيي 11-8-1940، الخارجية البريطانية – خ ب- 78-390- رقم 134 – مقتطف من كيالي ص 24.



19- يثير هذا الإستهداف الإستعماري للوطن العربي سؤالاً لا بد منه: ألا تعود مسببات العنف العربي والإسلامي ضد الغرب الراسمالي إلى هذا الإرهاب الراسمالي الغربي والمحاولات السابقة له واللاحقة عليه؟ هكذا تجب قراءة التاريخ إذا كان لا بد من فهم الحاضر.



20- مقتطف من كامل العسلي، تحولات جذرية في فلسطين 1856-1882، دراسات حول التطور الإقتصادي والإجتماعي والسياسي: تاليف الكسندر شولش ترجمة كامل العسلي منشورات الجامعة الأردنية الطبعة الثانية عمان 1993. ص 66.



21- عبد الوهاب الكيالي، تاريخ فلسطين الحديث، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت الطبعة العاشرة، 1990، ص ص 21-22.



22- قاد التطور الرأسمالي المتسارع في روسيا بعد 1863 واصلاح الإقتصاد الروسي إلى تدهور وضع اليهود المتركزين في البلدات الصغيرة. كما ان الطبقات الوسطى في الغرب قد تحولت ضد اليهود الذين زادوا من سوء أوضاعها. على أن هذا ليس شرطاً انه ضد اليهود كدين، وإنما هو نتاج صراع طبقي.



23- أنظر مذكرات هرتسل الكاملة، الجزء الرابع ص 1302، مقتطف في الكيالي، مصدر سابق ص 36. لماذا لا يكون من قبيل الإنصاف للسلطان العثماني أنه رفض "منحهم" فلسطين، وربما كان الرجل على اطلاع ما بأهداف الدول الراسمالية الغربية في الوطن العربي الذي كان ضمن العثمانية، وإلا لماذا عرض غير فلسطين؟ وهنا يبرز السؤال: لماذا كان موقف السلطان عبد الحميد افضل من مواقف أمراء العرب الذين وافقوا على هجرة اليهود إلى فلسطين، الأمير فيصل عام 1918 مثلاً. هل كان جهلا منه بالأمر، أم أن التابع لا يستطيع رفض مطالب السيد! كانت العثمانية ضعيفة، لكنها كانت تقاتل ضد أن تكون تابعة. وهنا، لا يدخل عامل الدين في الموقفين، بل يدخل عامل المصالح، كما لا يدخل عامل القومية، بمعنى أن هناك بعض السلفيين الذين يربطون تهافت أمراء الحجاز أمام المستعمرالبريطاني بالقومية العربية في محاولة منهم لتبرير موقفهم المضاد للقومية العربية. باختصار، في التبعية ومصالح التابعين الصغيرة، آنذاك، وحتى اليوم، تكمن كوارث هذه الأمة.